(رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4978 - عددالزوار : 2097768 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4557 - عددالزوار : 1373659 )           »          استحباب الإتيان بأذكار النوم على طهارة ولكن هل من توضأ للنوم ثم انتقض وضوؤه هل تلزمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          : Writing “Bismillaah ir-Rahmaaan il-raheem” on wedding invitations is permissible (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          هل تقال أذكار النوم والاستيقاظ عند كل نوم واستيقاظ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          فوائد عظيمة في قراءة آية الكرسي والمعوذات قبل النوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          حكم كتابة البسملة فى بطاقات الدعوة، وكيفية كيفية إتلاف ما كتب عليه اسم الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          شرح دعاء "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تعلم أمور الدنيا لا يتنافى مع تعلم الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          شراء واستخدام صندوق مطليّ بماء الذهب فيه عطور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-09-2024, 04:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,240
الدولة : Egypt
افتراضي (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)



(رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)









كبته/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن حاجة المؤمن إلى ربه -تعالى- تختلف عن حاجات باقي الناس، فهو يفتقر إلى الله -تعالى- أن يأخذ قلبه إليه، وأن يوجِّه ناصيته إلى مرضاته، وأن يمن عليه بالتوفيق والإعانة على ذكره وشكره وحسن عبادته، فليست كل عبادات العباد حسنة، بل منها الحسن ومنها السيئ، وهو يعلم ذلك مِن نفسه فكم مِن ركعات أداها وكان فيها مشغولاً بغير الله! وكم مِن آيات قرأها ولم يحسن تدبرها! وكم مِن أيام صامها ولم يحقق فيها التقوى!

وهو دائمًا مشاهِد لتقليب القلوب وتصريف الهمم بمفاضلات بيْن العباد لا يحصيها إلا رب العباد: (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) (الإسراء:21)، فهو يشعر بفقره وعجزه وحاجته الضرورية الشديدة إلى إلهه ومولاه أن يتولاه، يتولى هدايته، وتقليب قلبه على دينه، وتصريفه على طاعته.

وتأمل قول إبراهيم الخليل -عليه السلام-: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) (إبراهيم:35)، فمن يأمن البلاء بعد إبراهيم الخليل -عليه السلام- كما قال إبراهيم التيمي -رحمه الله-، وتأمل في قول شعيب -عليه السلام-: (وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا) (الأعراف:89).

ولو تأملتَ حولك ونظرت في أقوال وأفعال أناس كانوا مِن أهل الإيمان والتقوى صاروا يقولون ويفعلون ما كان يستحيي المنافقون أن يُنسب إليهم؛ لأدركتَ ذلك، فصار الحق يَلبس ثوب الباطل، ويقدَّم للناس الباطل على أنه الدين الصحيح نسأل الله العافية.

وعبادة الحج مِن أعظم العبادات التي يظهر فيها التفاضل بيْن الخلق للناظر بعين بصيرته، فرغم وحدة المظهر والملبس والأفعال والأقوال والأماكن التي يؤمها الملايين إلا أن أحوال القلوب متفاوتة بما لا يعلمه إلا الله حتى قال القائل: "الركب كثير والحاج قليل!".

وأيام العشر الأول مِن ذي الحجة أفضل أيام السَّنة، وتفاوت الناس في استغلالها عظيم، وحاجتنا إلى الله أن يصلح قلوبنا، وأن يرزقنا الشوق إلى لقائه، وحقيقة محبته وحسن عبادته حاجة لا تماثلها حاجة.

وإذا كان الناس حاجتهم في العيد إلى لبس الجديد، وتناول اللحم، والتوسعة على العيال، وهم يفتقرون إلى ربهم في ذلك، ونحن معهم كذلك اتباعًا وامتثالاً؛ فلنجعل افتقارنا إلى الله -تعالى- فيما هو أعظم وأحب إليه، وأكثر اتباعًا وامتثالاً.

ليكن افتقارنا إلى الله -تعالى- في صدق المحبة كما كان الخليل إبراهيم -عليه السلام- حتى ضحى بكل شيء تأكيدًا لصدق المحبة، وفي صدق التفويض والرضا بالله ربًّا كما كانت هاجر -عليها السلام- حين قالت لإبراهيم -عليه السلام-: (آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: إِذَنْ لاَ يُضَيِّعُنَا) (رواه البخاري).

وفي الصبر الجميل على الطاعة كما كان إسماعيل -عليه السلام- حين قال: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (الصافات:102).

وفي كمال التوكل كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الأحزاب متوكلاً على الله وحده في هزيمتهم متضرعًا إليه طول الليل في النصرة عليهم إلى أن: (رَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) (الأحزاب:25)، وظل النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر منة الله بذلك، ويكرر في أدعيته وأذكاره: (وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَه)، ويدعو ربه: (اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ، اهْزِمِ الأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ) (متفق عليه).

ونفتقر إلى الله في كمال الثقة بوعده كما كان موسى -عليه السلام- على يقين مِن وعده ونصره، وهو يرى جنود فرعون قد حضروا، ويسمع أصحابه وهم يقولون: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) (الشعراء:61)، فيقول لهم في كمال الثقة بالله: (قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء:62).

نفتقر إلى الله في سجدة خشوع وتلاوة تدبر، وركعة خضوع، وقيام قنوت، وإنابة وإخبات، وانكسار وتضرع، وحب وخوف وإخلاص لعلنا نكون مِن السابقين.

فاللهم اهدنا إليك صراطًا مستقيمًا.

تقبل الله منا ومنكم، وكل عام وأنتم بخير.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.10 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]