|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أحكام الاعتكاف في المسجد
أحكام الاعتكاف في المسجد الشيخ عبدالعزيز السلمان الاعتكاف لغةً: لزوم الشيء، وحبس النفس عليه برًّا كان أو غيره، وفي الشرع: لزوم مسلم لا غسل عليه، عاقل ولو مميزًا مسجدًا ولو ساعةً من ليلٍ أو نهار لطاعة الله، وهو سنة في كل وقت، وفي رمضان آكده، وآكده عشره الأخير؛ لِما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان). وعن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فلم يعتكف عامًا، فلما كان في العام المقبل اعتكف عشرين). أما كونه لا يصح من الكافر، فلأنه من فروع الإيمان، ولا يصح منه كالصوم، وأما من زال عقله كالمجنون، فلأنه ليس من أهل العبادات فلم يصح منه. أما كونه لا غسل عليه، فلقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها: «إني لا أحل المسجد لحائض ولا جُنبٍ». وأما كونه في مسجد، فلقوله تعالى: ﴿ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ﴾ [البقرة: 187]، ولا يصح إلا في مسجد تقام فيه الجماعة؛ لأن الاعتكاف في غيره يُفضي إما ترك الجماعة، أو تكرر الخروج إليها كثيرًا مع إمكان التحرُّز منه وهو مناف للاعتكاف. والاعتكاف في مسجد تقام فيه الجمع أفضل؛ لئلا يحتاج إلى الخروج إليها، ولأن ثواب الجماعة في الجامع أكثر، ولأنه صلى الله عليه وسلم اعتكف في المسجد الجامع. ويجب الاعتكاف بالنذر، قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن الاعتكاف لا يجب على الناس فرضًا إلا أن يوجب المرء على نفسه الاعتكاف نذرًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من نذر أن يطيع الله فليطعه». والأفضل أن يعتكف بصوم، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في شهر رمضان، فإن اعتكف بغير صوم جاز، لحديث عمر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلةً في المسجد الحرام، قال: «فأوفِ بنذرك». ولو كان الصوم شرطًا فيه لَما صح اعتكاف الليل، وكالصلاة وسائر العبادات. ولا يصح اعتكاف الأبنية؛ لأنه عبادة محضة، ولحديث: «إنما الأعمال بالنيات». ومن نذر الاعتكاف أو الصلاة في مسجد غير الثلاثة، وهي: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، والمسجد الأقصى، جاز له أن يعتكف في غيره؛ لأنه لا مزية لبعضها على بعض. وإن نذر أن يعتكف في المسجد الحرام، لزمه أن يعتكف فيه؛ لِما رُوي عن عمر رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنتُ نذرتُ في الجاهلية أن أعتكف ليلةً في المسجد الحرام، قال: «أوف بنذرك»، ولأنه أفضل من سائر المساجد، ولا يجوز أن يسقط فرضه بما دونه. وإن نذر أن يعتكف في مسجد المدينة، جاز له أن يعتكف في المسجد الحرام؛ لأنه أفضل منه ولم يجز أن يعتكف في المسجد الأقصى؛ لأن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل منه. وإن نذر أن يعتكف في المسجد الأقصى، جاز له أن يعتكف في أي المسجدين أحب؛ لأنهما أفضل منه بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام». ولا يجوز للمعتكف أن يخرُج من المسجد لغير عذرٍ؛ لما روت عائشة رضي الله عنها قالت: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل علي رأسه وهو في المسجد فأرجِّله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفًا». وعنها رضي الله عنها قالت: (السُّنة على المعتكف ألا يعود مريضًا، ولا يشهد جنازةً، ولا يمس امرأةً ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إنسان إلا مما لا بدَّ منه، ولا اعتكاف إلا بصوم، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع). فإن خرج من غير عذرٍ بطَل اعتكافه؛ لأن الاعتكاف اللبث في المسجد، فإذا خرج فقد فعل ما ينافيه من غير عذرٍ، كما لو أكل في الصوم ذاكرًا. ويجوز أن يخرج لحاجة الإنسان ولا يَبطُل اعتكافه، وكذا إن خرج من المسجد ناسيًا لم يبطل اعتكافه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه». ويُستحب للمعتكف التشاغل بفعل القُرَب؛ كقراءة القرآن والأحاديث الصحيحة، والصلاة وذكر الله ونحو ذلك، وسُنَّ له اجتنابُ ما لا يعنيه من جدل ومِراء وكثرةِ كلامٍ؛ لِما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حسن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه». (فائدة): قيل للقمان: ما بلغ ما نرى؟ يريدون الفضل، قال: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وترك ما لا يعني. شعرًا: على فيك مما ليس يغنيك شأنه بقفل وثيق ما استطعت فاقفل اللهم يا خالق الخلق يا قيُّوم، نسألك بأسمائك الحسنى أن تنصر الإسلام والمسلمين، وأن تعلي بفضلك كلمة الحق والدين، وأن تشمل بعنايتك وتوفيقك كلَّ نصر الدين، وأن تملأ قلوبنا بمحبتك ومحبة مَن يُحبك، وأن تأخذ بنواصينا إلى ما ترضاه، وأن ترزُقنا الاستعداد لِما أمامنا، وأن تُهوِّن أمرَ الدنيا علينا، وأن تغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |