عفو النبي (صلى الله عليه وسلم) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 674 - عددالزوار : 115494 )           »          خَيرُ القُرُونِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 55126 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 113 - عددالزوار : 58384 )           »          الاستهزاء.. لماذا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حمد الله في الصلاة للعاطس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حكم الإكثار من الحَلْف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الصلاة في الطائرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          شرح متن طالب الأصول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القريب، المجيب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-07-2024, 08:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,978
الدولة : Egypt
افتراضي عفو النبي (صلى الله عليه وسلم)

عفو النبي (صلى الله عليه وسلم)




كان من أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - العفو، والعفو هو: ترك المؤاخذة لمن أسرف في أذاه؛ مُتخلِّقًا في ذلك بأخلاق القرآن الكريم في قوله - تعالى -: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]، بل إن هذه الصفةَ الرفيعة قد وردت في التوراة.

ويروي لنا ذلك عبدالله بن عمرو بن العاص، حيث سئل عن ذلك فقال: أجلْ والله، إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45]، وحِرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتُك المتوكل، ليس بفظٍّ ولا غليظ، ولا سخَّاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه اللهُ حتى يُقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عُميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غُلفًا"[1].

وصُوَر عفوِه - صلى الله عليه وسلم - أكثرُ من أن تُحصى، نذكر منها على سبيل المثال:
عفوَه عن أبي سفيان الذي فعل ما فعل، وأدمى كبد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أُحُد، وحزَّب الأحزاب يوم الخندق ضد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وناصر القبائلَ ضده، وعلى الرغم من كل ذلك يعفو عنه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة، بل يمنُّ عليه بما يفخر به، وما كان يطمع في أكثر من أن يَهَب له حياته، ولا يضرب عنقه، جزاء ما آذى به المسلمين، ولكن الرسول الأكرم - صلى الله عليه وسلم - يمنحه العفوَ وزيادة؛ إذ يقول: (( «من دخل دار أبي سفيان فهو آمِن» ))[2].

ويتجلَّى العفوُ عند المقدرة في أروع صوره يوم فتح مكة، حينما دخلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منتصرًا، وجلس في المسجد والناس حوله والعيون شاخصة إليه ينتظرون ما هو فاعل اليوم بمشركي قريش الذين آذَوْه وأخرجوه من بلده وقاتلوه، والآن هم أمامه لا ملجأ لهم ولا منجى؛ فتظهر مكارمُ أخلاقه، ويظهر عفوه؛ حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: (( «اذهبوا فأنتم الطُّلَقاء» ))[3].

وهي جملة صغيرةُ المبنى، لكنها عظيمة نبيلة جميلة بأكمل معاني هذه الكلمات، فيما تدل عليه وتوحي به أو تشير إليه؛ فلقد كانت خاتمة للحوار بينه وبين قومه المعاندين يوم الفتح المبين، وفي تلك الكلمات الخاتمة يتجلى الخُلق العظيمُ في صورةٍ نبيلة جليلة، فهو قوي منتصر بين يديه مهزومون مخذولون مستسلمون بعد حرب ضارية ظالمة في عناد بالغ عنيد، ويسألهم وهو في أَوْج القوة وعنفوان الغلبة: (( «ما تظنون أني فاعل بكم» ؟!))، فيكون جوابهم انعكاسًا لرجائهم في كرم الأصل، ونفاسة المعدن، ونبالة الطبع: خيرًا؛ أخٌ كريم وابن أخ كريم، بل أقَرُّوا وقالوا: إن تعْفُ فذلك ظننا بك، وإن تعاقبْ فقد أسأنا، ويأتي إيجاز الجواب بغير مَنٍّ ولا تعيير ولا توبيخ أو تقريع، آية بيِّنة على أن الكريم النبيل الذي آتاه رب العالمين من الأدب الرفيع والخُلق العظيم ما لم يؤتِه أحدًا من العالمين - لا يَخيب عنده رجاءُ الراجين، ولا أمل الآملين؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: (( «لا أقول لكم إلا كما قال يوسفُ لإخوته: لا تثريبَ عليكم اليوم؛ اذهبوا فأنتم الطُّلَقاء» ))[4].

وكذلك عفوه - صلى الله عليه وسلم - عن لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سَحَر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فعفا عنه ولم يعاقبه، وإنما اكتفى - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (( «شفاني اللهُ، وكرهت أن أُثير شرًّا» )) [5].

وعفوه عن اليهودية التي أهدتْه الشاةَ المسمومة[6].

وهذا كله يؤكد أن رضاه - صلى الله عليه وسلم - إنما كان لله، لا لهوًى في نفسه، وأن جانبَ الرحمة والصفح والمغفرة كان دائمًا هو البارزَ والواضحَ من أخلاقه - صلى الله عليه وسلم.

[1] رواه البخاري 4838، ومسلم 2321.
[2] رواه مسلم 1780 عن أبي هريرة - رضي الله عنه.
[3] انظر سيرة ابن هشام (5/73).
[4] انظر: الشفا؛ للقاضي عياض (1/ 123-211)، سنن البيهقي (9/118) ، تاريخ الطبري (2/161)، البداية والنهاية (4/301).
[5] رواه البخاري 5763، ومسلم 189؛ عن عائشة - رضي الله عنها.
[6] رواه البخاري 2617، ومسلم 2190؛ عن أنس - رضي الله عنه.
__________________________________________________ _
الكاتب: د. محمد بن عبدالسلام


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.29 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]