|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() تَّفْسِيرِ (الْجَامِعِ لِأَحْكَامِ الْقُرْآنِ ، وَالْمُبَيِّنِ لِمَا تَضَمَّنَهُ مِنَ السُّنَّةِ وَآيِ الْفُرْقَانِ ) الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُرْطُبِيُّ المجلد (19) سُورَةُ المزمل من صــ 41الى صــ50 الحلقة (730) والحركات ؛ قال مجاهد وابن أبي مليكة وغيرهما. وقال ابن عباس بمعناه ، أي يواطئ السمع القلب ؛ قال الله تعالى : {لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ} أي ليوافقوا. وقيل : المعنى أشد مهادا للتصرف في التفكر والتدبر. والوطاء خلاف الغطاء. وقيل : "أشد وطئا" بسكون الطاء وفتح الواو أي أشد ثباتا من النهار ؛ فإن الليل يخلو فيه الإنسان بما يعمله ، فيكون ذلك أثبت للعمل وأتقى لما يلهي ويشغل القلب. والوطء الثبات ، تقول : وطئت الأرض بقدمي. وقال الأخفش : أشد قياما. الفراء : أثبت قراءة وقياما. وعنه : "أشد وطئا" أي أثبت للعمل وأدوم لمن أراد الاستكثار من العبادة ، والليل وقت فراغ عن اشتغال المعاش ، فعبادته تدوم ولا تنقطع. وقال الكلبي : "أشد وطئا" أي أشد نشاطا للمصلي ؛ لأنه في ، زمان راحته. وقال عبادة : "أشد وطأ" أي نشاطا للمصلي وأخف ، وأثبت للقراءة. الرابعة- قوله تعالى : {وَأَقْوَمُ قِيلاً} أي القراءة بالليل أقوم منها بالنهار ؛ أي أشد استقامة واستمرارا على الصواب ؛ لأن الأصوات هادئة ، والدنيا ساكنة ، فلا يضطرب على المصلي ما يقرؤه. قال قتادة ومجاهد : أي أصوب للقراءة وأثبت للقول ؛ لأنه زمان التفهم. وقال أبو علي : "أقوم قيلا" أي أشد استقامة لفراغ البال بالليل. وقيل : أي أعجل إجابة للدعاء. حكاه ابن شجرة. وقال عكرمة : عبادة الليل أتم نشاطا ، وأتم إخلاصا ، وأكثر بركة. وعن زيد بن أسلم : أجدر أن يتفقه في القرآن. وعن الأعمش قال : قرأ أنس بن مالك "إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا" فقيل له : {وَأَقْوَمُ قِيلاً} فقال : أقوم وأصوب وأهيأ : سواء. قال أبو بكر الأنباري : وقد ترامى ببعض هؤلاء الزائغين إلى أن قال : من قرأ بحرف يوافق معنى حرف من القرآن فهو. مصيب ، إذا لم يخالف معنى ولم يأت بغير ما أراد الله وقصد له ، واحتجوا بقول أنس هذا. وهو قول لا يعرج عليه ولا يلتفت إلى قائله ؛ لأنه لو قرأ بألفاظ تخالف ألفاظ القرآن إذا قاربت معانيها واشتملت على عامتها ، لجاز أن يقرأ في موضع {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الشكر للباري ملك المخلوقين ، ويتسع الأمر في هذا حتى يبطل لفظ جميع القرآن ، ويكون التالي له مفتريا على الله عز وجل ، كاذبا على رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا حجة لهم في قول ابن مسعود : نزل القرآن على سبعة أحرف ، إنما هو كقول أحدكم : هلم وتعال وأقبل ؛ لأن هذا الحديث يوجب أن القراءات المأثورة المنقولة بالأسانيد الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا اختلفت ألفاظها ، واتفقت معانيها ، كان ذلك فيها بمنزلة الخلاف في هلم ، وتعال ، وأقبل ، فأما ما لم يقرأ به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعوهم رضي الله عنهم ، فإنه من أورد حرفا منه في القرآن بهت ومال وخرج من مذهب الصواب. قال أبو بكر : والحديث الذي جعلوه قاعدتهم في هذه الضلالة حديث لا يصح عن أحد من أهل العلم ؛ لأنه مبني على رواية الأعمش عن أنس ، فهو مقطوع ليس بمتصل فيؤخذ به ، من قبل أن الأعمش رأى أنسا ولم يسمع منه. الخامسة- قوله تعالى : {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً} قراءة العامة بالحاء غير معجمة ؛ أي تصرفا في حوائجك ، وإقبالا وإدبارا وذهابا ومجيئا. والسبح : الجري والدوران ، ومنه السابح في الماء ؛ لتقلبه بيديه ورجليه. وفرس سابح : شديد الجري ؛ قال امرؤ القيس : مسح إذا ما السابحات على الونى ... أثرن الغبار بالكديد المركل وقيل : السبح الفراغ ؛ أي إن لك فراغا للحاجات بالنهار. وقيل : {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحاً} أي نوما ، والتسبح التمدد ؛ ذكره الخليل. وعن ابن عباس وعطاء : "سبحا طويلا" يعني فراغا طويلا لنومك وراحتك ، فاجعل ناشئة الليل لعبادتك ، وقال الزجاج : إن فاتك في الليل ، شيء فلك في النهار فراغ الاستدراك. وقرأ يحيى بن يعمر وأبو وائل "سبخا" بالخاء المعجمة. قال المهدوي : ومعناه النوم روى ذلك عن القارئين بهذه القراءة. وقيل : معناه الخفة والسعة والاستراحة ؛ ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة وقد دعت على سارق ردائها : "لا تسبخي" عنه "بدعائك عليه" . أي لا تخففي عنه إثمه ؛ قال الشاعر : فسبخ عليك الهم واعلم بأنه ... إذا قدر الرحمن شيئا فكائن الأصمعي : يقال سبخ الله عنك الحمى أي خففها. وسبخ الحر : فتر وخف. والتسبيخ النوم الشديد. والتسبيخ أيضا توسيع القطن والكتان والصوف وتنفيشها ؛ يقال للمرأة : سبخي قطنك. والسبيخ من القطن ما يسبخ بعد الندف ، أي يلف لتغزله المرأة ، والقطعة منه سبيخة ، وكذلك من الصوف والوبر. ويقال لقطع القطن سبائخ ؛ قال الأخطل يصف القناص والكلاب : فأرسلوهن يذرين التراب كما ... يذري سبائخ قطن ندف أوتار وقال ثعلب : السبخ بالخاء التردد والاضطراب ، والسبخ أيضا السكون ؛ ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : "الحمى من فيح جهنم ، فسبخوها بالماء" أي سكنوها. وقال أبو عمرو : السبخ : : النوم والفراغ. قلت : فعلى هذا يكون من الأضداد وتكون بمعنى السبح ، بالحاء غير المعجمة. 8- {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} فيه ثلاث مسائل : الأولى- قوله تعالى : {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} أي ادعه بأسمائه الحسنى ، ليحصل لك مع الصلاة محمود العاقبة. وقيل : أي اقصد بعملك وجه ربك ، وقال سهل : اقرأ باسم الله الرحمن الرحيم في ابتداء صلاتك توصلك بركة قراءتها إلى ربك ، وتقطعك عما سواه. وقيل : اذكر اسم ربك في وعده ووعيده ، لتوفر على طاعته وتعدل عن معصيته. وقال الكلبي : صل لربك أي بالنهار. قلت : وهذا حسن فإنه لما ذكر الليل ذكر النهار ؛ إذ هو قسيمه ؛ وقد قال الله تعالى : {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ} على ما تقدم. الثانية- قوله تعالى : {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} التبتل : الانقطاع إلى عبادة الله عز وجل ؛ أي انقطع بعبادتك إليه ، ولا تشرك به غيره. يقال : بتلت الشيء أي قطعته ، ومنه قولهم : طلقها بتة بتلة ، وهذه صدقة بتة بتلة ؛ أي بائنة منقطعة عن صاحبها ، ؛ أي قطع ملكه عنها بالكلية ؛ ومنه مريم البتول لانقطاعها إلى الله تعالى ، ويقال للراهب متبتل ؛ لانقطاعه عن الناس ، وانفراده بالعبادة ، قال : تضيء الظلام بالعشاء كأنها ... منارة ممسى راهب متبتل وفي الحديث النهي عن التبتل ، وهو الانقطاع عن الناس والجماعات. وقيل : إن أصله عند العرب التفرد ؛ قال ابن عرفة. والأول أقوى لما ذكرنا. ويقال : كيف قال : تبتيلا ، ولم يقل تبتلا ؟ قيل له : لأن معنى تبتل بتل نفسه ، فجيء به على معناه مراعاة لحق الفواصل. الثالثة- قد مضى في (المائدة) في تفسير قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} كراهة لمن تبتل وانقطع وسلك سبيل الرهبانية بما فيه كفاية. قال ابن العربي : وأما اليوم وقد مرجت عهود الناس ، وخفت أماناتهم ، واستولى الحرام على الحطام ، فالعزلة خير من الخلطة ، والعزبة أفضل من التأهل ، ولكن معنى الآية : انقطع عن الأوثان والأصنام وعن عبادة غير الله ، وكذلك قال مجاهد : معناه : أخلص له العبادة ، ولم يرد التبتل ، فصار التبتل مأمورا به في القرآن ، منهيا عنه في السنة ، ومتعلق الأمر غير متعلق النهي ؛ فلا يتناقضان ، وإنما بعث ليبين للناس ما نزل إليهم ؛ فالتبتل المأمور به : الانقطاع إلى الله بإخلاص العبادة ؛ كما قال تعالى : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ والتبتل المنهي عنه : هو سلوك مسلك النصارى في ترك النكاح والترهيب في الصوامع ، لكن عند فساد الزمان يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شغف الجبال ومواقع القطر ، يفر بدينه من الفتن. 9- {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً} . 10- {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً} . 11- {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً} قوله تعالى : {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} قرأ أهل الحرمين وابن محيصن ومجاهد وأبو عمرو وابن أبي إسحاق وحفص "ربُ" بالرفع على الابتداء والخبر {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَْْ} . وقيل : على إضمار "هو" . الباقون "رب" بالخفض على نعت الرب تعالى في قوله تعالى : {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} {رَبُّ الْمَشْرِقِ} ومن علم أنه رب المشارق والمغارب انقطع بعمله وأمله إليه. {فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً} أي قائما بأمورك. وقيل : كفيلا بما وعدك. قوله تعالى : {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} أي من الأذى والسب والاستهزاء ، ولا تجزع من قولهم ، ولا تمتنع من دعائهم. {وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً} أي لا تتعرض لهم ، ولا تشتغل بمكافأتهم ، فإن في ذلك ترك الدعاء إلى الله. وكان هذا قبل الأمر بالقتال ، ثم أمر بعد بقتالهم وقتلهم ، فنسخت آية القتال ما كان قبلها من الترك ؛ قاله قتادة وغيره. وقال أبو الدرداء : إنا لنكشر في وجوه (أقوام) ونضحك إليهم وإن قلوبنا لتقليهم أو لتلعنهم. قوله تعالى : {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ} أي أرض بي لعقابهم. نزلت في صناديد قريش ورؤساء مكة من المستهزئين. وقال مقاتل : نزلت في المطعمين يوم بدر وهم عشرة. وقد تقدم ذكرهم في "الأنفال" . وقال يحيى بن سلام : إنهم بنو المغيرة. وقال سعيد بن جبير أخبرت أنهم اثنا عشر رجلا. {أُولِي النَّعْمَةِ} أي أولي الغنى والترفه واللذة في الدنيا {وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً} يعني إلى مدة آجالهم. قالت عائشة رضي الله عنها : لما نزلت هذه الآية لم يكن إلا يسيرا حتى وقعت وقعة بدر. وقيل : "وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً" يعني إلى مدة الدنيا. 12- {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيماً} . 13- {وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً} . 14- {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً} قوله تعالى : {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيماً} الأنكال : القيود. عن الحسن ومجاهد وغيرهما. واحدها نكل ، وهو ما منع الإنسان من الحركة. وقيل : سمى نكلا ، لأنه ينكل به. قال الشعبي : أترون أن الله تعالى جعل الأنكال في أرجل أهل النار خشية أن يهربوا ؟ لا والله! ولكنهم إذا أرادوا أن يرتفعوا استفلت بهم. وقال الكلبي : الأنكال : الأغلال ، والأول أعرف في اللغة ؛ ومنه قول الخنساء : دعاك فقطعت أنكاله ... وقد كن قبلك لا تقطع وقيل : إنه أنواع العذاب الشديد ؛ قاله مقاتل. وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله يحب النكل على النكل" بالتحريك ، قال الجوهري. قيل : وما النكل ؟ قال : "الرجل القوي المجرب ، على الفرس القوي المجرب" ذكره الماوردي قال : ومن ذلك سمي القيد نكلا لقوته ، وكذلك ، الغل ، وكل عذاب قوي فاشتد ، والجحيم النار المؤججة. {وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ} أي غير سائغ ؛ يأخذ بالحلق ، لا هو نازل ولا هو خارج ، وهو الغسلين والزقوم والضريع ؛ قاله ابن عباس. وعنه أيضا : انه شوك يدخل الحلق ، فلا ينزل ولا يخرج. وقال الزجاج : أي طعامهم الضريع ؛ كما قال : {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ} وهو شوك كالعوسج. وقال مجاهد : هو الزقوم ، كما قال : {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ} . والمعنى واحد. وقال حمران بن أعين : قرأ النبي صلى الله عليه وسلم {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيماً. وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ} فصعق. وقال خليد بن حسان : أمسى الحسن عندنا صائما ، فأتيته بطعام فعرضت له هذه الآية {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيماً. وَطَعَاماً} فقال : أرفع طعامك. فلما كانت الثانية أتيته بطعام فعرضت له هذه الآية ، فقال : ارفعوه. ومثله في الثالثة ؛ فانطلق ابنه إلى ثابت البناني ويزيد الضبي ويحيى البكاء فحدثهم ، فجاؤوه فلم يزالوا به حتى شرب شربة من سويق. والغصة : الشجا ، وهو ما ينشب في الحلق من عظم أو غيره. وجمعها غصص. والغصص بالفتح مصدر قولك : غصصت يا رجل تغص ، فأنت غاص بالطعام وغصان ، وأغصصته أنا ، والمنزل غاص بالقوم أي ممتلئ بهم. قوله تعالى : {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ} أي تتحرك وتضطرب بمن عليها. وانتصب "يوم" على الظرف أي ينكل بهم ويعذبونر {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ} . وقيل : بنزع الخافض ؛ يعني هذه العقوبة في يوم ترجف الأرض والجبال. وقيل : العامل "ذرني" أي وذرني والمكذبين يوم ترجف الأرض والجبال. {وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً} أي وتكون. والكثيب الرمل المجتمع - قال حسان : عرفت ديار زينب بالكثيب ... كخط الوحي في الورق القشيب والمهيل : الذي يمر تحت الأرجل. قال الضحاك والكلبي : المهيل : هو الذي إذا وطئته بالقدم زل من تحتها ، وإذا أخذت أسفله انهال. وقال ابن عباس : "مهيلا" أي رملا سائلا متناثرا وأصله مهيول وهو مفعول من قولك : هلت عليه التراب أهيله هيلا : إذا صببته. يقال : مهيل ومهيول ، ومكيل ومكيول ، ومدين ومديون ، ومعين ومعيون ؛ قال الشاعر : قد كان قومك يحسبونك سيدا ... وإدخال أنك سيد معيون وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنهم شكوا إليه الجدوبة ؛ فقال : "أتكيلون أم تهيلون" قالوا : نهيل. قال : "كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه" . وأهلت الدقيق لغة في هلت فهو مهال ومهيل. وإنما حذفت الواو ، لأن الياء تثقل فيها الضمة ، فحذفت فسكنت هي والواو فحذفت الواو لالتقاء الساكنين. 15- {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً} . 16- {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً} . 17- {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً} . 18- {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً} . 19- {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً} قوله تعالى : {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً} يريد النبي صلى الله عليه وسلم أرسله إلى قريش {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً} وهو موسى {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} أي كذب به ولم يؤمن. قال مقاتل : ذكر موسى وفرعون ؛ لأن أهل مكة ازدروا محمدا صلى الله عليه وسلم واستخفوا به ؛ لأنه ولد فيهم ، كما أن فرعون أزدرى موسى ؛ لأنه رباه ونشأ فيما بينهم ، كما قال تعالى : {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً} . قال المهدوي : ودخلت الألف واللام في الرسول لتقدم ذكره ؛ ولذلك اختير في أول الكتب سلام عليكم ، وفي آخرها السلام عليكم. {وَبِيلاً} أي ثقيلا شديدا. وضرب وبيل وعذاب وبيل : أي شديد ؛ قال ابن عباس ومجاهد. ومنه مطر وابل أي شديد ؛ قال الأخفش. وقال الزجاج : أي ثقيلا غليظا. ومنه قيل للمطر وابل. وقيل : مهلكا (والمعنى عاقبناه عقوبة غليظة) قال : أكلت بنيك أكل الضب حتى ... وجدت مرارة الكلأ الوبيل واستوبل فلان كذا : أي لم يحمد عاقبته. وماء وبيل : أي وخيم غير مريء ، وكلأ مستوبل وطعام وبيل ومستوبل : إذا لم يمرئ ولم يستمرأ ، قال زهير : فقضوا منايا بينهم ثم أصدروا ... إلى كلأ مستوبل متوخم وقالت الخنساء : لقد أكلت بجيلة يوم لاقت ... فوارس مالك أكلا وبيلا والوبيل أيضا : العصا الضخمة ؛ قال : لو أصبح في يمنى يدي زمامها ... وفي كفي الأخرى وبيل تحاذره وكذلك الموبل بكسر الباء ، والموبلة أيضا : الحزمة من الحطب ، وكذلك الوبيل ، قال طرفة : عقيلة شيخ كالوبيل يلندد قوله تعالى : {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً} هو توبيخ وتقريع ، أي كيف تتقون العذاب إن كفرتم. وفيه تقديم وتأخير ، أي كيف تتقون يوما يجعل الولدان شيبا إن كفرتم. وكذا قراءة عبدالله وعطية. قال الحسن : أي بأي صلاة تتقون العذاب ؟ بأي صوم تتقون العذاب ؟ وفيه إضمار ، أي كيف تتقون عذاب يوم. وقال قتادة : والله ما يتقى من كفر بالله ذلك اليوم بشيء. و "يوما" مفعول بـ "تتقون" على هذه القراءة وليس بظرف ، وإن قدر الكفر بمعنى الجحود كان اليوم مفعول "كفرتم" . وقال بعض المفسرين : وقف التمام على قوله : (كفرتم) والابتداء (يوما) يذهب إلى أن اليوم مفعول "يجعل" والفعل لله عز وجل ، وكأنه قال : يجعل الله الولدان شيبا في يوم. قال ابن الأنباري ؛ وهذا لا يصلح ؛ لأن اليوم هو الذي يفعل هذا من شدة هوله. المهدوي : والضمير في "يجعل" يجوز أن يكون لله عز وجل ، ويجوز أن يكون لليوم ، وإذا كان لليوم صلح أن يكون صفة له ، ولا يصلح ذلك إذا كان الضمير لله عز وجل إلا مع تقدير حذف ؛ كأنه قال : يوما يجعل الله الولدان فيه شيبا. ابن الأنباري : ومنهم من نصب اليوم بـ "ـــكفرتم" وهذا قبيح ؛ لأن اليوم إذا علق بـ "كفرتم" احتاج إلى صفة ؛ أي كفرتم بيوم. فإن احتج محتج بأن الصفة قد تحذف وينصب ما بعدها ، احتججنا عليه بقراءة عبدالله "فكيف تتقون يوما" . قلت : هذه القراءة ليست متواترة ، وإنما جاءت على وجه التفسير. وإذا كان الكفر بمعنى الجحود فـ "يوما" مفعول صريح من غير صفة ولا حذفها ؛ أي فكيف تتقون الله وتخشونه إن جحدتم يوم القيامة والجزاء. وقرأ أبو السمال قعنب "فكيف تتقون" بكسر النون على الإضافة. و "الولدان" الصبيان. وقال السدي : هم أولاد الزنا. وقيل : أولاد المشركين. والعموم أصح ؛ أي يشيب فيه الضمير من غير كبر. وذلك حين يقال : "يا آدم قم فابعث بعث النار" . على ما تقدم في أول سورة "الحج" . قال القشيري : ثم إن أهل الجنة يغير الله أحوالهم وأوصافهم على ما يريد. وقيل : هذا ضرب مثل لشدة ذلك اليوم وهو مجاز ؛ لأن يوم القيامة لا يكون فيه ولدان ولكن معناه أن هيبة ذلك اليوم بحال لو كان فيه هناك صبي لشاب رأسه من الهيبة. ويقال : هذا وقت الفزع ، وقيل أن ينفخ في الصور نفخة الصعق ، فالله أعلم. الزمخشري : وقد مر بي في بعض الكتب أن رجلا أمسى فاحم الشعر كحنك الغراب ، فأصبح وهو أبيض الرأس واللحية كالثغامة ، فقال : أريت القيامة والجنة والنار في المنام ، ورأيت الناس يقادون في السلاسل إلى النار ، فمن هول ذلك أصبحت كما ترون. ويجوز أن يوصف اليوم بالطول ، وأن الأطفال يبلغون فيه أوان الشيخوخة والشيب. قوله تعالى : {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} أي متشققة لشدته. ومعنى "به" أي فيه ؛ أي في ذلك اليوم لهوله. هذا أحسن ما قيل فيه. ويقال : مثقلة به إثقالا يؤدي إلى انفطارها لعظمته عليها وخشيتها من وقوعه ، كقوله تعالى : {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} . وقيل : "به" أي له ، أي لذلك اليوم ؛ يقال : فعلت كذا بحرمتك ولحرمتك ، والباء واللام ![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |