طغيان الأدب العامي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 249 - عددالزوار : 4365 )           »          خطبة جمعة عن الهواتف والإنترنت ووسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          خطبة الاستسقاء 1447 هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          في ظلال آية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          بلزوم الاستغفار والدعاء يدوم الخير والرخاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الجنة ونعيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ظاهرة كسب المال الحرام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من الفائز؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الداخلون الجنة بغير حساب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الذين يصلي عليهم الله وتصلي عليهم الملائكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-12-2022, 04:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,888
الدولة : Egypt
افتراضي طغيان الأدب العامي

طغيان الأدب العامي


عبدالله بن إبراهيم الهويش





قرأتُ كلمة جيدة للأخ الشاعر عبدالله الرشيد عن الأدب العاميّ، وقد يكون الحديث عما يسمى بـ "الأدب العاميّ" وخاصة الشعر منه، وبروزه في حياتنا الثقافية المعاصرة -: قد يكون هذا من الأحاديث المعادة المكررة، وقد لا يكون فيه مجال للإضافة أو التجديد بعد أن طُرِح على أكثر من صعيد، إلا أنه يلاحظ زيادة الاهتمام والعناية به رغم كل ما قيل عن خطورة التركيز عليه، والتوسّع في نشره وترويجه - وبخاصة المعاصر منه - فأنت ترى الصفحات الشعبية صارت تقليدًا صحفيًّا، لا يمكن الاستغناء عنه في نظر موجِّهي صحافة اليوم، وهذه النَّدوات تُعْقَدُ لدراسته وإنشاده، وهذه الشهادات تمنح في مجال خدمته، وهذه المطابع ودور النشر تتنافس في إخراج دواوينه في أشكال جذابة، وطبعات فاخرة، قلَّما يحظى ببعضها الأدب الفصيح، حتَّى إنَّ مَن يدخل مكتبة من المكتبات يكاد يصاب بالذهول والدوار؛ لكثرة ما يعرض منه، وهذا الجهد المبذول فيه، وهكذا حظي هذا الشعر العاميّ، الذي يهدم قواعد اللغة العربية وأصولها، بكل هذه العناية والرعاية في مهد العربية، ومهبِط وحيها، وعلى سمع أبنائها وبصرهم؛ بل وبأيديهم.

ولست أعني هنا الشعر العاميَّ الموروث من أمثال أشعار ابن سبيل، والعوني، وحميدان، والخلاوي، وأضرابهم، فهو شعر أدَّى دوره في زمنه، وكان وسيلة التعبير المتاحة يومئذٍ، إضافة إلى أنه سِجِلٌّ حافل بأحداث عصره، وصورة صادقة لمجتمعه، ومورد مهم في مجال التاريخ، وتحديد المواقع وغيرها.


وليس الشأن في هذا كالشَّأنِ في الشعر العامّيّ المعاصر، بعد انتشار التعليم وتيسُّر سُبُلِه، وباستطاعة من لديه الموهبة الاتجاه إلى الشعر الفصيح بدلاً مِن قتْل موهبته في هذا الشعر المَحَلِّيّ المحدود، مما يُفقده الديمومةَ والانتشار والخلود.


علمًا أن محاولة تأصيله، وترويجه بهذا الشكل الموجود الآن، هو - بدون ريب - إبقاءٌ لعصر الأُميَّة الذي كنَّا فيه، فضلاً عمَّا في ذلك من إضعاف الصّلة باللّغة الفصحى، تمهيدًا للتخلّي عنها، وإحلال اللهجات العامّيَّة محلَّها.


ثم ما معنى هذه الجهود والطاقات، التي تُبْذَلُ في مدارِسنا وجامعاتنا في سبيل تعليم الفُصْحَى وتعميمها، وتعميقها في حياتِنا المعاصرة، إذا كان مثل هذا الشعر العامّيّ سيوضع على قدم المساواة مع الشعر الفصيح؟!


ولستُ في حاجة إلى التأكيد على خطورة هذا الاتجاه، وعُمْقِ أثره على المدى البعيد، فهو يعني تركيز العامية في وقتٍ نحن في أشدّ الحاجة إلى محاربتها، وتربيةِ النشْءِ على الفصحى، لغة القرآن الكريم، والتشبثِ بها، وتوسيعِ دائرتها، وتعويدِ الألسن على أدائها، والنطقِ بها صحيحةً سليمةً.


ولعلَّ خيرَ مَن عالَج هذه القضية المهمة بعمق وأصالة، الأستاذُ الفاضل مرزوق بن تنباك، في كتابه القيم "الفصحى ونظرية الفكر العاميّ" الذي يُعدُّ بحثًا أصيلاً في هذا المجال.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 25-12-2022 الساعة 04:05 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.66 كيلو بايت... تم توفير 1.74 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]