مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" - الصفحة 21 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 22 )           »          واتساب يستخدم وضع الإضاءة المنخفضة لمكالمات الفيديو.. كيف يعمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          هل يعانى هاتف أيفون 16 من مشكلات فى عمر البطارية؟ إليكم ما نعرفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          استكشف مزايا أنظمة شبكة Wi-Fi مقارنة بأجهزة التوجيه التقليدية فى منزلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كوالكوم تلغي إنتاج نظام Windows المصغر على أجهزة الكمبيوتر بهذا المعالج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          تطبيق ChatGPT متوفر الآن لنظام Windows.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ما تخافش لو اتسرق منك.. 3 مزايا جديدة من جوجل تساعدك على استعادة هاتفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          Android 15 متاح الآن لهواتف Pixel.. كيفية التحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          علامات إدمان الأطفال للهواتف الذكية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          هل سقط الماء على اللاب توب؟ إليك كيفية إصلاحه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #201  
قديم يوم أمس, 09:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير ( من روائع البيان في سور القرآن ) (الحلقة 208)


مثنى محمد هبيان



﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرٖ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُۥ مِنِّيٓ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ فَشَرِبُواْ مِنۡهُ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ٢٤٩﴾ [البقرة: 249]
السؤالالأول:
ما اللمسة البيانية في قوله تعالى في سورة البقرة ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرٖ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُۥ مِنِّيٓ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ ولماذا جاءت صيغة الطعام مع النهر الذي فيه شراب؟
الجواب:
1ـ (طَعِمَ) لها في اللغة دلالتان: تأتي بمعنى: أكل أو ذاق، ونقول عديم الطعم، أي: عديم المذاق.
وليس بالضرورة أنْ تكون (طَعِمَ) بمعنى (أكلَ )؛ لأنها كما قلنا قد تأتي بمعنى ذاق، وقوله تعالى: ﴿وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ لا تعني بالضرورة أنه أكل .
2ـ لكنْ لماذا اختار ﴿وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ ولم يقل: (ومن لم يشربه)؟
قوله تعالى: ﴿فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي ؛ لأنّ الماء قد يُطعم إذا كان مع شيء يُمضغ، شيء تمضغه فتشرب ماءً فأصبح يُطعم، وهذا ممنوع حسب طلب طالوت؛ لأنه لو قال: (لم يشربه) جاز أنْ يطعمه مع شيء آخر بأن يأكلوا شيئاً ويمضغوه ويشربوا الماء معه، وبهذا يكون الشرب قد انتفى لكن حصل الطعم، فأراد تعالى أنْ ينفي هذه المسألة.
فقوله تعالى: ﴿لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ معناه أنْ ينفي القليل وبالتالي ينفي الكثير.
وقوله تعالى: ﴿فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي أي شراب فقط بدون طعام كما نشرب الماء.
وقوله تعالى: ﴿إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ هذه استثناها ﴿غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ ولو قال: يطعمه، لم تُستثنَ هذه ويكون له ما يشاء.
لكنْ ألا تدخل هذه في نطاق الطعام؟ إنه يطعم الماء ليتذوقه، والآن تذوقه بهذا القدر وليس له الزيادة فوق التي أباحها الله فيه.
السؤالالثاني:
ما دلالة استخدام ﴿بِنَهَرٖ بفتح الهاء في الآية ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرٖ [البقرة:249] ولم يقل: (نَهْرٍ) بسكون الهاء؟
الجواب:
هما لغتان: نَهَرٍ ونهْرٍ، والقرآن استعمل (نَهَرٍ) ولم يستعمل (نَهْر) أبداً، والنَّهَرٌ: جمع أنهار، وأحياناً يستعمل القرآن الجنس الواحد على معنى الكثير. النَّهَر واحد الأنهار، والنهْر واحد الأنهار أيضاً.
السؤالالثالث:
ما الفرق بين الطاقةِ والقِبَل، كما في الآيات ﴿قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ [البقرة:249] و ﴿ فَلَنَأۡتِيَنَّهُم بِجُنُودٖ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا [النمل:37] ؟
الجواب:
1ـ الطاقة: هي القدرة والقوة، كما في قوله تعالى: ﴿قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ أي: ليس عندنا قوة ولا قدرة أصلاً.
2ـ القِبَل: هي القدرة على المقابلة والمجازاة على شيء، تقول: أنا لا قِبَل لي بكذا، ولذلك قال القرآن رواية عن سليمان عليه السلام: ﴿ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا [النمل:37] أي: لا قدرة لهم عليها، لا قدرة لهم على المقابلة، لا قدرة لهم على مقابلتها بالرغم أنّ قوم بلقيس هم أصحاب قوة، وقالوا: ﴿ قَالُواْ نَحۡنُ أُوْلُواْ قُوَّةٖ وَأُوْلُواْ بَأۡسٖ شَدِيدٖ [النمل:33] أي: عندهم قوة وعندهم بأس في الحرب يستطيعون المقابلة، فردّ عليه سليمان عليه السلام: ﴿ فَلَنَأۡتِيَنَّهُم بِجُنُودٖ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا [النمل:37] أي: لا يستطيعون أنْ يقابلونا من البداية.

السؤالالرابع:
ما الفرق بين الظن واليقين؟ وما دلالة ﴿يَظُنُّونَ في الآية؟
الجواب:
1ـ اليقين يرتقي إلى درجة العلم كما في قوله تعالى في القرآن الكريم ﴿ فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ١٩إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ٢٠ [الحاقة:19-20] هل كان شاكّاً؟ لا.
ولذلك قوله تعالى: ﴿قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ [البقرة:249] ﴿ يَظُنُّونَهنا يعني: يوقنون بلقاء الله تعالى.
2ـ الظنُّ درجات، وهو يعتري الإنسان من دون أي دليل، ثم يقوى بحسب الأدلة إلى أنْ يصل إلى اليقين .
لكن أهل اللغة يقولون: إنّ الظن هو عِلْمُ ما لم يُبصر، وأنت لا تقول: (ظننت الحائط مبنياً) ؛ لأن الحائط من الأشياء التي تُرى وتُبصر، وإنما الظن علم ما لم يُبصر .
ولا تقولُ: أظن أنْ الحائط مبنيٌّ، وهو أمامك، ولا يصح هذا التركيب، لكن تقول: أظنُّ أنّ وراء الحائط فلاناً، هذا أمر آخر يجوز فيه الظن. ولذلك قالوا: الظن درجات حتى إنه يصل إلى اليقين.
لمزيد من المعلومات حول الفعل ( ظنّ) انظر آية البقرة 46.
السؤالالخامس:
قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهۡتَدُونَ٧٠ [البقرة:70] ما الفرق في الاستعمال بين: ( إنْ شاء الله ) وبين ( بإذن الله ) في القرآن الكريم؟
الجواب:
انظر الجواب في آية البقرة 70 .
السؤالالسادس:
ما أهم دلالات الآية ؟
الجواب:
1 ـ أعدّ طالوتُ العدة للحرب ، وقال لهم : لا يصحبني من كان مشغولاً بأمر من أمور الدنيا مهما كان ، فلا أريد أن يخرج معي إلا من تجرّد للجهاد في سبيل الله ، وقيل اجتمع له حوالي ثمانين ألفاً .
2 ـ قوله تعالى :﴿فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ أي انفصل وفارق بهم حدّ بلدهم ، ومعنى الفصل القطع ، يقال : قولٌ فصل ، إذا كان يقطع بين الحق والباطل ، ويقال للفطام فصال ؛لأنه يقطع عن الرضاع . والجنود جمع جند .
3 ـ قوله تعالى :﴿قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرٖ المُراد أن يختبرهم قبل لقاء العدو ليتميز من يصبر على الحرب ممن لا يصبر، وليتعودوا الصبر على الشدائد .
4 ـ ( نَهْر ) و( نَهَر) بتسكين الهاء وتحريكها لغتان ، وكلُ ثلاثي حشوه من حروف الحلق فإنه يجيء على هذين ، كقولك : بحْر وبَحَر ـ صخْر و صخَر .
5 ـ قوله تعالى :﴿لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ أي لم يذقه ، وهو من الطعم ، وهو يقع على الطعام والشراب ، ومعناه أنْ ينفي القليل وبالتالي ينفي الكثير.
6 ـ قرأ ابن عامر وعاصم والكسائي ﴿غُرۡفَةَۢ بضم الغين على أنها اسم للماء المغتَرَف ، اسم مفعول، وقرأ الباقون بفتح العين على أنها مصدر مرّة ، والدنيا كالنهر الذي ابتلي به جند طالوت من أخذ منها قدر حاجته يقنع، ومن زاد على حاجته فلن يشبع.
7 ـ قوله تعالى :﴿فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ لا خلاف بين المفسرين أنّ الذين عصوا الله وشربوا من النهر رجعوا إلى بلدهم ، ولم يتوجه معه إلى لقاء العدو إلا من أطاع الله في أمر الشرب من ماء النهر .
8 ـ قوله تعالى :﴿قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ٢٤٩ أي الذين يعلمون ويوقنون ، إلا أنه أطلق لفظ الظنّ على اليقين على سبيل المجاز . و( الفئة ) الجماعة ، يقال : فأوت رأسَه بالسيف ، إذا قطعت ، والفئة : الفرقة من الناس ، كأنها قطعت منهم .
9 ـ قوله تعالى :﴿وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ أي بحفظه وتأييده ورعايته .
10 ـ عوامل النصر المذكورة في هذه الآية بعد إتمام إعداد العدّة هي :
آ ـ الثبات أمام العدو وعدم الفرار .
ب ـ الإكثار من ذكر الله .
ج ـ طاعة الله والرسول .
د ـ وحدة الكلمة وعدم الشقاق والتنازع .
هـ ـ الصبر والمصابرة في لقاء العدو.
11 ـ قوم طالوت خرجوا وهم ألوف فلم يزالوا بالابتلاء والتصفية حتى صاروا على عدد أهل بدر، فليست العبرة (بالكثرة) إنما العبرة (بالصفوة)، وميزان التقوى يغلب ميزان القوى .
12 ـ في قصة طالوت طائفة اقترحت ملكاً لقتال المحتلين ، وطائفة اقترحت تغيير الملك ، وطائفة خالفت أمر الملك وشربت من النهر ، وطائفة اجتازت ، وطائفة حذرت من قتال العدو ، ولم ينفع من كل هذه الطوائف إلا طائفة واحدة : ﴿ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ .والله أعلم .








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #202  
قديم يوم أمس, 09:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير ( من روائع البيان في سور القرآن ) (الحلقة 209)


مثنى محمد هبيان



﴿وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ٢٥٠﴾ [البقرة: 250]

السؤالالأول:
تقول: أفرغت الماء في الإناء إذا صببته، فلِمَ عبّر ربنا سبحانه وتعالى عن الصبر بالإفراغ، فقال: ﴿أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا ولم يقل: صبِّرنا، أو اجعلنا صابرين؟
الجواب:
إنّ التعبير عن طلب الصبر بقوله: ﴿أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا فيه إبداع وجمال ساحر؛ لأنّ إفراغ الصبر يدل على المبالغة في صبر الداعي لصفة الصبر؛ وذلك أنّ الإفراغ معناه الصبُّ، وإذا صببت الشيء أو أفرغته فقد ملأت المفرَغ فيه، وإذا أُفرِغ الصبر في قلوب المؤمنين الداعين فهذا يعني أنّ القلوب قد ملئت صبراً حتى غدت وعاءً له.

السؤالالثاني:
ما أهم دلالات الآية ؟
الجواب:
1 ـ المبارزة في الحروب ، هي أن يبرز كلُ واحد لصاحبه وقت القتال في الأرض الفضاء التي لا حجاب فيها ، بحيث يرى كل واحد صاحبه .
2 ـ ( الإفراغ ) الصبُّ ، وهو إخلاء الإناء مما فيه ، وقوله تعالى :﴿أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا أي أفرغ علينا صبراً ، واصببه علينا أتم صب وأبلغه .
3 ـ فزعوا إلى الله بالدعاء والتضرع وسألوه : الصبر والثبات والنصر .
4ـ التوجه إلى الله بالدعاء هو من عوامل النصر .
5 ـ قوله تعالى :﴿رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا تأملْ رحمةَ الله وهو يعلمنا هذا الدعاء: (أفرغ) فإنّ آلامنا تحتاج لأمواج من الصبر تغمرنا وتبلل كل نقطة ألم فينا وتطفئ وجعنا. والله أعلم .







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #203  
قديم يوم أمس, 09:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير (من روائع البيان في سور القرآن) (الحلقة 210)


مثنى محمد هبيان



﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا يَشَآءُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢٥١تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ٢٥٢ [البقرة: 251-252]


السؤال:
ما أهم دلالات هاتين الآيتين ؟
الجواب:
1 ـ استجاب الله دعاءهم ، وأفرغ الصبر عليهم ، وثبّت أقدامهم ، ونصرهم على القوم الكافرين جالوت وجنوده .
2 ـ قوله تعالى : ﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ جاءت بعد قصة طالوت ، وقومه مروا بثلاث مراحل: استضعاف ثم مدافعة ثم تمكين.
3 ـ قوله تعالى :﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ الهزم في اللغة الكسر ، والهزمة النقرة في الجبل أو في الصخرة ، ومنها زمزم هزمةُ جبريل عليه السلام حيث هزمها برجله فخرج الماء ، ويقال للسحاب : هزيم ، لأنه يتشقق بالمطر .
3 ـ كان من جنود طالوت فتى يافع هو (داود ) استطاع قتل جالوت بإذن الله برميه أحجاراً أصابت رأسه فأرداه قتيلاً ، فزوجّه طالوت ابنته ، وشاطره ملكه ، ثم أعطاه الله المُلك والنبوة في بني إسرائيل ، وعلّمه الحكمة ، وهي وضع الأمور مواضعها على الصواب والصلاح ، وعلمّه مما يشاء الله من مصالح الدنيا والدين.
4 ـ قوله تعالى :﴿وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ جالوت أرعب الناس بالسلاح ، ولم يتوقع أحدٌ قتله ، فقتله داود (بمقلاعٍ وحجر) فالله الذي يرمي ، والله الذي يقتل.
5 ـ قرأ نافع وأبو جعفر ويعقوب ( ولولا دفاعُ الله ) مصدر ( دافَعَ) ، وقرأ الباقون ( دفْعُ الله ) مصدر ( دَفَعَ ) .
5 ـ قوله تعالى:﴿تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ٢٥٢ إشارة إلى القصص التي ذكرت سابقاً في سورة البقرة نتلوها عليك أيها الرسول ، فمن الذي أعلمك بها غير الله ؟ وفي هذا دليل على صدق نبوتك ، وأنك من المرسلين الصادقين ، ختم الله بك النبوة والرسالة .
6ـ قوله تعالى : ﴿ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ٢٥٢ ولم يذكر على (صراط مستقيم) مثلما جاء في يس: ﴿ إِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ٣عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ٤ [يس: 3-4] فالسياق ليس فيه ذكر للدعوة وإنما في سياق إثبات نبوته، والدعوة هي صراط مستقيم، وقد وردت في سياق قصة طالوت وجالوت وقسم من الأنبياء أيضاً، فأراد الله سبحانه أن يُخبر أنّ هذا دليلاً على إثبات نبوته صلى الله عليه وسلم بإخباره عما لم يعلم من أخبار الماضي، وهذا يدل على رسالته. والله أعلم .











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.97 كيلو بايت... تم توفير 2.63 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]