|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() حلم الشباب وروعة الإعجاب ![]() أن السلام حقيقة مكذوبة ![]() والعدل فلسفة اللهيب الخابي ![]() لا عدل إلا إن تعادلت القوى ![]() وتصادم الإرهاب بالإرهاب ![]() فما كان من الثعبان بعد هذه الخطبة العصماء إلا أن يسخر من الشحرور: فتبسم الثعبان بسمة هازئ ![]() وأجاب في صمت وفرط كذاب: ![]() يا أيها الغر المثرثر إنني ![]() أرثي لثورة جهلك التلاب ![]() فاكبح عواطفك الجوامح إنها ![]() شردت بلبك واستمع لخطابي ![]() إني إله طالما عبَد الورى ![]() ظلي وخافوا لعنتي وعقابي ![]() أفلا يسرك أن تكون ضحيتي ![]() فتحل في لحمي وفي أعصابي؟ ![]() إني أردت لك الخلود مؤلهاً ![]() في روحي الباقي على الأحقاب ![]() فأجابه الشحرور في غصص الردى ![]() والموت يخنقه: إليك جوابي: ![]() لا رأي للحق الضعيف ولا صدى ![]() والرأي رأي القاهر الغلاب ![]() هذه القصة اشتملت على عدة عناصر قصصية؛ فالموضوع هو فلسفة القوة الطاغية في نظرتها إلى الحق الضعيف، والشخوص هنا شخصيتان وحيدتان رمزيتان، والحوار مقتضب يحتاج إلى انفساح أكثر، مع أنه هو الأبرز من بين العناصر، أما الحبكة فجيدة، ونحن نفتقد العقدة هنا بالمعنى الفني؛ فالشحرور بين فكي الثعبان وهما يتحاوران، بل نستطيع أن نقول مطمئنين: إن العقدة هنا غائبة. وفي ابتلاع الشحرور يكمن الحل، والهدف التحذير من الضعف. أما عناصر الشعر الفنية، فهي محلقة كقول الشاعر: (كان الربيع الحي روحاً حالماً) وهذا شعر في شعر. والشطر الثاني: (غض الشباب معطر الجلباب). الشباب الغض، والجلباب المعطر؛ يا له من ثوب شعري قشيب، تلبسه عرائس الشعر من بنات أفكار الشاعر ومن أخيلته التصويرية النابضة بالإبداع. إن هذه القصة الشعرية ربما كانت نموذجاً للقصة الشعرية في النصف الأول من القرن العشرين، أي في أدب ما قبل الحرب العالمية الثانية. [1] من ديوانه: أغاني الحياة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |