«عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4989 - عددالزوار : 2108487 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4568 - عددالزوار : 1386408 )           »          السخرية في سورة ( المنافقون) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          الأخلاق في حياتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 49 )           »          وقفة تربوية مع التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          فتح مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 1808 )           »          فتنة المسلمين في الغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          معركة مرج الصفر شرقي شقحب بحوران (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-09-2025, 11:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,740
الدولة : Egypt
افتراضي رد: «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

«عون الرحمن في تفسير القرآن»


الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم



تفسير قول الله تعالى:

﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ... ﴾


قول الله تعالى: ﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [آل عمران: 93 - 95].

قوله تعالى: ﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾.

في هذه الآية وما بعدها ما يقوي دخولَ أهل الكتاب في قوله تعالى فيما سبق: ﴿ كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ﴾ [آل عمران: 86].

وفيها ردٌّ على اليهود في إبطالهم النسخَ، وإنكارهم نبوة عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، بدعوى أنه لا يمكن أن يأتي نبي يخالف النبي الذي قبله، والشرائع لا تتبدَّل؛ لأنها من عند الله.

قوله: ﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾: «كل» للتنصيص على العموم، و«الطعام» كل ما يُطعَم ويُؤكَل، وقد يُطلق على ما يُشرب.

﴿ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾؛ أي: حلالًا لبني إسرائيل، سواء كان نباتًا أو حيوانًا، أو غير ذلك.

و﴿ إِسْرَائِيلَ ﴾: هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، ومعنى ﴿ إِسْرَائِيلَ ﴾ عبدالله، وبنوه هم الأسباط الاثنا عشر، وما تناسل منهم.

﴿ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ ﴾ ﴿ إِلَّا ﴾: أداة الاستثناء، والاستثناء هنا متصل، و﴿ ما ﴾: موصولة، أي: إلا الذي حرَّم إسرائيل على نفسه.

قيل: كان حرَّم على نفسه عِرق النَّسَا الذي على الفخذ، وقيل: حرَّم لحوم الإبل وألبانها، وقيل غير ذلك.

قيل: كان ذلك بوحي من الله تعالى، وقيل: كان اجتهادًا من يعقوب نذر تحريم ذلك على نفسه تقربًا إلى الله تعالى، وقيل: نهاه الأطباء عن ذلك، وتبِعه بنوه في تحريم ذلك.

﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ﴾: قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بتخفيف الزاي مع سكون النون: «تُنْزَل»، وقرأ الباقون بتشديد الزاي وفتح النون: ﴿ تُنَزَّلَ ﴾؛ أي: من قبل نزول التوراة على موسى - عليه السلام - وبين يعقوب وموسى مُددٌ طويلة، ثم بعد نزول التوراة جاء فيها تحريم أشياء كثيرة مما كان حلالًا قبل نزولها، وهم يعلمون ذلك، وهذا هو النسخ بعينه، فلا ضيرَ أن يأتي في شريعة عيسى وفي شريعة محمد عليهما الصلاة والسلام ما يُنسَخ بعضُ ما جاء في التوراة؛ كما قال عيسى عليه السلام: ﴿ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ [آل عمران: 50].

﴿ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا ﴾ الأمر في قوله: ﴿ قُلْ ﴾ للنبي صلى الله عليه وسلم، والخطاب في: ﴿ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا ﴾ لليهود وفيه تحدٍّ لهم؛ أي: فهاتوا التوراة فاقرَؤوها أنتم بأنفسكم؛ لتعلموا صدقَ ما أخبر به القرآن من أن كل الطعام كان حلًّا لبني إسرائيل إلا ما حرَّم إسرائيل على نفسه، ثم حُرِّم في التوراة أشياء كثيرة، وهذا هو النسخ، وبهذا تعلموا صحة ما جئتُ به من الشرع الناسخ للتوراة وغيرها.

﴿ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ ﴿ إِنْ ﴾: شرطية، و﴿ كُنْتُمْ ﴾: فعل الشرط، وجوابه محذوف يدل عليه ما سبق؛ أي: إن كنتم صادقين، فأتُوا بالتوراة فاتلوها؛ أي: إن كنتم صادقين في دعواكم إبطال النسخ في الشرائع، وأن ما كان محرمًا في التوراة كان محرمًا قبل نزول التوراة؛ قال ابن القيم[1]: «هل تجدون فيها أن إسرائيل حرَّم على نفسه ما حرَّمته التوراة عليكم؟ أم تجدون فيها تحريم ما خصَّه بالتحريم، وهي لحوم الإبل وألبانها خاصة، وإذا كان إنما حرَّم هذا وحده، وكان ما سواه حلالًا له ولبنيه، وقد حرَّمت التوراة كثيرًا منه ظهر كذبكم وافتراؤكم في إنكار نسخ الشرائع والحجر على الله تعالى في نسخها».

ومع تحديهم بهذا، فإنهم لم يجرؤوا على الإتيان بالتوراة، بل بهتوا وانقلبوا صاغرين.

قوله تعالى: ﴿ فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾.

قوله: ﴿ فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ ﴾: الفاء: عاطفة، و«من»: شرطية تفيد العموم، و«افترى»: فعل الشرط، وجوابه: ﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾.

والافتراء: الاختلاق والتقوُّل بغير حقٍّ، أي: أن ينسب للشخص ما لم يقله.

و«الكذب»: الإخبار بخلاف الواقع، ضد الصدق، فإن كان مخالفًا للواقع والاعتقاد المخبِر، فهو أشد ذنبًا وإثمًا.

والمعنى: فمن اختلق وتقوَّل على الله الكذب، بأن قال على الله ما ليس بحق، من أهل الكتاب أو غيرهم، فادَّعى أن ما حرِّم في التوراة كان محرمًا قبل ذلك، وأنكر نبوة عيسى عليه السلام، ونسَخ ما جاء به لبعض ما جاء في التوراة، وأنكر نَسخ شريعة محمد صلى الله عليه وسلم لشريعة موسى عليه السلام، ولجميع الشرائع قبلها، أو نفى أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم على ملة إبراهيم وشريعته.

﴿ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ ﴾؛ أي: من بعد ذلك البيان، وأشار إليه بإشارة البعيد تعظيمًا له، أي من بعد بيانه - عز وجل - أن كل الطعام كان حلالًا لبني إسرائيل إلا ما حرَّم إسرائيل على نفسه، حتى نزلت التوراة فحرِّمت فيها أشياءُ كثيرة مما كان قبل ذلك حلالًا؛ مما يدل على وقوع النسخ في الشرائع.

﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾: جواب الشرط، ورُبط بالفاء؛ لأنه جملة اسمية، وقد أكِّد، وحُصر وصف الظلم فيهم بكون الجملة اسمية معرَّفةَ الطرفين، وبضمير الفصل «هم».

أي: فأولئك المفترون هم الذين بلغوا الغاية في الظلم، بوضع الافتراء والكذب مكان الصدق، وردِّهم الحقَّ الذي يعلمونه بدل قَبوله، ونقص أنفسهم حقَّها بهذا المسلك، وجمعهم باعتبار معنى «من»، وأشار إليهم بإشارة البعيد تحقيرًا لهم.

قوله تعالى: ﴿ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾.

قوله: ﴿ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ﴾: الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم، أي: قل يا محمد لأهل الكتاب وغيرهم: صدق الله تعالى فيما أخبر به أن كل الطعام كان حلًّا لبني إسرائيل إلا ما حرَّم إسرائيل على نفسه قبل نزول التوراة، وفي كل ما أخبر به، وفي كل ما قاله أو شرعه، فلا أحد أصدق من الله قيلًا، ولا أحد أصدق من الله حديثًا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ [النساء: 122] وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 87]، وقال تعالى: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ﴾ [الأنعام: 115]؛ أي: صدقًا في الأخبار وعدلًا في الأحكام.

﴿ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ ﴾: الفاء: عاطفة؛ لربط السبب بالمسبب، و«اتبعوا»: معطوفة على صدق، فهي من جملة مَقول القول، أي: وقل: فاتِّبعوا ملة إبراهيم؛ كما قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [النحل: 123]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 161].

و«الملة» هي: الدين والشريعة، و«ملة إبراهيم»: ما كان عليه من إخلاص التوحيد والبراءة من الشرك؛ كما قال تعالى عنه: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الزخرف: 26 - 28]، وقال تعالى: ﴿ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 79].

وهي الحنيفية السمحة التي بُعث بها نبينا محمد، ولهذا قال: ﴿ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾: هذا بيان لملة إبراهيم.

﴿ حَنِيفًا ﴾: حال، و«الحنف» الميل؛ أي: مائلًا عن الشرك والأديان الباطلة إلى التوحيد ودين الحق، مستقيمًا على شرع الله تعالى.

﴿ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾: الجملة في محل نصب معطوفة على الحال «حنيفًا»؛ أي: وما كان من المشركين بالله الذين يعبدون الأصنام، ويدخلون الشرك في عباداتهم.

وفي هذا تأكيد لقوله: ﴿ حَنِيفًا ﴾؛ أي: بل كان موحدًا مخلصًا لله تعالى، ولهذا يسمى «إمام الحنفاء».

والشرك: دعوة وعبادة غير الله، وتسويته بالله فيما هو من خصائص الله؛ كما قال المشركون: ﴿ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الشعراء: 97، 98].

[1] انظر: «بدائع التفسير» (1/ 501-502).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 110.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 108.89 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (1.55%)]