ربنا باعد بين أسفارنا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شهداء ونزوح وقصف صهيوني مكثف على مدينة غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مختصر أحداث وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيفية أداء صلاة الاستخارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          نصائح لإبعاد الشباب عن الغلو والتطرف في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مقبرة الأذكياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          غزة وساعة العسرة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4974 - عددالزوار : 2091737 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4552 - عددالزوار : 1366506 )           »          شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 409 - عددالزوار : 58183 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-07-2024, 05:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,880
الدولة : Egypt
افتراضي ربنا باعد بين أسفارنا

ربنا باعد بين أسفارنا
عبدالله العمادي


نموذج الكفر بالنعمة
بالشكر تدوم النعم

باعد بين أسفارنا

قال تعالى : { فَقَالُوا ربنا باعد بين أسفارنا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } (سبأ: 19)

لا شيء يدوم على حاله، فكل شيء فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، حقيقة حياتية لا ريب فيها، وكل شيء يتغير، بل لابد أن يتغير، لكن وفق قوانين ومعادلات كونية معروفة، وحكمة الله في أي تغيير تبقى فوق كل تلك القوانين والسنن.

لكن هناك تغييرات تحصل حولنا يكون للإنسان دوره المهم فيها. منها زوال النعمة، وأكثرنا غير مبصر لها وغير مدرك لأهميتها. ذلك أن النفس الإنسانية تلعب دورها في تغيير واقع أصحابها وما حولهم من مظاهر معيشية متنوعة. فنعم الله علينا التي لا تُحصى، قد تتبدل وتتغير وتنقص أو تزول، بتغير ما بنفوسنا من مشاعر ونيات { ذلك بأن الله لم يكُ مغيّراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } (الأنفال: 53). إنها سنّة من سنن الله في كونه، والآية تتحدث عن كيفية وقوع أمر التغيير في مسألة نعم الله على الإنسان.

معنى الآية لمزيد شرح – كما جاء في تفسير الرازي – أنه تعالى أنعم على البشر بالعقل والقدرة وإزالة الموانع وتسهيل السبل، والمقصود أن يشتغلوا بالعبادة والشكر، ويعدلوا عن الكفر، فإذا صرفوا هذه الأحوال إلى الفسق والكفر، فقد غيروا نعمة الله تعالى على أنفسهم، فلا جَرَمَ استحقوا تبديل النعم بالنقم، والمنح بالمحن. وهذا من أوكد ما يدل على أنه تعالى لا يبتدئ أحداً بالعذاب والمضرة، والذي يفعله لا يكون إلا جزاء على معاص سلفت.

نعم الله على خلقه كثيرة متنوعة تستحق شكراً بالمقابل كي تزيد وتستمر بحسب الوعد الإلهي {ولئن شكرتم لأزيدنكم }. وذلكم الوعد سنّة إلهية أخرى من سننه سبحانه، أو لنقل إنها معادلة رياضية واضحة لا تحتاج لكثير شروحات وتفصيلات، والله سبحانه لا يزيل نعمه عن خلقه دون سبب.

قد تكون الأرزاق والنعم من الابتلاءات التي تصيب الإنسان، هل يشكر أم يكفر؟ لكن المعادلة التي ذكرناها قبل قليل واضحة. إن شكر الإنسان نعمة أنعمها الله عليه، فالزيادة والبركة حاصلة بحسب الوعـد الإلهي. أما إن جحد وكفر، فالنقصان أو زوال البركة، واقعان لا شك في ذلك، بصورة أو أخرى.
نموذج الكفر بالنعمة

من أبرز الأمثلة القرآنية على موضوع عدم شكر النعم قصة قوم سبأ في اليمن، الذين سخّر الله لهم نعم الأرض وخيراتها، ورزقهم الأمن والأمان، حتى أن مسافرهم لم يكن يجد أو يشعر بمشقة السفر المعروفة بين القرى البعيدة، أو كما هو المعتاد للمسافرين بشكل عام. ذلك أن القرى أو المدن من اليمن حتى الشام كانت مرتبطة ببعض، فكان المسافر السبئي لا يشعـر أنه خرج من دياره. هكذا كانت صور بعض نعم الله عليهم. أمن وأمان، وسهولة انتقال. فهل شكروا الواهب والمنعم؟

حدث العكس بعد حين من الدهـر. حيث بدأ القوم يشعرون بشيء من السأم أو الملل من سهولة أسفارهم، وعدم استشعارهم بالشوق لديارهم وجناتهم وهم خارج البلاد، فأرادوا استشعار بعض الجهد والعناء، ومشاعر الاغتراب، في مشهد لا أدري حقيقة ماذا كانت دوافعهم لذلك، أو كيف كانت نفسياتهم حينذاك حتى يسألوا الله العناء والمشقة ؟! هل حياة الرفاهية والأمن والأمان هي الدافع؟ وهل يمكن أن تؤدي تلكم الرفاهية بالمرء أن يطالب بتغييرها بصورة وأخرى؟ مسألة غير مفهومة في السلوك الإنساني، بل ربما تحتاج دراسات نفسية واجتماعية.

قالوا إذن – كما يقول الإمام الطبري – ربنا باعد بين أسفارنا، فاجعل بيننا وبين الشام فَلوات ومفاوز، لنركب فيها الرواحل، ونتزوّد معنا فيها الأزواد، وهذا من الدلالة على بطر القوم نعمة الله عليهم وإحسانه إليهم، وجهلهم بمقدار العافية. ولقد عجل لهم ربهم الإجابة، كما عجل للقائلين { إن كان هذا هو الحق من عندك فأَمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليم } (الأنفال: 32) فقد أعطاهم ما رغبوا فيه وطلبوا من المسألة .

حدثت قصة انهيار سد مأرب أو سيل العرم، وتفاصيلها المرعبة التي حولت تلك الحضارة العظيمة إلى أحجار مكومة، ماتت جموع غفيرة، وتفرقت بقية الأحياء منهم في أنحاء الجزيرة العربية وما بعدها، وما بقيت من تلك الحضارة، سوى جنتين { ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور } (سبأ: 16).
بالشكر تدوم النعم

النعم ثلاث، أو هكذا قال الإمام ابن قيم الجوزية: نعمة حاصلة يعلم بها العبد، ونعمة منتظرة يرجوها، ونعمة هو فيها لا يشعر بها، فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده عرّفه نعمته الحاضرة وأعطاه من شكره قيداً يقيدها به، حتى لا تشرد، فإنها تشرد بالمعصية وتقيد بالشكر ووفقه لعمل يستجلب به النعمة المنتظرة، وبصَّره بالطرق التي تسدها وتقطع طريقها ووفقه لاجتنابها، وإذا بها قد وافت إليه على أتم الوجوه.

من هنا يمكن إيجاز القول بأن شُكر المنعم والواهب سبحانه ليس بالقول فحسب، بل بالعمل الصالح والاستمرار عليه، وهو سبب أساسي لبقاء النعم والمحافظة عليها من الزوال. أما الكفر بها كما كفر بنو إسرائيل بنعم الله عليهم، أو كفر مجرمي قريش بنعمة بعثة الرسول الكريم ﷺ أو نعمة الإسلام، فإنما سبب لسخط الله وزوال نعمته. وهل هناك ما هو أشد إيلاماً من سخطه سبحانه وزوال نعمته؟

فاللهم إنّا نعوذ بك من زوال نعمتك، وفُجاءة نقمتك، وتحوّل عافيتك، وجميع سخطك.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.58 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]