ما هو منهج الفصحى؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         Fasting is not accepted if one doesn’t pray (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف تحفظ القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 3 )           »          لا يقبل الصيام مع تضييع الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من ينال ثواب ليلة القدر وهل الحائض تنالها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          هل تخصيص ليلة القدر بكثرة الصدقة بدعة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ما يستحب فعله ليلة القدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          زوجه تعصي زوجها وتغضبه وترفع صوتها عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          يغلب على ظنها ورود الحيض، فهل يجوز لها تأخير الصلاة عن أول وقتها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          هل يجوز وصل الباب بالكهرباء؛ حماية للبيت من السرقة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 379 - عددالزوار : 56037 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-10-2022, 07:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,561
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ما هو منهج الفصحى؟

ما هو منهج الفصحى؟
أ. عبدالله بن محمد بن بدير



التفسير في المستويات العليا من الحضانة:
أهم نصوصنا على الإطلاق هي نصوص الوحي القرآن والسنة، وإذا كانت المناهج الاعتيادية تشرح مفرداتهما شرحا معجميا، فإن منهج الفصحى يعمق الشعور اللغوي والروحي في نفس المتعلم بهذه النصوص الشريفة بما يغرسه قبلا في ملكاته من معرفة بحالات هذه المفردات الإعرابية والاشتقاقية، ومزاولته لها في نصوص التعليم، ومخاطبات الحياة.

مثلا:
1 - كَانَ الْفَأْرُ يَضْحَكُ وَيُغَنِّي، فَلّمَّا سَمِعَ مُوَاءَ الْقِطِّ خَنَسَ وَعَاذَ بِجُحْرِهِ.
2 - خَرَجْنَا إِلَى الرِّحْلَةِ فِي فَلَقِ الصُّبْح، وَعُدْنَا إِلَى الْمَنْزِلِ فِي غَسَقِ اللَّيْل.
3 - الْكَهْرُبَاءُ مُنْقَطِعَة، نُرِيدُ أَنْ نُصَلِّيَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ نَرْجِعَ سَرِيعًا قَبْلَ أَنْ يَقِبَ اللَّيْلُ، إِذَا وَقَبَ اللَّيْلُ والْمَصَابِيحُ مُطْفَأَةٌ فَلَنْ نَرَى شَيْئًا.

كل هذا وكثير غيره يجعل الطفل يقترب من لغة ﴿ أَعُوذُ ﴾ [الناس: 1]، ﴿ الْخَنَّاسِ ﴾ [الناس: 4]، ﴿ غَاسِقٍ ﴾ [الفلق: 3]، ﴿ وَقَبَ ﴾ [الفلق: 3].

ويمكن ملاحظة الكلمات التي رسمنا تحتها خطا في النص التالي وعلاقتها بمفردات القرآن:
"وأَنِفُوا أَنْ يُحْمَلُوا قَسْرًا على أَمْرٍ يَكْرَهُونَهُ، وَهُمُ الذين ما خضعوا لِذِي سُلْطَانٍ أبدا، لم يَدِنْهُمْ كِسْرَى، ولا استعبدَهم قَيْصَرُ، فكيف يَرُبُّهُم ذلك الْمَرْءُ الحَبَشِيُّ الْأَسْوَدُ! فَشُغِلُوا بما أَهَمَّهم مِنْ ذلك، حتى كان سَمَرَ نَوَادِيهم، وَحَدِيثَ رُكْبَانِهم، فَكَأَنَّهُمْ فِي بَعْضِ مَجَالِسِهِمْ قَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض.

نَحْنُ مَعَاشِرَ الْعَرَبِ مَا خَضَعْنَا لِذِي سُلْطَانٍ أَبَدَا!
وَاللهِ مَا دَانَنَا كِسْرَى!
وَلَا اسْتَعْبَدَنَا قَيْصَرْ!
فَكَيْفَ يَرُبُّنا ذَلِكَ الْمَرْءُ الْحَبَشِيُّ؟!
أَوَلَوْ كَانَ أَسْوَدَ مَشْقُوقًا أَدِيمُ وَجْهِهْ!
هَيْهَاتَ!! هَيْهَاتْ!!
وَايْمُ اللهْ! لَقْدْ مَنَّتْ أَبْرَهَةَ نَفْسُهُ أَمْرًا لَا يَكُونْ!

فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ ذَلِكَ، حَتَّى أَهَاجَ الغَيْظُ رَجُلًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ؛ فَحَمَلَهُ عَلَى أَنْ دَخَلَ القُلَّيْسَ فَأَحْدَثَ فِيَهَا، ثَمَّ لَطَّخَ بِعَذِرَتِهِ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ هَيْكَلِهَا، وَمَوَاضِعِ التَّقْدِيسِ مِنْهَا."

تعليم القواعد الحسية للنحو والصرف:
مثال من رياض الأطفال:
1- غُرْفَةٌ وَغُرْفَةٌ وَغُرْفَةٌ؟؟← غُرَفُ!
2- لُعْبَةٌ وَلُعْبَةٌ وَلُعْبَةٌ؟؟ ← لُعَبُ!
3- رُكْبَةٌ وَرُكْبَةٌ وَرُكْبَةٌ؟؟ ← رُكَبُ!
4- صُورَةٌ وَصُورَةٌ وَصُورَةٌ؟؟ ← صُوَرُ!
الأداء مع الأطفال:
ملحوظة: لا يجوز في درس الجموع أن نخلط بابا من الجمع بآخر، فلا يجوز استحضار شيء مما مضى من جموع الفتحة، هنالك باب من الجمع وههنا باب آخر، وخلط باب بغيره سيعرقل التعليم.
1 - يقول أحد الوالدين أو المعلمة المساعدة: غُرْفَةٌ وَغُرْفَةٌ وَغُرْفَهْ؟؟ بنبرة استفهام قوية، وتعبيرات وجه موحية مثيرة للفضول.

2 - نصل الأولى والثانية بتاء منونة، فيكون صورة النطق هكذا: «غُرْفَتُنْ»، أما الأخيرة فنقف عليها بالهاء الساكنة هكذا: «وَغُرْفَهْ».

3 - ستجيب الأم أو المعلمة المساعدة: غُرَفْ!

4 - إذا لم يكن ثم معلم مساعد، نستحث - بتكرار الخطوة الأولى - الأولاد النجباء أن يجيبوا، إذا كنا واثقين أنهم سيجيبون بالصواب.

5 - وإلا فنجيب نحن في الوقت المناسب، قبل أن تفتر حماسة الأولاد.

6 - وأيا ما كان الأمر فعلينا أن نردد هذا السؤال الأول وإجابته عدة مرات، مع تغيير الصوت، والتحول من أول الفصل إلى آخره ثُم إلى وسطه، والتركيز مرة على الأولاد ومرة على البنات، كل هذا وغيره الكثير مما سيهتدي إليه القارئ بموهبته التربوية؛ لكيلا يفقد الأولاد حماستهم مع تكرار نفس السؤال.

7 - ثم ننشد والأولاد ينشدون وراءنا عدة مرات، مع توضيح الحروف والحركات جدا:
غُرْ/ فَـ / ـهْ ... غُرَ/ فُـ / ـنْ
غُرَفٌ! غُرَفُ!

8 - الغرض من كل هذا التَّكرار ترسيخ أسلوب الحلّ في الوعي الباطن للأولاد، بما يعزز من قدرتهم على التعرف ذاتيا على حل الأسئلة التالية.

9 - نتبع نفس الأسلوب في إلقاء السؤال التالي، وتأخذين وقتا أقل في تَكراره.

10 - في نهاية النماذج الأربعة، ننشد جميعا النشيد فقط، خاليا عن الأسئلة.
غُرَفٌ! غُرَفُ!
لُعَبٌ! لُعَبُ!

رُكَبٌ! رُكَبُ!
صُوَرٌ! صُوَرُ!


11 - نراوح بين النشيد الأول، المحتوي على المفرد والجمع، والنشيد الآخِر المقتصر على الجمع فقط.

12 - نحرص على إعطاء فرصة كبيرة للتكرار، فالتكرار الصحيح هو الذي يربي المَلَكَات.

13 - نثير المنافسة الحميدة بين الأولاد والبنات أي الفريقين سيكون أفضل إنشادا.

14 - نتيح وقتا في النهاية للمواهب الفردية، تختارين فيه نجباء الفصل للإنشاد، إلى أن يتم تمكين النشيد وسائر أهدافه في نفوس الأولاد.

15 - نتناول أسماء جديدة على نفس الميزان، مع الحرص على كون مسمياتها محسوسة قريبة من مدركات الأطفال:
نُقْطَهْ | نُقْطَهْ
نُقَطٌ نُقَطُ

قُمْرَهْ | قُمْرَهْ
قٌمَرٌ قٌمَرُ

حُفْرَهْ | حُفْرَهْ
حُفَرٌ حُفَرُ

نُزْهَهْ | نُزْهَهْ
نُزَهٌ نُزَهُ

حُجْرَهْ | حُجْرَهْ
حُجَرٌ حُجَرُ

استحثاث التلاميذ على الأداء اللغوي:
الاستماع الصحيح له أهمية كبيرة في بناء «الكفاية اللغوية» للأولاد، فمن خلاله ترتسم الصيغ ومعانيها في وجدانهم، وتسجل المفردات والمركبات في «مِلْغَاتِهم»، أعني في ملكاتهم اللغوية، ولكن يبقى دور «الأداء اللغوي»، الذي ندرب فيه الأولاد على نطق واستخدام «كفايتهم اللغوية»، في حوار حقيقي ينجحون في إنجازه.

إذن لا بد أن نشرك الأولاد معنا في الكلام، لينخرطوا في الحوار معنا باندفاع وانفعال طبيعيين غير مفتعلين.

ويمكننا أن نوجز الطرق التي ندمج بها أولادنا في إنجاز «أداء» لغوي فيما يلي:
1 - أداء بسيط: ويكون ذلك بترداد كلامنا بحروفه، وهو أداة أساسية في منهجنا وغيره من المناهج، غير أننا نكسبه:
‌أ : نوعا من الأصالة باختيار الكلمة الأصيلة.
‌ب : ونوعا من الصدق بربط الكلمة بسياق لغوي واقعي مناسب ومفهوم للأولاد.
‌ج : ونوعا من الجاذبية بإدراج غالب كلامنا في قوالب إنشادية.

2 -أداء مركب: يعتبر الأداء المركب هو المختبر الحقيقي لاختبار وتحسين مدى قدرة أولادنا على استخدام «كفايتهم» اللغوية بنجاح في إنجاز «أدائهم اللغوي»، أعني: مدى قدرتهم على إخراج ما يرتسم في الملكات ليُنطق على الألسنة.

وينقسم الأداء المركب إلى هذه الأقسام:
‌أ : الحوار المثار بالأسئلة، مثلا:
مَاذَا فَعَلَتْ أُخْتِي؟
شَرِكَتْكْ.
فِي أَيِّ شَيْءٍ شَرِكَتْنِي؟
فِي أَكْلِكْ.
مَاذَا أَقُولُ عِنْدَمَا تُرِيدُ أُخْتِي أَنْ تَشْرَكَنِي فِي أَكْلِي؟
مَرْحَى! مَرْحَى! بِكِ يَا أُخْتِي!
شَرِكَ
شَرِكَتْنِي أُخْ
تِي فِي أَكْلِي

مَرْحَى مَرْحَى
بِكِ يَا أُخْتِي

‌ب : الحوار المثار بالأدوار: في هذه الطريقة نختار حوارا قصيرا سهلا، مكونا من:
(1) مقولة رئيسية سائلة.
(2) ومقولة ثانوية مجيبة.

الصعوبة النسبية تكون في المقولة الرئيسية، وهي التي ننطقها نحن أولا لإعطاء الأولاد فرصة الاستماع قبل المحاكاة، وأما الأولاد فعليهم إجابتنا بالمقولة السهلة.

وبعد نجاح الحوار وتَرداده جماعيا، نبدأ في مزاولته فرديا، بنفس الطريقة، لكن مع زيادة أنه قبل بداية الحوار الفردي نقول للطفل: هَذَا دَوْرِي! ثم نسأل بالمقولة الرئيسية، وهو يجيب بالمقولة الثانوية، وبعد الانتهاء نعكس الدور ليتم تبادل المقولات، فنقول للطفل: جَاءَ دَوْرُكْ! على الطفل عند ذلك أن يسأل بالمقولة الرئيسية، لنجيب نحن بالمقولة الثانوية، ثم نقول: جَاءَ دَوْرِي! ونكرر إلى المدى المناسب.

مستويات إنجاز الحوار:
لإدماج الأولاد في الحوارات بشكل متدرج يُسَهِّل نجاحهم في إنجاز الحوار؛ يجب إبراز الحوار لهم في عدة مستويات قبل تعريضهم لصعوبات موقف الحوار الفردي المباشر، ويتم هذا التدريج -في شكله الكامل[9]- هكذا:
1 -الحوار بيننا نحن الكبار أولا، الوالدين أو المعلمة والمعلمة المساعدة، مع تَكرار يسمح بإدراك الأولاد لشكله، وإشراك الأولاد بترداد المقولات واحدة واحدة بشكل منفصل، لا بشكل الحوار.

2 -الحوار بيننا وبين الأولاد جماعيا، ففي هذا المستوى يشترك كل الأولاد في التجاوب معنا، مما يجعل نجباءهم يجيبون، فيساعد ذلك سائر الأولاد على المشاركة بمضاهاة النجباء.

3 -الحوار الفردي بيننا وبين النجباء أولا، ثم نعكس الأدوار، حيث يؤدي النجيب المقولة الرئيسية مرة ونحن مرة.

4 -الحوار بالدور المعكوس بيننا وبين الأولاد جماعيا، حيث يؤدي الأولاد جميعا المقولة الرئيسية مرة ونحن مرة.

5 -العودة إلى الحوار الفردي بيننا وبين سائر الأولاد، ثم نعكس الأدوار، حيث يؤدي الطفل المقولة الرئيسية مرة ونحن مرة.

6 -الحوار الفردي بين ولدين نجيبين، ثم نعكس الأدوار، حيث لا نشارك نحن إلا بالتوجيه وإدارة النظام.

7 -الحوار الفردي بين جميع الأولاد، حيث نؤاخي بين ولدين ولدين، نجيب وعادي، مع إعطاء الدور الأول للنجباء، ثم نعكس الأدوار.

وواضح أن هذا التدريج يتعلق بحوار الأداء المركب، حيث إن هذا النوع من الحوارات هو الذي يمثل صعوبة ما على الأولاد، أما حوار الأداء البسيط، فالتدريج فيه بسيط مثله، فهو يقتصر على أننا نبدأ، مستخدمين ما يلزم من إيحاءات وأدوات الشرح والتفسير، والأولاد يرددون، مع التَّكرار.

ثالثا: ملخص الخصائص والفروق:
تلخيص الفروق بين منهج الفصحى والمناهج الاعتيادية:
1 - في منهج الفصحى نتعلم اللغة عمليا من خلال الحوار الواقعي، وفي المناهج المعهودة نتعلمها نظريا من القواعد والمفردات والنصوص.

2 - في منهج الفصحى نتعلم اللغة في سياقاتها الطبيعية حيث نتحاور حول الأشياء في واقعها، وفي المناهج المعهودة نتعلمها غالبا بمعزل عن السياق حيث نكتفي بالقواعد التجريدية والنصوص التاريخية.

3 - في منهج الفصحى نتعلم اللغة اكتسابا في السن المناسبة من عمر الطالب لاكتساب اللغة (الحضانة أساسا والابتدائية تكميلا)، وفي المناهج المعهودة نتعلمها نظريا في السن المناسبة لتعلم النظريات (من الابتدائية إلى الجامعة).

4 - في منهج الفصحى نتعلم اللغة قبل التعليم فتساعدنا في التعليم، وفي المناهج المعهودة نتعلمها مع التعليم فتعوق التعليم.

5 - في منهج الفصحى نتعلم اللغة من أجل التعبير عن الحاجات الطبيعية للمتكلم، ومن أجل كونها وسيلة للتعلم، وفي المناهج المعهودة تُجعل غالبا غاية دراسية بذاتها، فتكون بذلك موضوعا إضافيا للتعليم يزيد أعباءه.

6 - غاية منهج الفصحى غاية عملية سلوكية، تعتني بالحوار الدارج في أمور الحياة وتربط بينه وبين روعة النصوص السردية البليغة، مع الاحتفاظ لكل مستوى بمميزاته الخاصة التي لا توهن من الصلات العميقة بينهما، ولكن المناهج المعهودة تبدو دائرة في فلك الناحية النظرية التجريدية، لا تعير السلوك اللغوي الدارج أدنى اهتمام.

7 - يعمل منهج الفصحى على محاصرة الازدواج اللغوي والقضاء عليه في النهاية، بما يوفره من مستويات لغوية متنوعة ومتكاملة تصلح لمجتمع لغوي متنوع ومتكامل، وهي المستويات العلمية والأدبية والدارجة، أما المناهج العادية فلا تقدم خطة جادة للقضاء على الازدواج اللغوي.

تلخيص الفروق بين منهج فصحى أستاذنا الدنان، ومنهج الفصحى الذي نريده:
1 - غاية منهجنا تأهيل الطالب لفهم الكتاب السماوي، وغاية أستاذنا الدنان تأهيله لمجرد فهم الكتاب المدرسي.

2 - في منهجنا نربط برباط وثيق بين لغة العصر ولغة التاريخ؛ لأننا نبني هذه على تلك، كما لو أن العرب الأوائل ما زالوا أحياء يتحدثون بلغتهم الأولى في عصر جديد، فهم يضعون بسليقتهم أسماء جديد لكل مسمى جديد، ويسوقون بملكاتهم أحاديث طريفة لكل حادث طريف، وهذا الربط اللغوي له غاية الأهمية في الربط النفسي والانتمائي بين خلف الأمة وسلفها، ولكن في منهج أستاذنا الدنان ينفك الارتباط اللغوي ما بين تاريخنا وواقعنا، لغزارة ما يعتمده من: الأسماء الأعجمية، والأساليب المترجمة.

3 - يعمل منهجنا للفصحى على محاصرة الازدواج الثقافي، وتمثل الصالح من التنوعات الثقافية القائمة لإدراجه ضمن ثقافتنا في النهاية، وذلك بما يوفره من ارتباط وثيق قائم على الامتداد الطبيعي بين ما هو أصيل وما هو معاصر؛ حيث يوفر الوسيط اللغوي الموحد الذي يحتضن هذا الارتباط، ببنائه للغة معاصرة قائمة على لغة عصر القرآن والسنة، أما منهج أستاذنا الدنان فلم يُعن بإحياء لغة السلف واكتفى بالعربية المعاصرة، ومن ثَم تبقى الازدواجية الثقافية قائمة بين ما هو تراثي وما هو معاصر.

هذا والحمد لله أولاً وآخراً ظاهراً وباطناً

[1] تعرف هذه الطريقة باسم التواصل الوظيفي (functional notional &communicative approach) أو التغطيس أو الحمام اللغوي أو الاستغراق (Immersion or Submersion) انظر "نظرية تعليم اللغة العربية بالفطرة والممارسة تطبيقاتها وانتشارها" لعبد الله بن مصطفى الدنان (ص: 198)، وأصحاب هذه التسميات يقصرون هذه الطريقة على تعليم اللغة، ونفضل نحن تسميتها بـ "الدرس السلوكي"، وجعلها فلسفة تعليمية شاملة لتعليم اللغة وغيرها.
[2] انظر مقالتنا "الفصحى الدارجة" منشورة حتى تاريخ ‏الثلاثاء‏، 17‏ ربيع الأول‏، 1439، على مدونات عبد الله بن بدير.
[3] المرجع السابق.
[4] يقول الدنان: كشف العلماء اللغويون النفسيون أن الطفل يولد وفي دماغه قدرة هائلة على اكتساب اللغات، هذه القدرة الهائلة تمكن الطفل من كشف القواعد اللغوية كشفا إبداعيا ذاتيًا، وتطبيق هذه القواعد ومن ثم إتقان اللغة. هذه القدرة تمكن الطفل من إتقان لغتين أو ثلاث لغات في آن واحد. هذه القدرة الهائلة تبدأ بالضمور بعد سن السادسة وتتغير برمجة الدماغ تغيرًا بيولوجيا من تعلم اللغات إلى تعلم المعرفة. ا. هـ..
[5]ونُرى أن ذلك مرهون بمستوى التمايز بين خصائص اللغتين، في كافة العناصر من مفردات وأساليب وقواعد نحوية وصرفية وصوتية، وإلا فإن ضعف التميز في بعض هذه العناصر –وهو الأمر الذي وقع فيه الدنان نفسه_ سيضعف من التمايز بين اللغتين مما يعرض الطفل للخلط بين خصائصهما، كما سجل بعض التربويين.
[6] يقول الدنان عن منهجه: يحقّق ما يلي:
1 - اختصار الحصص المخصّصة للغة العربية في المنهج الدراسي.
2 - تخصيص الوقت المختصر لتعليم الرياضيات والحاسوب واللغة الأجنبيّ.
3 - إنشاء جيلٍ عربيٍّ محبّ للعلم والمعرفة والمطالعة والبحث متعلّقٍ بلغته عاملٍ على نشرها.
4 - إشاعة محبّة اللغة العربية وإدراك حلاوتها وبلاغتها، وذلك بتكريس حصص اللغة العربية للمطالعة وتنمية القدرة على النقد الأدبي من خلال مناقشة أفكار القصص والقصائد والنصوص الأدبية الأخرى.
5 - تحقيق مستوى عالٍ من التعلّم الذاتي لأن الطلبة يفهمون ما يقرأون.
6 - عدم حاجة الطلبة في المراحل التعليمية إلى استظهار الملخصات المعدّة للكتب، والتوجّه بدلًا من ذلك إلى الكتاب نفسه لفهمه فهمًا عميقًا وتلخيصه تلخيصًا ذاتيًّا.

7 - اختصار سنةٍ جامعيةٍ كاملةٍ بحيث يتمكّن الطالب من التخرّج من الجامعة خلال ثلاث سنوات وليس أربعًا كما هو الواقع الآن. انتهى "نظرية تعليم اللغة العربية بالفطرة والممارسة تطبيقاتها وانتشارها" لعبد الله بن مصطفى الدنان (ص: 196).
[7] يقول الإمام محمد الخضر حسين: "ولواضع المصطلحات أن يقصر اللفظ المشترك على أحد معانيه ... ولواضع المصطلحات فيما إذا اختلفوا، ولم يظهر وجه لترجيح رأي على غيره: أن يأخذ بالرأي الذي يناسب الاصطلاح ..."، انظر: موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين، (6/ 1/ 236).
[8] من كتابنا في فصحى الحضانات تحت الإعداد.
[9] بحسب مستوى الأولاد يمكن اختصار بعض الخطوات.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.80 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.57%)]