الإصابة في حكم سب الصحابة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 30 )           »          وصفات طبيعية لتعزيز نمو الشعر بخطوات بسيطة.. من جل الصبار لعصير البصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          5 أفكار مريحة لغرفة النوم لتجديد منزلك.. موضة ديكور 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أفضل طريقة لإزالة المبيدات من الفاكهة والخضراوات.. خلى اللانش بوكس صحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          دايماً بتأجل ومكسل طول الوقت.. 5 خطوات تساعد على تعلم مهارات جديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          بتحس بتعب طول اليوم.. 5 خطوات للتخلص من الشعور بالإرهاق اليومى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          وصفات طبيعية من النعناع للعناية بالشعر.. تنظيف وتقوية ونمو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          على طريقة الجدات والأمهات.. 6 حيل لخفض تكاليف الفواتير المنزلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مش عايز يروح المدرسة.. إزاى تخلى طفلك يستعد للعام الدراسى الجديد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          طريقة عمل الطحينة فى البيت بمكونات بسيطة وسريعة.. بدل ماتشتريها من برا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-10-2023, 04:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,345
الدولة : Egypt
افتراضي الإصابة في حكم سب الصحابة

الإصابة في حكم سب الصحابة



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم رسل الله أجمعين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فإن خير هذه الأمة بعد نبيها[ أصحابه، فتح الله بهم البلاد، وبلغ بهم دينه للعباد، فأتى من بعدهم خلق يسبونهم ويلعنونهم، ويزعمون أن ذلك من أعظم القربات إلى ربهم، واتخذوهم غرضا بعد موت نبيهم، فبين أهل العلم بطلان مذهبهم وفساد حجتهم.
عدالة الصحابة في القرآن:
قال الله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (الفتح:18).
قال عبد الله بن أوفى ]: «كان أصحاب الشجرة ألفا وثلاثمائة» (1).
وقال ابن حزم يرحمه الله: «فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم ورضي الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم ولا الشك فيهم»(2).
قال الله عز وجل: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} (الفتح:29).
وقال سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة:100)، وغيرها من الآيات الدالة على عدالتهم، وتزكية الله واصطفائه لهم.
عدالة الصحابة في السنة:
عن عبد الله بن مسعود ] قال: قال رسول الله[: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته» (3).
قال النووي: «اتفق العلماء على أن خير القرون قرنه [ والمراد أصحابه» (4). وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله[: «لا تسبوا أصحابي؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» (5).
وفى الحديث الذي رواه الطبراني عن ابن عباس، أن رسول الله[ قال: «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» (6).
فهذه الآيات الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، تبين لنا فضلهم، وتحذرنا من سبهم والوقيعة فيهم وفي أعراضهم، وهذا أيضاً لعدة أسباب منها:
• إخبار الله عز وجل أنه راض عنهم في غير ما آية من كتابه.
• تزكية النبي صلى الله عليه وسلم لهم في عشرات الأحاديث، ونهيه عن سبهم، وانتقاص قدرهم.
• خصوصية الذبّ عن رسول الله[ بأجسادهم وأرواحهم.
• مزية صحبة رسول الله[ ورؤيته ولقياه.
• سبقهم للإسلام والتصديق بما أرسل الله من خاتم أنبيائه[ وآخر كتبه.
• ضبطهم للشريعة التي ارتضاها الله لنا ولهم وأنزلها على نبيه[.
• تبليغ شرع الله عز وجل ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا؛ فقد فتح الله على أيديهم البلاد، وأقام الحجة بهم على العباد.
• السبق بالنفقة في أول الإسلام نصرة للدين، وانقيادا لأمر الله رب العالمين.
• هجرتهم بأمر رسول الله[، واستسلامهم له واتباع أمره واجتناب نهيه.
• أن كل خير وفضل وعلم وجهاد ومعروف نحن فيه هم أسبابه التي هيأها الله عز وجل ليكون ما أراد، من تبليغ الدين لنا، وغيرها من حكم الله عز وجل. ومن أقوال السلف في وجوب حب الصحابة، والنهي عن سبهم رضي الله عنهم(7):
قال أحدهم:
ورضِّ عنهم كما رضَّى أبو الحسن
أو قف عن السب إمّا كنت ذا حذر
والسب هو الكلام الذي يقصد منه القدح والتعيير، ومنه اللعن والتكفير والانتقاص، وقد حذر السلف منه، وأمروا بمحبتهم، ومن ذلك:
أمرهم بحب الصحابة رضي الله عنهم:
روي عن أبي جعفر: محمد بن على بن الحسن- قال: «من جهل فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة». وعن عبد العزيز بن جعفر اللؤلئي قال: «قلت للحسن: حب أبي بكر وعمر سنة؟ قال: لا فريضة».
وعن مسروق قال: «حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة». وعن أبي زرعة الرازي قال: «سمعت قبيصة بن عتبة يقول: حب أصحاب النبي [ كلهم سنة».
وعن إمام دار الهجرة مالك بن أنس قال: «كان السلف يعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر كما يعلمونهم السورة من القرآن».
نهيهم عن سب الصحابة رضي الله عنهم: بلغ علياً أن ابن السوداء تنقص أبا بكر وعمر، فدعا به وبالسيف، وهم بقتله، فكُلم فيه، فقال: «لا يساكنني في بلد، فنفاه إلى الشام».
وعن عبد الله بن الحسن: بن الحسين بن عليابن أبي طالب، قال: «ما أرى رجلاً يسب أبا بكر رضوان الله عليه تيسر له توبة».
وعن عمرو بن قيس قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: «برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما». وقال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل فيمن سب أبا بكر وعمر: «يضرب، وما أراه على الإسلام».
وسئل إسماعيل بن إسحق عمن سب عائشة، فأفتى بقتله. هذا وقد قال النووي: «واعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات، سواء من لابس الفتن منهم أم غيره؛ لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون...» قال القاضي: «وسب أحدهم من المعاصي، ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزر ولا يقتل، وقال بعض المالكية: يقتل»(8).
النتائج المترتبة على سب الصحابة رضي الله عنهم:
1- الطعن في حكمة الله عز وجل، واتهامه سبحانه أنه اختار لسيد خلقه وإمام أنبيائه عليهم الصلاة والسلام هؤلاء الأصحاب الفجرة الكفرة الفسقة كما يزعمون!!
2- تكذيب القرآن الكريم الذي نزل بالثناء عليهم والترضي عنهم في عشرات الآيات.
3- اتهام النبي[ بعدم النجاح في تربية أصحابه، وغرس العقيدة فيهم.
4- القدح في ذات النبي[ فهو القائل: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»(9).
5- نزع الثقة من كل ما نقله الصحابة رضي الله عنهم من «قرآن وسنة»؛ إذ إن الخبر لا يقبل إلا من العدل الضابط.
6- ومن أخطر النتائج إبطال الدين كله بتحطيم الرؤوس وضرب الرموز التي أخبرتنا به ونقلته إلينا.
فإذا كانت هذه بعض النتائج المترتبة على سب أصحاب رسول الله [، فهل يقول عاقل: إن سبهم قربة إلى الله تعالى؟! لا ورب الكعبة، لا يقول ذلك إلا منافق ضال مضل.
وقد قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: «قيل لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: إن ناساً يتناولون أصحاب رسول الله[، حتى أبا بكر وعمر..! فقالت: وما تعجبون من هذا..! أولئك قوم انقطع عنهم العمل؛ فأحب الله ألا يقطع عنهم الأجر» (10).
فتوى الشيخ العلامة ابن باز - يرحمه الله- فيمن يسب الصحابة رضي الله عنهم:
سئل: ما حكم الشرع في نظركم فيمن يسب صحابة رسول الله[؟
فقال: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فسب الصحابة من المنكرات العظيمة، بل ردة عن الإسلام، من سبهم وأبغضهم فهو مرتد عن الإسلام؛ لأنهم هم نقلة الشريعة، وهم نقلوا لنا حديث رسول الله[ وسنته، وهم نقلة الوحي، نقلوا القرآن؛ فمن سبهم وأبغضهم أو اعتقد فسقهم فهو كافر، نسأل الله العافية والسلامة(11).
اعتقاد أهل السنة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم:
إن أهل السنة يسيرون إلى الله تعالى على منهج السلف؛ لقول الله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (النساء:11) فهم أعلم، ومنهجهم أسلم وأحكم.
ويعتقدون فيهم أموراً هي:
1- أنهم خير خلق الله بعد الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.
2- يعرفون لهم سابقتهم إلى الإسلام ومحاسنهم.
3- يترحمون عليهم ويستغفرون لهم.
4- يحبونهم جميعاً، وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف؛ فلا يرفعونهم إلى ما لا يستحقون فيكونون غلاة، ولا يقصرون بهم عما لا يليق فيكونون جفاة، فهم وسط بين هؤلاء وهؤلاء.
5- أن ما صح مما جرى بينهم من الخلاف هم فيه مجتهدون، إما مصيبون فلهم أجران، وإما مخطئون فلهم أجر وخطؤهم مغفور.
6- أنهم غير معصومين.
7- يشهدون لمن شهد له رسول الله[ منهم بالجنة، أنه من أهلها ويقطعون بذلك.
قال الطحاوي - يرحمه الله - في (عقيدته): «ونحب أصحاب رسول الله[، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان».
هذا، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الهوامش:
(1) متفق عليه.
(2) الفصل في الملل والنحل (4/116).
(3) متفق عليه، وهذا لفظ البخاري.
(4) شرح النووي على مسلم (16/84).
(5) البخاري.
(6) حسنه الألباني: صحيح الجامع (6285).
(7) اللالكائي (4/2131-4431).
(8) شرح النووي على مسلم.
(9) أبو داوود وحسنه الألباني.
(10) شرح الطحاوية (467) لابن أبي العز الحنفي.
(11) الأسئلة اليامية، السؤال السادس.


اعداد: وليد دويدار




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.10 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]