|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() 17-قصَّة موسى في القرآن الكريم بقلم : مجـْـد مكَّي 2 ـ الطعن في المضمون: تهاوى سلاح فرعون الأول الذي شهره في وجه موسى، وهو سلاح تشويه السمعة. فانتقل إلى أسلوب آخر في هجومه على موسى عليه السلام، بعد طعنه في أهليته وأخلاقه ، وهو الطعن في مضمون الرسالة، فيسأله : [قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى(49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى(50) قَالَ فَمَا بَالُ القُرُونِ الأُولَى(51) قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى(52) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى(53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى(54) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى(55)]. {طه}. وفي الحوار الثاني يسأله: [قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ العَالَمِينَ] {الشعراء:23}، ويجيب موسى عليه السلام: [ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ(24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ(25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ(26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ(27) قَالَ رَبُّ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ(28)]. {الشعراء}. سأل في المرة الأولى:[قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى] {طه:49}.فالسؤال (بمن) وهو عن الكيفيَّة، وفي سورة الشعراء: [وَمَا رَبُّ العَالَمِينَ]. فالسؤال (بما) وهو عن الماهيَّة، فلما أقام موسى الدلالة على الوجود، وعرف أنه لا يمكنه أن يقاومه لظهوره وجلائه، عدل إلى المقام الثاني وهو طلب الماهيَّة، لعلمه بغاية ظهوره، ومشروع في المقام الصعب لأن العلم بماهيَّة الله تعالى غير حاصل للبشر. (التفسير الكبير للرازي 22/64)، (روح المعاني للآلوسي 19/71). وهذا أيضاً يدل على أنه كان عالماً بالله لأنه ترك المنازعة في هذا المقام لعلمه بغاية ظهوره، وشرع في المقام الصعب لأن العلم بماهية الله تعالى غير حاصل للبشر. رد موسى عليه السلام على السؤال الأول: [قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى] قال فرعون لهما: فَمَنْ ربُّكما الذي أرسلكما يا موسى؟ خصَّص النداء لموسى مع أن الخطاب إليهما؛ لأنه الأصل في الرسالة وهارون وزيره. ثم إنَّ موسى عليه السلام حين عرف أبعاد سؤال فرعون وما يحمل في طيَّاته من إنكار لربوبيَّة الله تعالى لسواها، بدأ موسى قائلاً: (ربنا) بالجمع إشارة إلى ربوبيَّته للجميع وفرعون وملئه. [قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى] قال له موسى: ربُّنا الذي أعطى كلَّ شيءٍ مُخطَّطَ صفاته الذاتيّة من ماديَّات ومعنويَّات ونفسيَّات، فهي كامنةٌ مُستقرَّة في أعماقه، ثم هدى كلَّ عنصر صغير أو كبير للنماء والتحرُّك على وَفق ما قدَّر الله له في خصائصه . فالرب الذي ربَّى عباده بنعمه هو الذي أعطى كلَّ شيء من الأنواع خلقه بصورته وشكله الذي يطابق كماله الممكن، وأعطى خليقته كل شيء يحتاجون إليه، فالذي خلق الخلق هو الله عزَّ وجل، وليس فرعون، وهو الذي فطر الخلائق، وألهمها ما يصلحها مما لا يقدر عليه فرعون ولا يستطيعه. كانت هذه الإجابة من موسى إجابة عميقة واضحة الدلالة على قدرة الله تعالى مما لا يستطيعه فرعون، ولا يملكه، مما جعل فرعون ينسحب من هذا المجال متَّجهاً إلى مجال آخر. الاستدراج إلى معارك جانبيَّة: فأراد أن يشغل موسى بشيء لا علاقة له برسالته، وأن يصرفه إلى لا شيء لايعنيه. [قَالَ فَمَا بَالُ القُرُونِ الأُولَى] {طه:51}. قال فرعون: فما حال القرون الماضية والأمم الخالية، التي ماتت وتفتَّتت ذرَّات أجسادها في تراب الأرض؟ كأنَّ فرعون يقول له: فما شأن القرون الماضية لم تقر بما تدعو إليه من التوحيد والعبادة... يريد أن يستدرج موسى بعيداً عن هدفه الرئيسي الذي جاء من أجله. الرد: ولكن أنَّى لنبيٍّ أن يُستدرج وهو المؤيَّد بالوحي يُسدِّد خطاه ويحفظه!! [قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى] {طه:52} قال موسى لفرعون: إنَّ علم القرون الأولى من البشر، وما يتعلَّق بإنشائها الأول، وما يتعلَّق بذواتها وصفاتها، وما قدَّمت من أعمال، مُسَجَّل مُدَوَّن عند ربّي في كتابٍ لا يُغادر صغيرةً ولا كبيرةً، أحاط علمه بكلِّ ذلك، لا يتعرَّض علمه للضلال عن الواقع والبُعد عنه، ولا يتعرَّض لنسيان المعلومات كما تتعرَّض الخلائق لذلك، وهو محيطٌ بكلِّ شيءٍ علماً.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |