تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4949 - عددالزوار : 2053524 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4525 - عددالزوار : 1321383 )           »          المنافقون والمنافقات .. خطرهم وصفاتهم في كتاب الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          حكم تخصيص أدعية معينة لكل يوم من أيام رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          حديث موضوع مكذوب حديث يا علي لا تنم قبل أن تأتي بخمسة أشياء لا يصح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          كيف نستعد لرمضـــــان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          تدبر جزء تبارك فضيلة الشيخ/ ماجد الجاسر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ما يهمكم من معلومات عن بقية شهر شعبان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ميزة جديدة من واتساب ستمنعك من مشاركة رقم هاتفك المحمول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          كيف يجنب الآباء أطفالهم من اضطراب fomo ويقللون الاعتماد على وسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-07-2025, 10:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,416
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى



تَّفْسِيرِ
(الْجَامِعِ لِأَحْكَامِ الْقُرْآنِ ، وَالْمُبَيِّنِ لِمَا تَضَمَّنَهُ مِنَ السُّنَّةِ وَآيِ الْفُرْقَانِ )
الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُرْطُبِيُّ
المجلد (10)
سُورَةُ الإسراء
من صــ 256 الى صــ 265
الحلقة (435)






"صفحة رقم 256"
الثانية قوله تعالى : ) إنه كان منصورا ( أي معانا يعني الولي فإن قيل : وكم من ولي مخذول لا يصل إلى حقه قلنا : المعونة تكون بظهور الحجة تارة وباستيفائها أخرى وبمجموعهما ثالثة فأيها كان فهو نصر من الله سبحانه وتعالى وروى بن كثير عن مجاهد قال : إن المقتول كان منصورا النحاس : ومعنى قوله إن الله نصره بوليه وروي أنه في قراءة أبي فلا تسرفوا في القتل إن ولي المقتول كان منصورا قال النحاس : الأبين بالياء ويكون للولي لأنه إنما يقال : لا يسرف إن كان له أن يقتل فهذا للولي وقد يجوز بالتاء ويكون للولي أيضا إلا أنه يحتاج فيه إلى تحويل المخاطبة قال الضحاك : هذا أول ما نزل من القرآن في شأن القتل وهي مكية
الإسراء : ) 34 ( ولا تقربوا مال . . . . .
)
الاسراء 34 (

فيه مسألتان : الأولى قوله تعالى : ) ولاتقربوا ما ل اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ( قد مضى الكلام فيه في الأنعام الثانية قوله تعالى : ) وأوفوا بالعهد ( قد مضى الكلام فيه في غير موضع قال الزجاج : كل ما أمر الله به ونهى عنه فهو من العهد ) إن العهد كان مسئولا ( عنه فحذف كقوله : ويفعلون ما يؤمرون به وقيل : إن العهد يسأل تبكيتا لناقضه فيقال : نقضت كما تسأل الموءودة تبكيتا لوائدها
الإسراء : ) 35 ( وأوفوا الكيل إذا . . . . .
)
الاسراء 35 (

"صفحة رقم 257"
فيه مسألتان : الأولى قوله تعالى : ) وأوفوا الكيل إذا كلتم ( تقدم الكلام فيه أيضا في الأنعام وتقتضي هذه الآية أن الكيل على البائع وقد مضى في سورة يوسف فلا معنى للإعادة والقسطاس [ بضم القاف وكسرها ] : الميزان بلغة الروم قاله بن عزيز وقال الزجاج : القسطاس : الميزان صغيرا كان أو كبيرا وقال مجاهد : القسطاس العدل وكان يقول : هي لغة رومية وكأن الناس قيل لهم : زنوا بمعدلة في وزنكم وقرأ بن كثير وأبو عمرو ونافع وبن عامر وعاصم في رواية أبي بكر القسطاس بضم القاف وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم [ بكسر القاف ] وهما لغتان الثانية قوله تعالى : ) ذلك خير وأحسن تأويلا ( أي وفاء الكيل وإقامة الوزن خير عند ربك وأبرك وأحسن تأويلا أي عاقبة قال الحسن : ذكر لنا أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ) لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس لديه إلا مخافة الله تعالى إلا أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خير له من ذلك )
الإسراء : ) 36 ( ولا تقف ما . . . . .
)
الاسراء 36 (

فيه ست مسائل : الأولى قوله تعالى : ) ولاتقف ( أي لا تتبع ما لا تعلم ولا يعنيك قال قتادة : لا تقل رأيت وأنت لم تر وسمعت وأنت لم تسمع وعلمت وأنت لم تعلم وقاله بن عباس رضي الله عنهما قال مجاهد : لا تذم أحدا بما ليس لك به علم وقاله بن عباس رضي الله عنهما أيضا وقال محمد بن الحنفية : هي شهادة الزور وقال القتبي : المعنى لا تتبع الحدس
"صفحة رقم 258"
والظنون وكلها متقاربة وأصل القفو البهت والقذف بالباطل ومنه قوله عليه الصلاة والسلام : ) نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا ) أي لا نسب أمنا وقال الكميت : فلا أرمي البريء بغير ذنب ولا أقفو الحواصن إن قفينا يقال : قفوته أقفوه وقفته أقوفه وقفيته إذا اتبعت أثره ومنه القافة لتتبعهم الآثار وقافية كل شيء آخره ومنه قافية الشعر لأنها تقفو البيت ومنه اسم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) المقفي لأنه جاء آخر الأنبياء ومنه القائف وهو الذي يتبع أثر الشبه يقال : قاف القائف يقوف إذا فعل ذلك وتقول : فقوت الأثر بتقديم الفاء على القاف بن عطية : ويشبه أن يكون هذا من تلعب العرب في بعض الألفاظ كما قالوا : رعملي في لعمري وحكى الطبري عن فرقة أنها قالت : قفا وقاف مثل عتا وعات وذهب منذر بن سعيد إلى أن قفا وقاف مثل جبذ وجذب وبالجملة فهذه الآية تنهى عن قول الزور والقذف وما أشبه ذلك من الأقوال الكاذبة والرديئة وقرأ بعض الناس فيما حكى الكسائي تقف بضم القاف وسكون الفاء وقرأ الجراح والفآد بفتح الفاء وهي لغة لبعض الناس وأنكرها أبو حاتم وغيره الثانية قال بن خويز منداد : تضمنت هذه الآية الحكم بالقافة لأنه لما قال : ولا تقف ما ليس لك به علم دل على جواز ما لنا به علم فكل ما علمه الإنسان أو غلب على ظنه جاز أن يحكم به وبهذا احتججنا على إثبات القرعة والخرص لأنه ضرب من غلبة الظن وقد يسمى علما اتساعا فالقائف يلحق الولد بأبيه من طريق الشبه بينهما كما يلحق الفقيه الفرع بالأصل من طريق الشبه وفي الصحيح عن عائشة : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) دخل علي مسرورا تبرق أسارير وجهه فقال : ) ألم ترى أن مجززا نظر إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد عليهما قطيفة قد غطيا رءوسهما وبدت أقدامهما فقال إن بعض هذه الأقدام لمن بعض ) وفي حديث يونس بن يزيد : ) وكان مجزز قائفا
"صفحة رقم 259"
الثالثة قال الإمام أبو عبد الله المازري : كانت الجاهلية تقدح في نسب أسامة لكونه أسود شديد السواد وكان زيد أبوه أبيض من القطن هكذا ذكره أبو داود عن أحمد بن صالح قال القاضي عياض : وقال غير أحمد كان زيد أزهر اللون وكان أسامة شديد الأدمة وزيد بن حارثة عربي صريح من كلب أصابه سباء حسبما يأتي في سورة الأحزاب إن شاء الله تعالى الرابعة استدل جمهور العلماء على الرجوع إلى القافة عند التنازع في الولد بسرور النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بقول هذا القائف وما كان عليه السلام بالذي يسر بالباطل ولا يعجبه ولم يأخذ بذلك أبو حنيفة وإسحاق والثوري وأصحابهم متمسكين بإلغاء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الشبه في حديث اللعان على ما يأتي في سورة النور إن شاء الله تعالى الخامسة واختلف الآخذون بأقوال القافة هل يؤخذ بذلك في أولاد الحرائر والإماء أو يختص بأولاد الإماء على قولين فالأول قول الشافعي ومالك رضي الله عنهما في رواية بن وهب عنه ومشهور مذهبه قصره على ولد الأمة والصحيح ما رواه بن وهب عنه وقاله الشافعي رضي الله عنه لأن الحديث الذي هو الأصل في الباب إنما وقع في الحرائر فإن أسامة وأباه حران فكيف يلغى السبب الذي خرج عليه دليل الحكم وهو الباعث عليه هذا مما لا يجوز عند الأصوليين وكذلك اختلف هؤلاء هل يكتفى بقول واحد من القافة أو لا بد من اثنين لأنها شهادة وبالأول قال بن القاسم وهو ظاهر الخبر بل نصه وبالثاني قال مالك والشافعي رضي الله عنهما السادسة قوله تعالى : ) إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ( أي يسأل كل واحد منهم عما اكتسب فالفؤاد يسأل عما افتكر فيه واعتقده والسمع والبصر عما رأى من ذلك وسمع وقيل : المعنى أن الله سبحانه وتعالى يسأل الإنسان عما حواه سمعه وبصره وفؤاده ونظيره قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ) كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
"صفحة رقم 260"
فالإنسان راع على جوارحه فكأنه قال كل هذه كان الإنسان عنه مسئولا فهو على حذف مضاف والمعنى الأول أبلغ في الحجة فإنه يقع تكذيبه من جوارحه وتلك غاية الخزي كما قال : اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون وقوله شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون فصلت وعبر عن السمع والبصر والفؤاد بأولئك لأنها حواس لها إدراك وجعلها في هذه الآية مسئولة فهي حالة من يعقل فلذلك عبر عنها بأولئك وقال سيبويه رحمه الله في قوله تعالى رأيتهم لي ساجدين : إنما قال : رأيتهم في نجوم لأنه لما وصفها بالسجود وهو من فعل من يعقل عبر عنها بكناية من يعقل وقد تقدم وحكى الزجاج أن العرب تعبر عما يعقل وعما لا يعقل بأولئك وأنشد هو والطبري : ذم المنازل بعد منزلة اللوى والعيش بعد أولئك الأيام وهذا أمر يوقف عنده وأما البيت فالرواية فيه الأقوام والله أعلم
الإسراء : ) 37 ( ولا تمش في . . . . .
)
الاسراء 37 : 38 (

فيه خمس مسائل : الأولى قوله تعالى : ) ولاتمش في الأرض مرحا ( وهذا نهي عن الخيلاء وأمر بالتواضع والمرح : شدة الفرح وقيل : التكبر في المشي وقيل : تجاوز الإنسان قدره وقال قتادة : هو الخيلاء في المشي وقيل : هو البطر والأشر وقيل : هو النشاط وهذه الأقوال متقاربة ولكنها منقسمة قسمين : أحدهما مذموم والآخر محمود فالتكبر والبطر والخيلاء وتجاوز الإنسان قدره مذموم والفرح والنشاط محمود وقد وصف الله تعالى نفسه بأحدهما ففي الحديث الصحيح ) لله أفرح بتوبة العبد من رجل ) الحديث والكسل
"صفحة رقم 261"
مذموم شرعا والنشاط ضده وقد يكون التكبر وما في معناه محمودا وذلك على أعداء الله والظلمة أسند أبو حاتم محمد بن حبان عن بن جابر بن عتيك عن أبيه عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : ) من الغيرة ما يبغض الله عز وجل ومنها ما يحب الله عز وجل ومن الخيلاء ما يحب الله عز وجل ومنها ما يبغض الله فأما الغيرة التي يحب الله الغيرة في الدين والغيرة التي يبغض الله الغيرة في غير دينه والخيلاء التي يحب الله اختيال الرجل بنفسه عند القتال وعند الصدقة والاختيال الذي يبغض الله الخيلاء في الباطل ) وأخرجه أبو داود في مصنفه وغيره وأنشدوا : ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعا فكم تحتها قوم همو منك أرفع وإن كنت في عز وحرز ومنعة فكم مات من قوم همو منك أمنع الثانية إقبال الإنسان على الصيد ونحوه ترفعا دون حاجة إلى ذلك داخل في هذه الآية وفيه تعذيب الحيوان وإجراؤه لغير معنى وأما الرجل يستريح في اليوم النادر والساعة من يومه يجم فيها نفسه في التطرح والراحة ليستعين بذلك على شغل من البر كقراءة علم أو صلاة فليس بداخل في هذه الآية قوله تعالى : ) مرحا ( قراءة الجمهور بفتح الراء وقراءة فرقة فيما حكى يعقوب بكسر الراء على بناء اسم الفاعل والأول أبلغ فإن قولك : جاء زيد ركضا أبلغ من قولك : جاء زيد راكضا فكذلك قولك مرحا والمرح المصدر أبلغ من أن يقال مرحا الثالثة قوله تعالى : ) إنك لن تخرق الأرض ( يعني لن تتولج باطنها فتعلم ما فيها ) ولن تبلغ الجبال طولا ( أي لن تساوي الجبال بطولك ولاتطاولك ويقال : خرق الثوب أي شقه وخرق الأرض قطعها والخرق : الواسع من الأرض أي لن تخرق الأرض بكبرك ومشيك عليها ) ولن تبلغ الجبال طولا ( بعظمتك أي بقدرتك لا تبلغ هذا المبلغ بل أنت عبد ذليل محاط بك من تحتك ومن فوقك والمحاط محصور ضعيف فلا يليق بك
"صفحة رقم 262"
التكبر والمراد بخرق الأرض هنا نقبها لا قطعها بالمسافة والله أعلم وقال الأزهري : معناه لن تقطعها النحاس : وهذا أبين لأنه مأخوذ من الخرق وهي الصحراء الواسعة ويقال : فلان أخرق من فلان أي أكثر سفرا وعزة ومنعة ويروى أن سبأ دوخ الأرض بأجناده شرقا وغربا وسهلا وجبلا وقتل سادة وسبى وبه سمي سبأ ودان له الخلق فلما رأى ذلك انفرد عن أصحابه ثلاثة أيام ثم خرج إليهم فقال : إني لما نلت ما لم ينل أحد رأيت الابتداء بشكر هذه النعم فلم أر أوقع في ذلك من السجود للشمس إذا أشرقت فسجدوا لها وكان ذلك أول عبادة الشمس فهذه عاقبة الخيلاء والتكبر والمرح نعوذ بالله من ذلك الرابعة قوله تعالى : ) كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ( ذلك إشارة إلى جملة ما تقدم ذكره مما أمر به ونهى عنه وذلك يصلح للواحد والجمع والمؤنث والمذكر وقرأ عاصم وبن عامر وحمزة والكسائي ومسروق سيئه على إضافة سيء إلى الضمير ولذلك قال : مكروها نصب على خبر كان والسيء : هو المكروه وهو الذي لا يرضاه الله عز وجل ولا يأمر به وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الآي من قوله : وقضى ربك إلى قوله كان سيئه مأمورات بها ومنهيات عنها فلا يخبر عن الجميع بأنه سيئة فيدخل المأمور به في المنهي عنه واختار هذه القراءة أبو عبيد ولأن في قراءة أبي كل ذلك كان سيئاته فهذه لا تكون إلا للإضافة وقرأ بن كثير ونافع وأبو عمرو سيئة بالتنوين أي كل ما نهى الله ورسوله عنه سيئة وعلى هذا انقطع الكلام عند قوله : وأحسن تأويلا ثم قال : ولا تقف ما ليس لك به علم ولاتمش ثم قال : كل ذلك كان سيئة بالتنوين وقيل : إن قوله ولا تقتلوا أولادكم إلى هذه الآية كان سيئة لا حسنة فيه فجعلوا كلا محيطا بالمنهي عنه دون غيره وقوله : مكروها ليس نعتا لسيئة بل هو بدل منه والتقدير : كان سيئة وكان مكروها وقد قيل : إن مكروها خبر ثان لكان حمل على لفظة كل وسيئة محمول على المعنى في جميع هذه الأشياء المذكورة قبل وقال بعضهم : هو نعت لسيئة لأنه لما كان
"صفحة رقم 263"
تأنيثها غير حقيقي جاز أن توصف بمذكر وضعف أبو علي الفارسي هذا وقال : إن المؤنث إذا ذكر فإنما ينبغي أن يكون ما بعده مذكرا وإنما التساهل أن يتقدم الفعل المسند إلى المؤنث وهو في صيغة ما يسند إلى المذكر ألا ترى قول الشاعر : فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل إبقالها مستقبح عندهم ولو قال قائل : أبقل أرض لم يكن قبيحا قال أبو علي : ولكن يجوز في قوله مكروها أن يكون بدلا من سيئة ويجوز أن يكون حالا من الضمير الذي في عند ربك ويكون عند ربك في موضع الصفة لسيئة الخامسة استدل العلماء بهذه الآية على ذم الرقص وتعاطيه قال الإمام أبو الوفاء بن عقيل : قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال : ولاتمش في الأرض مرحا وذم المختال والرقص أشد المرح والبطر أو لسنا الذين قسنا النبيذ على الخمر لاتفاقهما في الإطراب والسكر فما بالنا لانقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والمزمار والطبل لاجتماعهما فما أقبح من ذي لحية وكيف إذا كان شيبة يرقص ويصفق على إيقاع الألحان والقضبان وخصوصا إن كانت أصوات لنسوان ومردان وهل يحسن لمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط ثم هو إلى إحدى الدارين يشمس بالرقص شمس البهائم ويصفق تصفيق النسوان ولقد رأيت مشايخ في عمري مابان لهم سن من التبسم فضلا عن الضحك مع إدمان مخالطتي لهم وقال أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله : ولقد حدثني بعض المشايخ عن الإمام الغزالي رضي الله عنه أنه قال : الرقص حماقة بين الكتفين لا تزول إلا باللعب وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في الكهف وغيرها إن شاء الله تعالى
"صفحة رقم 264"
الإسراء : ) 39 ( ذلك مما أوحى . . . . .
)
الاسراء 39 (

الإشارة ب ذلك إلى هذه الآداب والقصص والأحكام التي تضمنتها هذه الآيات المتقدمة التي نزل بها جبريل عليه السلام أي هذه من الأفعال المحكمة التي تقتضيها حكمة الله عز وجل في عباده وخلقها لهم من محاسن الأخلاق والحكمة وقوانين المعاني المحكمة والأفعال الفاضلة ثم عطف قوله ولا تجعل على ما تقدم من النواهي والخطاب للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) والمراد كل من سمع الآية من البشر والمدحور : المهان المبعد المقصى وقد تقدم في هذه السورة ويقال في الدعاء : اللهم ادحر عنا الشيطان أي أبعده
الإسراء : ) 40 ( أفأصفاكم ربكم بالبنين . . . . .
)
الاسراء 40 (

هذا يرد على من قال من العرب : الملائكة بنات الله وكان لهم بنات أيضا مع البنين ولكنه أراد : أفأخلص لكم البنين دونه وجعل البنات مشتركة بينكم وبينه ) إنكم لتقولون قولا عظيما ( أي في الإثم عند الله عز وجل
الإسراء : ) 41 ( ولقد صرفنا في . . . . .
)
الاسراء 41 (

قوله تعالى : ) ولقد صرفنا ( أي بينا وقيل كررنا ) في هذا القرآن ( قيل في زائدة والتقدير : ولقد صرفنا هذا القرآن مثل وأصلح لي في ذريتي أي أصلح ذريتي والتصريف : صرف الشيء من جهة إلى جهة والمراد بهذا التصريف البيان والتكرير وقيل : المغايرة أي غايرنا بين المواعظ ليذكروا ويعتبروا ويتعظوا وقراءة العامة صرفنا
"صفحة رقم 265"
بالتشديد على التكثير حيث وقع وقرأ الحسن بالتخفيف وقوله في هذا القرآن يعني الأمثال والعبر والحكم والمواعظ والأحكام والإعلام قال الثعلبي : سمعت أبا القاسم الحسين يقول بحضرة الإمام الشيخ أبي الطيب : لقوله تعالى صرفنا معنيان أحدهما لم يجعله نوعا واحدا بل وعدا ووعيدا ومحكما ومتشابها ونهيا وأمرا وناسخا ومنسوخا وأخبارا وأمثالا مثل تصريف الرياح من صبا ودبور وجنوب وشمال وتصريف الأفعال من الماضي والمستقبل والأمر والنهي والفعل والفاعل والمفعول ونحوها والثاني أنه لم ينزل مرة واحدة بل نجوما نحو قوله وقرآنا فرقناه ومعناه : أكثرنا صرف جبريل عليه السلام إليك ) ليذكروا ( قراءة يحيى والأعمش وحمزة والكسائي ليذكروا مخففا وكذلك في الفرقان ولقد صرفناه بينهم ليذكروا الباقون بالتشديد واختاره أبو عبيد لأن معناه ليتذكروا وليتعظوا قال المهدوي : من شدد ليذكروا أراد التدبر وكذلك من قرأ ليذكروا ونظير الأول ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون والثاني واذكروا ما فيه ) وما يزيدهم ( أي التصريف والتذكير ) إلا نفورا ( أي تباعدا عن الحق وغفلة عن النظر والاعتبار وذلك لأنهم اعتقدوا في القرآن أنه حيلة وسحر وكهانة وشعر
الإسراء : ) 42 ( قل لو كان . . . . .
)
الاسراء 42 : 43 (

قوله تعالى : ) قل لو كان معه آلهة ( هذا متصل بقوله تعالى : ولا تجعل مع الله إلها آخر وهو رد على عباد الأصنام ) كما يقولون ( قرأ بن كثير وحفص يقولون بالياء الباقون تقولون بالتاء على الخطاب ) إذا لا بتغوا ( يعني الآلهة ) إلى ذي العرش سبيلا ( قال بن العباس رضي الله تعالى عنهما : لطلبوا مع الله منازعة وقتالا كما تفعل ملوك الدنيا بعضهم ببعض وقال سعيد بن جبير رضي الله تعالى عنه : المعنى إذا لطلبوا




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 149.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 147.81 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (1.14%)]