حتى نفوز برمضان - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 94 )           »          ماذا كان يفعل النبيﷺ فى العشر الأواخر من رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          شـــــــرح دُّعَاءُ يقال عِنْدَ إغْمَاضِ الـمَيِّتِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          شرح حديث"اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ، أَذْهِب الْبَأسَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 14597 )           »          دفع الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الصلاة جالسًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          خطورة الدعاء على الأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الميت ينتفع بالمصحف الموقوف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 12-04-2023, 04:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,648
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حتى نفوز برمضان

حتى نفور برمضان (11)






رمضان... لاستجلاب عبادة حب الله -تعالى-
كتبه/ جمال متولي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (قَالَ الله -عَزَّ وَجَلَّ-... كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَ الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي) (رواه البخاري).
هذا الجزء مِن الحديث الشريف الصحيح يدلنا على عبادة مِن أجلّ واهم العبادات القلبية التي ينبغي أن تسبق أي عبادة عملية أو قولية، وهي عبادة حب الله -تعالى-، والإقبال على أمره؛ محبة له -جلَّ جلاله-.
لذلك قال -تعالى-: (يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي): أي محبةً لله -تعالى-، وفي سبيل رضاه -جل جلاله-.
ويتربى القلب في رمضان بإقباله على ربه -جل جلاله- في سائر أوقاته تاركًا فتن الدنيا وشهواتها وهوى نفسه، مقدمًا على ذلك كل ما هو فيه مرضاة مولاه -سبحانه- على ما فيه رضا نفسه أو إشباع رغباته إن تعارض ذلك مع ما يرضي الله -عز وجل-؛ بذلك الحب المخلص يتحقق صِدق الإيمان وكماله كما في الحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ) (متفق عليه).
الطريق إلى الله -تعالى- يُقطع بالقلوب وليس بالأعمال فحسب؛ فلربما يعمل العبد أعمالًا كالجبال في الموازين، ولكنها في ميزان الله -تعالى- لا تساوي إلا صفرًا! ويكون ذلك بسبب غياب إخبات القلب لمولاه -جلَّ جلاله-، ولربما كانت نية القلب أخلص وعزيمته في الطريق لله -تعالى- أصدق، مع قليلٍ مِن العمل والتعبد، ثم يكن بهذا الصدق مع قلة العمل مِن أهل الفوز والنجاة.
وعن أنس -رضي الله عنه-: أَنَّ أَعْرَابِيًّا، قَالَ لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟)، قَالَ: حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ. قَالَ: (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ) (متفق عليه).
ولأهمية عبادة الحب لله -تعالى- وأنه أساس الإقبال على طاعاته ومرضاته؛ نجد أن الله -تعالى- علمّ رسوله -صلى الله عليه وسلم- الدعاء والابتهال إليه -جلَّ جلاله- لملء قلبه بهذا الحب، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (أَتَانِي اللَّيْلَةَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الْمَنَامِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ وَسَعْدَيْكَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ, إِذَا صَلَّيْتَ فَقُلْ: ... أَسْأَلُكَ حُبَّكَ, وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ, وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إِلَى حُبِّكَ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني). وروي عن أبي الدرداءِ -رضي الله عنه- قَال: قَالَ رسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "كَانَ مِنْ دُعاءِ دَاوُدَ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَالعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أحَبَّ إلَيَّ مِنْ نَفْسِي وأهْلِي، وَمِنَ الماءِ البارِدِ" (رواه الترمذي، وضعفه الألباني).
نسأل الله -عز وجل- أن يملأ قلوبنا بمحبته ومحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم-. اللهم آمين.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 12-04-2023, 04:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,648
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حتى نفوز برمضان

حتى نفوز برمضان (12)






رمضان... لتعظيم شعائر الله -تعالى- ومخافته
كتبه/ جمال متولي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فنصوم مِن طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، ومَن صام احتسابًا لربه -سبحانه-، مهما اشتد عليه الجوع أو العطش أو الحاجة -مِن غير مرض- لأي مِن المفطرات يستحيل عليه أن يقدم على شربة ماء، ولو كان قبْل الغروب بطرفة عين، ويحتاج كذلك لشربة ماء فيرفع الإناء إلى فمه فيسمع نداء الفجر: (الله أكبر) فيسقط الإناء مِن يده.
إنها عبادة التعظيم والتبجيل لأمر الله -عز وجل-، والوقوف عند حدوده -جلَّ جلاله-.
هذه العبادة التي نحتاجها في سائر حياتنا، وفي كل أحوالنا، فإن الله -تعالى- قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183)، ولن تتحقق هذه غاية "التقوى المرادة" مِن وراء الصيام ورمضان إلا إذا استقر في القلب التعظيم لأوامر رب العالمين، والوقوف عند حدوده؛ لذلك قال -تعالى-: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32).
فهذا التعظيم وهذا الإجلال ينبع مِن مخافة الله -تعالى-، ومِن ثَمَّ مخافة التعدي علي حدوده في كل حالٍ وكل آن؛ فخوف الله -تعالى- هو العبادة التي يجب أن تملأ القلب وتُشِبعه حتى تمنعه تمامًا مِن تضييع فرائض الله -تعالى-، أو التقصير في فعل القربات والطاعات، وكذلك تَحْجِزَه وتصده عن مجرد الاقتراب مِن محارم الله -تعالى-، فالخوف مِن الله -عز وجل- هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى، والطارق القوي المانع مِن الغفلة، وحائط الصد للشهوات والفتن.
ولذلك وعد الله -تعالى- عباده المتصفين بالخشية منه -جل جلاله-، العارفين لمقام مخافته ومخافة يوم الحساب وشِدته، بأنهم وإن طال بهم أمد الاستضعاف، فلهم في النهاية التمكين في الأرض والسيادة في الدنيا، قال -تعالى-: (وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ) (إبراهيم:14).
أما في الآخرة فأصحاب الخشية مِن الله -تعالى- والخوف مِن سخطه وعذابه، هم أصحاب الفرحة الكبرى والسعادة العظمي بخشيتهم لربهم -جل جلاله-، وخوفهم مِن عقابه الذي لازمهم في سائر شئونهم، في عباداتهم ومعاملتهم، وأقوالهم وأفعالهم، قال -تعالى-: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ . فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ . إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) (الطور:25-28).

فهذا مِن أهم وأوثق علامات الإيمان؛ فلن يخشى الله -تعالى- ويخافه حق الخشية والمخافة إلا مَن وقر في قلبه تعظيمه لربه، وإجلاله حق التعظيم، ومعرفة قدر مولاه حق المعرفة، قال -تعالى-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر:28)؛ لذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أشد الناس خوفًا مِن الله -تعالى- وخشية له -سبحانه وتعالى-، فعن عَائِشَةَ -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنِّي لأَعْلَمُهُمْ بِاللهِ، وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً) (متفق عليه).
وكذلك مِن أوثق علامات التعظيم لله -تعالى- ومخافته: الإقبال على الطاعات والحرص عليها، وعدم تضييعها، عن أَبي هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ خَافَ أدْلَجَ، وَمَنْ أدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ، ألا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ، ألاَ إنَّ سِلْعَةَ الله الجَنَّةُ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني). (أدْلَجَ): أي سار مِن أول الليلِ، والمراد التشمير والهِمة في الطاعة والصلاح.
وقال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) (المؤمنون:60-61).
نسأل الله -عز وجل- أن يملأ قلوبنا بتعظيمه والخشية منه. اللهم آمين.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12-04-2023, 04:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,648
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حتى نفوز برمضان



حتى نفوز برمضان (13)









رمضان... لاستعادة عبادة المراقبة لله -تعالى-

كتبه/ جمال متولي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) (رواه مسلم).

مرة أخرى مع هذا الحديث الصحيح المبارك.

ما السر في قوله -تعالى-: (إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) في حين أن كل العبادات والقربات هي لله -تعالى- وحده، ولا يجزي أو يثيب عليها إلا هو -سبحانه وتعالى-.

السر هو: أن سائر العبادات مهما كانت يمكن أن يطلع عليها البشر، ومِن الصعب إخفائها عنهم بشكلٍ حقيقي وعملي؛ إلا عبادة الصوم، هي العبادة الوحيدة -تقريبًا- التي يمكن إخفائها عن أقرب الناس إليك، وتتحجج بعدم تناولك لأي طعام أو شراب بأي حجج وتكون مقبولة، وتكون نيتك حينئذٍ الصيام، ولا يطلع على هذه النية إلا الله -جل جلاله-.

وفي المقابل: مِن اليسير على البعض -عياذًا بالله تعالى- الإفطار سرًّا، وادعاء الصوم!

الفارق: عبادة المراقبة لله -جل جلاله-

هذه العبادة الهامة التي نحتاج لاستعادتها لقلوبنا في غير رمضان، وهي دوام عِلم العبد وتيقنه باطلاع الله -تعالى- على كل ما يصدر منه, وما تُخفِيه نفسه في كل وقتٍ وكل لحظةٍ؛ فما مِن كلمةٍ، ولا فعل في الخفاء أو في العلن إلا وهو تحت سمع وبصر مَن لا تخفى عليه خافية في الكون كله -جل جلاله-، قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (ق:16)، وقال الله -جلَّ جلاله-: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (الأنعام:59)، وقال -سبحانه-: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الملك:13-14)، وقبلها مدح الله -تعالى- مَن دامت مراقبتهم لله -تعالى- في السر قبْل العلانية، وجعل لهم أجرًا جزيلًا عظيمًا، فقال -سبحانه-: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (الملك:12).


فالعبد يعلم يقينًا أن ما يجول بخاطره، وما يخفيه عن الخلق؛ فإنه لا يخفى شيء مِن ذلك على رب العالمين، قال الله -عز وجل-: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (غافر:19).

وهذا هو مقام الإحسان الذي ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- لجبريل -عليه السلام-، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنَّ جبريل -عليه السلام- سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الإحسان؟ فقال: (أنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّهُ يَرَاكَ) (متفق عليه).


نسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا دائمي مراقبته وخشيته. اللهم آمين.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 12-04-2023, 06:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,648
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حتى نفوز برمضان



حتى نفوز برمضان (14)









رمضان... شهر الصبر

كتبه/ جمال متولي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، صَوْمُ الدَّهْرِ) (رواه أحمد، وصححه الألباني). وقال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:153).

قال بعض العلماء: إن الصبر في الآية مقصود به الصيام؛ فارتباط الصبر بالصيام ارتباط وثيق؛ إذ أن عبادة الصوم في أصلها صبر على الإمساك عن الطعام والشراب والشهوات، وسائر عبادات رمضان وأخلاقيات الصيام لا يمكن القيام بها مِن غير الصبر، فالصوم صبر، وقيام الليل يحتاج لصبر النفس على القيام خاصة لو كان قيامًا على الهدي النبوي الشريف، وتلاوة القرآن الكريم تحتاج إلى الصبر، وكذا سائر الطاعات.

وأيضًا عبادات الانتهاء عن المحرمات تحتاج إلى الصبر؛ فغض البصر يحتاج للصبر، وحبس اللسان عن اللغو يحتاج إلى الصبر، وكظم الغيظ مع مَن يجهل على الصائم يحتاج إلى الصبر، وحبس النفس عن الانطلاق عمومًا في العبث وسائر الأفعال وتضييع الأوقات فيما لا طائل مِن ورائه أخرويًّا ودنيويًّا؛ كل ذلك يحتاج إلى الصبر.

ومِن هنا كان الصيام، وخاصة في شهر رمضان تربيةً للقلب والنفس لتحقيق الصبر بأنواعه في سائر حياة العبد:

صبره عن كل حرام ومكروه، بحبس نفسه وضبطها وكبحها عن عدم الاغترار والافتتان به.

صبره على طاعة الله -تعالى- بحمل نفسه على القيام بها وإتيانها وفعل مستحبّاتها وتحمل مشقتها.

صبره على ابتلاء الله -تعالى- له وقضائه فيه واستقباله بنفسٍ راضيةٍ مطمئنةٍ محتسبة الأجر مِن الله.

صبره على أذى الناس حال دعوتهم للدين ونهيهم عن المنكر عمومًا، وخصوصًا أصحاب الحقوق منهم: كالوالدين، والأزواج، والأرحام، والجيران، والأولاد، واحتساب الأجر علي آذاهم له؛ إذ أن عبادة الصبر مِن عبادات القلب التي يجب ألا تفارق المؤمن، وكان الصبر أساس الفوز برحمة الله -تعالى- وجنته، قال -تعالى-: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت:35).

والصبر خير مُعين للعبد على جميع عوائق الإقبال على الله -تعالى-، والتعلق بمعالي الأمور دينًا ودنيا، والتحرر الصادق مِن أسر الشهوات وهوى النفس المنحرف لا يمكن إلا بعبادة الصبر والتحمل في سبيل الله -تعالى-؛ لذلك قال الله -تعالى- مبشرًا أهل الصبر: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزمر:10).


فالمؤمن الصابر هادئ النفس مطمئن القلب في سرائه وضرائه، كما في الحديث الشريف عن صهيب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) (رواه مسلم).

نسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا مِن عباده الصابرين. اللهم آمين.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 12-04-2023, 06:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,648
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حتى نفوز برمضان



حتى نفوز برمضان (15)









رمضان... شهر القيام

كتبه/ جمال متولي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه)، وهكذا المؤمن الراغب في الفوز ببركات رمضان، ونفحاته وفضائله؛ فنهاره صيام، وليله قيام بيْن يدي الرحمن -جلَّ جلاله-.

والحديث الشريف فيه البُشرى العظيمة مِن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأهل الصيام، والقيام الحقيقي المخلص لله -تعالى- كما كان هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه مِن طول قيام، وكثرة تسبيح في الركوع، والإلحاح والافتقار لله -تعالى- في السجود، وحُسن تبتل لله -عز وجل-؛ فحري بصاحب هذا القيام أن يفوز بالجائزة، وهي مغفرة كل الذنوب السابقة، وخاصة مَن صلى قيامه مع الجماعة في بيوت الله -تعالى- إذ كانت صلاة التراويح في الأصل في المسجد؛ إلا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يستمر عليها خشية أن تصير صلاة مفروضة على الأمة فتعجز عن أدائها.

فعن عَائِشَة -رضي الله عنها-: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجَالٌ بِصَلَاتِهِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ بِذَلِكَ، فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ، فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَذْكُرُونَ ذَلِكَ، فَكَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حَتَّى خَرَجَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، فَلَمَّا قَضَى الْفَجْرَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ تَشَهَّدَ، فَقَالَ: (أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ شَأْنُكُمُ اللَّيْلَةَ، وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ صَلَاةُ اللَّيْلِ فَتَعْجِزُوا عَنْهَا) (متفق عليه).


ومع ذلك، فقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- بشرى وجائزة أخرى لمَن صلى القيام في جماعة والتزمها حتى ينصرف الإمام مِن صلاته، ولا ينصرف القائم قبْل انصراف الإمام، وهي أن يكتب الله -تعالى- له قيام الليلة كلها، فعن أبي ذر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

نسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا ممَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، اللهم آمين.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 12-04-2023, 06:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,648
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حتى نفوز برمضان



حتى نفوز برمضان (16)









رمضان... شهر القيام (2)


كتبه/ جمال متولي


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالقيام في رمضان تربية لقلب المؤمن ألا يحرم نفسه مِن هذه العبادة الهامة لصلاحه واستقامته فيما بعد رمضان؛ إذ أن قيام الليل سبب في صلاح القلوب، ويكفر السيئات، ويمنع مِن ارتكاب المعاصي والآثام، وهو شهادة الصلاح الربانية للعبد، وعنوان إخلاصه الصادق لله -تعالى-، والحفظ والوقاية مِن الشيطان، وثمراته في الدنيا والآخرة عديدة وعظيمة، منها ما يلي:

1- فمَن أراد أن يصلح قلبه وتستقيم نفسه على الطاعات، وتبتعد عن الذنوب والسيئات؛ فعليه التزام صلاة ما يتيسر له مِن الليل: فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

2- أفضل صلاة بعد الفريضة صلاة الليل: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّه -صلى الله عليه وسلم-: (أَفْضَلُ اَلصَّلَاةِ بَعْدَ اَلْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اَللَّيْلِ) (رواه مسلم).

3- قيام الليل واحد مِن اثنين يستحقان المنافسة والغبطة: عن ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْانَ فَهُوَ يَتْلوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ) (متفق عليه).

4- قيام الليل يقرِّب مِن الجنة ويباعد عن النار، ومِن أبواب الخير ومِن سمات أهل القرب مِن الله -تعالى-: عن مُعَاذٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْني بِعَمَلٍ يُدْخِلُني الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُني مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: (لَقَدْ سَألتَ عَنْ عَظيمٍ، وإنَّهُ لَيَسيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ -تَعَالَى- عَلَيْهِ... ثم قَالَ: ألاَ أدُلُّكَ عَلَى أبْوابِ الخَيْرِ؟... وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ) ثُمَّ تَلا: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (السجدة:??-??) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني). أي يتباعدون عن المفارش وأماكن النوم مِن أجل الصلاة، والتقرب لله -تعالى-.

5- قيام الليل هو شرف المؤمن: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَتَانِي جِبْرِيلُ -عليه السلام- فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ، وَعِزِّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ) (رواه الحاكم، وصححه الألباني).

6- صلاة الليل سبب مِن أسباب إجابة الدعوات لخيريّ الدنيا والآخرة:

1- عن جابر -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ) (رواه مسلم).


2- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (يَنْزِلُ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا -نزولًا يليق بجلاله تعالى، وبالكيفية التي يشاؤها هو سبحانه دون استيعاب العقول لها- إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ الَّليْلِ الْأوَّلُ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْمَلِكُ، هَلْ مِنْ دَاعٍ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ يَتُوبُ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي فَأَرْزُقَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَكْشِفُ الضُّرَّ فَأَكْشِفَهُ عَنْهُ؟ فلَا يَبْقَى مُسْلِمٌ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ -عز وجل- لَهُ... فلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ) (الحديث مجموع مِن عدة روايات صحيحة مِن مجمع الزوائد، والسنن، ومسند أحمد).

نسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا مِن القائمين القانتين. اللهم آمين.
وللحديث بقية -إن شاء الله-




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 14-04-2023, 05:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,648
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حتى نفوز برمضان

حتى نفوز برمضان (17)






رمضان... شهر القيام (3)
كتبه/ جمال متولي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
7- قيام الليل مِن أسباب سُكنى أجمل غرف الجنة وبيوتها:
عن علي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا) -لشفافيتها وزيادة في إمتاع أصحابها بالجنة وهم في غرفهم-، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ، وَأَفْشَى السَّلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).
8- قيام الليل صلاة القانتين القائمين الخاشعين لله -تعالى-:
1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ حَافَظَ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَّةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ) (رواه الحاكم، وصححه الألباني). أي مَن قرأ في صلاته بالليل مائة آية أثناء القيام، وهذا لا يستغرق أكثر مِن 15 دقيقة، وليس كما يتوهم البعض أنها طويلة وشاقة!
2- عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَرَأَ بِمِائَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ، كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).
3- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطَرِينَ) (رواه داود، وصححه الألباني).
لتطبيق الحديث والعمل به:
جزء تبارك (الجزء التاسع والعشرون)، والذي عدد سوره (11) سورة، تحتوي على 431 آية، وجزء عمّ (الجزء الثلاثون) وعدد سوره 36 سورة أغلبها مِن السور القصيرة، وعدد آيات هذا الجزء 564 آية؛ المجموع 995 آية، بقي لك أيها المقنطر 5 آيات فقط ربما لو قرأت سورة الناس مرة أخرى، وعدد آياتها 6 آيات تكون تجاوزت الألف آية؛ فيمكنك الآن أن تحقق هذا الحديث بأن تقرأ الجزأين اللذين يحفظهما أغلب الناس -ولله الحمد والمنة-، وإن لم تكن تحفظهما فيمكنك أن تقرأ مِن المصحف، ثم تنتهي صلاتك ومعك قنطار مِن الأجر -بإذن الله-!
9- قيام الليل يحل عقد الشيطان ويطيب النفس ويزكيها:
الشيطان يعقد على مؤخرة رأس النائم ثلاث عقد، ثم يضرب عليها؛ ليصده عن قيام الليل وصلاة الفجر بإنزال النعاس عليه، فيستيقظ بعدها خبيث النفس كسلان، فإن هو استيقظ وذكر الله وتوضأ وصلى ركعتين انحلت تلك العقد -بإذن الله-، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ) (متفق عليه).
10- قيام الليل يمنع تلاعب الشيطان بالعبد: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود -رضي الله عنه- قال: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ نَامَ لَيْلَهُ حَتَّى أَصْبَحَ، قَالَ: (ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ، أَوْ قَالَ: فِي أُذُنِهِ) (متفق عليه).
11- قيام الليل مِن أهم أسباب المنع مِن الحرام:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُصَلِّي بِاللَّيْلِ، فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ, قَالَ: (إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا يَقُولُ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).
12- مَن ترك زوجته وفراشه وقام لصلاة الليل فهو حبيب الله -تعالى-:
عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ وَيَسْتَبْشِرُ بِهِمْ، الَّذِي إِذَا انْكَشَفَتْ فِئَةٌ قَاتَلَ وَرَاءَهَا بِنَفْسِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِمَّا أَنْ يُقْتَلَ، وَإِمَّا أَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيَكْفِيهِ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي كَيْفَ صَبَّرَ لِي نَفْسَهُ، وَالَّذِي لَهُ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ وَفِرَاشٌ لَيِّنٌ حَسَنٌ، فَيَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَذَرُ شَهْوَتَهُ فَيَذْكُرُنِي وَيُنَاجِينِي وَلَوْ شَاءَ لَرَقَدَ، وَالَّذِي يَكُونُ فِي سَفَرٍ وَكَانَ مَعَهُ رَكْبٌ فَسَهَرُوا وَنَصَبُوا ثُمَّ هَجَعُوا فَقَامَ فِي السَّحَرِ فِي سَرَّاءٍ أَوْضَرَّاءٍ) (رواه البيهقي، وحسنه الألباني).
نسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا مِن القائمين القانتين. اللهم آمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 108.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 104.24 كيلو بايت... تم توفير 4.47 كيلو بايت...بمعدل (4.11%)]