|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() مفهوم الشخصية ووحداتها في السنة النبوية (2) أسس الشخصية السوية في السنة النبوية حرص نبينا -صلى الله عليه وسلم- على بناء الشخصية السوية، التي تعمِّر وتبني، وتُصلح ولا تُفسِد، وفقَ الرسالة السامية التي دعا الإسلامُ إليها، وقد بنى -صلى الله عليه وسلم- الشخصيةَ على التوازن بين حاجات الروح والجسد، والتمسك بالقيم النبيلة والأخلاق السامية، وبتلك الشخصية السوية يتكون مجتمع صالح متماسك، يسري الحب والتعاون بين أبنائه؛ لذلك جاء هذا المقال للوقوف على أبعاد بيان مفهوم الشخصية السوية في السنة النبوية وعند علماء النفس، وقد تعرضنا لبعض المفاهيم والمعاني في الحلقة الماضية، منها: تعريف الشخصية، وقوة الشخصية، والشخصية الصادقة المؤمنة، وتكوين الشخصية الإسلامية الإيجابية، والشخصية السوية، وأكمل شخصية إنسانية، ووحدات الشخصية في السنة النبوية، واليوم نتكلم عن أسس الشخصية السوية في السنة النبوية، مع تكوين نظريات نفسية في علم النفس الإسلامي لبيان طريق السواء النفسي. أولاً: تحقيق الإيمان بالله -تعالى من سمات الشخصية السوية في السّنّة النبوية تحقيق الإيمان بالله -تعالى-، وفي هذا جاء قوله - صلى الله عليه وسلم - حينما سئل عن أفضل الأعمال فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إِيمَانُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ»، فبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أَن أفضل الأعمال وأولاها في تحديد هوية الإنسان هو الإيمان بالله -تعالى- ورسوله، الذي يؤثر في باقي دوافع العبد وعواطفه وسلوكه، ويعد الإيمان من أهم الجوانب المعرفية التي تشكل الشخصية السوية؛ مما يسوقه إلى الاتساق مع ذاته والتوافق الكامل.قوة العقيدة ثانيًا: التوازن بين الجانب الروحي والمادي وفي شخصية المؤمن السوية يتم التمييز بين اللذة البدنية وعملية الإشباع النفسي؛ لذلك إذا أراد المسلم تحقيق السواء النفسي، عليه بالتوازن بين الجانب الروحي والمادي، وله في ذلك خير أسوة وهو النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي حقق أعلى درجات السواء للشخصية الكاملة المثالية. قال -تعالى-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أَسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كثيرا ما} (الأحزاب:21). ثالثًا: تقدير الذات حاجة إنسانية أساسية ومن صور إبراز الجوانب القوة في شخصية أصحابه -رضي الله عنهم-: اسْتَقْرِئوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةِ: مِنْ عَبْد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَبَدَأَ بِهِ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ»، وقوله: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينَا، وَإِنْ أَمِينَنَا، أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ، أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ». واختياره لعثمان في صلح الحديبية لما يمتلكه من حلم وأناة وترو تصلح في هذا الموقف، كل هذه المواقف وغيرها الكثير تؤكد حرص النبي على تعزيز جوانب القوة في الشخصية وتقدير الذات في حدود الشرع؛ لأنها حاجات نفسية تقود إلى السواء الشخصي. تحقيق التفاعل الاجتماعي فالإنسان مدني بالطبع واجتماعي بالضرورة، وهو يميل إلى الحياة في مجتمع إنساني وما تتطلبه هذه الحياة من إقامة علاقات اجتماعية، في التفاعل والتكيّف والمرونة، وتكوين الاتجاهات والقابلية للتطور والتغيّر، وتحمل المسؤولية وأداء الأدوار الاجتماعية. والشخصية السوية تتمتع بالأريحية وما تكشف عنه من سلوك يتميز بالعطاء والتفاعل مع الآخرين، وتؤصل للوصال المبني على التفاعل والمودة بين الإنسان والآخرين. قال: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ سَهْلِ»، وقال: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا. وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ؛ رَدُّ السَّلَامِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ»، كل هذه الأحاديث وغيرها تؤكد ضرورة التفاعل والتواصل الاجتماعي للفرد، فهذا التفاعل يسد حاجة الإنسان للأمان والانتماء، وينمي لديه الشعور بالمحبة والألفة؛ مما يقوي شخصيته ويحسن أداءه وسلوكه. اعداد: د. سندس عادل العبيد
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |