|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() زاد الداعية (8) صلاح صبري الشرقاوي أخي الداعية الموفَّق، دونك المحورَ التاسع من محاور الزاد: تكامُلٌ لا تآكُلٌ: الدُّعاة ينبغي أن يكمل بعضهم بعضًا، ولا يأكل بعضهم بعضًا؛ وذلك لأن أهل السنة غرباء فينبغي أن يرحم بعضهم بعضًا، فإذا وجدت من أخيك خَلَلًا فانصح وصوِّب، فأنت اليوم ناصح وغدًا منصوح، والعلم رحِم بين أهله. إن الله وزَّع المواهب بين الناس؛ فمنهم من يكون متميزًا في العلم والدعوة، ومنهم من يكون متميزًا في العمل الخيري وإغاثة أصحاب الحاجات، ومنهم من يكون متميزًا في التقنيات الحديثة وغير ذلك، فينبغي الاستفادة من جهود الجميع مع الحرص على التميز والتكامل؛ ليتحقق فينا قول ربنا: ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92]، فوحدة الأمة عون على تحقيق العبودية. إن أفضل ما يقدمه الدعاة اليومَ هو السعي في تحقيق هذا الشعار المبارك: "أمتكم أمة واحدة"، والسعي في تأصيل منهج الأُلفة وترك التفرق والاختلاف؛ وتحقيق أمر الله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]. إن وحدة الأمة تكسبها قوة تحفز غير المسلمين للدخول في الإسلام، وإن تفرُّق الأمة يصدهم عن ذلك، والتاريخ يخبرنا أن الأمة لما اجتمعت في عهد الصِّدِّيق رضي الله عنه، قمعَ المرتدين والمنافقين، وأذهب وساوس مانعي الزكاة، وحافظ على الإسلام نقيًّا كما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم في عهد الفاروق انطلقت رايات الإسلام في العالم تُخرج العِباد من عبودية العِباد إلى عبودية رب العِباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ثم كان الأمر كذلك في عهد ذي النورين، فلما وقع الخلاف في عهد أبي تراب رضي الله عن أصحاب النبي جميعًا، توقفت الفتوحات فترة، فإذا كان هذا أثر الخلاف في عهد صفوة الخلق بعد الأنبياء، فما ظنكم بما يحدث فيمن بعدهم عندما قلَّت الخيرية؟ إننا اليوم علينا واجب عظيم جدًّا في السعي إلى جمعِ الأمة على الكتاب والسنة، وما كان عليه أصحاب النبي والتابعون لهم بإحسان، وأن نراعي مراتب الخلاف، فلا نُغرق أنفسنا في جزئيات يسَع الجميع الخلافُ فيها، كما وسع سلف الأمة الكرام، ولا ننزل أقوال السلف في أهل البدع المكفِّرة على كل من أخطأ في مسألة، رغم أن أصوله هي أصول أهل السنة. وليكن تعليمنا للأجيال قائمًا على العلم والتزكية معًا؛ حتى لا يخرج لنا جيل يتشبع بما لم يعطَ، ويتوهم نفسه إمامًا وهو لم ينتهِ من دراسة كتاب كامل في العقيدة والمنهج أو في الفقه، فضلًا عن أن يكون على علم بمسائل الخلاف السائغ وغير السائغ. نحن في حاجة إلى الترابط الحقيقي في مجالات العلم والتنمية، وأن تُقام مشاريع علمية مشتركة بين المسلمين في أرجاء الأرض، وكذلك مشاريع تنموية لننهض ببلاد المسلمين، وترجع إلى سابق عهدها في الريادة، التي معها الرحمة بالخلق والسعي في هدايتهم، ولا يتأتى ذلك إلا بتكرار إقامة المؤتمرات الجامعة للعاملين للإسلام، وإقامة ورش عمل لنقل الخبرات وتحقيق هذا الترابط. على الداعية الموفَّق أن يبحث عن الأماكن الشاغرة من الدعوة إلى التوحيد والسنة، فيسارع في سُقيا أرضها ليكون له السبق؛ ويدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا))؛ [رواه مسلم]. لا تَسْعَ للمزاحمة إن وجدت مكانًا قد سدَّه غيرك، فلا تزاحمه فيه، فإنه ما خلا جسدٌ من حسد، وإن الأقران غالبًا ما يقع بينهم شيء من التحاسد، فيكون فتنة للمدعوِّين وبابَ شقاقٍ. ومن النماذج المشرفة التي حققت هذا المعنى في زماننا ما قرأته على شبكة الألوكة في لقاء مع داعية محتسب سُئل فيها: "الشيخ أميروميتش، لماذا اخترتم التشيك للعمل بها وكيف كان ذلك؟" فأجاب: "اخترت التشيك لندرة الدعاة فيها وقلة المسلمين بها، ويرجع ذلك لأنها لم تكن محطَّ أنظار المهاجرين من الدول الإسلامية؛ فالتشيك لا تزال تصنف في المرتبة الثانية أو الثالثة من الناحية الاقتصادية بالنسبة لدول أوروبا؛ لذا فالفرصة متاحة أمام الداعية للعمل على نطاق أوسع بعكس البوسنة مثلًا؛ حيث تكثر المساجد وكذلك الأئمة والخطباء... يبلغ عدد المسلمين عشرة آلاف مسلم - حسب تعداد وزارة الداخلية التشيكية - ولعله قريب للصحة، أما عدد المسلمين ذوي الأصل التشيكي، فهم قرابة الخمسمائة مسلم أو أكثر... ولا يوجد إلا مركز إسلامي ومصلًّى واحد بوسط العاصمة براغ، وكذلك مسجد بمدينة برنو عمره عشر سنوات فقط. إلا أنني ما زلت متفائلًا بالعمل هنا، وأرى أرضًا بكرًا وخصبة للدعوة الإسلامية، وأرى شعبًا طيبًا ومتواضعًا يتقبل، وأكبر دليل على ذلك هو عدد المسلمين الجدد الذين اعتنقوا الإسلام بمجرد الاطلاع على الإنترنت، ومن تلقاء أنفسهم، فكيف لو توفرت لدينا مقومات العمل الدعوي، ووجدنا دعمًا ماليًّا ييسر لنا سبل نشر الدين الإسلامي؟! فكثيرًا ما يأتيني بعض الشباب من ذوي الأصل التشيكي ويُفصحون عن نيتهم للدخول في الإسلام، وبسؤالهم عن السبب تجد أنه مجرد قراءة بعض الكتب والمقالات الإسلامية". فانظر - يا رعاك الله - كيف يكون السعي إلى سد الثغور، وتخيُّر المكان الأحوج لنشر دعوة التوحيد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |