خواطر الكلمة الطيبة .. المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة
هذه قصة ذكرها الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-، يقول: حدثني من أثق به، أنَّ أحد الناس الذين يعرفهم، نهى زوجته أن تخرج أي شيء من بيته، والمرأة الصالحة هي التي تسمع وتطيع، وهذا مال الرجل وصاحب الحق فيه، الشاهد أنه مرت الأيام وطُرق الباب، فإذا المرأة تسأل من بالباب؟ فيقول: رجل مسكين جائع، لا أجد ما أستر به جسدي عن هذا البرد، والمرأة بطبعها عاطفية، فتأثرت بهذا الرجل فجاءت بثوب بال فيه خرق وثلاث تمرات.
دارت الأيام فإذا هذا الرجل ينادي زوجته -تعالى-، رأيت الليلة رؤيا رأيت شيئا غريبا عجيبا، وكأن القيامة قد قامت، وحُشر الناس والشمس تدنو من الخلائق، وإذا بثوب طائر في السماء يظلني، ولكن هذا الثوب فيه خرق يتخلله الشمس، ثم جاءت ثلاث تمرات فسدت هذه الخروق الثلاثة، يحكي لزوجته وهو مستغرب ويقول: والله ما أدري ما هذا الشيء الغريب؟ فلما سمعت هذا الكلام زوجته تخيلت الحادثة كلها بينها وبين هذا الفقير، فقالت له: أريد أن أقول لك شيئا، أنت نهيتني عن أن أتصدق، وذات يوم طرق الباب، وإذا برجل مسكين يريد ثوبا يستره من البرد، وجائع؛ فأعطيته ثوبا مخرقا، وأنت لا ترتديه، وكان عندي ثلاث تمرات أعطيته إياهم؛ فعلم الرجل أن هذا الفعل هو الذي ستره عند الله -تعالى-، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «الرَّجلُ في ظلِّ صدقتِه حتَّى يُقضَى بين النَّاسِ) لم يقل شيئا أخر من العبادات، وإنما قال في ظل صدقته، فقال هذا الرجل لزوجته: لا تردين أحدا بعد اليوم حتى لو أعطيته تمره، فسبحان الله! الرجل انتقل من حال إلى حال، وعلم أن الله يجزي الأجر الكبير لصاحب الصدقة سواء علم أو لم يعلم. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «لا يَبْقى بَعدي منَ النُّبوةِ شيءٌ إلَّا المُبشِّراتُ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما المُبشِّراتُ؟ قال: الرُّؤيا الصالحةُ، يَراها الرَّجلُ، أو تُرى له»، فأنت قد ترى رؤيا يثبتك الله -عزوجل- بها، أو يطمئنك بها أو ترى انفراجات، وقد ترى مكانك عند الله بها، أو ترى شرًا يصدك عنه الله -عزوجل-، أو عافية بعد مرض، أو تُرى له؛ فيأتي أحد ويروي لك رؤيا، وإذا كان هذا الرجل صالحا فرؤياه تكون حقا؛ لذلك الرؤيا من الصالحين هي من المبشرات، فصدق النبي - صلى الله عليه وسلم- أنها من علامات النبوة، وهي من الصلة، ونحن عندنا صلتان: - الصلة الدائمة: صلة جعلها الله وصلا ما بين السماء والأرض، وهي كتاب الله وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
- وهناك صلة مؤقتة: وهي مكرمة من الله -عزوجل- وهي (قضية الرؤيا) لنفسك أو لغيرك، فإذا رأيت شيئا عظيمًا لا تترد أن تقصها على عالم أو رجل معروف بهذا العلم وهذا الباب؛ ليبينها لك إن كان فيها تحذير أو ترغيب أو ترهيب حتى تسلم وتنال ثمرة هذه الرؤيا المباركة.
اعداد: د. خالد سلطان السلطان