|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين عبد العزيز الداخل سيرة أبي بكر محمد بن سيرين البصري الأنصاري(ت: 110هـ) رحمه الله 18: أبو بكر محمد بن سيرين البصري الأنصاري(ت: 110هـ) هو أبو بكر محمد بن سيرين، أصله من "عين التمر" وهي بلدة غربي الكوفة قريب من الأنبار، فتحها خالد بن الوليد عنوة سنة 12هـ في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فكان سيرين والد محمد مولى لأنس بن مالك، وأمّه صفية مولاة لأبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وتزوّجا في المدينة، وحضر زواجهما جماعة من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا لهما بخير فبارك الله في سيرين وأولاده. فأما سيرين فإنه كاتَبَ أنسَ بن مالك على أربعين ألف درهم فأدّاها قبل موعدها وعتق في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وولد محمد عام 33هـ، قبل موت عثمان بن عفان رضي الله عنه بسنتين. وكان لسيرين ستة أولاد حُمل عنهم العلم، وكان محمّد أشهرَهم بالعلم والرواية، وكان سيرين يُكنى بأبي عمرة، ولذلك ربما قيل: محمد بن أبي عمرة. نشأ محمد بن سيرين في المدينة، وحفظ عن أبي هريرة رضي الله عنه أحاديث كثيرة حتى عدّه الإمام أحمد بن حنبل أثبت الناس في أبي هريرة، وسمع مولاه أنس بن مالك، وزيد بن ثابت وابن عمر وأبا موسى الأشعري وعمران بن الحصين وأبا قتادة الأنصاري وعديّ بن حاتم وغيرهم. ثم ارتحل إلى الكوفة وتعلّم من كبار أصحاب عليّ بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما ومنهم: عَبيدة السلماني وشريح القاضي والربيع بن خثيم وعلقمة بن قيس النخعي وغيرهم، وكان من أروى الناس عن عَبيدة وشريح، ورحل مع عبيدة إلى المدائن كما في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وحجّ زمن ابن الزبير فسمع منه، وارتحل إلى مصر كما ذكر ذلك ابن يونس في تاريخ مصر، ثمّ استقرّ به الأمر في البصرة، وكان يحفظ ولا يكتب، إلا ما طال عليه من الأحاديث فيكتبه حتى يحفظه ثم يمحوه. - قال محمد بن سعد: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري: من أين كان أصل محمد بن سيرين؟ فقال: (من سبي عين التمر، وكان مولى أنس بن مالك). - وقال هدبة بن خالد: سمعت أخي أمية بن خالد، يقول: (كان سيرين مولى أنس بن مالك أبو محمد بن سيرين من أهل جرجرايا). رواه الخطيب البغدادي في تاريخه، وابن عساكر في تاريخه. - وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: (محمد بن سيرين من عين التمر من سبي خالد بن الوليد، وكان خالد بن الوليد وجد بها أربعين غلاما مختفين فأنكرهم، فقالوا: إنا كنا أهل مملكة، ففرَّقهم في الناس؛ فكان سيرين منهم، فكاتبه أنس فعتَقَ في الكِتاب). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وابن عساكر في تاريخ دمشق. - وقال أبو العيناء محمد بن القاسم: حدثنا ابن عائشة، قال: (كان سيرين أبو محمد بن سيرين من أهل جرجرايا، وكان يعمل القدور النحاس، فجاء إلى عين التمر يعمل بها، فَسَباه خالد بن الوليد، وكان يسار أبو الحسن البصري من أهل ميسان، فسُبى، فهو مولى الأنصار). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وابن عساكر في تاريخ دمشق. - وقال حماد بن زيد، عن أنس بن سيرين قال: (وُلِدَ محمد بن سيرين لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وولدت أنا لسنةٍ بقيت من خلافته). رواه ابن سعد. - وقال أحمد بن سليمان: سمعت ابن علية قال: (كنا نسمع أنَّ ابن سيرين ولد في سنتين بقيتا من إمارة عثمان، ومحمد أكبر من أنس). رواه البخاري في التاريخ الكبير والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وابن عساكر في تاريخ دمشق. قال الخطيب البغدادي: يعني أنس بن سيرين. - وقال بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين: (حدثني أبي أنَّ أم محمد بن سيرين صفية مولاة أبي بكر بن أبي قحافة، طيَّبها ثلاثةٌ من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فدعوا لها، وحضر إملاكها ثمانية عشر بدرياً، فيهم أبيّ بن كعب، يدعو وهم يؤمّنون). رواه ابن سعد وابن عساكر. - وقال البخاري: (محمد بن سيرين، أبو بكر، مولى أنس بن مالك، الأنصاري، البصري). - وقال العجلي: ( محمد بن سيرين بصري، تابعي، ثقة، يكنى أبا بكر، وهو من أروى الناس عن شريح وعبيدة، وإنما تأدب بالكوفيين من أصحاب عبد الله) - وقال ابن حبان: (محمد بن سيرين الأنصاري، أبو بكر، مولده لسنتين بقيتا من خلافة عثمان بن عفان، وكان سيرين أبوه مكاتَبا لأنس بن مالك، وهم إخوة أربعة محمد وأنس ومعبد ويحيى وحفصة وكريمة أولاد سيرين، حُمل عن ستَّتِهم العلم). - وقال هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، قال: (حجَّ بنا أبو الوليد ونحن سبعةٌ ولدُ سيرين؛ فمرَّ بنا على المدينة فلما دخلنا على زيد بن ثابت، قيل له: هؤلاء بنو سيرين. قال: فقال زيد: هذان لأم، وهذان لأم، وهذان لأم، وهذا لأم، قال: فما أخطأ، وكان معبد أخا محمد لأمه). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وابن عساكر في تاريخ دمشق. رؤيته وطلبه للعلم: رأى ابن سيرين عدداً من الصحابة رضي الله عنهم وأخذ من علمهم وسَمْتِهم وأدبهم خيراً كثيراً، وكان الصحابة رضي الله عنهم قد تفرقوا في الأمصار وأكثرهم بالمدينة، وكان في كلّ مصرٍ من الأمصار جماعة منهم يقرئون الناس القرآن ويفقّهونهم في الدين، ويفتونهم فيما يستفتون فيه، فأخذ ابن سيرين من علم من لقيهم منهم، ومن لم يدركه منهم أخذ عن أصحابه الذين أدركوه، فاجتمع له بذلك علم غزير واسع مبارك. فأخذ بالمدينة عن أبي هريرة وابن عمر وزيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري ورافع بن خديج وغيرهم، ولم يدرك أبيَّ بن كعب لكنَّه أخذ عن بعض أصحابه كأنس وأبي العالية الرياحي وغيره. وبالبصرة أخذ عن أنس بن مالك وأبي موسى الأشعري وأبي بكرة الثقفي وسمرة بن جندب وعمران بن حصين وغيرهم. وبالكوفة أخذ عن أصحاب عليّ بن أبي طالب وأصحاب ابن مسعود رضي الله عنهما، ومنهم: عَبيدة السلماني، وشريح القاضي، والربيع بن خثيم، وعلقمة بن قيس النخعي، وغيرهم. وبمكة أخذ عن ابن الزبير وغيره. وأخذ عن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري فأكثر، وكان كثيرٌ رجلاً من خيار التابعين وممن كتب المصاحف العثمانية بأمر عثمان بن عفّان، وممن كان يكتب عن زيد بن ثابت، وهو من أهل بلدته "عين التمر"، وبينهما مصاهرة. ولقي عكرمة فأخذ عنه من علم ابن عباس ما شاء الله. ورحل إلى المدائن مع شيخه عبيدة السلماني فكان ربما حدثهم من الظهر إلى العصر مجلساً واحداً، وروي أنه كان كاتباً لأنس بن مالك في فارس. وروى ابن عساكر أنه قدم دمشق وأقام فيها أربع سنين، وذكر ابن يونس المصري أنه قدم مصر، ولم أظفر بخبر عمّن لقي فيهما من الصحابة والتابعين. والمقصود أنّ تعدّد مصادره في الطلب عن علماء الصحابة والتابعين كان له أثر كبير في سعة معرفته، وبصره بالإجماع والخلاف. - قال فضيل بن عياض: قلت لهشام بن حسان: (كم أدرك الحسن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ثلاثين ومائة. قال: قلت: كم أدرك ابن سيرين؟ قال: ثلاثين).رواه ابن أبي شيبة في مصنفه وابن عساكر في تاريخ دمشق. - وقال ابن حبان: (رأى ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). - وقال عفان بن مسلم: حدثنا شعبة قال: قالت أمي لهشام بن حسان: عن من يحدّث محمد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: عن ابن عمر وأبي هريرة. قالت: وسمع منهم؟ قال: نعم). رواه ابن سعد. - وقال حماد بن زيد، عن سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين، قال: حججت زمن عبد الله بن الزبير، فسمعت ابن الزبير). رواه البخاري في التاريخ الكبير. - وقال بشر بن منصور، عن هشام، عن ابن سيرين، قال: كنا عند علقمة، فدخل الربيع بن خثيم، فقال: أقلوا الكلام، إلا من تسع). رواه البخاري في التاريخ الكبير. - وقال حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين قال: (كنت ألقى عَبيدة بأطراف فأسأله). رواه أحمد في العلل. - وقال عبد الله بن مسلمة القعنبي: حدثنا عقبة، عن محمد بن سيرين، قال: (صليت صلاة مع عَبيدة السلماني بالمدائن، فلما قضى صلاته دعا بعشاء، فأتي فيما أتي به بخبز ولبن وسمن، فأكل وأكلنا معه، ثم حدثنا حتى حضرت العصر، ثم قام عبيدة فأذن وأقام، ثم صلى بنا العصر لم يتوضأ لا هو ولا أحد ممن أكل معه فيما بين الصلاتين). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد. - وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن أيوب عن محمد بن سيرين قال: (كنت أسمع الحديث من عشرة، اللفظ مختلف والمعنى واحد). رواه الترمذي في العلل الصغير. - وقال علي بن المديني: (أصحاب أبي هريرة هؤلاء الستة: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، والأعرج، وأبو صالح، ومحمد بن سيرين). رواه الخطيب البغدادي وابن عساكر. - وقال أحمد بن حنبل: « محمد بن سيرين في أبي هريرة لا يتقدم عليه أحد، وهو فوق أبى صالح ذكوان ». رواه ابن أبي حاتم. - وقال العجلي: ( محمد بن سيرين ... من أروى الناس عن شريح وعبيدة). - وقال أبو نعيم الأصبهاني: (أسند محمد بن سيرين عن عدة من الصحابة منهم أبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعمران بن حصين، وأبو بكرة، وأنس بن مالك وجماعة). - وقال أسد بن موسى عن ضمرة عن أبي عتبة عبّاد بن عبّاد قال: (قدم ابن سيرين دمشق فأقام بها أربع سنين لا يُعرف بها). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق. - وقال الهيثم بن عدي: قال مجالد بن سعيد: (كان محمد بن سيرين كاتب أنس بن مالك بفارس).رواه ابن عساكر. - وقال سليمان بن حرب: حدَّثنا السريّ بن يحيى عن محمد قال: (رحم الله شُريحاً كان يدني مجلسي) قال سليمان: (كان أصمّ، يعني محمداً). رواه ابن عساكر. علمه وفضله: كان ابن سيرين من علماء التابعين وعُبَّادهم، فقيهاً مفسّراً، حافظاً ثبتاً، ناقداً بصيراً، حادّ الذكاء واسع المعرفة عالماً بالقضاء والفرائض والحساب وعبارة الرؤيا على صلاح واستقامة وحسن سمتٍ وَوَرَعٍ يتعجَّب منه العلماء، وقد أخذ العلم والهدي عن جماعة من علماء الصحابة وكبار التابعين، وكان مُقدَّما مع الحسن البصري لدى أهل البصرة، وقد أوصى إليه أنس بن مالك أن يغسله؛ وكان محبوساً في الدَّين فأخرجه الأمير حتى غسله وصلّى عليه، ولمّا تخفّى الحسنُ البصريُّ من الحجاج بعد فتنة ابن الأشعث وماتت ابنته أوصى أن يصلّي عليها ابنُ سيرين، وكانوا يرون أنّه لا يعدل بابن سيرين أحداً بالبصرة، وثناء الأئمة عليه كثير مستفيض. - قال شعيب بن الحبحاب: كان عامر الشعبي يقول لنا: « عليكم بذاك الأصم، يعني محمد بن سيرين ». رواه البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي خيثمة في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل والخطيب البغدادي في تاريخه. وكان فيه صمم يسير. - وقال حماد بن زيد: سمعت عثمان البتي يقول: « لم يكن أحد بهذه النقرة أعلم بالقضاء من محمد بن سيرين » رواه ابن سعد والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وابن عساكر في تاريخ دمشق. - وقال قريش بن أنس: حلف عوفٌ أنه « لم ير أحداً أعلم بكتاب الله ولا بطريق الجنة وطريق النار من الحسن، ولم أر أحدا أعلم بتجارة ولا بقضاء ولا بفرائض ولا بحساب من محمد ».رواه البخاري في التاريخ الكبير، وابن عساكر في تاريخ دمشق. وعوف هو بن أبي جميلة من كبار أصحاب محمد بن سيرين. - وقال جعفر بن سليمان عن عوف قال: « كان محمد حسن العلم بالتجارة، حسن العلم بالقضاء، حسن العلم بالفرائض ». رواه ابن أبي حاتم. - وقال القاسم بن الفضل، قال: سمعت عمرو بن مُرَّة يقول: « إني لأغبط أهل البصرة بهذين الشيخين: الحسن ومحمد بن سيرين »رواه ابن أبي خيثمة وابن عساكر. - وقال حماد بن زيد عن هشام بن حسان قال: قلت للقاسم بن محمد: محمد بن سيرين يقرئك السلام - وكان أمرني أن أسأله عن شيء - قال: (عافاه الله، ذاك شيخ ما بذلك البلد أحدٌ أحبّ إليّ لقاءً منه). رواه ابن عساكر. - وقال يحيى بن خليف بن عقبة: قال: قال لي أبي خليف بن عقبة: (كان ابن سيرين نسيج وحده). رواه ابن سعد وابن عساكر، وقد تصحّف في المطبوع من طبقات ابن سعد إلى ( يسبح وحده). - وقال سلام بن أبي مطيع عن يونس بن عبيد قال: (ما رأيت أحداً أعلمَ بمُعظَم هذا الدين من الحسَن، وكان محمّدٌ أفطنَ في أشياء). رواه ابن عساكر. - وقال حميد الأسود سمعت ابن عون يقول: « كان بَصَرُ محمد بالعلم كَبَصَر التاجر الأريب بتجارته ». رواه ابن أبي حاتم. يريد أنّه كان ناقداً بصيراً ، يفحص الأخبار ولا يرويها على علاتها. - وقال قريش بن أنس عن حبيب يعني ابن الشهيد قال: كنت عند عمرو بن دينار فذكر طاووسا؛ فقال: ما رأيت أحدا قط مثل طاووس، قال وأيوب إلى جنبى فقال: « أما والله لو قد رأى محمدا ما حلف على هذا ». رواه ابن أبي حاتم وابن عساكر. - وقال ابن علية: حدثنا حمّاد بن زيد قال: كنا عند عمرو بن دينار ومعنا أيوب، قال: فذكر عمرو طاووساً فقال: ما رأيت أعفّ عمّا في أيدي الناس منه، قال حماد: يقول لي أيوب: (إنَّه لم يَرَ محمّداً، إنّه لم يرَ محمّداً) مرتين). رواه ابن عساكر. - وقال معاذ بن معاذ: سمعت ابن عون، يقول: « لم أرَ في الدنيا مثل ثلاثة: محمد بن سيرين بالعراق، والقاسم بن محمد بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام، ولم يك في هؤلاء مثل محمد ». رواه الخطيب البغدادي وابن عساكر. - وقال هشام بن حسان: « حدثنى أصدق من رأيت من البشر، محمد بن سيرين ».رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل والخطيب البغدادي في تاريخه وابن عساكر في تاريخ دمشق. - وقال أبو يوسف القلوسي: حدثنا أبو همام قال: سمعت مالك بن أنس يقول: (ما بالعراق أحد أقدّمه على أيّوب ومحمد بن سيرين في زمانهما). رواه ابن عساكر. - قال القاضي عياض في ترتيب المدارك: قال مالك: (كان ابن سيرين أشبه الناس بأهل المدينة في ناحية ما يأخذ به). - وقال مهدي بن ميمون: حدثني الجريري قال: كنا عند محمد بن سيرين فلما أردنا القيام قلنا: دعوة يا أبا بكر قال: «اللهم تقبل منا أحسن ما نعمل وتجاوز عنا في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون» رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه. - وقال حماد بن زيد: أخبرنا أيوب، قال: « رأيت الحسن في النوم مقيدا، ورأيت بن سيرين مقيدا في النوم ». رواه الخطيب البغدادي في تاريخه، وقال: « رُوي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عبر القيد في النوم ثباتا في الدين ». - وقال ابن سعد: (محمد بن سيرين، ويكنى أبا بكر، مولى أنس بن مالك، وكان ثقة مأمونا، عاليا رفيعا، فقيها إماما، كثير العلم، ورعا، وكان به صمم). - وقال ابن حبان: « كان محمد بن سيرين من أورع التابعين وفقهاء أهل البصرة وعبادهم، وكان يعبر الرؤيا ». - وقال ابن منجويه: « وكان من أورع أهل البصرة، فقيهاً فاضلاً حافظاً متقناً ضابطاً يعبر الرؤيا ». - وقال الخطيب البغدادي: « كان محمد أحد الفقهاء من أهل البصرة، والمذكورين بالوَرَع في وقته ». أخلاقه وشمائله - قال حماد بن زيد، عن هشام بن حسان قال: سمعت محمداً يقول: «ما حسدت أحداً شيئا قط، بَرًّا ولا فاجرا» رواه ابن سعد. - وقال يونس بن عبيد : « عجبت من ثلاث كلمات: عجبت من كلمة مورق العجلي : (ما قلت في الغضب شيئا فندمت عليه في الرضا). وعجبت من كلمة محمد بن سيرين : (ما حسدت أحداً على شيء من الدنيا، إن كان من أهل الجنة؛ فكيف أحسده على شيء من الدنيا وهو يصير إلى الجنة ، وإن كان من أهل النار؛ فكيف أحسده على شيء من الدنيا وهو صائر إلى النار). وعجبت من كلمة حسان بن أبي سنان : (ما شيء أهون عندي من الورع إذا رابني شيء تركته) ». رواه البيهقي في كتاب الزهد الكبير. - وقال الأصمعي عن ابن عون قال: كان ابن سيرين يكره إذا اشترى شيئاً أن يستوضع من ثمنه بعد البيع، ويقول: (هذا من المسألة). رواه ابن عساكر. - وقال عبيد الله بن سهل الغداني: حدثني عقبة بن أبي جسرة، عن محمد بن سيرين قال: «ما تمنيت شيئا قط» قلنا له: وكيف ذلك؟ قال: «إذا عرض لي شيء من ذاك، سألته ربي» رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "المتمنين" وابن مروان في المجالسة وابن عساكر في تاريخ دمشق. - وقال ابن علية: حدثنا ابن عون قال: كان محمد يكون عند المصيبة كما يكون قبل ذلك يتحدّث ويضحك إلا يوم ماتت حفصة؛ فإنّه جعل يكشر وأنت تعرف في وجهه، وكان محمد يعزِّي عند المصيبة: أعظم الله أجرك وأعقبكم من مصيبتكم عقبى نافعة لآخرتكم ودنياكم).رواه ابن عساكر. يَكْشِر: أي يبدي أسنانه كهيئة المتبسّم. - وقال حماد بن زيد عن غالب القطان قال: (خذوا بحلم محمد ولا تأخذوا بغضب الحسن). رواه ابن عساكر. - وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا مهدي بن ميمون قال: سمعت محمدا، وماراهُ رجلٌ في شيء، فقال له محمد: «إني قد أعلم ما تريد، وأنا أعلم بالمراء منك، ولكن لا أريد أن أماريك» رواه ابن سعد. - وقال بكار بن محمد السيريني: حدثنا ابن عون، قال: « ما أتينا محمد بن سيرين في يوم قط إلا أطعمنا خبيصا أو فالوذجا» رواه أبو نعيم في الحلية وابن عساكر في تاريخ دمشق إلا أنه قال: (في يوم عيد) وهو أشبه. - وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: حدثنا أبو خلدة خالد بن دينار، قال: (دخلنا على محمد بن سيرين أنا وعبد الله بن عون، فقال: ما أدري ما أتحفكم؟ كل رجل منكم في بيته خبز ولحم، ولكن سأطعمكم شيئاً لا أراه في بيوتكم؛ فجاء بشَهْدَةٍ فكان يقطع بالسكين ويلقمنا). رواه هناد بن السري في الزهد وابن أبي الدنيا في "قرى الضيف" واللفظ له. - وقال هشام بن حسان: كان ابن سيرين إذا دُعي إلى وليمة أو إلى عرس يدخل منزله فيقول: (اسقوني شربة سويق) فيقال له: يا أبا بكر أنت تذهب إلى الوليمة أو إلى العرس تشرب سويقا؟!! قال: « إني أكره أن أحمل جدَّ جوعي على طعام الناس » رواه الإمام أحمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية بلفظ (حرَّ جوعي). - وقال أحمد بن حنبل: حدثنا إبراهيم بن حبيب، عن هشام، قال: «كان آل ابن سيرين لا يدخل عليهم داخل إلا قربوا له طعاما حتى إذا كان آخراً وخفَّت حالُهم كانوا يشترون من ذلك البُسْرِ المطبوخِ أو المغليّ فإذا دخل داخلٌ قدَّموا إليه من ذلك البُسْر» رواه أبو نعيم. - وقال الأصمعي، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين « أنه حين ركبه الدين خفف مطعمه حتى كنت آوي له وكان أكثر ما يأتدم به السمك الصغار» رواه أبو نعيم. - وقال عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثنا عبد ربه القصاب قال: واعدت محمد بن سيرين رحمه الله أن اشتري له أضاحي، فنسيت وعده بشغل، ثم ذكرت بعد، فأتيته قريبا من نصف النهار، وإذا محمد ينتظرني، فسلمت عليه، ورفع رأسه فقال: «أما إنه قد يقبل أهون ذنب منك» فقلت: شغلت، وعنفني أصحابي في المجيء إليك، وقالوا: قد ذهب ولم يقعد إلى الساعة. فقال: «لو لم تجئ حتى تغرب الشمس ما قمت من مقعدي هذا إلا للصلاة أو حاجة لا بد منها» رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت. - وذكر أبو داوود السجستاني في كتاب الزهد أن عبد الله بن الزبير وعروة بن الزبير ومحمد بن سيرين ومكحول - وعدّ جماعة - كانوا يغتسلون كلَّ يوم. ضحكه ومزاحه: - قال عمرو بن رسته: حدثنا يوسف بن عطية أبو سهل، قال: «رأيت محمد بن سيرين وكان كثير المزاح كثير الضحك» رواه أبو نعيم في الحلية. - وقال يزيد بن زريع: حدثنا حسين المعلم قال: كان محمد بن سيرين يتحدّث فيضحك فإذا جاء الحديث خشع). رواه ابن عساكر. - وقال خالد بن خداش، حدثنا مهدي بن ميمون، قال: «كان محمد بن سيرين ينشد الشعر، ويضحك حتى يميل، فإذا جاء الحديث من السنة كلح» رواه ابن أبي الدنيا في "مداراة الناس". - وقال قريش بن أنس: حدثنا حبيب بن الشهيد قال: «كان ابن سيرين لا يئنّ على بلاء وربما ضحك حتى تدمع عيناه» رواه أبو نعيم في الحلية. - وقال قبيصة: حدثنا سفيان عن يونس قال: (كان محمد بن سيرين صاحب ضحك ومزاح) رواه ابن أبي الدنيا في "اصطناع المعروف" وفي "مداراة الناس". - وقال ضمرة بن ربيعة، عن السري بن يحيى، وابن شوذب قالا: «كان ابن سيرين ربما ضحك حتى يستلقي ويمد رجليه» رواه أبو نعيم. - وقال هشيم، عن منصور، قال: «كان محمد بن سيرين يضحك حتى تدمع عيناه» رواه ابن أبي الدنيا في "مداراة الناس". - وقال عمر بن شبة النميري: حدثنا يوسف بن عطية الصفار قال: رأيت محمد بن سيرين، وكان قصيراً، عظيم البطن، له وفرة، يفرق شعره، كثير المزاح، كثير الضحك، يخضب بالحناء، وافر اللحية). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق. قلت: يوسف بن عطية متروك الحديث متّفق على ضعفه وإن كنت لم أقف على من صرّح باتّهامه بالكذب، قال فيه البخاري: (منكر الحديث) وقال النسائي: (متروك الحديث وليس بثقة)، وقال الفلاس: (كان يهم، وما علمته يكذب، وقد كتبت عنه)؛ فلذلك لا تطمئنّ النفس إلى خبره. - وقال الأصمعي: حدثنا أبو هلال قال: (رأيت ابن سيرين أحمر الرأس واللحية). رواه ابن عساكر. - وقال حماد بن زيد، عن غالب القطان قال: أتيت محمداً - وذكر مزاحَه - فسألته عن هشام، فقال: «توفي البارحة ، أما شعرت؟» فقلت: «إنا لله وإنا إليه راجعون» ، فضحك). رواه ابن سعد. قلت: يريد أنّه توفي في منامه. - وقال ضمرة، عن ابن شوذب، قال: (كان ابن سيرين يمازح أصحابه ويقول: « مرحبا بالمدرفشين » يعني أنكم تشهدون الجنائز وتحملون الموتى). رواه أبو نعيم. - وقال قرة بن خالد: قلت لمحمد بن سيرين: هل كانوا يتمازحون؟ فقال: ما كانوا إلا كالناس كان ابن عمر يمزح وينشد الشعر ويقول: يحب الخمر من كيس الندامى ... ويكره أن تفارقه الفلوس). رواه أبو نعيم. - وقال يحيى بن خليف بن عقبة، عن أبيه، قال: سُئل محمد بن سيرين أينشد الرجل وهو على وضوء؟ فقال: أنبئت أن فتاة كنت أخطبها ... عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول أسنانها مائة أو زدن واحدة ... سائر الخلق منها بعد ممطول ثم قال: «الله أكبر»). رواه أبو نعيم. برّه بأمّه: - قال هشام بن حسان: حدثتني حفصة بنت سيرين قالت: «كانت أم محمد امرأة حجازية، وكان يعجبها الصبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوبا اشترى أَلْيَنَ ما يجد، لا ينظر في بقائه، فإذا كان كلَّ يومِ عيدٍ صبغَ لها ثيابها» قالت: «وما رأيته رافعا صوته عليها قط، وكان إذا كلَّمها كلَّمها كالمصغِي إليها بالشيء» رواه ابن سعد وابن عساكر. - وقال جعفر بن سليمان، عن هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، قالت: «كان محمد إذا دخل على أمه لم يكلمها بلسانه كله تحشما لها» رواه الإمام أحمد في الزهد. - وقال معاذ بن معاذ عن ابن عون، قال: «كان محمد بن سيرين إذا كان عند أمه، خفض من صوته، وتكلم رويدا» رواه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق. - وقال محمد بن نعيم: سمعت بشر بن الحارث يقول: (كان ابن سيرين إذا كان عند أمّه لا يتكلّم إلا مطأطئاً رأسه، فيقال: ما لمحمد؟ فيقولون: هو هكذا عند أمّه). رواه ابن عساكر. - وقال بكار بن محمد: حدثنا ابن عون «أن محمدا كان إذا كان عند أمِّه، لو رآه رجل لا يعرفه ظنَّ أن به مرضا من خفضِهِ كلامَه عندها» رواه ابن سعد. - وقال حماد بن زيد، عن هشام بن حسان، قال: حدثني بعض آل سيرين قال: «ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع» رواه أبو نعيم. - وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثنا ابن علية عن ابن عون قال: نُبّئت أنَّ رجلاً دخل على محمد وهو عند أمه فقال: ما شأن محمد أيشتكي شيئا؟ قالوا: «لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه» رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه وأبو نعيم في الحلية. يتبع
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |