|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تقوى الله تنفع أصحابها
تقوى الله تنفع أصحابها الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا، والصلاة والسلام على نبينا محمد، الذي أرسله ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، أما بعد: فإن تقوى الله تعالى هي أساس الفلاح في الدنيا والآخرة، من أجل ذلك أردت أن أذكر نفسي وإخواني الكرام بفضل التقوى، فأقول وبالله تعالى التوفيق: معنى التقوى تقوى الله: تعني مخافة الله تعالى في السر والعلانية. أصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه، فتقوى الله تعالى تعني أن يجعل المسلم بينه وبين غضب الله وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك، وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه. (جامع العلوم والحكم لابن رجب 2/468).تقوى الله وصية ربانية: إن الكثير من آيات القرآن الكريم تأمرنا بتقوى الله تعالى في السر والعلانية، وسوف نذكر بعضا منها: 1. قال الله تعالى: {ولله ما في السموات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السموات والأرض وكان الله غنيا حميدا} (النساء: 131). 2. وقال سبحانه: {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} (آل عمران: 102). 3. وقال جل شأنه: {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب} (البقرة: 197). 4. وقال تبارك وتعالى: {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} (الحشر: 18). وصية نبينا [ أمرنا نبينا محمد [ بتقوى الله تعالى في كثير من أحاديثه. وسوف نذكر بعضا منها: 1. عن بريدة ] قال: «كان رسول الله [ إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا». (مسلم 1731). 2. عن أبي سعيد الخدري ] عن النبي [ قال: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء». (مسلم 2742). 3. عن العرباض بن سارية ] قال: «وعظنا رسول الله [ يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال رجل: إن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟ قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن عبد حبشي؛ فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا، وإياكم ومحدثات الأمور، فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ». (صحيح الترمذي للألباني 2157). 4. عن أبي ذر الغفاري ] قال: قال لي رسول الله [: «اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن». (صحيح الترمذي للألباني 1618). أقوال السلف الصالح في التقوى والمتقين: جاءت أقوال بليغة عن سلفنا الصالح في وصف التقوى والمتقين. وسوف نذكر بعضا منها: 1. قال معاذ بن جبل ]: ينادى يوم القيامة: أين المتقون؟ فيقومون في كنف من الرحمن لا يحتجب منهم ولا يستتر، قالوا له: من المتقون؟ قال: قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان، وأخلصوا لله بالعبادة. 2. قال عبدالله بن مسعود ]، في قوله تعالى: {اتقوا الله حق تقاته}، قال: «أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر». 3. قال أبوالدرداء ]: «تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة، حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال؛ خشية أن يكون حراما». 4. قال عبدالله بن عباس- رضي الله عنهما: «المتقون الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى، ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به». 5. قال الحسن البصري -رحمه الله: «المتقون اتقوا ما حُرم عليهم، وأدّوا ما افتُرض عليهم، وقال الحسن أيضاً: ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال؛ فخافه الحرام». 6. قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: «ليس تقوى الله بصيام النهار، ولا بقيام الليل، والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله، وأداء ماافترض الله، فمن رُزق بعد ذلك خيرا، فهو خير إلى خير». 7. قال طلقُ بن حبيب -رحمه الله: «التقوى أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية تخاف عقاب الله». (جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي 1/470-471). التقوى وصية السلف الصالح كان سلفنا الصالح يوصي بعضهم بعضا بتقوى الله تعالى في السر والعلانية. وسوف نذكر بعضا من هذه الوصايا المباركة: (1) أبوبكر الصديق: كان أبوبكر الصديق ] يقول في خطبته: «أوصيكم بتقوى الله، وأن تثنوا عليه بما هو أهله، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة، وتجمعوا الإلحاف بالمسألة»، ولما حضرته الوفاة، وعهد إلى عمر، دعاه، فوصاه بوصية، وأول ما قال له: «اتق الله يا عمر». 2. عمر بن الخطاب ]: كتب عمر إلى ابنه عبدالله: «أما بعد، فإني أوصيك بتقوى الله - عز وجل - فإنه من اتقاه وقاه، ومن أقرضه جزاه، ومن شكره زاده، فاجعل التقوى نصب عينيك وجلاء قلبك». 3. علي بن أبي طالب ]: استعمل علي بن أبي طالب رجلا على سرية، فقال له: «أوصيك بتقوى الله الذي لا بد لك من لقائه، ولا منتهى لك دونه، وهو يملك الدنيا والآخرة». 4. عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله: كتب عمر ابن عبدالعزيز إلى رجل: أوصيك بتقوى الله - عز وجل - التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين». 5. شعبة بن الحجاج -رحمه الله: قال شعبة ابن الحجاج: «كنت إذا أردت الخروج، قلت للحكم: ألك حاجة، فقال أوصيك بما أوصى به النبي [ معاذ بن جبل: «اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن». 6. يونس بن عبيد -رحمه الله: قال رجل ليونس بن عبيد: أوصني، فقال: «أوصيك بتقوى الله والإحسان، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون». (جامع العلوم والحكم لابن رجب 2/475-476). صفات عباد الله المتقين ذكر لنا الله تعالى صفات عباده المتقين في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، وسوف نذكر بعضها: 1. قال الله تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين، والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون، أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين} (آل عمران: 133-136). 2. وقال سبحانه: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} (البقرة: 177). تقوى الآباء تنفع الأبناء تظهر آثار التقوى على المسلم نفسه، وعلى ذريته من بعده ولأجيال عديدة، ومن الأمثلة على ذلك ما ورد في الشرع من أخبار نذكر منها: 1. أولاد صاحب الكنز قال الله تعالى: {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا} (الكهف: 82). قال القرطبي: قوله تعالى {وكان أبوهما صالحا} فيه ما يدل على أن الله تعالى يحفظ الصالح في نفسه وفي ولده وإن بعدوا عنه، وعلى هذا يدل قوله تعالى: {إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين} (الأعراف: 196). (تفسير القرطبي 11/43). 2. أولاد عمر بن عبدالعزيز دخل مسلمة بن عبدالملك على عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- وهو في سياق الموت، فقال: يا أمير المؤمنين: إنك افقرت أفواه ولدك (وكانوا اثني عشر ولدا) من هذا المال، وتركتهم عيلة (فقراء) لا شيء لهم؛ فلو وصيت بهم إلي (وكان مسلمة أخا لفاطمة بنت عبدالملك زوجة عمر بن عبدالعزيز) وإلى نظرائي من أهل بيتك، فقال عمر بن عبدالعزيز: أسندوني، ثم قال: أما قولك أني أفقرت أفواه ولدي من هذا المال؛ فوالله إني ما منعتهم حقا هو لهم، ولم أعطهم ما ليس لهم، وأما قولك: لو أوصيت بهم فإن وصيي ووليي فيهم الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين. إن بني أحد رجلين: إما رجل يتقي الله فسيجعل الله له مخرجا، وإما رجل مكب على المعاصي؛ فإني لم أكن أقويه على معاصي الله. ثم بعث إليهم وهم بضعة عشر ذكرا، فنظر إليهم فذرفت عيناه، ثم قال: أي بني، إن أباكم خيِّر بين أمرين: بين أن تستغنوا ويدخل أبوكم النار أو تفتقروا ويدخل أبوكم الجنة، فكان أن تفتقروا ويدخل الجنة أحب إليه من أن تستغنوا ويدخل النار، قوموا عصمكم الله. (صفة الصفوة لابن الجوزي 2/125، 126). قال ابن كثير: قال بعض السلف: «لقد رأينا بعض أولاد عمر بن عبدالعزيز يحمل على ثمانين فرسا في سبيل الله، وكان بعض أولاد سليمان بن عبدالملك - مع كثرة ما ترك لهم من الأموال - يتعاطى ويسأل من أولاد عمر ابن عبدالعزيز؛ لأن عمر وكل ولده إلى الله عز وجل، وسليمان وغيره إنما يكلون أولادهم إلى ما يدعون لهم، فيضيعون وتذهب أموالهم في شهوات أولادهم». (البداية والنهاية لابن كثير 9/218). تقوى الله تنفع أصحابها قال تبارك وتعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا} (الطلاق: 2-3). وقال جل شأنه: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} (الطلاق: 4). وقال سبحانه: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} (النحل: 128). إن نصرة الله تعالى وتأييده لعباده المتقين، وتوفير الأرزاق لهم حقيقة ثابتة، وسوف نذكر بعضا من مواقف سلفنا الصالح، الذين نحسبهم من الصالحين المتقين، والله تعالى حسيبهم، ولا نزكي على الله أحدا من الناس. 1. أصحاب الغار عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي[ قال: خرج ثلاثة نفر يمشون فأصابهم المطر، فدخلوا في غار في جبل، فانحطت عليهم صخرة، قال: فقال بعضهم لبعض: ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه؛ فقال أحدهم: اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران، فكنت أخرج فأرعى ثم أجيء فأحلب فأجيء بالحلاب، فآتي به أبوي فيشربان ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي، فاحتست ليلة فجئت فإذا هما نائمان قال: فكرهت أن أوقظهما والصبية يتضاغون عند رجلي، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما حتى طلع الفجر، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا فرجة نرى منها السماء، قال ففرج عنهم. وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني كنت أحب امرأة من بنات عمي كأشد ما يحب الرجل النساء، فقالت لا تنال ذلك منها حتى تعطيها مائة دينار فسعيت فيها حتى جمعتها، فلما قعدت بين رجليها قالت: اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت وتركتها؛ فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا فرجة قال ففرج عنهم الثلثين. وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا بفرق من ذرة فأعطيته وأبى ذاك أن يأخذ فعمدت إلى ذلك الفرق فزرعته حتى اشتريت منه بقرا وراعيها، ثم جاء فقال: يا عبد الله، أعطني حقي، فقلت انطلق إلى تلك البقر وراعيها فإنها لك، فقال: أتستهزئ بي؟ قال: فقلت: ما أستهزئ بك ولكنها لك. اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا فكشف عنهم» (متفق عليه). 2. جريج العابد عن أبي هريرة ] عن النبي [ قال: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى، وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلي جاءته أمة فدعته، فقال أجيبها أو أصلي؟ فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات، وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى، فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما، فقالت من جريج، فأتوه فكسروا صومته، وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى، ثم أتى الغلام، فقال: من أبوك يا غلام؟ قال: الراعي، قالوا نبني صومعتك من ذهب. قال: لا إلا من طين» (البخاري 3436). وفي هذا القدر كفاية، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. اعداد: صلاح نجيب الدق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |