|
|||||||
| هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن الإمام محمد بن جرير الطبري الجزء السادس تَفْسِيرِ سُّورَةِ آل عمران الحلقة (401) صــ 333 إلى صــ 347 فقالت : اللهم إن علي نذرا شكرا إن رزقتني [ ص: 333 ] ولدا أن أتصدق به على بيت المقدس ، فيكون من سدنته وخدامه . قال : وقوله : " نذرت لك ما في بطني محررا " إنها للحرة ابنة الحرائر " محررا " للكنيسة يخدمها . 6876 - حدثني محمد بن سنان قال : حدثنا أبو بكر الحنفي ، عن عباد بن منصور ، عن الحسن في قوله : " إذ قالت امرأة عمران الآية كلها قال : نذرت ما في بطنها ، ثم سيبتها . القول في تأويل قوله - جل ثناؤه - ( فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم ) قال أبو جعفر : يعني - جل ثناؤه - بقوله : " فلما وضعتها " فلما وضعت حنة النذيرة ، ولذلك أنث . ولو كانت " الهاء " عائدة على " ما " التي في قوله : " إني نذرت لك ما في بطني محررا " لكان الكلام : " فلما وضعته قالت رب إني وضعته أنثى " . ومعنى قوله : ( وضعتها ) " ولدتها . يقال منه : " وضعت المرأة تضع وضعا " . [ ص: 334 ] " قالت رب إني وضعتها أنثى أي : ولدت النذيرة أنثى " والله أعلم بما وضعت " . واختلف القرأة في قراءة ذلك . فقرأته عامة القرأة : ( وضعت ) خبرا من الله - عز وجل - عن نفسه : أنه العالم بما وضعت من غير قيلها : " رب إني وضعتها أنثى " . وقرأ ذلك بعض المتقدمين : " والله أعلم بما وضعت على وجه الخبر بذلك عن أم مريم أنها هي القائلة : " والله أعلم بما ولدت مني " . قال أبو جعفر : وأولى القراءتين بالصواب ما نقلته الحجة مستفيضة فيها قراءته بينها ، لا يتدافعون صحتها . وذلك قراءة من قرأ " والله أعلم بما وضعت " ولا يعترض بالشاذ عنها عليها . فتأويل الكلام إذا : والله أعلم من كل خلقه بما وضعت ثم رجع - جل ذكره - إلى الخبر عن قولها ، وأنها قالت - اعتذارا إلى ربها مما كانت نذرت في حملها فحررته لخدمة ربها - : " وليس الذكر كالأنثى " ؛ لأن الذكر أقوى على الخدمة وأقوم بها ، وأن الأنثى لا تصلح في بعض الأحوال لدخول القدس والقيام بخدمة الكنيسة ؛ لما يعتريها من الحيض والنفاس " وإني سميتها مريم " كما : - 6877 - حدثني ابن حميد قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير : " فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى " أي : لما جعلتها محررا له نذيرة . 6878 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة قال : حدثني ابن إسحاق : [ ص: 335 ] " وليس الذكر كالأنثى " لأن الذكر هو أقوى على ذلك من الأنثى . 6879 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : " وليس الذكر كالأنثى " كانت المرأة لا يستطاع أن يصنع بها ذلك - يعني - أن تحرر للكنيسة فتجعل فيها تقوم عليها وتكنسها فلا تبرحها مما يصيبها من الحيض والأذى ، فعند ذلك قالت : " ليس الذكر كالأنثى " . 6880 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة : " قالت رب إني وضعتها أنثى " وإنما كانوا يحررون الغلمان - قال : " وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم " . 6881 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع قال : كانت امرأة عمران حررت لله ما في بطنها ، وكانت على رجاء أن يهب لها غلاما ؛ لأن المرأة لا تستطيع ذلك - يعني - القيام على الكنيسة لا تبرحها ، وتكنسها لما يصيبها من الأذى . 6882 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : أن امرأة عمران ظنت أن ما في بطنها غلام ، فوهبته لله . فلما وضعت إذا هي جارية ، فقالت تعتذر إلى الله : " رب إني وضعتها أنثى ، وليس الذكر كالأنثى " تقول : إنما يحرر الغلمان . يقول الله : " والله أعلم بما وضعت " فقالت : " وإني سميتها مريم " . [ ص: 336 ] 6883 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن القاسم بن أبي بزة : أنه أخبره عن عكرمة وأبي بكر ، عن عكرمة : " فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى " " وليس الذكر كالأنثى " يعني : في المحيض ، ولا ينبغي لامرأة أن تكون مع الرجال . أمها تقول ذلك . القول في تأويل قوله - جل ثناؤه - ( وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ( 36 ) ) قال أبو جعفر : تعني بقولها : " وإني أعيذها بك وذريتها " وإني أجعل معاذها ومعاذ ذريتها من الشيطان الرجيم بك . وأصل " المعاذ " الموئل والملجأ والمعقل . فاستجاب الله لها ، فأعاذها الله وذريتها من الشيطان الرجيم ، فلم يجعل له عليها سبيلا . 6884 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا عبدة بن سليمان ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما من نفس مولود يولد إلا والشيطان ينال منه تلك الطعنة ، ولها يستهل الصبي ، إلا ما كان من مريم ابنة عمران ، فإنها لما وضعتها قالت : " رب إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " فضرب دونها حجاب ، فطعن فيه . [ ص: 337 ] 6885 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا يونس بن بكير قال : حدثني محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كل مولود من ولد آدم له طعنة من الشيطان ، وبها يستهل الصبي ، إلا ما كان من مريم ابنة عمران وولدها ، فإن أمها قالت حين وضعتها : " إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " فضرب دونهما حجاب ، فطعن في الحجاب . 6886 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة قال : حدثني محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنحوه . 6887 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا هارون بن المغيرة ، عن عمرو ، عن شعيب بن خالد ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب قال : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ما من بني آدم مولود يولد إلا قد مسه الشيطان حين يولد ، فيستهل صارخا بمسه إياه ، غير مريم وابنها . قال أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم : " إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " . [ ص: 338 ] 6888 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني ابن أبي ذئب ، عن عجلان مولى المشمعل ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كل مولود يولد من بني آدم يمسه الشيطان بإصبعه ، إلا مريم وابنها . 6889 - حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال : حدثني عمي عبد الله بن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث : أن أبا يونس سليما مولى أبي هريرة حدثه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه ، إلا مريم وابنها . 6890 - حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني عمران ، أن [ ص: 339 ] أبا يونس حدثه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله . 6891 - حدثني الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما من مولود يولد إلا يمسه الشيطان ، فيستهل صارخا من مسة الشيطان ، إلا مريم وابنها . ثم يقول أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم : " وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " . 6892 - حدثني المثنى قال : حدثني الحماني قال : حدثنا قيس ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما من مولود يولد إلا وقد عصره الشيطان عصرة أو عصرتين ، إلا عيسى ابن مريم ومريم . ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " . [ ص: 340 ] 6893 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا هارون بن المغيرة ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : ما ولد مولود إلا وقد استهل ، غير المسيح ابن مريم ، لم يسلط عليه الشيطان ولم ينهزه . [ ص: 341 ] 6894 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا المنذر بن النعمان الأفطس : أنه سمع وهب بن منبه يقول : لما ولد عيسى أتت الشياطين إبليس ، فقالوا : أصبحت الأصنام قد نكست رؤوسها ! فقال : هذا في حادث حدث ! وقال : مكانكم ! فطار حتى جاء خافقي الأرض ، فلم يجد شيئا ، ثم جاء البحار فلم يجد شيئا ، ثم طار أيضا فوجد عيسى قد ولد عند مذود حمار ، وإذا الملائكة قد حفت حوله ، فرجع إليهم فقال : إن نبيا قد ولد البارحة ، ما حملت أنثى قط ولا وضعت إلا أنا بحضرتها ، إلا هذه ! فأيسوا أن تعبد الأصنام بعد هذه الليلة ، ولكن ائتوا بني آدم من قبل الخفة والعجلة . 6895 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : " وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " وذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : كل بني آدم طعن الشيطان في جنبه ، إلا عيسى ابن مريم وأمه ، جعل بينهما وبينه حجاب ، فأصابت الطعنة الحجاب ، ولم ينفذ إليهما شيء وذكر لنا أنهما كانا لا يصيبان الذنوب كما يصيبها سائر بني آدم . وذكر لنا أن عيسى كان يمشي على البحر كما يمشي على البر ، مما أعطاه الله تعالى من اليقين والإخلاص . [ ص: 342 ] 6896 - حدثني المثنى قال : حدثني إسحاق قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع : " وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " قال : إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : كل آدمي طعن الشيطان في جنبه غير عيسى وأمه ، كانا لا يصيبان الذنوب كما يصيبها بنو آدم . قال : وقال عيسى - صلى الله عليه وسلم - فيما يثني على ربه : وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم ، فلم يكن له علينا سبيل . 6897 - حدثنا الربيع بن سليمان قال : حدثنا شعيب بن الليث قال : حدثنا الليث ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عبد الرحمن بن هرمز أنه قال : قال أبو هريرة : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبه حين تلده أمه ، إلا عيسى ابن مريم ، ذهب يطعن فطعن في الحجاب . 6898 - حدثنا الربيع قال : حدثنا شعيب قال : أخبرنا الليث ، عن [ ص: 343 ] جعفر بن ربيعة ، عن عبد الرحمن بن هرمز أنه قال : قال أبو هريرة : أرأيت هذه الصرخة التي يصرخها الصبي حين تلده أمه ؟ فإنها منها . 6899 - حدثني أحمد بن الفرج قال : حدثنا بقية بن الوليد قال : حدثنا الزبيدي ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد يستهل صارخا . [ ص: 344 ] القول في تأويل قوله ( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ) قال أبو جعفر : يعني بذلك : أن الله - جل ثناؤه - تقبل مريم من أمها حنة ، وتحريرها إياها للكنيسة وخدمتها وخدمة ربها " بقبول حسن " . " والقبول " مصدر من : " قبلها ربها " فأخرج المصدر على غير لفظ الفعل . ولو كان على لفظه لكان : " فتقبلها ربها تقبلا حسنا " . وقد تفعل العرب ذلك كثيرا : أن يأتوا بالمصادر على أصول الأفعال ، وإن اختلفت ألفاظها في الأفعال بالزيادة ، وذلك كقولهم : " تكلم فلان كلاما " ولو أخرج المصدر على الفعل لقيل : " تكلم فلان تكلما " . ومنه قوله : " وأنبتها نباتا حسنا " ولم يقل : إنباتا حسنا . وذكر عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال : لم نسمع العرب تضم القاف في " قبول " وكان القياس الضم ؛ لأنه مصدر مثل : " الدخول ، والخروج " . قال : ولم أسمع بحرف آخر في كلام العرب يشبهه . 6900 - حدثت بذلك عن أبي عبيد قال : أخبرني اليزيدي ، عن أبي عمرو . وأما قوله : " وأنبتها نباتا حسنا " فإن معناه : وأنبتها ربها في غذائه ورزقه نباتا حسنا ، حتى تمت فكملت امرأة بالغة تامة ، كما : - [ ص: 345 ] 6901 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال الله - عز وجل - : " فتقبلها ربها بقبول حسن " قال : تقبل من أمها ما أرادت بها للكنيسة ، وأجرها فيها " وأنبتها " قال : نبتت في غذاء الله . القول في تأويل قوله ( وكفلها زكريا ) قال أبو جعفر : اختلفت القرأة في قراءة قوله : " وكفلها " فقرأته عامة قرأة أهل الحجاز والمدينة والبصرة : " وكفلها " مخففة " الفاء " ، بمعنى : ضمها زكريا إليه ، اعتبارا بقول الله - عز وجل - : ( يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم ) [ سورة آل عمران : 44 ] . وقرأ ذلك عامة قرأة الكوفيين . ( وكفلها زكريا ) ، بمعنى : وكفلها الله زكريا . قال أبو جعفر : وأولى القراءتين بالصواب في ذلك عندي قراءة من قرأ : ( وكفلها ) مشددة " الفاء " بمعنى : وكفلها الله زكريا ، بمعنى : وضمها الله إليه ؛ لأن زكريا أيضا ضمها إليه بإيجاب الله له ضمها إليه بالقرعة التي أخرجها الله له ، والآية التي أظهرها لخصومه فيها ، فجعله بها أولى منهم ، إذ قرع فيها من شاحه فيها . [ ص: 346 ] وذلك أنه بلغنا أن زكريا وخصومه في مريم إذا تنازعوا فيها أيهم تكون عنده ، تساهموا بقداحهم ، فرموا بها في نهر الأردن . فقال بعض أهل العلم : ارتز قدح زكريا ، فقام ولم يجر به الماء ، وجرى بقداح الآخرين الماء . فجعل الله ذلك لزكريا علما أنه أحق المتنازعين فيها بها . وقال آخرون : بل اصاعد قدح زكريا في النهر ، وانحدرت قداح الآخرين مع جرية الماء وذهبت ، فكان ذلك له علما من الله في أنه أولى القوم بها . قال أبو جعفر : وأي الأمرين كان من ذلك فلا شك أن ذلك كان قضاء من الله بها لزكريا على خصومه بأنه أولاهم بها ، وإذا كان ذلك كذلك ، فإنما ضمها زكريا إلى نفسه بضم الله إياها إليه بقضائه له بها على خصومه عند تشاحهم فيها ، واختصامهم في أولاهم بها . [ ص: 347 ] وإذ كان ذلك كذلك ; كان بينا أن أولى القراءتين بالصواب ما اخترنا من تشديد " كفلها " . وأما ما اعتل به القارئون ذلك بتخفيف " الفاء " من قول الله : ( أيهم يكفل مريم ) ، وأن ذلك موجب صحة اختيارهم التخفيف في قوله : " وكفلها " فحجة دالة على ضعف احتيال المحتج بها . ذلك أنه غير ممتنع ذو عقل من أن يقول قائل : " كفل فلان فلانا فكفله فلان " . فكذلك القول في ذلك : ألقى القوم أقلامهم : أيهم يكفل مريم ، بتكفيل الله إياه بقضائه الذي يقضي بينهم فيها عند إلقائهم الأقلام . قال أبو جعفر : وكذلك اختلفت القرأة في قراءة " زكريا " . فقرأته عامة قرأة المدينة بالمد . وقرأته عامة قرأة الكوفة بالقصر . وهما لغتان معروفتان ، وقراءتان مستفيضتان في قراءة المسلمين ، وليس في القراءة بإحداهما خلاف لمعنى القراءة الأخرى ، فبأيتهما قرأ القارئ فهو مصيب . غير أن الصواب عندنا - إذا مد " زكريا " أن ينصب بغير تنوين ؛ لأنه اسم من أسماء العجم لا يجرى ، ولأن قراءتنا في " كفلها " بالتشديد ، وتثقيل " الفاء " . ف " زكرياء " منصوب بالفعل الواقع عليه . ![]()
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 0 والزوار 22) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |