|
|||||||
| هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#11
|
||||
|
||||
تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن الإمام محمد بن جرير الطبري الجزء السابع تَفْسِيرِ سُّورَةِ آل عمران الحلقة (420) صــ 37 إلى صــ 51 [ ص: 37 ] فمعنى الكلام إذ كان الأمر على ما وصفنا : ومن دخله كان آمنا ما كان فيه . فإذ كان ذلك كذلك ، فمن لجأ إليه من عقوبة لزمته عائذا به ، فهو آمن ما كان به حتى يخرج منه ، وإنما يصير إلى الخوف بعد الخروج أو الإخراج منه ، فحينئذ هو غير داخله ولا هو فيه . القول في تأويل قوله تعالى ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : وفرض واجب لله على من استطاع من أهل التكليف السبيل إلى حج بيته الحرام الحج إليه . وقد بينا فيما مضى معنى "الحج" ، ودللنا على صحة ما قلنا من معناه ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . واختلف أهل التأويل في تأويل قوله عز وجل : " من استطاع إليه سبيلا " ، وما السبيل التي يجب مع استطاعتها فرض الحج ؟ فقال بعضهم : هي الزاد والراحلة . ذكر من قال ذلك : 7474 - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا محمد بن بكر قال : أخبرنا ابن جريج قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "من استطاع إليه سبيلا " قال : الزاد والراحلة . 7475 - حدثنا ابن بشار قال : حدثنا محمد بن بكر قال : أخبرنا ابن [ ص: 38 ] جريج قال : قال عمرو بن دينار : الزاد والراحلة . 7476 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا وكيع ، عن أبي جناب ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : " من استطاع إليه سبيلا " ، قال : الزاد والبعير . 7477 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " ، والسبيل أن يصح بدن العبد ، ويكون له ثمن زاد وراحلة من غير أن يجحف به . 7478 - حدثنا خلاد بن أسلم قال : حدثنا النضر بن شميل قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي عبد الله البجلي قال : سألت سعيد بن جبير عن قوله : " من استطاع إليه سبيلا " ، قال قال ابن عباس : من ملك ثلاثمائة درهم فهو السبيل إليه . 7479 - حدثني محمد بن سنان قال : حدثنا أبو عاصم ، عن إسحاق بن عثمان قال : سمعت عطاء يقول : السبيل ، الزاد والراحلة . 7480 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : أما " من استطاع إليه سبيلا " ، فإن ابن عباس قال : السبيل ، راحلة وزاد . 7481 - حدثني المثنى وأحمد بن حازم قالا حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سفيان ، عن محمد بن سوقة ، عن سعيد بن جبير : "من استطاع إليه سبيلا " ، قال : الزاد والراحلة . [ ص: 39 ] 7482 - حدثنا أحمد بن حازم قال : حدثنا أبو نعيم قال : أخبرنا الربيع بن صبيح ، عن الحسن ، قال : الزاد والراحلة . 7483 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن الحسن قال : قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " ، فقال رجل : يا رسول الله ، ما السبيل ؟ قال : الزاد والراحلة . واعتل قائلو هذه المقالة بأخبار رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو ما قالوا في ذلك . ذكر الرواية بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : 7484 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا إبراهيم بن يزيد الخوزي قال : سمعت محمد بن عباد بن جعفر يحدث ، عن ابن عمر قال : قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما السبيل ؟ قال : "الزاد والراحلة " . [ ص: 40 ] 7485 - حدثني محمد بن سنان قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا سفيان ، عن إبراهيم الخوزي ، عن محمد بن عباد ، عن ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قوله عز وجل : " من استطاع إليه سبيلا " ، قال : السبيل إلى الحج ، الزاد والراحلة . 7486 - حدثنا حميد بن مسعدة قال : حدثنا بشر بن المفضل قال : حدثنا يونس وحدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا ابن علية ، عن يونس عن الحسن قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " ، قالوا : يا رسول الله ، ما السبيل ؟ قال . "الزاد والراحلة . [ ص: 41 ] 7487 - حدثنا أبو عثمان المقدمي والمثني بن إبراهيم قالا : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا هلال بن عبد الله مولى ربيعة بن عمرو بن مسلم الباهلي قال : حدثنا أبو إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله فلم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا ، وذلك أن الله عز وجل يقول في كتابه : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " الآية . 7488 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، [ ص: 42 ] عن الحسن قال : بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال له قائل ، أو رجل : يا رسول الله ، ما السبيل إليه ؟ قال : من وجد زادا وراحلة . 7489 - حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال : حدثنا شاذ بن فياض البصري قال : حدثنا هلال أبو هاشم ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن الحارث ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ملك زادا وراحلة فلم يحج مات يهوديا أو نصرانيا . وذلك أن الله يقول في كتابه : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " الآية . 7490 - حدثني أحمد بن حازم قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن قتادة وحميد ، عن الحسن ، أن رجلا قال : يا رسول الله ، ما السبيل إليه ؟ قال : الزاد والراحلة . 7491 - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا الحجاج بن المنهال قال : حدثنا [ ص: 43 ] حماد ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله . وقال آخرون : السبيل التي إذا استطاعها المرء كان عليه الحج : الطاقة للوصول إليه . قالوا : وذلك قد يكون بالمشي وبالركوب ، وقد يكون مع وجودهما العجز عن الوصول إليه : بامتناع الطريق من العدو الحائل ، وبقلة الماء ، وما أشبه ذلك . قالوا : فلا بيان في ذلك أبين مما بينه الله عز وجل ، بأن يكون مستطيعا إليه السبيل ، وذلك : الوصول إليه بغير مانع ولا حائل بينه وبينه ، وذلك قد يكون بالمشي وحده وإن أعوزه المركب ، وقد يكون بالمركب وغير ذلك . ذكر من قال ذلك : 7492 - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال : حدثنا سفيان ، عن خالد بن أبي كريمة ، عن رجل ، عن ابن الزبير قوله : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " قال : على قدر القوة . 7493 - حدثنا يحيى بن أبي طالب قال : أخبرنا يزيد قال : أخبرنا جويبر ، عن الضحاك في قوله : " من استطاع إليه سبيلا " ، قال : الزاد والراحلة ، فإن كان شابا صحيحا ليس له مال ، فعليه أن يؤاجر نفسه بأكله وغفته حتى يقضي حجته به ، فقال له قائل : كلف الله الناس أن يمشوا إلى البيت ؟ فقال : لو أن لبعضهم ميراثا بمكة ، أكان تاركه ؟ والله لانطلق إليه ولو حبوا!! كذلك يجب عليه الحج . 7494 - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا محمد بن بكر قال : أخبرنا ابن [ ص: 44 ] جريج قال : قال عطاء : من وجد شيئا يبلغه ، فقد وجد سبيلا كما قال الله عز وجل : . " من استطاع إليه سبيلا " . 7495 - حدثنا أحمد بن حازم قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا أبو هانئ قال : سئل عامر عن هذه الآية : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " ؟ قال : السبيل ، ما يسره الله . 7496 - حدثني محمد بن سنان قال : حدثنا أبو بكر الحنفي قال : حدثنا عباد ، عن الحسن : من وجد شيئا يبلغه فقد استطاع إليه سبيلا . وقال آخرون : السبيل إلى ذلك : الصحة . ذكر من قال ذلك : 7497 - حدثنا محمد بن حميد ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والمثنى بن إبراهيم قالوا ، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ قال : حدثنا حيوة بن شريح وابن لهيعة قالا أخبرنا شرحبيل بن شريك المعافري : أنه سمع عكرمة مولى ابن عباس يقول في هذه الآية : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " ، قال : السبيل الصحة . وقال آخرون بما : - 7498 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قول الله عز وجل : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " ، قال : من وجد قوة في النفقة والجسد والحملان . قال : وإن كان في جسده ما لا يستطيع [ ص: 45 ] الحج ، فليس عليه الحج ، وإن كان له قوة في مال ، كما إذا كان صحيح الجسد ولا يجد مالا ولا قوة ، يقولون : لا يكلف أن يمشي . قال أبو جعفر : وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب ، قول من قال بقول ابن الزبير وعطاء : إن ذلك على قدر الطاقة . لأن "السبيل " في كلام العرب : الطريق ، فمن كان واجدا طريقا إلى الحج لا مانع له منه من زمانة ، أو عجز ، أو عدو ، أو قلة ماء في طريقه ، أو زاد ، أو ضعف عن المشي ، فعليه فرض الحج ، لا يجزيه إلا أداؤه . فإن لم يكن واجدا سبيلا أعني بذلك : فإن لم يكن مطيقا الحج ، بتعذر بعض هذه المعاني التي وصفناها عليه فهو ممن لا يجد إليه طريقا ولا يستطيعه . لأن الاستطاعة إلى ذلك ، هو القدرة عليه . ومن كان عاجزا عنه ببعض الأسباب التي ذكرنا أو بغير ذلك ، فهو غير مطيق ولا مستطيع إليه السبيل . وإنما قلنا : هذه المقالة أولى بالصحة مما خالفها ، لأن الله عز وجل لم يخصص ، إذ ألزم الناس فرض الحج ، بعض مستطيعي السبيل إليه بسقوط فرض ذلك عنه . فذلك على كل مستطيع إليه سبيلا بعموم الآية . فأما الأخبار التي رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك بأنه : " الزاد والراحلة " ، فإنها أخبار في أسانيدها نظر ، لا يجوز الاحتجاج بمثلها في الدين . قال أبو جعفر : واختلف القرأة في قراءة "الحج " . فقرأ ذلك جماعة من قرأة أهل المدينة والعراق بالكسر : ( ولله على الناس حج البيت ) . وقرأ ذلك جماعة أخر منهم بالفتح : ( ولله على الناس حج البيت ) . وهما لغتان معروفتان للعرب ، فالكسر لغة أهل نجد ، والفتح لغة أهل العالية . ولم نر أحدا من أهل العربية ادعى فرقا بينهما في معنى ولا غيره ، غير ما ذكرنا من اختلاف اللغتين; إلا ما : - 7499 - حدثنا به أبو هشام الرفاعي قال : قال حسين الجعفي "الحج " . مفتوح ، اسم ، "والحج " مكسور ، عمل . وهذا قول لم أر أهل المعرفة بلغات العرب ومعاني كلامهم يعرفونه ، بل رأيتهم مجمعين على ما وصفت ، من أنهما لغتان بمعنى واحد . والذي نقول به في قراءة ذلك : أن القراءتين إذ كانتا مستفيضتين في قراءة أهل الإسلام ، ولا اختلاف بينهما في معنى ولا غيره فهما قراءتان قد جاءتا مجيء الحجة ، فبأي القراءتين - أعني : بكسر "الحاء " من "الحج " أو فتحها - قرأ القارئ فمصيب الصواب في قراءته . وأما "من " التي مع قوله : " من استطاع " ، فإنه في موضع خفض على الإبدال من "الناس " . لأن معنى الكلام : ولله على من استطاع من الناس سبيلا إلى حج البيت ، حجه . فلما تقدم ذكر "الناس " قبل "من " ، بين بقوله : " من استطاع إليه سبيلا " ، الذي عليه فرض ذلك منهم . لأن فرض ذلك على بعض الناس دون جميعهم . [ ص: 47 ] القول في تأويل قوله تعالى ( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ( 97 ) ) قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : ومن جحد ما ألزمه الله من فرض حج بيته ، فأنكره وكفر به ، فإن الله غني عنه وعن حجه وعمله ، وعن سائر خلقه من الجن والإنس ، كما : 7500 - حدثنا ابن بشار قال : حدثنا عبد الرحمن قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، عن الحجاج بن أرطاة ، عن محمد بن أبي المجالد قال : سمعت مقسما ، عن ابن عباس في قوله : " ومن كفر " ، قال : من زعم أنه ليس بفرض عليه . 7501 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا الحجاج ، عن عطاء وجويبر ، عن الضحاك في قوله : " ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " ، قالا : من جحد الحج وكفر به . 7502 - حدثنا ابن بشار قال : حدثنا عبد الرحمن قال : حدثنا هشيم ، عن الحجاج بن أرطاة ، عن عطاء قال : من جحد به . 7503 - حدثنا ابن بشار قال : حدثنا عبد الرحمن قال : حدثنا عمران القطان ، يقول : من زعم أن الحج ليس عليه . 7504 - حدثنا محمد بن سنان قال : حدثنا أبو بكر ، عن عباد ، عن الحسن في قوله : " ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " ، قال : من أنكره ، ولا يرى أن ذلك عليه حقا ، فذلك كفر . 7505 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " ومن كفر " ، قال : من كفر بالحج . [ ص: 48 ] 7506 - حدثنا عبد الحميد بن بيان قال : أخبرنا إسحاق بن يوسف ، عن أبي بشر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : " ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " ، قال : من كفر بالحج ، كفر بالله . 7507 - حدثني المثنى قال : حدثنا يعلى بن أسد قال : حدثنا خالد ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن في قول الله عز وجل : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر " ، قال : من لم يره عليه واجبا . 7508 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " ومن كفر " ، قال : بالحج . وقال آخرون : معنى ذلك : "أن لا يكون معتقدا في حجه أن له الأجر عليه ، ولا أن عليه بتركه إثما ولا عقوبة " . ذكر من قال ذلك : 7509 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا ابن علية قال : أخبرنا ابن جريج قال : حدثني عبد الله بن مسلم ، عن مجاهد في قوله : " ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " ، قال : هو ما إن حج لم يره برا ، وإن قعد لم يره مأثما . 7510 - حدثنا عبد الحميد بن بيان قال : أخبرنا إسحاق بن يوسف ، عن ابن جريج ، عن مجاهد قال : هو ما إن حج لم يره برا ، وإن قعد لم يره مأثما . 7511 - حدثني أحمد بن حازم قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا فطر ، عن أبي داود نفيع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " [ ص: 49 ] فقام رجل من هذيل ، فقال : يا رسول الله ، من تركه كفر ؟ قال : من تركه ولا يخاف عقوبته ، ومن حج ولا يرجو ثوابه ، فهو ذاك . 7512 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس : " ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " ، يقول : من كفر بالحج ، فلم ير حجه برا ، ولا تركه مأثما . وقال آخرون : معنى ذلك : ومن كفر بالله واليوم الآخر . ذكر من قال ذلك : 7513 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد قال : سألته عن قوله : " ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " ، ما هذا الكفر ؟ قال : من كفر بالله واليوم الآخر . 7514 - حدثنا ابن بشار قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال : حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله : " ومن كفر " ، قال : من كفر بالله واليوم الآخر . 7515 - حدثنا يحيى بن أبي طالب قال : أخبرنا يزيد قال : أخبرنا جويبر ، عن الضحاك في قوله : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " ، قال : لما نزلت آية الحج ، جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الأديان كلهم فقال : يا أيها الناس ، إن الله عز وجل كتب عليكم الحج فحجوا ، فآمنت به ملة [ ص: 50 ] واحدة ، وهي من صدق النبي صلى الله عليه وسلم ، وآمن به ، وكفرت به خمس ملل ، قالوا : لا نؤمن به ، ولا نصلي إليه ، ولا نستقبله . فأنزل الله عز وجل : " ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " . 7516 - حدثني أحمد بن حازم قال : أخبرنا أبو نعيم قال : حدثنا أبو هانئ قال : سئل عامر عن قوله : " ومن كفر " ، قال : من كفر من الخلق ، فإن الله غني عنه . 7517 - حدثني محمد بن سنان قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا سفيان ، عن إبراهيم ، عن محمد بن عباد ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في قول الله : " ومن كفر " ، قال : من كفر بالله واليوم الآخر . 7518 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن عكرمة مولى ابن عباس في قول الله عز وجل : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا ) [ سورة آل عمران : 85 ] ، فقالت الملل : نحن مسلمون! فأنزل الله عز وجل : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " ، فحج المؤمنون ، وقعد الكفار . وقال آخرون : معنى ذلك : ومن كفر بهذه الآيات التي في مقام إبراهيم . ذكر من قال ذلك : 7519 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : " ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " ، فقرأ : " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا " ، فقرأ حتى بلغ : " من استطاع إليه سبيلا ومن كفر " ، قال : من كفر بهذه الآيات " فإن الله غني عن العالمين " ، ليس كما يقولون : "إذا [ ص: 51 ] لم يحج وكان غنيا وكانت له قوة " ، فقد كفر بها . وقال قوم من المشركين : فإنا نكفر بها ولا نفعل! فقال الله عز وجل : " فإن الله غني عن العالمين " . وقال آخرون بما : - 7520 - حدثني إبراهيم بن عبد الله بن مسلم قال : أخبرنا أبو عمر الضرير قال : حدثنا حماد ، عن حبيب بن أبي بقية ، عن عطاء بن أبي رباح ، في قوله : " ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " ، قال : من كفر بالبيت . وقال آخرون : كفره به : تركه إياه حتى يموت . ذكر من قال ذلك : 7521 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثني أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : أما " من كفر " ، فمن وجد ما يحج به ثم لا يحج ، فهو كافر . قال أبو جعفر : وأولى التأويلات بالصواب في ذلك قول من قال : "معنى " ومن كفر " ، ومن جحد فرض ذلك وأنكر وجوبه ، فإن الله غني عنه وعن حجه وعن العالمين جميعا " . ![]()
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |