|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حديث:كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم سودة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد عن عائشة رضي الله عنها أن سودة بنت زمعة وهبَت يومها لعائشة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم سودة؛ متفق عليه. المفردات: سودة بنت زمعة: هي أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي العامرية، كانت تحت السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي العامري، ولَما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت، وبايعت وأسلم زوجها السكران بن عمرو، وخرجا مهاجرين إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، ثم قدِما مكة فمات بها زوجها رضي الله عنه، ولَما توفيت خديجة رضي الله عنها تزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، وكان قد عقد على عائشة رضي الله عنها إلا أنه لم يدخل على عائشة رضي الله عنها إلا بالمدينة، فهي بعد عائشة في العقد وقبلها في الدخول، وكانت سودة امرأة ثبطة؛ أي ثقيلة، وكانت تمازح رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت مرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: صليت خلفك البارحة فركعت بي حتى أمسكت بأنفي، مَخافة أن يقطر الدم، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت تُضحكه الأحيان بالشيء، وقد توفيت رضي الله عنها سنة أربع وخمسين، وقيل: سنة خمس وخمسين، وصحَّحه الحافظ ابن حجر في التقريب. وهبَت يومها لعائشة؛ أي: تنازلت عن نوبتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتكون هذه النوبة لعائشة رضي الله عنها مع النوبة المقررة لعائشة رضي الله عنها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل لعائشة ليلتين ولكل واحدة من نسائه ليلة واحدة عدا سودة رضي الله عنها؛ إذ تنازلت عن ليلتها لعائشة رضي الله عنها. البحث: يبيِّن هذا الحديث أن من حق الزوجة أن تتنازل عن ليلتها لجارتها، وأن للزوج أن يقبل ذلك، وأنه إذا قبل ذلك صار للمتنازل لها نوبتان، ولا يكون الزوج بذلك جائرًا في القسم، ومن حق الزوج أن يرفض هذا التنازل إذا كان له رغبة في المتنازلة، وليس من حق الزوج أن ينقل ليلة المتنازلة لتتوالى مع ليلة المتنازل لها، تبقى كل نوبة على ما كانت عليه، إلا برضا باقي الزوجات، وقد أورد البخاري هذا الحديث في كتاب النكاح في باب المرأة تَهَب يومها لضرتها، وكيف يقسم ذلك، وساقه من طريق زهير وهو ابن معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة بيومها ويوم سودة، وقد أورده في كتاب الهبة في باب هبة المرأة لغير زوجها، وعتقها إذا كان لها زوج، فهو جائز إذا لم يكن سفيهة، فإذا كانت سفيهة لم يَجُز؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ ﴾ [النساء: 5]، فساقه من طريق الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتهنَّ خرج سهمها خرَج بها معه، وكان يقسم لكل امرأة منهنَّ يومها وليلتها، غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أورده مسلم من طريق جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ما رأيت امرأة أحب إليَّ أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة، قالت: فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة قالت: يا رسول الله، قد جعلت يومي منك لعائشة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومين؛ يومها ويوم سودة، ثم ساقه من طريق عقبة بن خالد وزهير وشريك، كلهم عن هشام بهذا الإسناد: أن سودة لما كبرت، بمعنى حديث جرير، وزاد في حديث شريك قالت: وكانت أول امرأة تزوجها بعدي، وقولها في الحديث: أن أكون في مسلاخها، المسلاخ هو الجلد، ومعناه أن أكون أنا هي، وقولها في الحديث: وكانت أول امرأة تزوجها بعدي، المراد أن سودة أول امرأة عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عقده على عائشة رضي الله عنها، لكنه دخل على سودة بمكة ولم يدخل على عائشة رضي الله عنها إلا بالمدينة، كما أوضحت ذلك في مفردات حديث الباب في ترجمة سودة رضي الله عنها. ما يفيده الحديث: 1- جواز هبة المرأة نوبتها لضَرَّتِها. 2- وأن للزوجة أن تتصرف في حقها بالهبة. 3- وأنه لا حرَجَ على الزوج الذي تنازلت زوجته لجارتها عن نوبتها في قبول ذلك. 4- وأن نوبة الواهبة تكون للموهوبة لها على ما كانت عليه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |