التعايش، التسامح، عيد ميلاد سعيد: ليست كلمات بسيطة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4991 - عددالزوار : 2110323 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4569 - عددالزوار : 1388211 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 12118 )           »          أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 340 )           »          سبيل التأسي بدراسة حديث اللهم إني ظلمت نفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 211 )           »          العلي الأعلى المتعال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حـقـــوق المعلـم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          إشارات تربوية رائعة لابن القيم الجوزية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          المواقع الأثرية في غزة..معالم راسخة في الأرض (3300ق.م) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تساؤلات بخصوص الرضاعة الطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-01-2024, 10:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,835
الدولة : Egypt
افتراضي التعايش، التسامح، عيد ميلاد سعيد: ليست كلمات بسيطة





التعايش، التسامح، عيد ميلاد سعيد: ليست كلمات بسيطة


"التعايش اجتماع مجموعة من الناس في مكانٍ معين، تربطهم وسائل العيش من المطعم والمشرب وأساسيات الحياة، بغض النظر عن الدين والانتماءات الأخرى.

والتسامح له معنيان: الأول بمعنى العفو؛ كالعفو عن مبلغ من المال، أو مسامحة الشاتم وشبه هذا، والثاني بمعنى الملاطفة واللين والرفق، والبعد عن التفحش، والغلظة والعنف في التعامل مع الآخرين".

هكذا عرَّف الاصطلاحيون التعايش والتسامح، فكيف يراه العامة من الناس اليوم؟
جهلًا من الناس أو تغافلًا وتساهلًا منهم، انجرف البعض مع التيار الذي يسعى إلى تحويل المسلمين عن دينهم ولو بزعزعة المفاهيم، فأصبحوا لا يرَون بأسًا في الاحتفال مع غير المسلمين بأعيادهم؛ من باب التعايش وحسن الجِوار.

ولم تعد المشكلة في التهنئة بالعيد، بل في الاحتفال بكل الطقوس خطوة بخطوة؛ بدءًا بتعليق الشجرة إلى توزيع الهدايا، وتقطيع الكعكة، وانتهاء برفع الأمنيات، حتى أصبحنا نعيش مع قومٍ يصعُب تصنيفهم في أي دين، قوم يلبَسون في كل عيد ثوبًا مختلفًا، يسايرون غير المسلمين وينافسونهم، وحيثما اتجهوا ذهبوا، وينصهرون معهم في أعيادهم؛ بحجة أن غير المسلم يصوم ويحتفل مع المسلمين في أعيادهم، وهذا اعتقاد ضعيف مرجعه عدم الثقة بالنفس، وانعدام الوازع الديني ووازع الهُوِيَّةِ.

هذا الاحتفال الذي يبدو بسيطًا للبعض، له أثره البشع على المدى البعيد حين يبثُّ سُمَّه في زعزعة العقائد عند الأطفال والناشئة، جيل قادم سيدخل الكنائس والمعابد والبِيَعَ كأنه يدخل المسجد، ويمارس طقوسًا غريبة عنه؛ لأنه شرب بعضها بالتعوَّد حتى تقبَّل غيرها دون أدنى مقاومة، جيل أُسقطت عنده القدوة، وأُفرغ من المبادئ، وتشوَّهت عنده كل المفاهيم، فالتبست عليه الحقائق والوقائع، فما عاد يدرك الحقيقة من السراب؛ لأنه أُشْرِب بكثير من المغالطات؛ فالخمر – مثلًا - أصبحت مشروباتٍ روحية، والربا فائدةً، والراقصة مهنة شريفة، والعُرْيُ حرية، والزنا علاقة رضائية، والسرقة سمسرة، واستغلال النفوذ حقًّا مشروعًا، والنصيحة والأمر بالمعروف تدخُّلًا في الخصوصية.

هذا الجيل الذي كثُرت أعياده، وقلَّت عنده مشاعر الفرح الحقيقية، تعددت عنده الملاهي وأماكن الترفيه، ولكنه بَئِيسٌ غارق في الكآبة، كيف سيحارب هذا التداخل والخلط المقصود في الأديان، وهو متشتت نفسيًّا ودينيًّا وعقائديًّا؟

عَودًا على بدء، التعايش والتسامح يعني أن تحترم الآخر وتقبله كما هو، هو في داره وأنا في داري، بمعنى أوضح أن يعبد صليبه أو أي شيء آخر، ويحتفل بطقوسه الدينية وأعياده كما شاء، دون أن أشاركه فيها وأعترف بها، وبالمقابل أن أعتز بسجَّادتي وقِبلتي وهُوِيَّتي الدينية حيثما كنت؛ لأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، فالسماحة والتعايش لا تنفي بطلان ما يعتقد غير المسلم، لأن الدين عند الله الإسلام، وهو آخر الرسالات السماوية.

صحيح أن الإسلام دين التسامح والتعايش مع غير المسلمين في المعاملات، وقد حثَّ القرآن الكريم، والسنة النبوية على حسن المعاملة، وحسن الجوار، وما إلى ذلك مع غير المسلمين، لكن ليس في العبادات والمعتقدات؛ لأن القرآن واضح في هذا الأمر؛ حين قال صراحة: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 6]، و {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120].

لقد طغى الإنسان الْمُولَع بالتقليد، واتباع آخر الصيحات في كل شيء، إلا فيما يتعلق بالدين، يظل يراه رَجعية فتجده يُسِرُّ دينه ويطمِس هويته العقدية، أما اتباع غير المسلمين في عاداتهم وتقاليدهم، وملبسهم وحركاتهم وسلوكاتهم، فلا يزال يراه تحضُّرًا وتقدُّمًا، حتى أصبحنا نرى بعض البلاد الإسلامية مسيحية في احتفالاتها وعروضها أكثر من البلاد المسيحية، تشابه علينا اليوم البلدُ الإسلامي وغير الإسلامي، وما عُدْنا نعرف المسلم من غيره، تشابُهَ البقر على بني إسرائيل، ليس عنادًا، بل لشدة التشابه والتماثل بينهما في تلك الاحتفالات صورة ومضمونًا.

ويبقى السؤال: متى سنفتخر بهويتنا وثقافتنا وبديننا الإسلامي الذي انتشر في العالم، وعاد غريبًا في أرضه؟
_________________________________
الكاتب: سعاد أشوخي







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.51 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]