|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أبي أجبرني على الزواج الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: امرأة أُجبرت على الزواج من قريب لها، وذلك منذ أربع سنوات، وتعيش حياة تعيسةً، وتريد الطلاق، لكنها تخشى من ردة فعل أهلها، وتسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أجبرني أبي على الزواج من قريب لي، وقد حاولت الرفض، والآن لا أستطيع الطلاق، وذلك بسبب أبي أيضًا، وأعيش حياة تعيسةً جدًّا، وقد أُصبتُ بمرض السكري بسبب نفسيتي، وحالتي الصحية والنفسية في تدهور مستمر، وللعلم فقد مرَّ أكثر من أربع سنوات على الزواج، ونفوري من الذي تزوجته في ازدياد، كيف أفعل؟ فأنا لا أستطيع البقاء هكذا طول حياتي، ولا أستطيع طلب الطلاق بسبب ردة فعل أبي التي قد تصل إلى الطرد من المنزل والضرب، وحرماني من عائلتي، علمًا أني لديَّ ابنة صغيرة. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فبعد قراءة مشكلتكِ تبيَّن لي أنه تَمَّ زواجكِ من زوجكِ بالإكراه من والدكِ، وأنكِ لا تطيقينه أبدًا، ولا تستطيعين طلب الطلاق؛ لِما قد يلحقكِ من الأذى من والدكِ وفَّقه الله لكل خير، وتسألين عن الحل، فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: مع أن والدكِ قد أخطأ خطأً بيِّنًا في تزويجكِ ممن تكرهينه، فإن حق الوالد عظيم لا يسقط أبدًا بسبب أخطائه مهما عظُمت؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15]. ثانيًا: لا تحملي في قلبكِ كرهًا لوالدكِ، بل استمري في الدعاء له بالصلاح والثبات وحسن الختام، وأن يوفِّقه الله للبعد عن ظلمكِ، وأن يوفقه لتقدير ظروفكِ. ثالثًا: أوصيكِ أن تنسَي البشر كلهم، وتتعلقي تعلقًا تامًّا بربكِ وبربهم سبحانه، الذي أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة؛ فقال سبحانه: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]، وقال عز وجل: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]، فالأمور كلها بيد الله سبحانه لا بيدِ أحدٍ من البشر، مهما عظمت قوته وسطوته؛ قال عز وجل: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الملك: 1]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3]. رابعًا: ولا تنسي أسبابًا عظيمة لإجابة الدعاء وتفريج الكربات؛ منها: الدعاء بصدق وقوة يقين وثقة بالله سبحانه، والتصدق ولو بالقليل، وعدم استبطاء إجابة الدعاء، والتوسل إلى الله سبحانه أولًا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا؛ مثل: يا رحمن، يا لطيف، يا كريم، ثم التوسل إلى الله بأعمالك الصالحة؛ مثل: الإيمان بالله سبحانه ومحبته، والإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ومحبته، وبرك لوالديك وهكذا. خامسًا: ومع هذا كله التمسي أعقل مَن بعائلتكم ليناصح الأب، دون أن يعلم الأب بحديثك معه. سادسًا: وإن تيسر أن يُطلَبَ من خطيب الجمعة إلقاء خطبة عن ذلك فطيبٌ جدًّا. سابعًا: ومما يسليكِ أن تتذكري أن ما حصل لكِ قدر سابق لِحِكَمٍ يعلمها الله؛ منها: تكفير خطاياكِ، ورفع درجاتكِ في الجنة؛ لذا أكثري من الاسترجاع، فله أثرٌ عظيم جدًّا في تفريج الكرب؛ فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا حضرتم المريض - أو الميت - فقولوا خيرًا؛ فإن الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون، قالت: فلما مات أبو سلمة، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إن أبا سلمة قد مات، قال: قولي: اللهم اغفر لي وله، وأعقبني منه عقبة حسنة، فقلت، فأعقبني الله من هو خير لي منه: محمدًا صلى الله عليه وسلم))؛ [رواه مسلم هكذا: ((إذا حضرتم المريض أو الميت)) على الشك، رواه أبو داود وغيره: ((الميت)) بلا شك]، وعنها أيضًا رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبد تُصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلُفْ لي خيرًا منها، إلا أجره الله تعالى في مصيبته، وأخلف له خيرًا منها، قالت: فلما توفِّي أبو سلمة، قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخلف الله لي خيرًا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم))؛ [رواه مسلم]. فرَّج الله كربتكِ، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |