|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الأحاديث والآثار الموضوعة وعدم جواز الاحتجاج بها(الحلقة الأخيرة) باسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما بعد: فإن هذا هو المقال الرابع في موضوعنا: «شرح الصدور في الرد على من أجاز التمسح بالقبور»، وقد ذكرت فيما مضى من مقالات تحريم التمسح بالقبور والطواف بالأضرحة وعدم الاستغاثة بها والتضرع عندها، وبينت اعتقاد أهل البيت في التوحيد الخالص لله عز وجل والصحابة - رضي الله عنهم - أجمعين وأنهم قد حرموا هذا الأمر، ومقالي هذا الرابع هو تعقيب على الكاتب المتروك الذي أورد أحاديث موضوعة محتجاً بنسبتها إلى النبي [ مدعياً أنها نصرة لرسول الله [! ووالله إنها لإماتة وهدم لسنة النبي [ وإنها والله إحياء للتعلق بالقبورية، ولما كان انتشار الأحاديث الموضوعة في العقيدة له خطورته العظيمة في زعزعة اعتقاد المسلمين والتشكيك في دينهم الحق بجواز التضرع والاستغاثة والتمسح بالقبور، أحببت أن أقدم مقدمة هامة في ضرورة معرفة الأحاديث المكذوبة والآثار الباطلة التي أوردها المتروك محتجاً بنسبتها إلى النبي [. ونستكمل ماتبقى في حلقتنا هذه. والله إن عجبي واستغرابي لا يكاد ينقطع من كلام هذا المتروك الذي صرح قائلاً: «فأقول إن هذا الموضوع الذي تحدثنا عنه لا يخصُّ فئةً أو مذهباً معيناً من مذاهب المسلمين بل هو مما يهم المسلمين جميعاً، وقد بينتُ هذا المعنى في المقال الأول ولم ترد في مقالاتي المنشورة كلمة شيعي أو سني، والله يعلم أن هذه المقالات لم أقصد فيها ترويجاً لمذهب أو تسفيهاً لآخر وإنما كانت نصرة لرسول الله [ فالله وحده يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور وكفى به حسيباً» اهـ. أقول له: إنك لست صادقاً في دعواك هذه والدليل: 1) أنك في أول مقال لك – وإني أحمد الله سبحانه كثيراً أن نزلت مقالاتك هذه ليتبيَّن للمسلمين المنصفين ضحالة هذا العلم الغث الذي أنت تحمله من جهل مطبق ولمن يُعينك في كتاباتك أو لا يعينك في ذكرك لروايات ساقطة مكذوبة على النبي [ فأين الأمانة العلمية التي تتبجح بها وأنت تنشر أحاديث مكذوبة موضوعة على النبي [؟! أهذه هي النصْرة للنبي [ والغيرة على دين الله سبحانه أهكذا تنصر أنت سنة النبي [ في ذكرك وحشدك لأحاديث باطلة؟! فإنك يا متروك لم تصب في إثبات حديث واحد إلا الثالث وهو حديث «لله ملائكة سياحون...» فإنه صحيح والباقي يدور بين الضعيف والموضوع. فلتعلم أيها الكاتب أنك بمقالاتك هذه روّجت وأحييت اعتقادات باطلة والنبي [ بريء منها ولم يقل بها صحابته وآل البيت -رضي الله عنهم-. والأمر الغريب: أنك لم تذكر حديثاً صحيحاً فيه النهي الشديد عن اتخاذ قبره عيداً. فالنصرة للنبي [ هي أن تذب عن سنته وتنفي عنها ما أحدثه المحدثون ووضعه الوضاعون، من الصلاة عند قبره واللوذ بقبره. وأريد أن أهمس في أذنك همسة عند ذكرك أثر عمر -رضي الله عنه-: «وتروي كتب التراث...». ورفع رجل صوته على علي عليه السلام فنهاه عمر -رضي الله عنه- عن ذلك قائلاً: ألا تعلم أن إغضابك لعلي يغضب صاحب هذا القبر! إذاً أنت ترى هذا الأثر صحيحاً فيدل عندك على أن الصحابة رضي الله عنهم وعمر منهم كان يحب علياً ويخصه بمزيد من محبة وإجلال عندما قال لرجل رفع صوته على علي رضي الله عنه: ألا تعلم إن إغضابك لعلي يغضب صاحب هذا القبر. قلت: فهذا الأثر الذي ذكرته أنت محتجاً به! يدل على أن المودة والمحبة بين الصحابة وعلي وآل البيت كانت مألوفة منتشرة. وليس بينهم -رضي الله عنهم- أحقاد أو ضغائن أو شحناء أو تقية! كما تذكر كتب الشيعة. كما وصفهم ربنا جل وعلا: {رحماء بينهم}، فهلا أنصفت في هذه المسألة ورجعت إلى الحق ولا تأخذك العزة بالإثم؟! قلت: فاتق الله تعالى وتوقف يا متروك عن نشر أحاديث باطلة وشبهات ساقطة. قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- (270) النونية: شُبه تهافتُ كالزجاج تخالُها حقاً وقد سقطت على صفوان وقيل: شبه تهافت كالزجاج تخالها حـقــاً وكــــــل كــاســر ومكــــســور قلت: أي أدلة ذكرتها أيها الكاتب حتى نصطدم بها، هل هي أدلة القرآن العظيم أو أحاديث البشير النذير؟! إنما أولئك هي أقوال ونقول عن بعض العلماء وأنت تعلم – أو ربما لا تعلم – لأنك بذلت جُهداً جباراً في حشدك أحاديث مكذوبة يعلم بطلانها صغار طلاب العلم الذين لم يبلغوا عشرين سنة! أنه لا يجوز شرعاً أن نستدل على صحة الاعتقاد إلا بنص قرآني أو حديث صحيح. ولماذا الاتهام بقولك: إن الذي رد عليك أخذته العزة بالإثم، لا شك أن هذا تعسف ومكابرة واتهام باطل. والحق والإنصاف أنك لم تأت بمقالاتك الخمسة ولو بلغت الأربعمائة بدليل واحد من قرآن أو نص حديث صحيح يجيز التمسح والدعاء والسؤال لمن مات والتضرع عند القبور. ولو كنت مُنصِفاً لقرأت اعتقاد آل البيت -رضوان الله عليهم- في نصوص صحيحة ثابتة عنهم في الإنكار وتحريم دعاء الأموات وسؤالهم الحاجات وكشف الكربات. والعجب أنك تدعي الأمانة العلمية والمنهجية في البحث وأنت حاطب ليل، تأتي بروايات ساقطة باطلة مكذوبة في تعزيز رأيك وتقوية مذهبك في جواز دعاء واستغاثة المقبور واتخاذه نداً للرحمن، وهذا شرك أكبر كما نصَّت على ذلك نصوص من آل بيت [ كما تقدم بحمد الله عز وجل من نصوص ونقول عن أئمة آل البيت -رضي الله عنهم-. قال ابن القيم -رحمه الله-: والشرك فاحذره فشرك ظاهر ذا القسم ليس بقابل الغفران وهو اتخاذ الند للرحمــن أيا كان من حجر ومن إنسان يدعوه أو يرجوه ثم يخافه ويحبـــه كمـــحبــــة الــــــديـــان ولماذا ترمي من اعتقد أن الأموات لا يضرون ولا ينفعون وحذر المسلمين من اتخاذ قبور الأولياء أوثاناً، بأنه شاك. وهاك نص كلامه: قال الكاتب متعجباً ناقداً: «ومن هؤلاء من يعتقد أن الأموات لا يضرون ولا ينفعون وحذر المسلمين من اتخاذ قبور الأولياء أو ثاناً يعبدونها من دون الله كما فعل قوم نوح من قبل، وحذر الأمة من زيارة قبر الرسول صلوات الله عليه!! لأنه لا يضر ولا ينفع وإذا كان نبي هذه الأمة صلوات الله عليه!! موته كموتنا سواء بسواء، فلماذا تتوجه إليه ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها خمس مرات في اليوم ليقولوا بصوت واحد في ختام صلواتهم: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته؟ والسؤال لهذا المشكك: إذا كان المسلمون يسلمون على من لا يستطيع أن يسمعهم، فلماذا هذا السلام الذي لا طائل من ورائه؟!!. وإليه وإلى أمثاله المشككين أورد الرويات التالية...». قلت: من أصول اعتقاد السلف الصالح أن الأموات لا يضرون ولا ينفعون ولا يسمعون دعاء المستغيثين بنص القرآن والسنة الصحيحة ويجب على كل مسلم أن يرجع عند الاختلاف إلى الله ورسوله لا إلى أحاديثَ موضوعة وروايات مكذوبة تالفة وحكايات باطلة. قال جل وعلا: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء:59). وقال سبحانه: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (النساء:65). وقال -جل وعلا- مبيناً أن الموتى لا يضرون ولا ينفعون ولا يسمعون: {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} (النمل:80). قلت: فالسلف الصالح ومن اتبعهم بإحسان لم يدعوا إلا إلى القرآن والحديث الصحيح أما أنتم فدعوتم إلى الأخذ بأقوال الرجال وحكمتم آراءهم وأقوالهم على كتاب الله جل وعلا وسنة النبي [: فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح قال ابن القيم -رحمه الله- تعالى مبيناً هدي السلف في أنهم لا يحكمون ولا يدعون لرأي فلان بل إلى القرآن وسنة النبي [ العدنان: ما منهم أحدٌ دعا لمقالة غير الحديث ومقتضى الفرقان فالقوم لم يدعو إلى غير الهدى ودعـــــــــــوتــُم أنـتــم لرأي فـــلان شتان بين الدعوتين فحسبكم يا قـوم ما بكـم مــن الخـــــذلان ثم قال -رحمه الله-: والله ما أوصاكم أن تتركوا قول الرسول لقولهم بلسان إذ قد أحاط العلمُ منهم أنهم ليسوا بمعصومين بالبرهان فلذلك أوصاكم بألا تجعلوا أقوالهم كالنص في الميزان لكن زنوها بالنصوص فإن توا فقها فتلك صحيحة الأوزان لكنكم قدَّمتم أقوالهم أبداً على النص العظيم الشان وقد بين ووضح النبي [ ذلك لأصحابه أتم بيان وأكمل إيضاح فنصوص القرآن والسنة لا لبس فيها ولا غموض، قال ابن القيم -رحمه الله- (ص110) النونية: فأصولُ دين نبيِّنا فيه أتتْ في غاية الإيضاح والتِّبيان قلت: وتأمل كلامه الغريب في مقاله الرابع وقد بدأ عليه شيء من التوتر وعدم الإنصاف عندما قال عن الرادين عليه. كانت تلك الردود ردود من أخذته العزة بالإثم حين صدم بالأدلة والنصوص المنقولة عن كبار الشخصيات من علماء المسلمين. وما الداعي لقولك هذا: إن الذي رد عليك أخذته العزة بالإثم؟ ! ولابد من الرد عليك لأنك أتيت بمقالاتك بأوابد وترهات وإن الذي كتبته يداك عاقبته وبيله وخاتمته وخيمة وآخرته مخزية ومغبته مُضِرَّة. ومقالاتك هذه تدعو إلى الشرك الأكبر بتعظيم وتقديس الأضرحة واللوذ بها والاستغاثة بها من دون الله، وهذه دعوة صريحة إلى القبورية التي أمرها وبيل مرتعُهُ، وخيمٌ مصرعه، منكر عواقبه، وهذا غش للمسلمين وعودة بهم إلى الجاهلية الجهلاء وقد بُعث النبي [ بتكسير الأصنام وتقويض الأضرحة ومحو الشرك وآثاره، وهذه المقالات دعوة سافرة إلى الوثنية. وقد روى مسلم في صحيحه (1967) عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيّ: كُنْتُ وَأَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلاَلَةٍ وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيءٍ وَهُمْ يَعْبُدُونَ الأَوْثَانَ، فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَارًا فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ [ مُسْتَخْفِيًا جُرَآءُ عَلَيْهِ قَوْمُهُ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ « أَنَا نَبِيٌ». فَقُلْتُ: وَمَا نَبِيٌ؟ قَال: «أَرْسَلَنِي اللَّهُ»، فَقُلْتُ وَبِأَىِّ شَىْءٍ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «أَرْسَلَنِى بِصِلَةِ الأَرْحَامِ وَكَسْرِ الأَوْثَانِ وَأَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ لاَ يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ». قُلْتُ لَهُ: فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: «حُرٌّ وَعَبْدٌ». قَالَ: وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ. فَقُلْتُ: إِنِّي مُتَّبِعُكَ. قَالَ: «إِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا؛ أَلاَ تَرَى حَالِي وَحَالَ النَّاسِ وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ فَأْتِنِى». قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَى أَهْلِي وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ [ الْمَدِينَةَ وَكُنْتُ فِي أَهْلِى فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الأَخْبَارَ وَأَسْأَلُ النَّاسَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ حَتَّى قَدِمَ عَلَيَ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَقَالُوا النَّاسُ إِلَيْهِ سِرَاعٌ وَقَدْ أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ. فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: « نَعَمْ أَنْتَ الَّذِي لَقِيتَنِي بِمَكَّةَ». قَالَ: فَقُلْتُ: بَلَى. فَقُلْتُ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ وَأَجْهَلُهُ...» الحديث. فرغم الأدلة الشرعية القطعية من القرآن والسنة المشهورة المستفيضة المتضافرة في تغليظ ذلك «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» وحديث: «اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»، وهذه الأحاديث الصحيحة والآثار الصحابية الواضحة، وهذه الأقوال والنقول الرائعة من أهل العلم لهي شجَى في حلوق القبوريين وشَرَق في لهاتهم وغصة في مريئهم ولوعة في فؤادهم وصدعٌ في أكبادهم وقذى في عيونهم. اعداد: أبو عمر حاي الحاي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |