|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الخطبة الثانية الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:معاشر المؤمنين، إذا كان المسلم يصوم في نهار رمضان، وقد رتَّب الله سبحانه وتعالى على ذلك أجرًا ورفعة له، فهو مطالبٌ أيضًا بالقيام، فشهر رمضان هو شهر الصيام والقيام، اسمع إلى هذا الحديث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه)[20]. قيام رمضان أمرٌ شرعه الله وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قيام الليل فريضة في حق نبينا على مدار العام ليس في رمضان فحسب؛ قال ربنا سبحانه: ﴿ يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ ﴾؛ أي: قيام الليل ﴿ هِيَ أَشَدُّ وَطْئا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 1ـ6]. فكان نبينا قد أوجب الله عز وجل عليه قيام الليل بمقتضى هذه الآية، وآية أخرى من سورة الإسراء: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ﴾ [الإسراء79]. وكان نبينا يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فتقول له عائشة: يا رسول الله، تعمل هذا بنفسك، وقد غفر ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيقول: (أفلا أكون عبدًا شكورًا) [21]. اسمعوا إلى هذا الحديث الغريب حتى نقارن بينه وبين أعمالنا، بين ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم من المنزلة الرفيعة عند ربه، وما كان له من المقامات، وما كان يقوم به من الأعمال، وتأملوا في حالنا نحن البسطاء في آخر الزمان، لا حول ولا قوة إلا بالله، جاء في صحيح البخاري أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة، ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلًا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوُّذ تعوَّذ، ثم ركع فجعل يقول سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلًا قريباً مما ركع، ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبًا من قيامه)[22]. هذا حال نبينا، وقد كان يقوم من الليل بأحد عشر ركعة، يقرأ قراءة مترسلة هادئة مرتلة، فما بال أكثر المسلمين يعزفون عن مثل هذه الأجور، ألا ترضى أن يغفر لك الذنوب يا أيها المسلم، يقول نبيك صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه)[23]. ويقول نبينا لمعاذ بن جبل: (ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 16] [السجدة:16ـ 17][24]. وهذا عبد الله بن رواحة[25] يصور حال النبي صلى الله عليه وسلم وما كان فيه من العبادة والتقدم في هذا الباب فيقول: وفينا رسول الله يتلو كتابه ![]() إذا انشق معروف من الفجر ساطع ![]() أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ![]() به موقنات أن ما قال واقع ![]() يبيت يجافي جنبه عن فراشه ![]() إذا استثقلت بالمشركين المضاجع[26] ![]() من المسلمين من إذا ملأ معدته طعامًا ثقل عن القيام، من الذي أمرك بهذا؟ إن علماء الطب وعلماء الشرع ينصحون بعدم ذلك، لا بد أن يكون فطورك خفيفًا وعشاؤك خفيفًا، فلا تعطي المعدة في بداية أمرها ما يصدها عن الطعام وما يصدها عن الحركة، وما يثقل هذا البدن. إن خير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فلقد كان يفطر على رطيبات، فإن لم يكن فعلى تُميرات، فإن لم يكن حسى حسوات من ماء، ثم صلى المغرب ثم أكل ما تيسر، فإذا أذن العشاء صلى العشاء، ثم قام فصلى، هذا هدي نبينا صلى الله عليه وسلم، ما هناك ما كان ينازعه؛ لا تلفزيونات ولا أكل القات من المسلمين حرموا عن صلاة القيام؛ إما بسبب التخزين أو بسبب التلفزة، أو بسبب أعمال مباحة، وبعض الأعمال واللهِ ليست بأعمال اضطرارية، ربما كان نوم سهر، ربما كانت دردشة ليست فيها أي فائدة. يا أيها المسلم، عليك أن تعلم أن شهر رمضان هو شهر الصيام والقيام، هكذا درج الأسلاف من أصحاب رسول الله ومن بعدهم من الصالحين. كن كالصحابة في زهد وفي ورع ![]() القوم هم ما لهم في الناس أشباه ![]() عباد ليل إذا جنَّ الظلام بهم ![]() كم عابدٍ دمعه في الخد أجراه ![]() هؤلاء هم أصحاب رسول الله، وهؤلاء هم الصالحون إلى يومنا هذا، فالزموا طريق الرشد ترشدوا يا عباد الله، واعلموا أن هذه الأيام والليالي نفحات ومسابقات، فإياك أن تُسبَق إلى خيرٍ، فالله أعلم هل أنت ستعمر حتى توفَّق لأن تكون من الصائمين، أم سيُقضى عليك فلا توفَّق لأن تكون من الصائمين، مرحلة آخرة. فاتق الله أيها المسلم، واعلم أن هذه الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وأن الحياة هناك هي جنات النعيم؛ يقول سبحانه: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾ [الذاريات: 15ـ 19]، ويقول سبحانه: ﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر20]. هم الفائزون في الدنيا وهم الفائزون في الآخرة، فاتَّق الله أيها المسلم في شهرك في يومك وفي ليلك، وفي حركاتك وفي سكناتك، وفي لسانك وفي جوارحك، وفي قلبك وعقلك، واعلم أنك محاسبٌ على ذلك كله. أسأل الله بمنِّه وكرمه وبأسمائه الحسنى وصفاته العلى - أن يجعلنا من عباده الصالحين، وأن يرفع درجاتنا في المهديين، وأن يكتُبنا من الصائمين القائمين الفائزين، ومن عتقاء هذا الشهر الكريم، وأن يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين، وأن يريَنا الحق حقًّا فيرزقنا اتباعه، والباطل باطلًا فيرزقنا اجتنابه. اللهم متِّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوَّاتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منَّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصُرنا على من عادانا. اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر هَمِّنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلِّط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، إنك أنت الله على كل شيء قدير، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه وأقم الصلاة. [1] هذان البيتان لابن المعتز ويروي لأبي العتاهية رحمهما الله تعالى وهي في ديوانه ص (45). انظر: تأريخ بغداد (6/ 253) ومعارج القبول (1/ 111). [2] وكل هذا جاء في الصحيحين أو في أحدهما. [3] هذان البيتان لمحمد إقبال؛ انظر: موسوعة الدين النصيحة (2/ 195) الوقت وأهميته في حياة المسلم (1/6). [4] الأبيات في مجمع الحكم والأمثال وفيها زيادة وهي: مَشَى الطاووسُ يوماً باعْوجاجٍ فقلـدَ شـكلَ مَشيـتــهِ بـنـــوهُ فقـالَ عـلامَ تختـالـونَ؟ قـالـوا بـدأْتَ بـه ونـحـــنُ مقـلـِدوهُ فخالِفْ سيركَ المعوجَّ واعـدلْ فإنا... إن عـدلْتَ معدلـوه أمَــا تـــدري أبـانا كـلُّ فـــرعٍ يجاري بالخُطى من أدبوه؟ ويـنـشـَـأُ نـاشــئُ الفتـيـانِ منـا علـى مـا كـان عـوَّدَه أبــوه وروى البخاري (1292, 1293, ومواضع) ومسلم (2658) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ﴿ كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ﴾ ثم قرأ أبوهريرة رضي الله عنه قوله تعالى: ﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾ [الروم30]. [5] متفق عليه: البخاري (1859) ومسلم (1136) وغيرهما. [6] متفق عليه: البخاري (1831, 6292) ومسلم (1155). [7] متفق عليه: البخاري (1817, 4239, 4240) ومسلم (1090). [8] متفق عليه: البخاري (592, 595, 597, 1819, 2513, 6821) ومسلم (1092) عن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما [9] صحيح: رواه أحمد (10468) وأبو داود (2380) والترمذي (720) والنسائي في الكبرى (3130) وابن ماجة (1676) وغيرهم وصححه الألباني في: الإرواء (930) وصحيح الجامع (6243) والصحيحة (923). [10] رواه الجماعة: البخاري (1834, 1835، 2460، 5053، 5737، 5812، 6331 , 6332, 6333، 6435) ومسلم (1111) وأحمد (7288) وأبو داود (2390) والترمذي (724) والنسائي في الكبرى (3117) وابن ماجة (1671) وغيرهم. وما بين الأقواس من شرح الشيخ حفظه الله. [11] زيادة صحيحة: رواها أبو داود (2393) وابن ماجة (1671) وابن خزيمة ( 1954 ) والدارقطني ( 243, 252) والبيهقي في الكبرى (7844, مواضع) وصححها الألباني في: الإرواء (939, 940) والتعليق على ابن خزيمة (1954) [12] رواه البخاري (1795, 1805، 5583، 7054، 7100) واللفظ له ومسلم (1151). [13] متفق عليه: رواه البخاري (298, 913، 1393، 1850، 2515) ومسلم (79, 80) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. [14] صحيح: رواه ابن ماجة (2045) وابن حبان (7219) والدارقطني (33) والبيهقي في الكبرى (14871) والطبراني في الكبير (11274) والأوسط (8273) والصغير (765) وصححه الألباني: في الإرواء (82) وصحيح الجامع (1731, 1836, 3515, 7110) والمشكاة (6284) والحديث جاء عن عدد من الصحابة منهم: أبو ذر وابن عمر وعقبة بن عامر وثوبان وأم الدرداء وأبو هريرة وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين. أنظر: جامع العلوم (ص506ــ 508) فائدة: قال الطوفي في التعيين (ص322): هذا الحديث عام النفع عظيم الوقع وهو يصلح أن يسمى نصف الشريعة. [15] رواه البخاري (1804, 5710) وأحمد (9838) وأبو داود (2362) والترمذي (707) والنسائي في الكبرى (3245) وابن ماجة (1689) وغيرهم عن أبي هريرة رضي الله عنه. وعند بعضهم " من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به " قوله:" فليس لله حاجة " أي إن الله تعالى لا يلتفت إلى صيامه ولا يقبله. [16] صحيح: رواه أحمد (8843) وابن ماجة (1690) والنسائي في: الكبرى (3249, ومواضع) والحاكم (1571) وابن خزيمة (1997) وابن حبان (3481) عن أبي هريرة رضي الله عنه, وصححه الألباني في: صحيح الجامع (3488, 3490) وصحيح الترغيب (1083) والمشكاة (2014) والحديث جاء عن ابن عمر رضي الله عنه. [17] جزء من حديث متفق عليه: البخاري (1805) ومسلم (1151) عن أبي هريرة رضي الله عنه. [18] صحيح: رواه أحمد (6626) والحاكم (2036) والبيهقي في الشعب (1994) وأبو نعيم في الحلية (8/161) وغيرهم وصححه الألباني في: صحيح الجامع (3882) والمشكاة (1963) وصحيح الترغيب (984). [19] صحيح: رواه أحمد (7444) والترمذي (3545) وابن خزيمة (1888) وابن حبان (908) والبخاري في الأدب المفرد (646) وصححه الألباني في: صحيح الجامع (3510) والمشكاة (927) وصحيح الترغيب (1680) عن أبي هريرة رضي الله عنه. [20] متفق عليه: البخاري (37, 1904, 1905) ومسلم (759) عن أبي هريرة رضي الله عنه. [21] متفق عليه: البخاري: (4557) ومسلم: (2820) وأحمد: (24888) عن عائشة رضي الله عنها. والحديث قد جاء عن عدد من الصحابة منهم المغيرة بن شعبة في البخاري: (1078) ومسلم: (2819) وأبو هريرة عند ابن ماجة (1420) وأبو جحيفة عند الطبراني في الكبير (352) وابن مسعود في الأوسط (3374) والصغير (327) وعن أنس في الأوسط: (5737) والنعمان بن بشير في الأوسط (7199) وغيرهم رضي الله عنهم. [22] رواه مسلم (772) وأحمد (23415) والنسائي (1664) عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه, وأما حديث ابن مسعود فقد رواه البخاري (1084) ومسلم (773) ولفظه قال: [ صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء قيل: وما هممت قال: هممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه وسلم ]. [23] متفق عليه: وقد سبق هنا قريبا. [24] صحيح: رواه أحمد (15924, 22069) ومواضع والترمذي (2616) والنسائي في الكبرى (11394) وابن ماجة (3973) والحاكم (3548) والطيالسي (560) والبيهقي في الشعب (2806) وصححه الألباني بمجموع طرقه: الصحيحة (1122) وأنظر: صحيح الجامع (5136). [25] عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الانصاري، من الخزرج، أبو محمد: صحابي، يعد من الأمراء والشعراء الراجزين. كان يكتب في الجاهلية. وشهد العقبة مع السبعين من الانصار. وكان أحد النقباء الاثني عشر وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية. واستخلفه النبي صلي الله عيله وسلم على المدينة في إحدى غزواته، وصحبه في عمرة القضاء، وله فيها رجز. وكان أحد الأمراء في وقعة مؤتة (بأدنى البلقاء من أرض الشام) فاستشهد فيها سنة:8 هـ =629م. انظر: الأعلام للزركلي (4/ 86). [26] هذه الأبيات عند البخاري (1104, 5799) وأحمد (15775) وغيرهما يرويها أبو هريرة رضي الله عنه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |