|
|||||||
| هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#11
|
||||
|
||||
![]() تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن الإمام محمد بن جرير الطبري الجزء الثامن تَفْسِيرِ سُّورَةِ النِّسَاءُ الحلقة (494) صــ 576 إلى صــ 590 ذكر من قال ذلك : 10011 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا : فهو في أول الآية لخبر المنافقين قال : " وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به " يعني ب " القليل " المؤمنين ، [ كقوله تعالى : ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما ) [ ص: 576 ] [ سورة الكهف : 221 ] يقول : الحمد لله الذي أنزل الكتاب عدلا قيما ، ولم يجعل له عوجا . 10012 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد : هذه الآية مقدمة ومؤخرة ، إنما هي : أذاعوا به إلا قليلا منهم ، ولولا فضل الله عليكم ورحمته لم ينج قليل ولا كثير . وقال آخرون : بل ذلك استثناء من قوله : " لاتبعتم الشيطان " . وقالوا : الذين استثنوا هم قوم لم يكونوا هموا بما كان الآخرون هموا به من اتباع الشيطان . فعرف الله الذين أنقذهم من ذلك موقع نعمته منهم ، واستثنى الآخرين الذين لم يكن منهم في ذلك ما كان من الآخرين . ذكر من قال ذلك : 10013 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد بن سليمان قال : سمعت الضحاك بن مزاحم يقول : في قوله : ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا قال : هم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا حدثوا أنفسهم بأمور من أمور الشيطان إلا طائفة منهم . وقال آخرون معنى ذلك : ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان جميعا . [ ص: 577 ] قالوا : وقوله : " إلا قليلا " خرج مخرج الاستثناء في اللفظ ، وهو دليل على الجميع والإحاطة ، وأنه لولا فضل الله عليهم ورحمته لم ينج أحد من الضلالة ، فجعل قوله : " إلا قليلا " دليلا على الإحاطة ، واستشهدوا على ذلك بقول الطرماح بن حكيم في مدح يزيد بن المهلب : أشم كثير يدي النوال ، قليل المثالب والقادحة قالوا : فظاهر هذا القول وصف الممدوح بأن فيه المثالب والمعايب ، ومعلوم أن معناه أنه لا مثالب فيه ولا معايب ؛ لأن من وصف رجلا بأن فيه معايب - وإن وصف الذي فيه من المعايب بالقلة - فإنما ذمه ولم يمدحه . ولكن ذلك على ما وصفنا من نفي جميع المعايب عنه . قالوا : فكذلك قوله : " لاتبعتم الشيطان إلا قليلا " إنما معناه : لاتبعتم جميعكم الشيطان . قال أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال بالصواب في ذلك عندي قول من قال : عنى باستثناء " القليل " من " الإذاعة " وقال : معنى الكلام : وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به إلا قليلا ولو ردوه إلى الرسول . وإنما قلنا إن ذلك أولى بالصواب ؛ لأنه لا يخلو القول في ذلك من أحد الأقوال التي ذكرنا ، وغير جائز أن يكون من قوله : " لاتبعتم الشيطان " ؛ لأن من تفضل الله عليه بفضله ورحمته فغير جائز أن يكون من تباع الشيطان . [ ص: 578 ] وغير جائز أن نحمل معاني كتاب الله على غير الأغلب المفهوم بالظاهر من الخطاب في كلام العرب ، ولنا إلى حمل ذلك على الأغلب من كلام العرب سبيل ، فنوجهه إلى المعنى الذي وجهه إليه القائلون معنى ذلك : لاتبعتم الشيطان جميعا ، ثم زعم أن قوله : " إلا قليلا " دليل على الإحاطة بالجميع ، هذا مع خروجه من تأويل أهل التأويل . وكذلك لا وجه لتوجيه ذلك إلى الاستثناء من قوله : " لعلمه الذين يستنبطونه منهم " ؛ لأن علم ذلك إذا رد إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم ، فبينه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأولو الأمر منهم بعد وضوحه لهم استوى في علم ذلك كل مستنبط حقيقته ، فلا وجه لاستثناء بعض المستنبطين منهم وخصوص بعضهم بعلمه ، مع استواء جميعهم في علمه . وإذ كان لا قول في ذلك إلا ما قلنا ، ودخل هذه الأقوال الثلاثة ما بينا من الخلل ، فبين أن الصحيح من القول في ذلك هو الرابع ، وهو القول الذي قضينا له بالصواب من الاستثناء من " الإذاعة " . [ ص: 579 ] القول في تأويل قوله ( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا ( 84 ) ) قال أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه - : " فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك " : فجاهد يا محمد أعداء الله من أهل الشرك به . " في سبيل الله " يعني : في دينه الذي شرعه لك ، وهو الإسلام ، وقاتلهم فيه بنفسك . فأما قوله : " لا تكلف إلا نفسك " فإنه يعني : لا يكلفك الله فيما فرض عليك من جهاد عدوه وعدوك إلا ما حملك من ذلك دون ما حمل غيرك منه أي : إنك إنما تتبع بما اكتسبته دون ما اكتسبه غيرك ، وإنما عليك ما كلفته دون ما كلفه غيرك . ثم قال له : " وحرض المؤمنين " يعني : وحضهم على قتال من أمرتك بقتالهم معك " عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا " : يقول : لعل الله أن يكف قتال من كفر بالله وجحد وحدانيته وأنكر رسالتك عنك وعنهم ، ونكايتهم . وقد بينا فيما مضى أن " عسى " من الله واجبة ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . [ ص: 580 ] " والله أشد بأسا وأشد تنكيلا " يقول : والله أشد نكاية في عدوه من أهل الكفر به منهم فيك يا محمد وفي أصحابك ، فلا تنكلن عن قتالهم ، فإني راصدهم بالبأس والنكاية والتنكيل والعقوبة ؛ لأوهن كيدهم ، وأضعف بأسهم ، وأعلي الحق عليهم . والتنكيل مصدر من قول القائل : نكلت بفلان فأنا أنكل به تنكيلا : إذا أوجعته عقوبة ، كما : - 10014 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : وأشد تنكيلا : أي عقوبة . القول في تأويل قوله ( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ) قال أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه - : " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها " من يصر يا محمد شفعا لوتر أصحابك فيشفعهم في جهاد عدوهم وقتالهم في سبيل الله - وهو " الشفاعة الحسنة " " يكن له نصيب منها " يقول : يكن له من شفاعته تلك نصيب - وهو الحظ - من ثواب الله وجزيل كرامته . " ومن يشفع شفاعة سيئة " يقول : ومن يشفع وتر أهل الكفر بالله على [ ص: 581 ] المؤمنين به فيقاتلهم معهم ، وذلك هو " الشفاعة السيئة " " يكن له كفل منها " . يعني : ب " الكفل " : النصيب والحظ من الوزر والإثم . وهو مأخوذ من " كفل البعير والمركب " ، وهو الكساء أو الشيء يهيأ عليه شبيه بالسرج على الدابة . يقال منه : جاء فلان مكتفلا إذا جاء على مركب قد وطئ له - على ما بينا - لركوبه . وقد قيل إنه عنى بقوله : " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها " الآية ، شفاعة الناس بعضهم لبعض . وغير مستنكر أن تكون الآية نزلت فيما ذكرنا ، ثم عم بذلك كل شافع بخير أو شر . وإنما اخترنا ما قلنا من القول في ذلك ؛ لأنه في سياق الآية التي أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - فيها بحض المؤمنين على القتال ، فكان ذلك بالوعد لمن أجاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والوعيد لمن أبى إجابته أشبه منه من الحث على شفاعة الناس بعضهم لبعض ، التي لم يجر لها ذكر قبل ، ولا لها ذكر بعد . ذكر من قال ذلك في شفاعة الناس بعضهم لبعض . 10015 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة " قال : شفاعة بعض الناس لبعض . 10016 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله . 10017 - حدثت عن ابن مهدي ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن الحسن قال : من يشفع شفاعة حسنة كان له فيها أجران ؛ ولأن الله يقول : [ ص: 582 ] " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها : ولم يقل " يشفع " . 10018 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن رجل ، عن الحسن قال : " من يشفع شفاعة حسنة " كتب له أجرها ما جرت منفعتها . 10019 - حدثنا يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : سئل ابن زيد عن قول الله : " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها " قال : الشفاعة الصالحة التي يشفع فيها وعمل بها هي بينك وبينه ، هما فيها شريكان " ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها " قال : هما شريكان فيها ، كما كان أهلها شريكين . ذكر من قال : الكفل النصيب . 10020 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها : أي حظ منها ، " ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها " ، والكفل : هو الإثم . 10021 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي قوله : " يكن له كفل منها " أما " الكفل " فالحظ . 10022 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع : " يكن له كفل منها " قال : حظ منها ، فبئس الحظ . 10023 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد : [ ص: 583 ] " الكفل والنصيب " واحد . وقرأ : ( يؤتكم كفلين من رحمته ) [ سورة الحديد : 8 ] . القول في تأويل قوله ( وكان الله على كل شيء مقيتا ( 85 ) ) قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : وكان الله على كل شيء مقيتا " . فقال بعضهم : تأويله وكان الله على كل شيء حفيظا وشهيدا . ذكر من قال ذلك : 10024 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس : " وكان الله على كل شيء مقيتا " يقول : حفيظا . 10025 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " مقيتا " شهيدا . 10026 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن رجل اسمه مجاهد ، عن مجاهد مثله . 10027 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : " مقيتا " قال : شهيدا ، حسيبا ، حفيظا . 10028 - حدثني أحمد بن عثمان بن حكيم قال : حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال : حدثنا أبي ، عن خصيف ، عن مجاهد أبي الحجاج : وكان الله على كل شيء مقيتا قال : المقيت الحسيب . [ ص: 584 ] وقال آخرون : معنى ذلك : القائم على كل شيء بالتدبير . ذكر من قال ذلك : 10029 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال : قال عبد الله بن كثير : وكان الله على كل شيء مقيتا قال : المقيت : الواصب . وقال آخرون : هو القدير . ذكر من قال ذلك : 10030 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : وكان الله على كل شيء مقيتا : أما المقيت فالقدير . 10031 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : " وكان الله على كل شيء مقيتا " قال : على كل شيء قديرا ، المقيت : القدير . قال أبو جعفر : والصواب من هذه الأقوال قول من قال : معنى " المقيت " القدير ؛ وذلك أن ذلك فيما يذكر كذلك بلغة قريش ، وينشد للزبير بن عبد المطلب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : وذي ضغن كففت النفس عنه وكنت على مساءته مقيتا أي : قادرا . وقد قيل إن منه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : [ ص: 585 ] 10032 - " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقيت " . في رواية من رواها : " يقيت " يعني : من هو تحت يديه وفي سلطانه من أهله وعياله ، فيقدر له قوته . يقال منه : أقات فلان الشيء يقيته إقاتة ، وقاته يقوته قياتة وقوتا ، والقوت الاسم . وأما المقيت في بيت اليهودي الذي يقول فيه : ليت شعري ، وأشعرن إذا ما قربوها منشورة ودعيت ! فإن معناه : فإني على الحساب موقوف ، وهو من غير هذا المعنى .ألي الفضل أم علي إذا حوسبت ؟ إني على الحساب مقيت [ ص: 586 ] القول في تأويل قوله ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) قال أبو جعفر : يعني - جل ثناؤه - بقوله : " وإذا حييتم بتحية " إذا دعي لكم بطول الحياة والبقاء والسلامة " فحيوا بأحسن منها أو ردوها " يقول : فادعوا لمن دعا لكم بذلك بأحسن مما دعا لكم أو ردوها " يقول : أو ردوا التحية . ثم اختلف أهل التأويل في صفة " التحية " التي هي أحسن مما حيي به المحيا ، والتي هي مثلها . فقال بعضهم : التي هي أحسن منها : أن يقول المسلم عليه إذا قيل : " السلام عليكم " : وعليكم السلام ورحمة الله ، ويزيد على دعاء الداعي له . والرد أن يقول : السلام عليكم مثلها . كما قيل له ، أو يقول : وعليكم السلام ، فيدعو للداعي له مثل الذي دعا له . ذكر من قال ذلك : 10033 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها : يقول : إذا سلم عليك أحد فقل أنت : " وعليك السلام ورحمة الله " ، أو تقطع إلى " السلام عليك " كما قال لك . 10034 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، [ ص: 587 ] عن ابن جريج ، عن عطاء قوله : وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها قال : في أهل الإسلام . 10035 - حدثني المثنى قال : حدثنا سويد قال : أخبرنا ابن المبارك ، عن ابن جريج فيما قرئ عليه ، عن عطاء قال : في أهل الإسلام . 10036 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن شريح أنه كان يرد : السلام عليكم كما يسلم عليه . 10037 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن ابن عون وإسماعيل بن أبي خالد ، عن إبراهيم أنه كان يرد : السلام عليكم ورحمة الله . 10038 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن عطية ، عن ابن عمر : أنه كان يرد : وعليكم . وقال آخرون : بل معنى ذلك : فحيوا بأحسن منها أهل الإسلام ، أو ردوها على أهل الكفر . ذكر من قال ذلك : 10039 - حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال : حدثنا حميد بن عبد الرحمن ، عن الحسن بن صالح ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه وإن كان مجوسيا ، فإن الله يقول : وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " . 10040 - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا سالم بن نوح قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة في قوله : وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها : للمسلمين " أو ردوها " على أهل الكتاب . 10041 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، [ ص: 588 ] عن قتادة في قوله : وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها للمسلمين " أو ردوها " على أهل الكتاب . 10042 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها : يقول : حيوا أحسن منها أي : على المسلمين " أو ردوها " أي : على أهل الكتاب . 10043 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : ابن زيد في قوله : وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها قال : قال أبي : حق على كل مسلم حيي بتحية أن يحيي بأحسن منها ، وإذا حياه غير أهل الإسلام أن يرد عليه مثل ما قال . قال أبو جعفر : وأولى التأويلين بتأويل الآية قول من قال : ذلك في أهل الإسلام ، ووجه معناه إلى أنه يرد السلام على المسلم إذا حياه تحية أحسن من تحيته أو مثلها ؛ وذلك أن الصحاح من الآثار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه واجب على كل مسلم رد تحية كل كافر بأخس من تحيته . وقد أمر الله برد الأحسن والمثل في هذه الآية من غير تمييز منه بين المستوجب رد الأحسن من تحيته عليه ، والمردود عليه مثلها بدلالة يعلم بها صحة قول من قال : عنى برد الأحسن المسلم ، وبرد المثل أهل الكفر . والصواب إذ لم يكن في الآية دلالة على صحة ذلك ، ولا صحة أثر لازم عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يكون الخيار في ذلك إلى المسلم عليه : بين رد الأحسن أو المثل ، إلا في الموضع الذي خص شيئا من ذلك سنة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيكون مسلما لها . وقد خصت السنة أهل الكفر بالنهي عن رد الأحسن [ ص: 589 ] من تحيتهم عليهم أو مثلها ، إلا بأن يقال : وعليكم . فلا ينبغي لأحد أن يتعدى ما حد في ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأما أهل الإسلام ، فإن لمن سلم عليه منهم في الرد من الخيار ما جعل الله له من ذلك . وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تأويل ذلك بنحو الذي قلنا خبر . وذلك ما : - 10044 - حدثني موسى بن سهل الرملي قال : حدثنا عبد الله بن السري الأنطاكي قال : حدثنا هشام بن لاحق ، عن عاصم الأحول ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان الفارسي قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : السلام عليك يا رسول الله ، فقال : وعليك ورحمة الله . ثم جاء آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله ، فقال له رسول الله : وعليك ورحمة الله وبركاته . ثم جاء آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، فقال له : وعليك . فقال له الرجل : يا نبي الله بأبي أنت وأمي ، أتاك فلان وفلان فسلما عليك ، فرددت عليهما أكثر مما رددت علي ! فقال : إنك لم تدع لنا شيئا ، قال الله : وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها : فرددناها عليك . [ ص: 590 ] فإن قال قائل : أفواجب رد التحية على ما أمر الله به في كتابه ؟ قيل : نعم ، وبه كان يقول جماعة من المتقدمين . ذكر من قال ذلك : 10045 - حدثني المثنى قال : حدثنا سويد قال : أخبرنا ابن المبارك ، عن ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير : أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : ما رأيته إلا يوجبه : قوله وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها . 10046 - حدثني المثنى قال : حدثنا سويد بن نصر قال : أخبرنا ابن المبارك ، عن سفيان ، عن رجل ، عن الحسن قال : السلام : تطوع ، والرد : فريضة . ![]()
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |