صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5009 - عددالزوار : 2134033 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4591 - عددالزوار : 1412549 )           »          الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 28774 )           »          العلاقات الدولية ومناهجنا التعليمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          منهج القرآن الكريم في تنمية التفكير التأملي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الاستشراق ووسائل صناعة الكراهية: صهينة الاستشراق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 214 - عددالزوار : 138751 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 100 - عددالزوار : 53764 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 54 - عددالزوار : 16396 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 95 - عددالزوار : 17334 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 22-08-2025, 03:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,769
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل

صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (21 ) الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م (4-4)


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد تمادت بريطانيا في استعمال القوة المفرطة في مواجهة الثورة الشعبية في فلسطين؛ حيث اندلعت مِن جديد بعد رفض الفلسطينيين لتوصيات لجنة (بل).
وكانت القوات البريطانية في فلسطين تضم لواءي مشاة، فتم تدعيمها في يوليو 1938م بفوجين من المشاة، وبسربين من سلاح الطيران الملكي، ووحدة من المدرعات والخيالة، وبسفينة حربية، ووصلت القوات البريطانية في سبتمبر 1938م إلى نحو 20 ألف جندي بريطاني، معهم 2930 شرطيًّا إضافيًّا خلال العام نفسه، فكان الوضع أشبه بإعادة احتلال فلسطين عسكريًّا من جديد.
وفي مواجهة الثورة قامت بريطانيا:
- بتطوير المنظمات العسكرية الصهيونية.
- توثيق تعاونها مع (الهاجاناة)، التي كانت بمثابة الجيش السري للوكالة اليهودية.
- تسليح فرقة عسكرية خاصة وتدريبها سميت بـ(شرطة المستعمرات الصهيونية)؛ حيث بلغ عددها عام 1939م حوالي 14 ألف رجل.
- إنشاء قوة بريطانية يهودية عرفت بـ(فرق كوماندوز الليل الخاصة)، تم تدريبها لتقوم بعمليات إرهابية واغتيالات ضد أهالي القرى الفلسطينية، وفي الاتجاه نفسه بدأت منظمة (أراجون زفاي ليومي) -وهي التنظيم العسكري للحزب الصهيوني الإصلاحي المتطرف ويقودها مناحم بيجن- ومنظمة (شترن) عملياتها الإرهابية الموسعة ضد الفلسطينيين.
وخلال هذه الثورة العربية في فلسطين ومع سقوط الكثير من اليهود قتلى استنجد اليهود بزعمائهم وبالدول الغربية، فانهالت عليهم الأسلحة والمساعدات بجميع أنواعها من أمريكا والدول الأوروبية، كما جاءت أعداد كبيرة من اليهود من روسيا لمساندة اليهود في فلسطين، فأنشأت المزيد من المستعمرات القوية المحصنة، وتم الربط بينها بشبكات من الطرق، وعبأت بمخازن الذخيرة والتموين.
وقد بلغ عدد اليهود المسلحين في تلك الفترة نحو 62 ألف مسلح، علاوة على العصابات الإرهابية التي زاد أفرادها عن 6 آلاف فرد، وبدأت أعمال التحرش بالأهالي الفلسطينيين ونسف منازلهم، وإطلاق الرصاص علي تجمعاتهم.
ومن أمثلة تلك الأعمال:
- في (6-7-1938م) تم تفجير سيارتين في سوق حيفا؛ مما أدى إلى مقتل 21 مواطنًا، وجرح 52 آخرين.
- في «14-7-1938م» ألقيت قنبلة يدوية في سوق خضار فلسطين؛ مما أسفر عن مقتل 12 فردًا غير المصابين.
- وفي اليوم التالي فُجرت قنبلة يدوية أمام أحد المساجد في مدينة القدس أثناء خروج المصلين؛ مما أدى إلى مقتل 10 أفراد وإصابة 30.
- في (26-8- 1938م) انفجرت سيارة ملغومة فقتلت 34 وجرحت 35.
ورغم كل وسائل البطش والعنف في مواجهة الثورة الوطنية الفلسطينية استمرت حركة المقاومة الفلسطينية، ووضح لبريطانيا أن القمع مهما بلغت شدته لن يوقف ثورة الفلسطينيين، كما ظهرت بوادر تعاطف للرأي العام العربي مع هذه الثورة الفلسطينية، بل شارك متطوعون من العرب في أعمال الثورة.
وفي هذه الأثناء بدأت تلوح في الأفق بوادر الدخول في الحرب العالمية الثانية، فكان على بريطانيا أن تعيد حساباتها؛ لذا أرسلت بريطانيا لجنة تحقيق جديدة إلى فلسطين، وهي لجنة (وود هيد) للنظر في مدى قابلية تنفيذ اقتراح التقسيم الوارد في تقرير لجنة (بل)، وقد توصلت اللجنة الجديدة إلى تعذر تنفيذ الاقتراح عمليًّا، وعليه أعلنت الحكومة البريطانية أمام استمرار الثورة الفلسطينية عن تخليها عن مشروع التقسيم.



اعداد: علاء بكر





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 12-09-2025, 12:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,769
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل

صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (22)



الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م (4-4)
كتبه/ علاء بكر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد أظهر الفلسطينيون بسالة نادرة، وصمدوا باستماتة أمام القوات البريطانية التي حاولت الدفاع عن اليهود وحمايتهم، كما تحملوا كل ما قام به اليهود الصهاينة من أعمال إرهابية ضدهم.
ولقمع الثورة العربية عيَّنت بريطانيا الجنرال "ويل" قائدًا للقوات البريطانية في فلسطين، وهو القائد الذي كان يقود الجيش البريطاني في الحرب العالمية الأولى، وزادت مِن التدفق العسكري والحربي البريطاني على فلسطين، وشجعت الإرهاب الصهيوني الناشئ عن طريق تزويد اليهود بالسلاح، والتغاضي عن العمليات الإرهابية التي تنفذ ضد الأهالي الفلسطينيين.
ودعت -ولأول مرة- إلى تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية، وأخرى عربية تكون تحت الانتداب البريطاني، مع بقاء جزءٍ يُضم إلى شرق الأردن تحت حكم الأمير "عبد الله"، كما جاء في تقرير لجنة "بل".
وكان اقتراح ضم الضفة الغربية لشرق الأردن يهدف إلى إغراء الأمير عبد الله بقبول اقتراح اللجنة، كما يعطي تبريرًا لإعطاء اليهود جزءًا مِن فلسطين، فكان هذا أول ظهور لفكرة التقسيم؛ مما أكد للفلسطينيين صدق مخاوفهم، فأثار فيهم روح الرفض، والثورة العارمة مِن جديد.
وكان من نتائج هذه الثورة الفلسطينية ازدياد التعاطف العربي مع الشعب الفلسطيني بصورة لم تكن من قبل، وشارك متطوعون عرب في الثورة الفلسطينية، وقد دفع هذا الوضع المتدهور بريطانيا إلى إعادة حساباتها من جديد في فلسطين، وإن جاء هذا التطور متأخرًا جدًّا -كما سنرى-.
ومع بوادر الحرب العالمية الثانية رأت بريطانيا أن عليها تهدئة الأوضاع في فلسطين والمنطقة العربية؛ لحاجتها إلى قناة السويس ذات الأهمية الإستراتيجية، ولأهمية النفط العربي في الحروب العسكرية المتوقعة.
كما رأت بريطانيا أن تهدئة المشاعر العربية بإبداء التفهم لوجهة النظر العربية في فلسطين يقطع الطريق على دخول ألمانيا إلى المنطقة من الناحية السياسية، فأعلنت بريطانيا عن تخليها عن فكرة تقسيم فلسطين بناءً على توصية لجنة "وود هيد"، ودعت بريطانيا الأطراف المعنية للمشاركة في مؤتمر يعقد في لندن لمناقشة القضية الفلسطينية، ووضع السياسة المناسبة تجاهها.
وقد انعقد المؤتمر في فبراير ومارس 1939م، مع منع بريطانيا الزعيم الفلسطيني الحاج أمين الحسيني من حضوره، ومع رفض الفلسطينيين للدخول في حوار مباشر مع الوكالة اليهودية اتخذ المؤتمر شكل مجموعات فرعية: "بريطانية - عربية، وبريطانية - يهودية"، وانتهى المؤتمر بالفشل أمام إصرار العرب الفلسطينيين على استقلال فلسطين، مثلها مثل باقي الدول العربية الموضوعة تحت الانتداب، بينما تمسَّك اليهود بوعد "بلفور" وما تلاه.
وأعقب ذلك إصدار بريطانيا لكتاب أبيض جديد حول القضية الفلسطينية في مايو 1939م، تضمَّن السياسة البريطانية الجديدة التي تضمنت تفهمًا لوجهة النظر العربية لم تبده بريطانيا من قبل.
حيث أعلنت بريطانيا:
- أنه ليس واردًا في سياستها الجديدة تحويل فلسطين إلى دولة يهودية، أو تقسيمها إلى دولتين عربية ويهودية.
- أنها ستنهي انتدابها على فلسطين في عام 1949م.
- أن هدف الحكومة البريطانية في السنوات العشر القادمة -أي حتى انتهاء الانتداب- هو إقامة دولة فلسطين المستقلة التي تكون فيها السلطة مشاركة بيْن العرب واليهود بما يحفظ مصالح الجانبين الأساسية.
- الحد مِن الهجرة اليهودية إلى فلسطين لتكون 75 ألف يهودي كحد أقصى على امتداد خمس سنوات، تخضع بعدها الهجرة اليهودية للموافقة العربية.
- الحد من تملك اليهود في فلسطين وحصره في مناطق معينة، وتنظيمه بحيث لا يؤدي إلى اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم.
ولقد جاء هذا التغير في السياسة البريطانية تجاه القضية الفلسطينية متأخرًا جدًّا، وبعد عقدين مِن الزمن حوَّلت فيه بريطانيا فلسطين العربية إلى وطن لليهود:
- فبعد أن كان اليهود يمثـِّلون 8% من سكان فلسطين، وغالبيتهم من اليهود العرب؛ صار تعداد اليهود قرابة النصف مليون، أي نحو ثلث السكان!
- ورغم أن ملكيتهم كانت محدودة، لكنها تركزت في المدن؛ فصاروا دولة داخل دولة.
وقد تميز هذا الكيان الجديد بأمور، منها:
- أنه مجتمع أوروبي؛ إذ أكثره يهود مِن أوروبا.
- أنه متفوق تكنولوجيًّا وإداريًّا وتنظيميًّا بحكم انتمائه للحضارة الأوروبية الصناعية المتقدمة.
- له مؤسساته العسكرية.
- له علاقاته الدولية خاصة مع بريطانيا وأمريكا.
- له تفوقه المالي بما يصل إليه مِن دعم خارجي متواصل.
ولم يكن هذا التغير في السياسة البريطانية واضحًا: هل هو تغير حقيقي أم تغير تكتيكي تسترضي به بريطانيا المنطقة العربية طلبًا لاستقرار المنطقة على مشارف الحرب العالمية الثانية ومواجهة النازية؟
وبضغط مِن إنجلترا أشار حكام وقادة من العرب على زعماء الحركة الوطنية الفلسطينية بوقف العصيان المدني خوفًا من إعاقة مجهود الحكومة البريطانية في مواجهة ألمانيا النازية، وتمشيًا مع وقوف العرب بجانب بريطانيا في حربها ضد النازية، وقد استجاب زعماء الحركة الوطنية الفلسطينية لهذا المطلب، ولزموا جانب الصمت؛ بينما سعى اليهود إلى استغلال الأحداث لتحقيق أطماعهم مستفيدين مِن صعود النازية في أوروبا، ثم ظهور الدور الأمريكي المتزايد في الساحة الدولية...
كما سنبينه -إن شاء الله تعالى-.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 16-09-2025 الساعة 02:36 PM.
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 16-09-2025, 02:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,769
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل

صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (23) (تزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين في الأربعينيات)



(تزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين في الأربعينيات)
كتبه/ علاء بكر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
ففي عام 1939م نشبت الحرب العالمية الثانية، وتحركت ألمانيا "النازية" لغزو دول أوروبا دولة بعد الأخرى، وفي الوقت الذي هدأت فيه "الثورة العربية" في فلسطين تضامنًا مع بريطانيا في حربها ضد النازية بضغط من حكام عرب؛ سعى اليهود بكل قوة لاستغلال الأحداث لصالحهم مِن جوانب متعددة تبدو كما لو كانت متناقضة، ولكنها تصب في اتجاه إيجاد الدولة اليهودية المرتقبة وضمان استمرارها.
حيث عملت الحركة الصهيونية على الضغط على بريطانيا للتراجع عما قررته في "الكتاب الأبيض" الصادر عام 1939م مِن تنظيم للهجرة اليهودية إلى فلسطين، وأمام إصرار بريطانيا على ما قررته من تحديد للهجرة اليهودية؛ عمدت الصهيونية إلى التوسع في الهجرة اليهودية السرية -غير القانونية- إلى فلسطين؛ إذ تسلل الآلاف من اليهود إلى فلسطين قبل ذلك سرًّا إلى جانب الهجرة الرسمية العلنية، ولكن التوسع في الهجرة السرية أخذ شكلاً ملحوظًا في فترة الأربعينيات.
فقد جاء في تقرير "هوب سيمبسون" البريطاني الصادر عام 1930م: "في كل السنين كان هناك بضعة آلاف من المهاجرين -يعني اليهود- غير الشرعيين الذين يحلون في فلسطين إما بالهرب مِن إجراءات المراقبة على الحدود، وإما بانتحال صفة المسافرين العابرين ثم يبقون في البلاد".
ولم تكن هجرة اليهود من إنجلترا وحدها، وإنما كانت من العديد من الدول الأوروبية وأمريكا خاصة روسيا وألمانيا "لسوء أوضاع اليهود فيهما"؛ حيث نشطت "وسائل الإعلام اليهودية" في أوروبا وأمريكا لحث اليهود على الهجرة إلى أرض المعاد، وسخـَّرت لذلك الأموال الطائلة التي تقدَّم من أغنياء اليهود في أوروبا وأمريكا؛ لتشجيع وتسهيل هذه الهجرة وإقامة المستعمرات "المستوطنات" والمباني اللازمة لذلك وتجهيزها، بل وتسليح مَن فيها من اليهود، وتزويدهم بالمال والعتاد؛ بدعوى الدفاع عن هذه المستعمرات حتى تحولت إلى قلاعٍ تشرف على ما حولها، وتقام حولها الأسلاك الشائكة، ويمنع الأهالي من الاقتراب منها، حتى صارت مع الوقت أشبه بالمدن الصغيرة القاصرة على اليهود، ثم صار لها بعد ذلك دورها في إرهاب الفلسطينيين والاعتداء عليهم، ومحاولة إجبارهم على ترك ديارهم وأراضيهم والفرار منها بالقوة!
وفي مقابل ذلك كانت سلطات الانتداب البريطانية تلاحق العرب الذين يحاولون الانتقال إلى فلسطين والإقامة فيها من الأردن وسوريا ومصر، حيث تقوم بالقبض عليهم وسجنهم أو ترحيلهم، فإن عادوا شددت عليهم العقوبة، وكثيرًا ما كان يقوم البوليس بحملات تفتيش على المناطق العربية، ويعتقل الكثير من العرب غير الفلسطينيين الذين حضروا للعمل في فلسطين، ويتم إبعادهم فورًا، مع تغريمهم مبالغ مالية كبيرة، وأحيانًا يساقون إلى المحاكمة، وتوقع عليهم عقوبة السجن لعدة شهور قبل الإبعاد عن البلاد.
وقد استغل زعماء اليهود عداء النازية لليهود في تهجير أعدادٍ كبيرة من اليهود إلى فلسطين بأسلوب منظم؛ حيث عمدت وسائل الإعلام اليهودية في أوروبا إلى المبالغة في تصوير عداء النازية لليهود، والمبالغة في أعداد ضحايا النازية، وأظهرت اليهود كشعبٍ مظلوم مضطهد من النازية، ويستحق العطف والمساعدة، وأن أفضل ما يقدَّم له من مساعدة هو جمعه في وطن قومي له في فلسطين.
وعلى ذلك تم إنشاء المراكز العديدة لتجميع اليهود في أنحاء أوروبا، وتم عن طريقها تهجير هؤلاء اليهود إلى فلسطين على متن بواخر كبيرة، فكانت البواخر تصل إلى المياه الإقليمية لفلسطين فلا تجد ممانعة أو معارضة، بل تقودها زوارق الدوريات إلى ميناء "حيفا"، ويسمح لركابها اليهود بالنزول ودخول البلاد، ثم تجري محاكمة لربان السفينة وبحارتها تنتهي بإبعادهم بعد توقيع عقوبة مالية عليهم، أما المهاجرون اليهود فلا تتخذ ضدهم أي إجراءات تعاطفًا معهم، بل يمنحون الجنسية الفلسطينية، وترتب لهم أماكن إقامة، وتقدم لهم الأعمال والوظائف كأهل البلد تمامًا؛ خاصة أصحاب الخبرات والتخصصات منهم، أي تصير هجرتهم هجرة قانونية بموافقة سلطات الانتداب.
وذات مرة تدفق على ميناء "حيفا" دفعة واحدة ثلاث بواخر تحمل المهاجرين اليهود، فقام العرب بالمظاهرات الصاخبة احتجاجًا على هذه الهجرة التي تشكل خطرًا على فلسطين وأهلها العرب، وعمَّ الإضراب، وتتابعت أعمال العنف؛ مما جعل حكومة الانتداب تذعن للأمر الواقع، وعرضت هؤلاء المهاجرين على المحكمة العليا، فقررت إعادتهم مِن حيث جاءوا، ومنعهم من دخول البلاد؛ فعمد اليهود إلى تفجير البواخر الثلاث بمواد ناسفة وإغراقها؛ مما تسبب في قتل بعض رجال البوليس البريطاني المكلف بحراسة البواخر، وحوالي مائة مهاجر يهودي، وعادت السلطات لتسمح لهؤلاء اليهود بدخول البلاد، وإرسالهم إلى المستعمرات اليهودية مباشرة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 16-09-2025, 02:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,769
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل





صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (24) التعاون السري بين الحركة الصهيونية والنازية!


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالشائع أن صعود النازية إلى الحكم في ألمانيا قد ارتبط بمعاداةٍ لليهود، تحولت إلى اضطهاد بلغ مداه في معسكرات الاعتقال الألمانية، وقد نجحت وسائل الإعلام اليهودية العالمية في تضخيم هذا العداء، والمبالغة في تقدير ضحاياه، وقد ساعد ذلك على إخفاء حقيقة أخرى سعت الصهيونية العالمية إلى إخفائها تتعلق بالتعاون المشترك بين الحركة الصهيونية وقتها وبين النازية في ألمانيا، وهو ما تثبته مراجعة الأرشيفات القضائية والمكاتبات الدبلوماسية في تلك الفترة، وهو ما بينته بعض المؤلفات التي عالجت العلاقة بين النازية والصهيونية في مختلف جوانبها، وأظهرت خفايا مذهلة!
ومنها:
- دراسة (ليني برينر) (الصهيونية في عصر الدكتاتوريين)، من منشورات (كوروين هيلم)، لندن - 1983م.
- دراسة (آري بوبير) (إسرائيل الأخرى) من منشورات (أنكر بوكز)، نيويورك - 1962م.
- دراسة (لوسي دافيدو فيتش) (الحرب على اليهود)، من منشورات (بانجوين بوكز) - 1977م.
- دراسة (بن هيكت) (الخيانة) من منشورات (جوليان نيسنر)، نيويورك - 1961م.
- كتاب (آنا ارينت) (ايخمان في القدس) من منشورات (فايكنج برس)، نيويورك - 1955م.
والعديد من المؤلفات الأخرى.
فقد سعت (الحركة الصهيونية) للاستفادة مِن كل الأطراف (ومن أي طرف) منذ مؤسسها (هرتزل) الذي اتصل بكل الأطراف؛ لإقناع كل منها على حدة أن يتعاون معه لمصلحة حركته ومصلحة هذا الطرف إذا ساعده على إيجاد أرض لإقامة الدولة اليهودية، فكانت محاولات (هرتزل) مع البريطانيين والروس والألمان والإيطاليين والعثمانيين، لقد كان هدف الحركة الصهيونية تهجير أكبر قدرٍ ممكن من اليهود الألمان والأوروبيين إلى فلسطين، بينما كانت (النازية) تعادي اندماج اليهود في المجتمعات الأوروبية.
ومِن هنا كانت قابلية (التنسيق السري) بين الطرفين، ولكل منهما هدفه:
الهدف الصهيوني: دفع كل مَن يمكن دفعه مِن اليهود إلى فلسطين «ولاسيما عناصر النخبة اليهودية».
الهدف النازي: التخلص مِن اليهود بكل الوسائل.
لذا لم تهتم الحركة الصهيونية إلا بمن يتجه إلى فلسطين من اليهود الفارين من أوروبا، أما مَن لم تكن وجهته فلسطين؛ فلم تكن تكترث به؛ لذا لم تساهِم الحركة الصهيونية في إنقاذ اليهود المعتقلين أو المهددين منهم بالموت، بل لم تتوان عن التضحية بيهود لتحقيق هدفها، ولقد حاولت بعض الدول الأوروبية مساعدة اليهود الراغبين في الفرار من الاضطهاد النازي، ولم تقبل الحركة الصهيونية نقلهم لغير فلسطين!
ومن أمثلة ذلك:
- سعي الحركة الصهيونية إلى إفشال مؤتمر (أفيان) في فرنسا في عام 1938م بحضور ممثلين عن الكثير من الدول من أجل إنقاذ اليهود من الاضطهاد بنقلهم إلى بلدان آمنة.
- رفضها اقتراح جمهورية (الدومينيك)باستقبال 100 ألف لاجئ يهودي.
- رفضها اقتراح بنقل 300 ألف يهودي، نصفهم إلى بريطانيا، والآخر إلى أمريكا، رغم موافقة الدولتين على ذلك.
- رفضها لنقل عشرات الآلاف من اليهود إلى (النرويج) بعد أن أقر البرلمان النرويجي قانونًا بالسماح باستقبالهم.
كان الهدف واضحًا أنه لا سبيل لإنقاذ اليهود إلا بالهجرة إلى فلسطين!
يقول (بن جوريون) في تصريح له عام 1938م: «لو علمتُ أنه يمكن إنقاذ كل الأطفال اليهود الألمان بنقلهم إلى إنجلترا، أو إنقاذ نصفهم فقط بنقلهم إلى أرض إسرائيل لفضلت الحل الثاني على الأول وأخذت به» (راجع في ذلك: تاريخ المسألة الفلسطينية: ص 135-136).
ومع ذلك سلكت أعداد كبيرة من اليهود طريق الهجرة إلى الدول التي فتحت أبوابها لهم، و منها روسيا وأمريكا.
قضية الباخرة (باتريا):
غرقت هذه الباخرة بكل ركابها وطاقمها أمام ميناء (حيفا) في نوفمبر 1940م؛ حيث كانت تحمل 252 يهوديًّا أنقذتهم بريطانيا من الألمان، وقبِلوا الانتقال إلى جزيرة (موريس) في المحيط الأطلنطي، وتوقفت في طريقها في ميناء حيفا بفلسطين، وإذا بها تنفجر وتغرق بمن فيها، وارتفعت أصوات اليهود زاعمة أن يهود هذه الباخرة فجروا أنفسهم في انتحار جماعي احتجاجًا على عدم السماح لهم بالنزول في فلسطين، واستغلت الحركة الصهيونية غرق هذه الباخرة إلى أبعد الحدود للضغط على الرأي العام الدولي لحمل بريطانيا على التراجع عن تحديدها للهجرة اليهودية إلى فلسطين، وحمل أمريكا على الضغط على بريطانيا في الاتجاه نفسه، وبعد عقد من الزمان في عام 1950م، اتضحت الحقيقة أن تفجير السفينة كان مِن فعل الحركة الصهيونية، بموجب قرار صادر من منظمة (هافانا) التي كان يرأسها (بن جوريون)؛ لتحقيق هدف سياسي وهو فتح باب الهجرة اليهودية إلى فلسطين بلا قيود. راجع في ذلك: (المسألة الفلسطينية: ص 57).
يقول الأستاذ (فيصل أبو خضرا) تعليقًا على هذه (الميكيافلية) الصهيونية: «فمن يفعل ذلك هل يتردد أمام دير ياسين؟ وهل يتردد أمام كل ما جنت يداه في فلسطين وما حولها؟!».
ومما تم اكتشافه رسالة في أرشيفات السفارة الألمانية في أنقرة في مطلع 1983م تشير إلى وجود اتصالات بين منظمة (شترن) الصهيونية ومسؤولين نازيين ألمان بهدف التنسيق بينهما، وفيها عروض للتعاون واردة من (إسحق شامير) أحد قادة منظمة (شترن) -وكان اسمه وقتها (إسحق يرتشينسكي)- تركز على إمكانية التقاء المصالح بين إقامة نظام أوروبي جديد وفقـًا للمفاهيم الألمانية وبين تطلعات منظمته.
وفي أثناء محاكمة المسؤول النازي الكبير (آيخمان) في إسرائيل كشف في عام 1955م عن صورة مِن صور هذا التعاون، وهو ما ذكرته (آنا أرينت) في كتابها الصادر في السنة نفسها؛ حيث تعهد (رودلف كاستنر) نائب رئيس المنظمة الصهيونية أثناء الحرب العالمية الثانية بنقل 476 ألف يهودي من معتقلاتهم المختلفة إلى معتقل (أوشويتز)، ونفذ ما تعهد به مقابل تعهد (آيخمان) بإرسال 1684 من النخبة اليهودية إلى فلسطين و(أوشويتز) هو معسكر الاعتقال في أوشويتز في بولونيا، الذي كان يضم غرف الغاز، وهو رمز القتل الجماعي الذي مارسته النازية بطريقة خاصة ضد البولونيين واليهود (المصدر السابق: ص 56-57).
قال الأستاذ فيصل أبو خضرا تعليقًا: «هذه هي (الميكيافلية) الصهيونية في أغرب صورها، فمن يفعل ذلك مع مئات آلاف يهود لقاء مساهمة بسيطة في بناء الدولة اليهودية فماذا تنتظر أن يفعل معنا نحن العرب؟!».



اعداد: علاء بكر


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 16-09-2025, 02:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,769
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل




صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (25) (الإرهاب الصهيوني ضد القوات البريطانية في فلسطين)


أمام إصرار بريطانيا على سياستها الجديدة في فلسطين مع دخول الحرب العالمية الثانية؛ عمد اليهود في فلسطين إلى ممارسة الأعمال الإرهابية الموجَّهة إلى القوات البريطانية «وبطريقة متصاعدة»؛ لحملها على تغيير سياستها.
ومِن أمثلة هذه الأعمال:
أعمال إرهابية
- اكتشاف السلطات البريطانية لمخططٍ للهاجانا في عام 1943م لسرقة أسلحة وذخائر تابعة للقوات البريطانية في المنطقة وعلى نطاق واسع.
- في أغسطس 1944م جرت محاولة لاغتيال المندوب السامي البريطاني في فلسطين في كمين في القدس، ولكنه نجا من الموت.
- في نوفمبر 1944م قامت منظمة (شتيرن)، وبأمر من (إسحاق شامير) بقتل وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط في القاهرة.
- قام اليهود بنسف سكك حديدية، وخطف بعض البريطانيين، وتخريب منشآت في حيفا، ونسف دار الحكومة في يافا، وتنفيذ عمليات اغتيال.
- قام اليهود أيضًا بنسف باب العمود بالقدس، ونسفوا فندق سميراميس، ووضعوا سيارة مليئة بالمتفجرات أمام رئاسة بوليس حيفا في شارع الملوك تسببت في خسائر جسيمة.
- في يوليو 1946م نسفت منظمة (أراجون زفاي ليومي) بأمر من (مناحم بيجن) فندق (الملك داود) في القدس، الذي كان مقرًّا للإدارة المدنية البريطانية في فلسطين؛ مما أدى إلى مقتل أكثر من 90 شخصًا معظمهم مِن الموظفين العرب والبريطانيين، وفيهم من اليهود أيضًا، فضلا عن سقوط عشرات الجرحى.
ومع ثبوت أن القائمين بارتكاب الحادث هم رجال العصابات اليهودية قامت السلطات البريطانية باعتقال المجاورين للفندق من السكان العرب وقادتهم إلى المعتقلات.
ومعلوم أن منظمة (أراجون) هي منظمة إرهابية صهيونية أسسها (ديفيد رازيال شتيرن) عام 1935م، ثم انشق (شتيرن) مؤسسها عنها، وألف منظمة إرهابية جديدة حملت اسمه (منظمة شتيرن).
أبرز القيادات
ومِن أبرز قيادات هذه المنظمة الإرهابية: (مناحم بيجن) و(إسحاق شامير)، وكانت هذه القيادات تطاردها السلطات البريطانية في فلسطين، ومطلوب القبض عليها لنشاطها الإرهابي، وبعد قيام دولة إسرائيل لعبت هذه القيادات دورًا مهمًا في تاريخ إسرائيل الدموي، كما وصلت بعد ذلك إلى دفة الحكم في إسرائيل، بل إن الإرهابي الكبير (مناحم بيجن) حصل على جائزة (نوبل للسلام!) مناصفة مع (أنور السادات) بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979م!
وبالطبع لم يلتفت العالم الغربي بمؤسساته الإنسانية وهيئاته المختلفة إلى التاريخ الأسود الدامي لـ(مناحم بيجن) ورفاقه الذي كان موجهًا إلى الفلسطينيين، وضد السلطات البريطانية السابقة.
ورغم أن هذه الأعمال الإرهابية قد أقلقت السلطات البريطانية فاتخذت العديد من الإجراءات في مواجهتها، لكنها كانت بعيدة عن الردع المطلوب ومواجهة العنف اليهودي بالشدة، كما كانت تفعل ضد الفلسطينيين في ثورتهم ضد السلطات البريطانية، فقامت بترحيل الكثير من المدنيين البريطانيين عن فلسطين، وترحيل عائلات العسكريين، وتجميع ما بقي من رعاياها في مناطق أمينة خاصة.
تنديد تشرشل
وقد ندد (ونستون) -رئيس الحكومة البريطانية- بهذه الأعمال الإرهابية الصهيونية الموجهة ضد السلطات البريطانية في فلسطين في مجلس العموم البريطاني، وطالب الوكالة اليهودية والشعب اليهودي بملاحقة الإرهابيين اليهود في فلسطين والقضاء عليهم، وقد حاولت الوكالة اليهودية التنصل من تلك الأعمال الإرهابية، وأظهرت استنكارها لها، ولم يكن الأمر خافيًا على العالمين بحقائق الأمور؛ إذ كانت للوكالة سيطرتها على هؤلاء الإرهابيين.
الوثائق البريطانية
وقد جاء في الوثائق الرسمية البريطانية ما يلي: (إن المعلومات المتوافرة لدى حكومة صاحب الجلالة تتيح لها التوصل إلى الاستنتاجات الآتية:
1- أن (الهاجانا) والقوة الأخرى التابعة لها (البالماك) الخاضعتين للأوامر السياسية لأعضاء بارزين جداً في الوكالة اليهودية، قد ساهمتا في أعمال التخريب والعنف التي تم تنظيمها بعناية تحت غطاء حركة المقاومة اليهودية.
2- أن منظمة (أراجون زفاي ليومي) ومجموعة (شتيرن) قد شاركتا منذ الخريف الماضي في بعض هذه العمليات بالتعاون مع القيادة العليا (الهاجانا).
3- أن إذاعة (كول إسرائيل) التي تدعي أنها صوت حركة المقاومة، التي تخضع للقيادة العامة للوكالة اليهودية قد قدمت دعمها لهذه المنظمات) (انظر تاريخ المسألة الفلسطينية ص160-161).



اعداد: علاء بكر





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #26  
قديم يوم أمس, 02:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,769
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل




صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (26) الحاج (محمد أمين الحسيني) مفتي القدس


تعرض الحاج (أمين الحسيني) لحملة مِن اليهود لإلصاق تهمة التعاون مع النازية إليه، ولكن محاولتهم لم تنجح

ولد الحاج (محمد أمين الحسيني) في قرية (قالونية) بالقرب من القدس في عام 1897م؛ حيث تعلم من والده الذي كان معروفًا بعلمه الواسع، وأنهى تعليمه الابتدائي ثم الثانوي في القدس، وتعلم الفرنسية في مدرسة (الفرير) بالقدس، والتحق بالأزهر في مصر واتصل بالعلامة (محمد رشيد رضا) صاحب مجلة المنار، والتحق بدار الدعوة والإرشاد بالقاهرة؛ فضلا عن حضوره للمحاضرات في كلية الآداب بالجامعة المصرية (جامعة القاهرة).
وعاد إلى القدس مع إعلان الحرب العالمية الأولى، ودُعي إلى الجندية؛ حيث التحق بالمدرسة العسكرية لضباط الاحتياط باسطنبول، وتخرج ضابطـًا؛ حيث التحق بالجيش ومارس عمله العسكري في الفرقة 46، وفي اللواء 145 على أطراف البحر الأسود، ثم في منطقة أزمير على البحر الأبيض المتوسط حتى نهاية الحرب.
حكم عليه بالسجن عشر سنوات
بعد نهاية الحرب عاد إلى وطنه وشارك بالخطابة الحماسية في حركة 1920م في المدن الفلسطينية الرافضة للوجود اليهودي في فلسطين عقب ظهور وعد (بلفور) عام 1917م وسعي بريطانيا لتطبيقه؛ فتم القبض عليه، وحكمتْ عليه السلطات البريطانية بالسجن عشر سنوات مع الأشغال الشاقة بعد محاكمة عسكرية؛ مما دفعه إلى الهرب لاجئًا في سوريا ثم في الأردن، ثم عاد إلى فلسطين بعد صدور قرار بالعفو عنه.
ولما تُوفي أخوه الشيخ (كامل الحسيني) مفتي فلسطين في عام 1921م تولى منصب المفتي رغم صغر سنه، فصار مفتي القدس مِن وقتها، كما اُنتخب رئيسًا للمجلس الإسلامي الأعلى القائم على إدارة الأوقاف والمحاكم الشرعية الإسلامية بالبلاد.
تبرعات للأقصى عام 1924
وفي عامي: 1923-1924م قاد (أمين الحسيني) حملة لجمع التبرعات لترميم المسجد الأقصى، وتم هذا الترميم في عام 1346هجريًّا الموافق عام 1927م، وعند تأسيس بعض أنصار الحركة الوطنية (الحزب العربي الفلسطيني) كان الحاج (أمين الحسيني) زعيمه الروحي والفعلي، وكان للحزب قواعده الشعبية أكثر من غيره.
وفي عام 1936م أعلن الإضراب العام في فلسطين، الذي استمر ستة أشهر ترأس فيها الحاج أمين الحسيني (اللجنة العربية العليا) للإشراف على الحركة الوطنية الفلسطينية وقتها؛ مما جعل السلطات البريطانية تقرر القبض عليه؛ مما دفعه إلى مغادرة البلاد مرة أخرى فارًا إلى بيروت؛ حيث تابع إشرافه على إدارة الثورة في فلسطين من هناك، ومع بدايات الحرب العالمية الثانية ضعفت قوة الثورة الفلسطينية.
ضغوط بريطانية لملاحقته
زادت بريطانيا ضغطها على فرنسا صاحبة الانتداب على لبنان حتى تسلمها الحاج (أمين الحسيني)؛ مما دفعه للانتقال سرًّا إلى العراق عام 1939م، ثم انتقل إلى إيران، ومع دخول الإنجليز إيران مع القوات الروسية هرب (أمين الحسيني) إلى تركيا عام 1941م، ومنها إلى إيطاليا؛ حيث غلب على ظنه أفضلية العمل مع دول المحور المعادية لإنجلترا، ورأى أن انتصار الإنجليز والحلفاء (قوات الحلفاء كانت تضم بريطانيا وفرنسا والصين وبولندا، ثم انضمت الولايات المتحدة الأمريكية، بعد قصف اليابان على ميناء بيرل هاربور).
في الحرب يعني ضياع فلسطين، كما أن دعم دول المحور القوي للفلسطينيين يعد تأييدًا قويًّا للقضية الفلسطينية.
ولم يكن توجُّه الحاج (أمين الحسيني) إلى دول المحور: (دول المحور هي دول شكلت تحالفا عسكريا في الحرب العالمية الثانية تضم أساسا ألمانيا وإيطاليا ثم انضمت إليهم اليابان وانضم إليهم دول أخرى مثل النمسا ورومانيا وبلغاريا والمجر، وتركيا)؛ لأجل القتال معها أو اعتناقـًا لمذهبها، وإنما كان رغبة في تعاون معها يخدم القضية الفلسطينية، ولاسيما وأنه لا وجود استعماريا لألمانيا زعيمة دول المحور في البلاد العربية، ولم تصطدم -وهي دولة أوروبية- بالشعوب العربية، فكان هذا الذي أداه إليه اجتهاده السياسي.
وفي روما قابل (موسوليني) المفتي وأبدى تعاطفه مع الشعب الفلسطيني، ولكن المفتي رأى أن توجهه إلى ألمانيا حيث قيادة دول المحور أولى، فتوجه إلى ألمانيا، ومكث بها ثلاث سنوات من منتصف شهر أكتوبر 1941م إلى مايو 1945م بترحيب من زعيمها (هتلر)؛ حيث مارس نشاطه السياسي لخدمة القضية الفلسطينية من هناك، وسعى إلى تكوين جيش عربي بمعاونة ألمانيا، ولكن تراجع ألمانيا في الحرب ثم هزيمتها منعه مِن تحقيق طموحه؛ فلما اشتدت غارات الحلفاء على ألمانيا غادرها في عام 1945م إلى فرنسا التي لم تستجب لمطلب بريطانيا بتسليمه إليها.
إلصاق تهم النازية بالمجاهد الكبير
وقد تعرض الحاج (أمين الحسيني) لحملة مِن اليهود لإلصاق تهمة التعاون مع النازية إليه، ولكن محاولتهم لم تنجح، وفي عام 1946م استطاع الحاج (أمين الحسيني) الهرب مِن فرنسا سرًّا إلى القاهرة عبْر رحلة طويلة، فكانت القاهرة منفاه الاختياري.
وحاول الشيخ استئناف نشاطه الوطني من القاهرة، ولكن الأحداث القاسية التي وقعت بعد الحرب العالمية الثانية وترتب عليها ضياع فلسطين، وتولي دعاة القومية العربية الدفاع عن القضية الفلسطينية مِن دون الفلسطينيين - لم تمكنه من التأثير في الأحداث.
وقد قام الشيخ في مارس 1967م بزيارة لمدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى، فكانت زيارته الأخيرة لها، وقد توفي الحاج (أمين الحسيني) -رحمه الله- في 4 يونيو 1974م.



اعداد: علاء بكر





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم يوم أمس, 02:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,769
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل




صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (27) بداية التدخل الأمريـكي الفعـَّال في القضية الفلسطينيــــة في الأربعينيات


لم يستفد العرب من المبادئ التي دعا إليها الرئيس الأمريكي (ويلسن) عقب نهاية الحرب العالمية الأولى لوفاته سريعًا
شهدت المدة ما بيْن نهاية الحرب العالمية الأولى وبداية الحرب العالمية الثانية احتضان بريطانيا للحركة الصهيونية؛ حيث مكـَّنتها مِن أرض فلسطين في ظل تغاضي دول العالم الغربي، وبرعاية (عصبة الأمم)؛ وهل كانت تستطيع الحركة الصهيونية الوليدة بمفردها مهما كان تطرفها أن تصل إلى تحقيق ما حققته دون هذا الاحتضان البريطاني؟! لكن يحسب للحركة الصهيونية أنها استطاعت توجيه السياسة البريطانية في هذه الفترة لتحقيق هدفها.
ولقد شعر زعماء الحركة الصهيونية أن بريطانيا أبدت تفهمًا لمطالب الفلسطينيين بعد ثورتهم في عام 1936م، ولاسيما مع دخول الحرب العالمية الثانية؛ لذا بدأ زعماء الصهيونية في الاتجاه نحو الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت صاحبة النفوذ الدولي المتزايد خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، ولاسيما مع تزايد الهجرة اليهودية إلى أمريكا في هذه الفترة، فعملت الحركة الصهيونية على دمج هذا الواقع في مخططاتها، وتنظيم الدور اليهودي في أمريكا، واستغلاله للوصول إلى صنـَّاع القرار فيها؛ لتأييد الصهيونية العالمية، وكسب التعاطف والتأييد الأمريكي لقيام دولتهم المنتظرة، وبناءً على هذا التوجُّه الجديد؛ عقدت الهيئة التنفيذية للوكالة اليهودية مؤتمرًا في مايو 1942م في فندق (بلتيمور) في نيويورك بإشراف (ديفيد بن جوريون).
وقد أعلن المؤتمر:
- رفضه القاطع للكتاب الأبيض الذي أصدرته بريطانيا في مايو 1939م، الذي يحد مِن الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ويقيِّد تملـُّك اليهود للأرض فيها.
- المطالبة بفتح أبواب الهجرة لليهود إلى فلسطين على أن تكون تحت مراقبة الوكالة اليهودية.
- إيجاد دولة يهودية في فلسطين تحمل بنية العالم الديمقراطي الجديد.
وقد وضعت الحركة الصهيونية لذلك برنامجًا رسميًّا باسم: (برنامج بلتيمور)، كما استغلت الحركة الصهيونية الاضطهاد النازي لليهود لكسر القرار البريطاني وفتح باب الهجرة اليهودية على مصراعيه، كما استغلت هذا الاضطهاد النازي نفسه لمد نفوذها داخل أمريكا بعد أن أدركت أن المستقبل لم يعد لبريطانيا، ولا لأوروبا، بل لأمريكا.
لقد أعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية دخول الولايات المتحدة الأمريكية على المسرح السياسي في العالم بعد أن كانت مكتفية بالعمل من وراء الستار، فجعلت نفسها طرفـًا في النزاع في المنطقة لتتكاتف جهودها مع جهود بريطانيا لقيام دولة لليهود في فلسطين، لقد قوبل اليهود (بتأثير نفوذهم) بعطف كبير مِن العديد من النواب والشيوخ الأمريكيين الذين طالبوا حكومتهم بالتوسط لفتح أبواب فلسطين للهجرة اليهودية.
وكما لم يستفد العرب من المبادئ التي دعا إليها الرئيس الأمريكي (ويلسن) عقب نهاية الحرب العالمية الأولى لوفاته سريعًا بعد مرض ألمّ به، فجاء مَن حوَّل سياسة أمريكا بعيدًا عن هذه المبادئ، فقد أظهر الرئيس الأمريكي (روزفلت) في الأربعينيات بعض التفهم لحق الفلسطينيين بعد لقاء بينه وبين الملك (عبد العزيز) بعد الحرب العالمية الثانية، ولكنه ما لبث أن توفي بعدها بقليل، فحل محله الرئيس الأمريكي (هاري ترومان) الذي أظهر الميل الواضح للأهداف الصهيونية؛ حيث بعث (ترومان) بعد انتصار الحلفاء على النازيين برسالة في 31-8-1945م لرئيس وزراء بريطانيا -تعاطفـًا مع اليهود- يؤيد فيها فتح أبواب الهجرة لليهود النازحين من ألمانيا، ومؤيدًا نقل 100 ألف يهودي إلى فلسطين، وأمام هذا الضغط سمحت بريطانيا من نوفمبر 1945م بهجرة 1500 يهودي كل شهر إلى فلسطين دون الموافقة العربية، كما نص على ذلك (الكتاب الأبيض) الصادر من بريطانيا عام 1939م.
وفي مطلع عام 1946م شاركت لندن في لجنة التحقيق الأمريكية البريطانية لدراسة أوضاع فلسطين برئاسة القاضي الأمريكي (هتشون)، التي انحازت للمطالب اليهودية؛ حيث أوصت بـ:
- إلغاء القيود على حرية هجرة اليهود للأراضي في فلسطين وتملكها.
- السماح الفوري بهجرة 100 ألف يهودي من ضحايا الاضطهاد النازي إلى فلسطين.
- استمرار الانتداب البريطاني على فلسطين، وألا تقام فيها دولة عربية أو يهودية، لحين الانتهاء من وضع اتفاق توضع بموجبه فلسطين تحت وصاية الأمم المتحدة.
وقد رحب (ترومان) بتقرير (اللجنة)، بينما طالبت الحكومة البريطانية بمهلة لدراستها.
وقد عقد مؤتمر دولي في لندن في الفترة من سبتمبر 1946م وحتى فبراير 1947م حول القضية الفلسطينية، طالبت فيه الدول العربية التي شاركت فيه بالمحافظة على وحدة فلسطين بأكثريتها العربية وإعلان استقلالها خلال فترة انتقالية وجيزة ينتهي بعدها الانتداب البريطاني على فلسطين، مع اتخاذ الضمانات لحفظ حقوق اليهود الدينية والثقافية، ومشاركتهم في البرلمان وفقـًا لنسبة اليهود الحاصلين على الجنسية الفلسطينية بعد مضي عشر سنوات على إقامتهم في البلاد على أن تخضع هجرة اليهود لفلسطين وتملـُّكهم فيها لموافقة الأغلبية الشعبية والبرلمانية.
ونظرًا للتعارض بين الموقفين العربي والصهيوني قامت بريطانيا بتقديم مقترحات توفيقية، لكنها لم تسفر عن تقدم؛ فأعلن وزير الخارجية البريطانية عرض القضية على (منظمة الأمم المتحدة) التي تم إنشاؤها عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية بديلاً عن (عصبة الأمم) دون تقديم بريطانيا لأي اقتراح مِن جانبها للمنظمة.
وقد أرسلت الحكومة الأمريكية في 17-1-1947م مذكرة رسمية إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية -ردًّا على رسالة الأمانة للحكومة الأمريكية في 4-12- 1946م- يتبين منها (وبوضوح) تأييد الحكومة الأمريكية للحركة الصهيونية الساعية لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين؛ حيث جاء فيها: «إن الحكومة الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الأولى عاضدت فكرة الوطن القومي اليهودي في فلسطين حكومة وشعبًا، فتصرفها اليوم جاء مطابقـًا لسياستها التنفيذية عندما تدعو إلى اتخاذ التدابير اللازمة لإبراز هذه الفكرة إلى حيز الوجود، وأما بشأن تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين مِن مناطق الاحتلال الأمريكية في أوروبا؛ فإن الكثيرين مِن هؤلاء المضطهدين يتطلعون إثر ما أصابهم من اضطهادات إلى فلسطين بوصفها ملجأ».



اعداد: علاء بكر





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 119.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 114.77 كيلو بايت... تم توفير 4.51 كيلو بايت...بمعدل (3.78%)]