
26-09-2022, 09:43 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,887
الدولة :
|
|
رد: مقدمة حول اللغة وعلومها والبلاغة وتاريخها ومدرسة الخطيب القزويني البلاغية
مقدمة حول اللغة وعلومها والبلاغة وتاريخها ومدرسة الخطيب القزويني البلاغية
أ. د. محمد رفعت زنجير
وبين هؤلاء العلماء أعلامٌ كُثر، لم نذكرهم اختصارًا للوقت، وقد فصلتُ القولَ في هذا الموضوع ضمن كتابي: (مباحث في البلاغة وإعجاز القرآن)، واكتفيتُ هنا بذِكر أئمَّة هذا العلم، وفيما يلي مخطَّط موجَز يوضِّح ما ذكرناه:
قيمة كتاب تلخيص المفتاح:
أولًا: يُعتبر الخطيب القزويني[2] صدًى لمدرسة السكاكي؛ فقد قام بتلخيص كتاب: (مفتاح العلوم)؛ للسكاكي، وقال في مقدِّمة تلخيصه: "أمَّا بعد، فلمَّا كان علم البلاغة وتوابعها من أجلِّ العلوم قدرًا، وأدقِّها سرًّا؛ إذ به تُعرف دقائق العربيَّة وأسرارها، وتكشف عن وجوه الإعجاز في نَظم القرآن أستارها، وكان القِسم الثالث من (مفتاح العلوم) الذي صنَّفه الفاضل العلامة أبو يعقوب السكاكي أعظم ما صُنِّف فيه من الكتب المشهورة نفعًا؛ لكونه أحسَنها ترتيبًا، وأتمها تحريرًا، وأكثرها للأصول جمعًا، ولكن كان غير مصون عن الحَشو والتطويل والتعقيد، قابلًا للاختصار، مفتقرًا إلى الإيضاح والتجريد، ألَّفتُ مختصرًا يتضمَّن ما فيه من القواعد، ويَشتمل على ما يُحتاج إليه من الأمثلة والشَّواهد، ولم آلُ جهدًا في تحقيقه وتهذيبه، ورتَّبتُه ترتيبًا أقرب متناولًا من ترتيبه، ولم أبالِغ في اختصار لَفظه تقريبًا لتعاطيه، وطلبًا لتسهيل فهمه على طالبيه، وأضفتُ إلى ذلك فوائد عثرتُ في بعض كتب القوم عليها، وزوائد لم أَظفر في كلام أحد بالتصريح بها ولا الإشارة إليها، وسمَّيتُه: (تلخيص المفتاح)"[3].
ثانيًا: ويعدُّ تلخيص الخطيب القزويني أفضل تلخيصات كتاب (مفتاح العلوم) وأشهرها؛ فهو "خَيرُ مَن تأثَّر بالسكاكي، ونَحا منحاه في تلخيص قواعد البلاغة، هذا المنحى الذي أدَّى الالتزام به، والاسترسال فيه فيما بعد، إلى جفاف الدِّراسات البلاغيَّة وجمودها، وكما أقبل القزوينيُّ على مفتاح السكاكي تلخيصًا وتوضيحًا، أقبل كذلك كثيرون من رِجال البلاغة شرقًا وغربًا على تلخيص القزويني درسًا وحفظًا، وتلخيصًا وشرحًا ونظمًا، كأنَّهم رأوا فيه خير مرجع لقواعد البلاغة"[4].
ثالثًا: ولم يكن القزويني مجرَّد ملخِّص لِمفتاح السكاكي، بل كانت له لَمسات وإضافات، يقول الدكتور شوقي ضيف: "وأهم من نَزعوا عن قوس السكاكي الخطيب القزويني؛ فإنَّه صنَّف تلخيصًا دقيقًا لمباحثه البلاغيَّة في المفتاح، ذَلَّل فيه صعوبتَه تذليلًا، مع الاستضاءة بتلخيص بَدر الدين بن مالك وبآراء عبدالقاهر والزمخشري، وهو يناقش الآخرين كثيرًا، أمَّا السكاكي فيخصه بكثيرٍ من الاعتراضات على تعاريفه وبعضِ آرائه، ورأى في هذا التلخيص إجمالًا أكثر ممَّا ينبغي، فصنَّف كتابَه: (الإيضاح)، يَبسط فيه معانيه المجملَة، وقضاياه المشكلة"[5].
رابعًا: وقد تنوَّع اهتمام العلماء بالتلخيص؛ فمِنهم من شرَحه ومَن نظَمه ومن لخَّصه، فممَّن شرحه[6]:
1- الخطيب القزويني نفسُه في كتاب (إيضاح التلخيص)، وسنفصِّل الحديثَ عنه في نهاية هذا المبحث.
2- محمد بن مظفر الخلخالي (ت 745هـ)، وضع له شرحًا سمَّاه: (مفتاح تلخيص المفتاح).
3- أحمد بن علي بن عبدالكافي السبكي، والملقَّب بهاء الدين (ت 773هـ)، وضع له شرحًا سمَّاه (عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح).
4- محمد بن يوسف، المعروف بابن ناظر الجيش (ت 778هـ)، وسمَّى شرحه: (شرح تلخيص القزويني).
5- محمد البابرتي (ت 786هـ)، وسمَّى شرحَه: (شرح تلخيص المفتاح للقزويني).
6- شمس الدين القونوي (ت 788هـ)، وسمَّى شرحه: (شرح تلخيص المفتاح للقزويني).
7- سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (ت 792هـ)، وضع له شرحين: الشرح الكبير، وسمَّاه: (المطول)، والشرح الصغير للتلخيص، وسمَّاه: (المختصر)، والحواشي على المطول كثيرة؛ أهمها حاشية للشيخ محمد الدسوقي المصري المتوفَّى سنة 1230هـ.
8- عبدالرحيم بن أحمد العباسي (ت 963هـ)، وقد شرح شواهدَ التَّلخيص في كتابٍ سمَّاه: (معاهد التنصيص على شواهد التلخيص).
9- عصام الدين بن إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفراييني المتوفَّى بسمرقند حوالي منتصف القرن العاشر الهجري، وقد سمَّاه: (الأطول).
10- ابن يعقوب المغربي (ت 1110هـ) وضع له شرحًا سمَّاه: (مواهب الفتَّاح في شرح تلخيص المفتاح).
وممن نظموه شعرًا:
1- زين الدين بن أبي العز طاهر بن حسن الحلبي (ت 808هـ)، وسمَّاه (التخليص في نظم التلخيص).
2- زين الدين عبدالرحمن بن أبي بكر المعروف بالعيني (ت 893هـ).
3- السيوطي (ت 911هـ)، وسمَّى نظمَه: (عقود الجمان في المعاني والبيان)، ثمَّ عاد وشرحه في كتابٍ سمَّاه (حل عقود الجمان).
4- عبدالرحمن الأخضري، وسمَّى نظمَه: (الجوهر المكنون في الثلاثة الفنون).
وممن قام باختصاره:
1- شهاب الدين أحمد بن محمد المعروف بالصاحب (ت 788هـ)، وسمَّاه: (لطيف المعاني).
2- المولى لطف الله بن حسن التوقاني المتوفَّى شهيدًا (900هـ)، وسمَّاه: (تلخيص التلخيص).
3- عز الدين بن جماعة (ت 819هـ)، وسمَّاه: (تلخيص التلخيص).
4- زين الدين عبدالرحمن بن أبي بكر المعروف بالعيني (ت 893هـ)، وسمَّاه: (تحفة المُعاني لعلم المعاني).
5- أبرويز الرومي (ت 987هـ)، وسمَّاه: (تلخيص التلخيص) أيضًا.
6- خضر بن محمد مفتي أماسية (ت بعد 1060هـ)، وسمَّى تلخيصَه: (أنبوب البلاغة)، ثمَّ شرحه وسمَّاه: (الإفاضة لأنبوب البلاغة).
7- زكريا الأنصاري.
رَحِم الله أولئك العلماء، وأدخلَهم فسيحَ جنَّاته، ونفعنا بعلومهم، وجعلنا خيرَ خلَف لخير سلَف، وممَّن يقولون القولَ فيتَّبعون أحسنَه.
والشكر للمنتدى الإسلامي بالشَّارقة، الذي حملني شرف نَشر هذا العلم العربي العظيم في دورتين متتاليتين... فوجدتُ إقبالًا على هذا العلم الشَّريف، ممَّا يدلُّ على أنَّ الخير باقٍ في هذه الأمَّة إلى قيام الساعة.
أسأل اللهَ تعالى أن يجعلني أهلًا لنَشر العلم، والذَّود عن تراث العلماء، وأن يَجعلني في زمرة عباده الصَّالحين، وممَّن يصون هذا العلم، ويَحفظ جلالتَه وقَدْرَه، ويسعى إلى نشره وتجديده.. إنَّه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[1] جامع الدروس العربية؛ للغلاييني، (1 / 8)، المكتبة العصرية بيروت، الطبعة (33).
[2] هو محمد بن عبدالرحمن بن عمر، أبو المعالي، جلال الدين القزويني الشافعي، المعروف بخطيب دمشق، قاضٍ من أدباء الفقهاء، مولدُه بالموصل، ووفاته بدمشق، (666 - 739هـ = 1268 - 1338م)؛ انظر: الأعلام؛ للزركلي، (6 / 192).
[3] التلخيص في علوم البلاغة، شرحه عبدالرحمن البرقوقي، (ص 21 - 23)، دار الفكر العربي.
[4] علم البيان؛ د. عبدالعزيز عتيق، ص (57).
[5] البلاغة تطور وتاريخ، ص (375).
[6] انظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون؛ الحاج خليفة، (1 / 473 - 479).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|