|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() «عون الرحمن في تفسير القرآن» الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم فوائد وأحكام من قوله تعالى:﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ... ﴾ قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾[آل عمران: 81 - 83]. 1- إثبات أخذ الله الميثاق على النبيين بأن يؤمن كلٌّ منهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وينصره إن بُعِثَ في زمانه، وأن يصدِّق بعضهم بعضًا، وينصر بعضهم بعضًا، ويأخذوا ذلك على أقوامهم وأتباعهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ﴾ الآية. 2- امتنان الله - عز وجل - على الأنبياء عليهم السلام بما أعطاهم من الكتاب والحكمة، وتذكيرهم بذلك؛ ليؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وينصروه، وليؤمن بعضهم ببعض، ويصدق بعضهم بعضًا؛ إذ الواجب عليهم أعظمُ من غيرهم؛ لأن الواجب على قدر النعمة، ويتفرَّع على هذا أن المنة على العلماء أعظمُ من المنة على غيرهم؛ لأنهم ورثة الأنبياء، ولهذا فالواجبُ عليهم من القيام بأمر الله، وبيان الحق، والدعوة إلى الله أعظم من الواجب على غيرهم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴾ [آل عمران: 187]. 3- أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مُكلَّفون متعبَّدون كغيرهم من البشر؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ ﴾ الآية. 4- فضيلة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء عليهم السلام؛ لأن الله - عز وجل - أخذ عليهم جميعًا الميثاق بالإيمان به، ونُصرته؛ فهو سيد الأنبياء وإمامهم، ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لما اجتمعوا ببيت المقدس، وهو صاحب الشفاعة العُظمى، والمقام المحمود يوم القيام للفصل بين الخلائق. 5- تحذير أهل الكتاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ومخالفته، والكفر بما جاء به، بتذكيرهم بهذا الميثاق. 6- تذكير النبي صلى الله عليه وسلم وأمته بهذا الميثاق، والذي أخذه الله على الأنبياء بالإيمان به ونُصرته تشريفًا وتكريمًا له ولأمته. 7- تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم لما مع الأنبياء من قبله؛ لاشتمال ما جاء به من الوحي على بيان صدق ما معهم، ولأن بَعثته صلى الله عليه وسلم مِصداق لما أخبرت به كتبهم، وتصديق بعضهم بعضًا؛ لقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ ﴾. 8- فضل ما بُعِثَ به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من دين الإسلام على جميع الأديان؛ لأنه المصدِّق لها، والشاهد والمهيمن عليها، المشتمل على جميع أصول الشرائع السابقة. 9- تقرير الأنبياء بما أخذ الله عليهم من ميثاق، وإقرارهم جميعًا بذلك، وإشهادهم على أنفسهم وعلى أممهم، وشهادة الله تعالى عليهم بذلك؛ لقوله تعالى: ﴿ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ الآية. 10- أن ما أخذ الله من الميثاق على الأنبياء من الإيمان به صلى الله عليه وسلم ونصرته وتصديق بعضهم بعضًا، هو ميثاق على أقوامهم وأتباعهم؛ لقوله تعالى: ﴿ فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ ﴾؛ أي: فمن تولى من أقوام الأنبياء وأتباعهم بعد أخذ الميثاق على أنبيائهم، ولا يدخل في هذا التحذير الأنبياء؛ لأنهم أقرُّوا بهذا الميثاق، والتزموا به، وشهدوا بذلك على أنفسهم وعلى أقوامهم. 11- أن مَن تولى من أتباع الأنبياء عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ونصرته وغيره من الأنبياء، فهو من الفاسقين الخارجين عن الإيمان؛ لقوله تعالى: ﴿ فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾، والمراد بالفسق هنا الكفر المخرج من الملة. 12- أن مَن تولى قبل البيان وقيام الحُجة لا يُحكم عليه بالفسق ولا يُؤاخذ؛ لقوله تعالى: ﴿ بَعْدَ ذَلِكَ ﴾. 13- التحذير من التولِّي والإعراض عن الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، وعن اتباعه ومناصرته في دعوته باللسان والأبدان، وأن ذلك فسق وكفرٌ؛ عن عبد الله بن ثابت قال: «جاء عمر بن الحطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني مررت بأخٍ لي من قريظة، فكتب لي جوامع من التوراة، ألا أعرضها عليك؟ فقال: فتغيَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عبدالله بن ثابت: ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا. قال: فَسُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «والذي نفس محمدٍ بيده، لو أصبح فيكم موسى عليه السلام ثم اتَّبعتموه وتركتموني لضللتُم، إنكم حظي من الأمم، وأنا حظكم من النبيين»[1]. وعن جابر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلُّوا، فإنكم إما أن تصدِّقوا بباطل، أو تكذِّبوا بحقٍّ، فإنه لو كان موسى حيًّا بين أظهركم ما حلَّ له إلا أن يتبعني»[2]. 14- الإنكار الشديد على من يبتغي غير دين الله وشرعه وحكمه من أهل الكتاب وغيرهم، مع أن الملك والأمر كله لله؛ لقوله تعالى: ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة: 50]. 15- تعظيم الله لنفسه بكمال ربوبيته وعموم ملكه وسلطانه، واستسلام جميع مَن في السماوات والأرض له طوعًا وكرهًا، وتعظيمًا لدينه؛ لقوله تعالى: ﴿ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ﴾ الآية، فأضاف الدين إليه اهتمامًا به وتعظيمًا له. 16- أن مرجع كل مَن في السماوات والأرض إلى الله تعالى، فإليه إيابهم وعليه حسابهم، والحكم والفصل بينهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾، فله استسلَم وانقاد جميع مَن في السماوات والأرض في الدنيا، وإليه رجوعُهم جميعًا في الآخرة. 17- الوعيد والتهديد لمن يبغون غير دين الله من أهل الكتاب وغيرهم؛ لقوله تعالى: ﴿ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾. 18- فضل الله تعالى وحكمه بين الخلق، ومجازاة أهل التكليف منهم بما عمِلوا، والوعد لمن آمَن بالله، والوعيد لمن كفر بالله؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾. [1] أخرجه أحمد (4/ 265). [2] أخرجه أحمد (3/ 387)، وذكره ابن كثير في تفسيره (2/ 56)، ونسَبه إلى الحافظ أبي بكر.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |