|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() كتاب قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام لمحمود محمد شاكر صفية الشقيفي رسالة طبقات فحول الشعراء وسياقاتها قال أبو فهر محمود بن محمد شاكر بن أحمد الحسيني (ت: 1418هـ) أما رسالة كتاب >طبقات فحول الشعراء<، وهي مقدمته التي استغرقت نحو خمسين صفحة من طبعتي الثانية لكتابه ص(3 – 50). والتي قسمتها أنا إلى خمس وخمسين فقرة، أولاهن إسناد الكتاب، فلي في جملتها وسياقها حديث قصير، لا بد منه، حتى يكون ما أقوله واضحًا، وليكون ما نتولاه من تحليل مقالة ابن سلام في صدر كتابه واضحًا أيضًا، وميسرًا سبيل من يريد أن يتعقب كلامي، وهو ينظر في الأصل، وهو الكتاب المطبوع. والذي يوجب ذلك أن القدماء من علمائنا كانوا لا يجدون في الاستطراد حرجًا على أنفسهم ولا على سامعيهم أو قارئيهم، وكانوا لا يرون به بأسًا، لأنه يعين على بذل علم أو معرفة نافعة في جانب من جوانب الموضوع الذي يتحدثون فيه. حتى يبلغوا من ذلك أن تجد أداة الشرط في أول الحديث، ثم تنقضي عدة صفحات طوال جدًا حتى تقف على جواب الشرط. تجد هذا عند الشافعي والطبري وغيرهما من أهل العلم، ~. ولهذا من فعلهم أسباب كثيرة، ليس هذا موضع بيانها. وسترى مصداق ذلك في رسالة كتاب >طبقات فحول الشعراء<، كما أصفها الآن.بدأ ابن سلام عرض كتابه وسببه تأليفه في الفقرة الثانية (ص3 من المطبوع) فقال: >ذكرنا العرب وأشعارها، والمشهورين المعروفين من شعرائها وفرسانها وأشرافها وأيامها، إذ كان لا يحاط بشعر قبيلة واحدة من قبائل العرب، وكذلك فرسانها وساداتها وأيامها. فاقتصرنا من ذلك على ما لا يجهله عالم، ولا يستغنى عن علمه ناظر في أمر العرب، فبدأنا بالشعر<.... [قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 24] وواضح أنه أراد هنا أن يبين منهجه في تأليف الكتاب، وأنه سيذكر بعقب ذلك تتمة عرضه لعمله في التأليف، ولكنه قطع هذا العرض فجأة، ولم يعد إلى وصل الحديث عنه إلا في الفقرة الحادية والثلاثين (ص: 23) فقال متممًا ما بدأ به: >ففصلنا الشعراء من أهل الجاهلية والإسلام، والمخضرمين الذين كانوا في الجاهلية وأدركوا الإسلام، فنزلناهم منازلهم، واحتججنا لكل شاعر بما وجدنا له من حجة، وما قال فيه العلماء ...<، ثم استطرد بعد ذلك في حديث متصل عن هذا الشعر منذ انتهى من هذه الفقرة الحادية والثلاثين، ثم عاد في الفقرة الخامسة والخمسين (ص: 49) فقال متممًا عرض كتابه أيضًا فقال: >ثم إنا اقتصرنا بعد الفحص والنظر والرواية عمن مضى من أهل العلم، إلى رهط أربعة، اجتمعوا على أنهم أشعر العرب طبقة...< وختم بتمام هذه الفقرة رسالة كتابه أو مقدمته. وفي خلال ذلك بعض الاستطراد وهو لا يعنينا هنا. هذا هو السياق الأول في مقدمة كتابه. ثم يأتي سياق ثان معترض يبدأ من الفقرة الثالثة (ص: 4)، وينتهي عند آخر الفقرة الثالثة عشرة (ص: 11) يبدأه بقوله: >وفي الشعر مصنوع مفتعل موضوع كثير لا خير فيه ...<، يتعرض فيه لبيان رأيه في هذا الموضوع، ويكشف عن حقيقة بطلانه. ثم يبدأ سياقًا ثالثًا يذكر فيه علماء العربية، منذ الفقرة الرابعة عشرة (ص: 12) إلى أن ينتهي بالفقرة الثلاثين (ص: 23)، بادئًا بذكر أبي الأسود الدؤلي، ويحيى بن يعمر العدواني، وقتادة، وإسحق بن سويد، وميمون الأقرن، وعنبسة الفيل، ونصر بن عاصم الليثي، وعبد الله بن أبي إسحق الحضرمي، وعيسى بن عمر، وأبي عمرو بن العلاء، ويونس بن حبيب، ومسلمة بن عبد الله الفهري، وحماد بن الزبرقان، ثم الخليل بن أحمد الفراهيدي، ثم أبي محرز خلف بن حيان، وهو خلف الأحمر، ثم الأصمعي، وأبي عبيدة، وكلهم من أهل البصرة، ثم يختم هذا السياق، فيقول: >وأعلم من وردّ علينا من غير أهل البصرة المفضل بن محمد الضبي الكفوي<. [قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 25] وإذن فترتيب سياق المقدمة جملة هو هكذا: السياق الأول: 1، 2، ثم 31 إلى 44. السياق الثاني: من 3، إلى 13. السياق الثالث: من 14، إلى 30. ووضوح هذه السياقات الثلاثة المتداخلة والفصل بينها واجب ومهم جدًا لمن يريد أن يفهم ما يريد ابن سلام بكلامه، وهو أشد وجوبًا لمن يحلل ألفاظه وجمله بغيرة الوقوف على مقاصده، بلا خلط بين كلامين مفترقين متباينين. وبين جدًا أن ابن سلام قد قطع تمام كلامه في الفقرة الثانية التي يعرض فيها نهج كتابه، والتي وصلها بعد ذلك بزمان في الفقرة الحادية والثلاثين إلى الخامسة والخمسين، معترضًا مستطردًا بفصلين مختلفين، أولهما عن >المصنوع< من الفقرة الثالثة إلى آخر الثالثة عشرة. وثانيهما عن علماء العربية من الفقرة الرابعة عشرة إلى الفقرة الثلاثين (12: 23). وبهذه المناسبة عند ذكر هذا الفصل الثاني الطويل، أحب أن أذكر وهمًا كبيرًا وقع فيه إمام جليل من قدماء علمائنا أيضًا، يدلنا على وجوب التأني وإعادة النظر ووضوح الفصل بين هذه الفصول التي تضمنها رسالة كتاب >طبقات فحول الشعراء< ، وذلك أن إمامنا أبا علي القالي صاحب كتاب الأمالي والنوادر (المولود سنة 288، والمتوفى سنة 356) وهو قريب العهد من ابن سلام، قال في أماليه (1: 157): >وقال محمد بن سلام في كتاب "طبقات العلماء<، >كنا إذا سمعنا الشعر من أبي محرز (يعني خلفًا الأحمر) لا نبالي ألا نسمعه من قائله< وهو الجزء المذكور في كتاب >طبقات فحول الشعراء رقم 29 من هذا الفصل الثاني، وليس لابن سلام كتابٌ بهذا الاسم، ووهم أبو علي لأنه اعتمد على ذاكرته، ولم يكن كتاب ابن سلام من بين الكتب التي حملها معه إلى الأندلس، كما يدل على ذلك فهرست ابن خير الإشبيلي. وقد أشرت إلى ذلك في مقدمة الكتاب (ص: 38). وهذا الوهم على هوانه، يحذرنا ويوجب علينا الحرص على الأناة والدقة، مخافة أن نقع فيما هو أجل وأخطر، وأبعد أثرًا في إساءة فهم كلام أبي عبد الله ابن سلام، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله. [قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 26] لم يكد أبو عبد الله محمد بن سلام الجمحي يستفتح رسالة عرض منهج كتابة بالفقرة الثانية التي ختمها بقوله: >فبدأنا بالشعر<، والتي نقلتها آنفًا من قريب، حتى هجم بغتة على إحدى قضايا >الشعر<، وهي قضية المصنوع المفتعل منذ أول الفقرة الثالثة فقال: >وفي الشعر مصنوع مفتعل موضوع كثير لا خير فيه، ولا حجة في عربية، ولا أدب يستفاد، ولا معنى يستخرج، ولا مثل يضرب، ولا مديح رائع، ولا هجاء مقذع، ولا فخر معجب ولا نسيب مستطرف، وقد تداوله قوم من كتاب إلى كتاب، لم يأخذوه عن أهل البادية، ولم يعرضوه على العلماء، وليس لأحد، إذا أجمع أهل العلم والرواية الصحيحة على إبطال شيء منه، أن يقبل من صحيفة، ولا يروى عن صحفي. وقد اختلفت العلماء بعد في بعض الشعر، كما اختلفت سائر الأشياء، فأما ما اتفقوا عليه، فليس لأحد أن يخرج منه<. وهي الفقرة الثالثة كلها. وهذه عبارة واضحة جدًا عند النظرة الأولى، ليس فيها معنى غامض يوجب الأناة والتأمل، وقد مررت بها مرارًا وأنا أعيد قراءة كتاب ابن سلام، فما توقفت ولا ترددت. وحتى المباغتة التي ارتكبها ابن سلام في انتقاله وقطع حديثه عن عرض الكتاب إلى أن تبدأ الفقرة الثلاثين، لم تختلجني إلى الشك في فهمي وإعادة النظر في ألفاظها. ومضى دهر قطعتني فيه عن ابن سلام القواطع، ثم أتى علي يوم فانتبهت فيه فجأة إلى أن هذه الفقرة قد غابت عن الطبعة الأولى المختصرة من >كتاب الطبقات< والتي طبعها الأعجمي يوسف هل في مدينة ليدن سنة 1913، عن طبعته الثانية في القاهرة سنة 1920، فكان غيابها عن هاتين الطبعتين اللتين رجع إليهما العلماء والأدباء إلى أن طبعت نسختي التامة منه في سنة 1952، قد قاد أول المشككين في الشعر الجاهلي النافين لصحة ما روى منه، إلى فساد كثير في الرأي. وإلى خلل مفزع في النظر. فلما حضرت هذه الفقرة نفسها في نسختي، فهمت على غير وجهها، ووضعت في غير موضعها، وصارت حجة في معان هي في الحقيقة حجة [قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 27] عليها لا لها، ثم أفضت إلى تفسير سائر كلام ابن سلام في رسالة كتابه تفسيرًا غير صحيح. فيا عجبا لها من فقرة! كان حضورها في نسختنا من الطبقات ضارًا، وكان غيابها عن نسخة يوسف هل ضارًا ايضًا! وإذن فللكلام كما للناس أضرار، في مشهدهم ومغيبهم!. وعلى الأيام إلا بي ارتيابي في شأن هذه الرسالة، ودون أن ارجع إلى نص كلام ابن سلام، جدت في نفسي، أو وقع في روعي على الأصح، أن الأمر لا يخرج عن أحد احتمالين: إما أن يكون سقط من أصل كلام ابن سلام شيء مهم، وإما أن أكون أنا قد أسأت فهم ما قرأت. فعدت أقرأ الرسالة كلها متمهلاً، فلم أستطع أن أتبين موضعًا أقول فيه: ههنا شيء مفقود، ووجدت أيضًا أني قد نبهت في تعليقي على الكتاب، وبينت مواضع الاعتراض والاستطراد بيانًا غير مختل ولا ناقص. وإذن، فقد بطل احتمال ضياع شيء من كلام ابن سلام، ولم يبق إلا أن تكون الآفة من سوء فهمي لكلامه، ولم أكذب، فقرأت مرة أخرى، ولكني لم أظفر بالذي أبتغيه من اتهام نفسي وإساءتها، فأصحح ما أسأت فيه، ولكن القراءة ثم إعادة القراءة قد أظفرتني بشيء مهم جدًا، وهو أن مباغتة ابن سلام بانتقاله من الفقرة الثانية التي بدأ فيها عرض منهجه في كتابه، والتي ختمها بقوله: >فبدأنا بالشعر<. قبل أن يستتم عرضه إلى فقرة ثالثة يتحدث فيها عن ضرب من الكلام >مصنوع مفتعل موضوع< مستطردًا متدفقًا في بيان خبث هذا الشعر وعواره، ثم لا يكف حتى يبلغ أقصى الفقرة الثالثة عشرة – أقول: انقلبت هذه المباغتة التي ألفت أشباهها في بعض كتب القدماء من علمائنا، إلى طفرة غريبة مفرطة الغرابة، تزداد غرابتها ظهورًا وعلانية حين يستمر في إعراضه وازوراره عن إتمام ما ابتدأه في الفقرة الثانية، غير مبال نقرة ولا فتلة بما هو فاعل، لا تساوره أدنى رغبة في وصل ما انقطع من حديثه، بل زاد تدافعًا في غلواء استطراده الأول باستطراد ثان يبدأ منذ الفقرة الرابعة عشرة إلى أن يكفكف من تدافعه عند منقطع الفقرة الثلاثين، ثم يكف فجأة ايضًا، ثم لا يفصل بينها وبين الفقرة الحادية [قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 28] والثلاثين بنفس أو نفسين ليستريح، بل ينطلق كأنه لم يقل شيئًا، وكأن ختام الفقرة الثانية لم يكد يفصل بعد عن لسانه وهو يقول: >فبدأنا بالشعر<، فيستمر قائلاً: >ففصلنا الشعراء من أهل الجاهلية والإسلام والمخضرمين الذين كانوا في الجاهلية وأدركوا الإسلام، فنزلناهم منازلهم ...< ويسير على هينته يعرض نهج كتابه حتى انقضى العرض عند آخر الفقرة الخامسة والخمسين. هذا عجبٌ! وابتداؤه هذه الفقرة الحادية والثلاثين بالفاء العاطفة المعقبة (أي التي تفيد العطف والتعقيب) في قوله: >ففصلنا< منبت كل البت عن الفقرة الثلاثين، وملتحم تمام الالتحام بالفقرة الثانية، على بعد ما بينهما. فسياق كلامه إذن: >فبدأنا بالشعر، ففصلنا الشعراء من أهل الجاهلية ...< ورحم الله أبا عبد الله وغفر له). [قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 24-29]
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |