|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بيتنا القديم.. ومشكلاتنا النفسية أ. طالب عبدالكريم السؤال: ♦ ملخص السؤال: فتاة تشكو مِن حال أهلها، فهم مهملون ولا يريدون تطوير البيت وترميمه، حتى أُصيبت وإخوتها بالإحباط والاكتئاب، وتخلى الجميع عن مسؤوليته! ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لا أستطيع أن أصفَ مشاعرَ الإحباط والحزن التي تَعْصِرني ألمًا مِن فترة لأخرى؛ فقد أصيب الوالد بالسرطان أكثر مِن مرة، وعمرُه تجاوز الستين، والوالدةُ في نفس العمر تقريبًا، وتعاني من السكر. أعاني مِن تخلي الجميع عن مسؤولياتهم؛ فالوالدُ أَهْمَل البيت تمامًا، وفي كل مرة أحاول فيها إصلاح البيت وطرْح حلول للإصلاح يتعذر بأنه لا يستطيع اتخاذ أدنى قرار بخصوص البيت، وأن اتخاذ القرار بالنسبة له أمرٌ صعب؛ لأنه شخص متشائمٌ، ويرى فقط الصعوبات والعوائق! فالبيتُ الذي أعيش فيه مهترئٌ وقديمٌ، وكلُّ ما فيه يبعث على الكآبة، ولا يريد أهلي التجديد، بل يريدونه كما هو؛ مما يُشَكِّل عليَّ ضغطًا نفسيًّا رهيبًا! طلبتُ خادمًا يأتي لترتيب البيت، لكن والدي يرفض، ولا أعلم هل المشكلة أن والدي بخيل؟ أو أنه يتهرب من المسؤولية؟! حاولتُ أن أتكيفَ مع الوضع، لكني لم أستطعْ، خاصة أن والدي لديه القدرة على الدفع، لكنه يهمل ويتخلى عن المسؤولية، وفي المقابل ينفق كثيرًا على التَّنَزُّه مع أصدقائه. أما إخوتي فهم مرضى نفسيون، وأنا في منتهى الحزن والألم النفسي لهم، فأختي مثلاً تُعاني من مشكلة عدم مواجهة الواقع، ولا تستطيع أن تتخذَ قرارًا بخصوص زواجها، وقد بلغتْ منتصف الثلاثينيات! وهكذا بقية إخوتي، حاولوا جميعًا إصلاح البيت لكن والدي يرفُض، وأُصيبوا في النهاية باكتئابٍ بعد مشكلات مع والدي، فالجميع يتهرب، وإذا عرضتُ عليهم الحلول يجيبون بأننا حاولنا قبلك، فهل تستطيعين أنت بصغر سنك إقناع والدنا بحل مشكلة البيت؟ فيُصيبني إحباط لا يعلم به سوى الله، حتى أصبح إحباطي وحزني ظاهرًا عليَّ. أصبحتُ مكتئبة، لا أحب الخروج من البيت، ولا أريد أن أرى الآخرين، أشعر بالنقص، وأحتقر نفسي وأهلي وأكره عائلتي، ولا أستطيع أن أدعو صديقاتي لمنزلنا، فأنا أخجل منه كثيرًا، وأستصغر نفسي وعائلتي، ولا أريد أن يطَّلع الآخرون على عيوبنا! علاقاتي الاجتماعية بدأت في التناقص، وقدرتي الاجتماعية الآن ضعيفةٌ حتى إنني أتلعثَمُ في الكلام أحيانًا، حتى أصبحت الأنظارُ مُوَجَّهةً إليَّ، أشيروا عليَّ بحلٍّ فقد تغير حالي، وبدأتُ أتعب صحيًّا ونفسيًّا. وجزاكم الله خيرًا الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعدُ: فيا أختي الكريمة، حقيقةً أُقَدِّر كثيرًا ما تشعرين به مِن الضغط النفسي الذي تعيشين فيه، فالبيئةُ التي نعيش فيها لها دورٌ كبيرٌ في عملية الاستقرار النفسي والصفاء الذهني، فكلما كان المكانُ يُشِعُّ بالنظافة والترتيب شعرنا بالهدوء والاستقرار النفسي، وقد حثَّ الإسلامُ على النظافة والعناية بها، وفي الحديث: ((إن الله جميل يحب الجمال)). وإنَّ مما يُؤلِم كذلك عندما لا نجد أذنًا صاغيةً، أو يدًا تمتد لنا بالمساعدة، فنشعر حينها بالعجْز، بالرغم مِن مُحاولاتنا المتكرِّرة والدائمة. أختي الكريمة، دَعيني أُصارحك بأمرٍ قد يغفل عنه كثيرٌ مِن الناس، نحن في الغالب نُطَبِّق أسلوبَ النقد المستمر، والتوبيخ غير المباشر؛ مِن أجل تحقيق ما نريده، أو تغيير ما نريد. ومن أسباب تغلبينا لهذا الأسلوب: أن نتائجه سريعة ومباشرة، لكن للأسف لا تَدوم طويلاً، وقد تكون فقط سويعات، ومع الاستمرار فيه يفقد قوته تمامًا. أما الأسلوبُ الآخرُ فهو في الغالب غير مرغوب؛ لأنه يأخذ فترةً زمنيةً قد تكون طويلةً أحيانًا، لكن يميزه أن النتيجةَ في الغالب إيجابية، وتَدُوم لفترة طويلةٍ؛ إنه أسلوبُ التشجيع المستمر والثناء، أو المديح الصادق، والذي أثبت جَدارته وإمكانياته العالية في تغيير كلِّ ما نريد تغييره إلى الأفضل والأحسن، فعندما نثني على شخصٍ ما في أي عمل إيجابيٍّ قام به، ولو بطريقةٍ عفَويةٍ، فهو في الغالب سوف يُعيد هذا العمل أو أعمالاً أخرى مماثلةٍ مِن غير أن يشعرَ، بعكس ما لو كان الدافع لهذا العمل الإيجابي هو النقد أو التوبيخ، ففي الغالب لن يستمرَّ أو يدومَ معه هذا الفعل لعدم وجود دافعٍ حقيقيٍّ في نفسه. إذًا أختي الكريمة، حتى نستطيع أن نُحَقِّق ذلك التغيير الذي نريده، فيجب أن ننطلقَ مِن داخل أنفسنا أولاً، ويكون ذلك عبر تشجيعنا لمن حولنا، وكيل المديح، والثناء لهم على كل ما يقومون به من جهدٍ يُشكرون عليه. وأهدي لك بعض الأفكار والأساليب الجميلة في الاستفادة مِن هذه التقنية، وأترك لك حرية الإبداع في وسائل وطرق أخرى: • اجعلي حديثك مع والدك ثناءً وشكرًا على ما قدَّمه لكم في سالف أيامه السابقة، وعلى ما بذله لكم مِن وقته وجهده وصحته، وأكْثِري مِن الدعاء له بطول العمر في طاعة الله وبالصحة والعافية، ولا تجعلي لغة الشكوى هي حديثك الدائم معه، بل يحبّذ أن تلغيه من قاموس حديثك، وكذلك الحال مع والدتك، وسوف ترين تغييرًا مع الزمن بإذن الله. • كذلك أختك التي تكبرك والتي حاولت قبلك لا بد من التشجيع المستمر لها، وأن تكوني عونًا لها، ولو في محيطكما الخاص؛ مثل: غرفة النوم، وأن تثني على أي جهدٍ تقوم به، ولو كان بسيطًا. • إخوتك الذكور أيضًا لا بد أن يكونَ لهم نصيبٌ من التشجيع المستمر، ولو كان بسيطًا، فكلما قاموا بعمل إيجابيٍّ من توصيل أو حمل، أو حتى الجلوس للحديث معك أو مع والديك، لا تبخلي عليهم بالثناء والشكر، فله مفعولُ السحر بإذن الله. • هناك فرقٌ بين التذمر وعدم القيام بأي شيء، وبين العمل بصمت ولو لم نجد المساعدة، فالفعل دائمًا أبلغُ مِن القول، فإمكانك أن تقومي ببعض الأعمال البسيطة والمتدرجة بشكل يومي ومتقطعٍ، فمع الأيام سوف يظهر الجمال مِن غير أن نشعرَ. • قد تجدين مَن يحاول أن يُثَبِّطك، أو يلقي لك بالكلمات السلبية والجارحة، لكن ليكن دائمًا سلاحك رد الإساءة بالإحسان؛ فلنا في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ، وصاحب الحلم أو الهدف لا يُثنيه أي شيء عن تحقيق حلمه. وَإِذَا كَانَتِ النُّفُوسُ كبارًا ![]() تَعِبَتْ فِي مُرادِها الأَجْسَامُ ![]() • اعلمي أن الحلم بالتحلُّم، والصبرَ بالتصبر، والتدرُّج في كل شيء مطلوبٌ، حتى لو كان لدينا القدرة على تغيير ما نريده في يوم وليلة، فحتى تعتاد النفوس على أي أمر فهي بحاجة إلى رياضة ومُداوَمةٍ، وفي الحديث الشريف: ((أحبُّ الأعمال إلى الله أدْوَمُه، وإن قلَّ)). سوف تسألين: كم من الوقت أحتاج حتى أحققَ ما أصبو إليه؟ في الحقيقة ليس هناك مدةٌ محددة، لكن ما يجب أن نسعى لتحقيقه هو أن يكون ذلك ديدننا وحالنا، ولتتذكري دائمًا الحديث القدسي: ((أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليَّ شبرًا تقربتُ إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة))، فاللهُ هو الواحد القادر، وبيده مفاتيح القلوب، يُقَلِّبها كيفما شاء سبحانه. أسأل الله أن يثبتَ خطاك، وأن يُسددك ويُلهمك الرشاد، إنه وليُّ وذلك والقادرُ عليه
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |