تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حرزك من كل شر وحسد وعين ووسواس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          وجوب موالاة المؤمن وإن ظلمك، وبُغض الكافر وإن أحسن إليك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أسباب الحرص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الأمور التي تناقش أثناء الرؤية الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          لماذا الإسلام؟ّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كيف يرفع الابن درجة والديه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          حب النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          خمسة ثغور مكشوفة تحتاج رجال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          افكار تقنية لتربية الابناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لا تقل صباح الخير مساء الخير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-07-2025, 05:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,420
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد

تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الثالث عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الأعراف
الحلقة (699)
صــ 151 إلى صــ 160





وأما قوله: "إن هي إلا فتنتك" ، فإنه يقول جل ثناؤه: ما هذه الفعلة التي فعلَها قومي، من عبادتهم ما عبَدُوا دونك، إلا فتنة منك أصَابتهم= ويعني ب "الفتنة" ، الابتلاء والاختبار (1) = يقول: ابتليتهم بها، ليتبين الذي يضلَّ عن الحق بعبادته إياه، والذي يهتدي بترك عبادته. وأضاف إضلالهم وهدايتهم إلى الله، إذ كان ما كان منهم من ذلك عن سببٍ منه جل ثناؤه.
* * *
وبنحو ما قلنا في "الفتنة" قال جماعة من أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
15171- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبى، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: (إن هي إلا فتنتك "،) قال: بليّتك."
15172-.... قال، حدثنا حبويه الرازي، عن يعقوب، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير: "إلا فتنتك" ،: إلا بليتك. (2)
15173- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن سعد قال، أخبرنا أبو جعفر، (3) عن الربيع بن أنس: "إن هي إلا فتنتك" ، قال: بليتك.
15174-.... قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: "إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء" ، إن هو إلا عذابك تصيبُ به من تشاء، وتصرفه عمن تشاء. (4)
(1)
(1) انظر تفسير (( الفتنة )) فيما سلف 12: 373، تعليق: 1، والمراجع هناك.

(2)
(2) الأثر: 15172 - (( حبويه الرازي )) هو: (( إسحق بن إسماعيل الرازي )) (( أبو يزيد )) ، مضى مرارًا، آخرها رقم 15015، والراوي عن حبويه هو (( ابن وكيع )) ، كما هو ظاهر، ولذلك وضعت نقطاً مكان اسمه، في هذا الموضع وما يشابهه من المواضع، حيث يختصر أبو جعفر شيخه من الإسناد.

(3)
(3) في المطبعة والمخطوطة: (( أخبرنا ابن جعفر )) ، وهو خطأ ظاهر جداً، صوابه ما أثبت. وقد مضى هذا الإسناد وشبهه من رواية أبي جعفر الرازي عن الربيع، انظر ما سلف قريباً: 15171.

(4)
(4) الأثر: 15174 - شيخ الطبري في هذا الإسناد، هو (( المثنى )) المذكور في الأثر قبله. وسأضع هذه النقط، حيث يختصر أبو جعفر شيخه، ثم لا أنبه إليه، ومعلوم أن المحذوف هو شيخه في الإسناد قبله.

15175- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "إن هي إلا فتنتك" ، أنت فتنتهم.
* * *
وقوله: "أنت ولينا" ، يقول: أنت ناصرنا. (1) = "فاغفر لنا" ، يقول: فاستر علينا ذنوبَنا بتركك عقابَنا عليها= "وارحمنا" ، تعطف علينا برحمتك= "وأنت خير الغافرين" ، يقول: خير من صَفَح عن جُرم، وسَتر على ذنب. (2)
* * *
(1)
(1) انظر تفسير (( ولى )) فيما سلف 11: 282، تعليق: 1، والمراجع هناك.

(2)
(2) انظر تفسير (( المغفرة )) ، و (( الرحمة )) فيما سلف من فهارس اللغة (غفر) و (رحم) .

القول في تأويل قوله: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ}
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: مخبرًا عن دعاء نبيه موسى عليه السلام أنه قال فيه: "واكتب لنا" ، أي: اجعلنا ممن كتَبت له= "في هذه الدنيا حسنَةً" ، وهي الصالحات من الأعمال (1) = "وفي الآخرة" ، ممن كتبتَ له المغفرة لذنوبه، كما: -
15176- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: "واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة" ، قال: مغفرة.
* * *
وقوله: "إنا هُدنا إليك" ، يقول: إنا تبنا إليك. (2)
* * *
وبنحو ذلك قال أهل التأويل.
(1)
(3) انظر تفسير (( الحسنة )) فيما سلف من فهارس اللغة (حسن) .

(2)
(4) انظر تفسير (( هاد )) فيما سلف 12: 198، تعليق: 1، والمراجع هناك.

* ذكر من قال ذلك:
15177- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير، وابن فضيل، وعمران بن عيينة، عن عطاء، عن سعيد بن جبير= وقال عمران: عن ابن عباس = "إنا هدنا إليك" قال: تبنا إليك.
15178- قال حدثنا زيد بن حباب، عن حماد بن سلمة، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، قال: تبنا إليك.
15179-.... قال، حدثنا جابر بن نوح، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: تبنا إليك.
15180-.... قال، حدثنا عبد الله بن بكر، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك: أن ابن عباس قال في هذه الآية: "إنا هدنا إليك" ، قال: تبنا إليك. (1)
15181- حدثني المثنى قال، حدثنا الحجاج قال، حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير= قال: أحسبه عن ابن عباس: "إنا هدنا إليك" ، قال: تبنا إليك.
15182- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: "إنا هدنا إليك" ، يقول تبنا إليك.
15183- حدثنا محمد بن بشار قال، حدثني يحيى بن سعيد قال، حدثنا
(1)
(1) الأثر: 15180 - (( عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي )) ، ثقة، من شيوخ أحمد، مضى برقم: 8284، 10885، 11232. و (( حاتم بن أبي صغيرة )) ، هو (( حاتم بن مسلم )) (( أبو يونس )) القشيري، وقيل: الباهلي، و (( أبو صغيرة )) ، هو أبو أمه، ثقة. روى له الجماعة. مترجم في التهذيب، والكبير 2 / 1 / 71، وابن أبي حاتم 1/2/257. وكان في المخطوطة والمطبوعة: (( حاتم بن أبي مغيرة )) ، بالميم في أوله، وهو خطأ محض.

سفيان قال، حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن سعيد بن جبير في قوله: "إنا هدنا إليك" ، قال: تبنا إليك.
15184-.... قال، حدثنا عبد الرحمن، ووكيع بن الجراح قالا حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن سعيد بن جبير، بمثله.
15185- حدثني ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن ابن الأصبهاني، عن سعيد بن جبير، مثله.
15186-.... قال، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: تبنا إليك.
15187-.... قال، حدثنا محمد بن يزيد، عن العوام عن إبراهيم التيمي قال: تبنا إليك.
15187م- حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم، عن العوام، عن إبراهيم التيمي، مثله.
15188- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: "إنا هدنا إليك" ، أي: إنا تبنا إليك.
15189- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: "هدنا إليك" ، قال: تبنا.
15190- حدثنا موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "إنا هدنا إليك" ، يقول: تبنا إليك.
15191- حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "إنا هدنا إليك" ، يقول: تبنا إليك.
15192- حدثني المثني قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
15193- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن أبي جعفر الرازي، عن
الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: "هدنا إليك" ، قال: تبنا إليك.
15194- ... قال، حدثنا أبي، عن أبي حجير، عن الضحاك، قال: تبنا إليك. (1)
15195-.... قال، حدثنا المحاربي، عن جويبر، عن الضحاك قال: تبنا إليك.
15196- وحدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول، فذكر مثله.
15197- ... قال، حدثنا أبي، وعبيد الله، عن شريك، عن جابر، عن مجاهد قال: تبنا إليك.
15198- ... قال، حدثنا حبويه أبو يزيد، عن يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، مثله. (2)
15199- ... قال، حدثنا أبي، عن شريك، عن جابر، عن عبد الله بن يحيى، عن علي عليه السلام قال: إنما سميت "اليهود" ، لأنهم قالوا: "هدنا إليك" . (3)
15200- حدثني المثني قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس: "إنا هدنا إليك" ، يعني: تبنا إليك.
15201- حدثنا ابن البرقي قال، حدثنا عمرو قال، سمعت رجلا يسأل سعيدًا: "إنا هدنا إليك" ، قال: إنا هدنا إليك.
* * *
وقد بينا معنى ذلك بشواهده فيما مضى قبل، بما أغنى عن إعادته. (4)
* * *
(1)
(1) الأثر: 15194 - (( أبو حجير )) الذي يروى عن الضحاك، ويروى عنه وكيع، قال أحمد ابن حنبل: (( ما حدثني عنه إلا وكيع )) ، مترجم في لسان الميزان 6: 363. ولم أجد له ترجمة في غيره من كتب الرجال.

(2)
(2) الأثر: 15198 - (( حبويه )) ، (( أبو يزيد )) ، مضى قريباً برقم 15172.

(3)
(3) الأثر: 15199- (( جابر بن عبد الله بن يحيى )) ، هكذا هو في المخطوطة، وفي المطبوعة (( جابر، عن عبد الله بن يحيى )) ، ولم أجد لشيء من ذلك ذكراً في الكتب. وهو محرف بلا شك عن شيء آخر. وانظر ما سلف رقم 1094، عن ابن جريج. بمعنى هذا الخبر.

(4)
(4) انظر تفسير (( هاد )) فيما سلف ص: 152، تعليق. 4، والمراجع هناك.

القول في تأويل قوله: {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال الله لموسى: هذا الذي أصبتُ به قومك من الرجفة، عذابي أصيب به من أشاء من خلقي، كما أصيب به هؤلاء الذين أصبتهم به من قومك (1) = "ورحمتي وسعت كل شيء" ، يقول: ورحمتي عمَّت خلقي كلهم. (2)
* * *
وقد اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
فقال بعضهم: مخرجه عامٌّ، ومعناه خاص، والمراد به: ورحمتي وَسِعت المؤمنين بي من أمة محمّدٍ صلى الله عليه وسلم. واستشهد بالذي بعده من الكلام، وهو قوله: "فسأكتبها للذين يتقون" ، الآية.
* ذكر من قال ذلك:
15202- حدثني المثني قال، حدثنا أبو سلمة المنقري قال، حدثنا حماد بن سلمة قال، أخبرنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أنه قرأ: "ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون" . قال: جعلها الله لهذه الأمة. (3)
(1)
(1) انظر تفسير (( الإصابة )) فيما سلف من فهارس اللغة (صوب) .

(2)
(2) انظر تفسير (( وسع )) فيما سلف 12: 562، تعليق 2، والمراجع هناك.

(3)
(3) الأثر: 15202 - (( أبو سلمة المنقري )) ، هو (( أبو سلمة التبوذكي )) : (( موسى بن إسماعيل المنقري )) ، مولاهم، روى عنه البخاري، وأبو داود، وروى له الباقون من أصحاب الكتب الستة بالواسطة. ثقة إمام. مترجم في التهذيب، والكبير 4/1/280، وابن أبي حاتم 4/1/136.

15203- حدثني عبد الكريم قال، حدثنا إبراهيم بن بشار قال، قال سفيان قال، أبو بكر الهذلي: فلما نزلت: "ورحمتي وسعت كل شيء" ، قال إبليس: أنا من "الشيء" ! فنزعها الله من إبليس، قال: "فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون" ، فقال اليهود: نحن نتقي ونؤتي الزكاة ونؤمن بآيات ربنا! فنزعها الله من اليهود فقال: "الذين يتبعون الرسول النبي الأمي" ، قال: نزعها الله عن إبليس، وعن اليهود، وجعلها لهذه الأمة. (1)
15204- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال: لما نزلت: "ورحمتي وسعت كل شيء" ، قال إبليس: أنا من "كل شيء!" . قال الله: "فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون" ، الآية. فقالت اليهود: ونحن نتقي ونؤتي الزكاة! فأنزل الله: "الذين يتبعون الرسول النبي الأمي" ، قال: نزعها الله عن إبليس، وعن اليهود، وجعلها لأمة محمدٍ: سأكتبها للذين يتّقون من قومك.
15205- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء" ، فقال إبليس: أنا من ذلك "الشيء" ! فأنزل الله: "فسأكتبها للذين يتقون" معاصي الله= "والذين هم بآياتنا يؤمنون" ، فتمنتها اليهود والنصارى، فأنزل الله شرطًا وَثيقًا بَيِّنًا، فقال: "الذين يتبعون الرسول النبيّ الأمي" ، فهو نبيّكم، كان أميًّا لا يكتُب صلى الله عليه وسلم.
15206- حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية قال، أخبرنا خالد الحذاء،
(1)
(1) الأثر: 15203 - لا (( عبد الكريم )) ، هو (( عبد الكريم بن الهيثم بن زياد القطان )) ، شيخ الطبري، ثقة، مضى برقم: 892. و (( إبراهيم بن بشار الرمادى )) ، ثقة. مضى برقم 892، 6321. و (( سفيان )) هو: ابن عيينة. و (( أبو بكر الهذلى )) ضعيف مضى مرارًا، آخرها رقم 14690.

عن أنيس بن أبي العريان، عن ابن عباس في قوله: "واكتب لنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك" ، قال: فلم يعطها، فقال: "عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون" إلى قوله: "الرسول النبي الأمي" . (1)
15207- حدثني ابن وكيعٍ قال، حدثنا ابن علية، وعبد الأعلى، عن خالد، عن أنيس أبي العُريان= قال عبد الأعلى، عن أنيس أبي العُرْيان= وقال: قال ابن عباس: "واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنَّا هدنا إليك" ، قال: فلم يعطها موسى، قال: "عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها" ، إلى آخر الآية.
15208- حدثني المثني قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قال: كان الله كتب في الألواح ذكر محمد وذكرَ أمته، وما ذَخَر لهم عنده، وما يسَّر عليهم في دينهم، وما وَسَّع عليهم فيما أحلّ لهم، فقال:
(1)
(1) الأثران 15206، 15207 - (( أنيس أبو العريان المجاشعى )) ، بغير (ابن) بينهما، مترجم في الكبير 1 / 2 / 44، وابن أبي حاتم 1/1/333، ولم يشر واحد منها إلى انه: (( أنيس ابن أبي العريان )) . وفي المخطوطة في الخبر الأول: (( أنيس بن أبي العريان )) بإثبات (ابن) ، وفي الخبر الثاني في الموضعين كليهما (( أنيس بن العريان )) بغير (ابن) كما أثبتها، وأما في المطبوعة، فإنه جعله في المواضع كلها (( أنيس ابن أبي العريان )) ، وهو تصرف معيب لا شك في ذلك. والظاهر أنه اختلف على ابن علية رواية اسمه، رواه مرة (( أنيس بن أبي العريان )) ، ثم رواه أخرى (( أنيس أبي العريان )) ، كما في الأثر الثاني منهما، وذكر الطبري قول عبد الأعلى، ليؤيد به هذه الرواية عن ابن علية. فإن صح هذا الاختلاف على ابن عيينة، وإلا فإنه ينبغي أن يكون أحد أمرين:

إما أن يكون صواب الخبر الأول: (( أنيس أبي العريان )) .
والثاني (( أنيس أبي العريان )) في الأولى، وعن عبد الأعلى (( أنيس ابن أبي العريان )) . أو: أن يكون الأول عن ابن عيينة: (( أنيس بن أبي العريان )) ، والثاني أيضاً: (( أنيس ابن أبي العريان )) ، وعن عبد الأعلى: (( أنيس بن أبي العريان )) . والله أعلم بالصواب في كل ذلك، ولا مرجح عندي..
"عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون" = يعني: الشركَ= الآية.
* * *
وقال آخرون: بل ذلك على العموم في الدنيا، وعلى الخصوص في الآخرة.
* ذكر من قال ذلك:
15209- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن الحسن وقتادة في قوله: "ورحمتي وسعت كل شيء" ، قالا وسعت في الدنيا البَرَّ والفاجر، وهي يوم القيامة للذين اتَّقوا خاصَّةً.
* * *
وقال آخرون: هي على العموم، وهي التوبة.
* ذكر من قال ذلك:
15210- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين* واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك" ، فقال: سأل موسى هذا، فقال الله: "عذابي أصيب به من أشاء" = العذاب الذي ذَكر= "ورحمتي" ، التوبةُ = (وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون) ، قال: فرحمته التوبةُ التي سأل موسى عليه السلام، كتبها الله لنا.
* * *
وأما قوله: "فسأكتبها للذين يتقون" ، فإنه يقول: فسأكتب رحمتي التي وسعت كل شيء= ومعنى "أكتب" في هذا الموضع: أكتب في اللوح الذي كُتِب فيه التوراة "للذين يتقون" ، (1) يقول: للقوم الذين يخافون الله ويخشون عقابه على الكفر به والمعصية له في أمره ونهيه، فيؤدُّون فرائضه، ويجتنبون معاصيه. (2)
(1)
(1) في المطبوعة والمخطوطة: (( الذين يتقون )) بغير لام، والصواب ما أثبت.

(2)
(2) انظر تفسير (( التقوى )) فيما سلف من فهارس اللغة (وقى) .

وقد اختلف أهل التأويل في المعنى الذي وصف الله هؤلاء القوم بأنّهم يتقونه. فقال بعضهم: هو الشرك.
* ذكر من قال ذلك:
15211- حدثني المثني قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس: "فسأكتبها للذين يتقون" ، يعني الشرك.
* * *
وقال آخرون: بل هو المعاصي كلها.
* ذكر من قال ذلك:
15212- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة "فسأكتبها للذين يتقون" ، معاصي الله.
* * *
وأما "الزكاة وإيتاؤها" ، فقد بيَّنا صفتها فيما مضى، بما أغنى عن إعادته. (1)
* * *
وقد ذكر عن ابن عباس في هذا الموضع أنه قال في ذلك ما: -
15213- حدثني المثني قال، حدثنا عبد الله قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس: "ويؤتون الزكاة" ، قال: يطيعون الله ورسولَه.
* * *
فكأنّ ابن عباس تأوَّل ذلك بمعنى أنه العمل بما يزكِّي النفسَ ويطهِّرها من صالحات الأعمال.
* * *
وأما قوله: "والذين هم بآياتنا يؤمنون" ، فإنه يقول: وللقوم الذين هم بأعلامنا وأدلتنا يصدِّقون ويقرُّون. (2)
* * *
(1)
(1) انظر تفسير (( إيتاء الزكاة )) فيما سلف 1: 573، 574، وما بعده في فهارس اللغة (زكا) و (أتى) .

(2)
(2) انظر تفسير (( الآيات )) و (( والإيمان )) فيما سلف من فهارس اللغة (أيي) و (أمن) .





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 221.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 220.02 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (0.77%)]