خطبة: نهاية العام 1443هـ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ذنوب القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 4334 )           »          الواجب على المأمومين إذا سلَّم الإمام من ركعتين في صلا ةٍ رباعيةٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فضل الدعاء ومتى يكون؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          موقف خلفاء المسلمين من اليهود والنصارى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 146 )           »          لا ضَيْعَة على أهله! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          سياج وأسوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          مَن لي بِـرَأْسٍ يُساوي وَزْنَه ذَهَبًا؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          مرصد الأخبار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          التسليم في الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4469 - عددالزوار : 943646 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-08-2022, 08:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,040
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: نهاية العام 1443هـ

خطبة: نهاية العام 1443هـ
خالد سعد الشهري

الحمدُ لله مسيِّر الأزمان، ومدبِّر الأكوان، أحمده سبحانه على مرِّ الدهور، وكَرِّ العصور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يعلم خائنة الأعين، وما تُخفي الصدور، وأشهد أنَّ محمدَّا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلِّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
أيها الناس، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
مَن يتَّقِ اللهَ يُحْمَدْ في عَواقبِه
ويَكْفِهِ شَرَّ مَن عَزُّوا ومَن هانُوا
مَنِ اسْتَجارَ بغيرِ اللهِ في فَزَعٍ
فإنَّ ناصِرَه عَجْزٌ وخِذْلانُ
واشدُدْ يَدْيكَ بحَبلِ الدِّينِ مُعتَصِمًا
فإنَّه الركْنُ إنْ خانَتْكَ أركانُ

عباد الله، الليالي والأيام خزائن للأعمال، ومراحل للأعمار، تُبلي الجديد، وتقرِّب البعيد، أعوام تترى، وأجيال تتعاقب على درب الآخرة، وأيام تمر على أصحابها كالأعوام؛ لما فيها من الهموم والأمراض، وأعوام تمر على أصحابها كالأيام؛ لما فيها من السعادة والعافية.

أيها العقلاء، ها نحن اليوم نودِّع آخر جمعة من هذا العام، عام كامل تصرَّمت أيامه، وتفرَّقت أوصاله، وإن في سير هذه الأيام وسرعة تعاقب الشهور والأعوام عبرة ومدَّكر للجميع، وصدق الله: ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 44].

وإن تعاقب الشهور والأعوام إما أن يكون نعمة على العبد، أو نقمة عليه، وليس طول العمر للعبد نعمة على كل حال، والسعيد مع تعاقب الأعوام مَن طال عُمره وحسُن عمله، والشقي من طال عمره، وساء عملُه، ففي الحديث أن رجلًا قال: يا رسول الله، أيُّ الناس خير، قال: ((مَنْ طالَ عُمرُه، وحَسُن عَمَلُه))، قال: فأيُّ الناسِ شَرٌّ؟ قال: ((مَنْ طالَ عُمرُه وساءَ عَمَلُه)).

عباد الله، حريٌّ بنا، ونحن نقف على أطلال عامٍ مضى، وعلى مشارف عام جديد أتى، أن نقف مع أنفسنا وقفة محاسبة قبل القدوم على الله، فمن حاسب نفسه، ووجد أنه على خير وعملٍ صالحٍ، وكلما زاد عمره زادتْ حسناته، فليشكر الله عز وجل، وليستمر على فعل الخيرات، والتزوُّد من الصالحات حتى يلقى الله، ومَن كان غير ذلك فليتُبْ إلى ربِّه ومولاه، وليستغفره فيما مضى، وليسأله الستر وحسن العمل فيما بقي، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وتأمَّلوا - رحمكم الله - في حال السلف، ومحاسبة أنفسهم، هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه يقول: حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزنوها قبل أن تُوزنوا، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسُه، نقص فيه أجلي، ولم يَزِدْ فيه عملي.

وميمون بن مهران: كان يقول: لا يكون الرجل تقيًّا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، وحتى يعلم من أين ملبسه ومطعمه ومشربه.

ومما نُقل عن محاسبة أحد الصالحين لنفسه: أنه جلس يومًا ليحاسب نفسه، فحسب أيام عمره، فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها، فإذا هي واحد وعشرون ألفًا وخمسمائة يوم، فقال: يا ويلتاه، ألقى الله بواحد وعشرين ألف ذنب؟! فكيف وفي كل يوم عشرات الذنوب؟!

أيها الناس، إذا كان هذا حالهم مع ما هم فيه من الصلاح والتُّقى والعلم والزهد، فماذا نقول يا ترى عن أيامنا، وفيها من الذنوب ما لا نحصيه، علينا أن نحاسب أنفسنا عن فرائض الإسلام، عن الصلاة وأدائها، والزكاة وإخراجها، وحقوق الخلق والسلامة منها، وعن أموالنا من أين جاءت؟ وكيف أنفقناها؟ وعن جوارحنا وماذا عملنا بها؟ أين مشت بنا الأقدام؟ وبماذا تكلَّم اللسان؟ وما الذي رأته العينان؟ وما الذي تسمعه الأذنان؟ وغيرها كثير من الأسئلة التي يطول بها المقام، فحاسبوا أنفسكم رحمكم الله، واستعدُّوا لما أمامكم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.




الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، لا رب غيره، ولا معبود بحق سواه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وخليله ومصطفاه، صلى الله وسلم عليه تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

عباد الله، أحسنوا إقامتكم في هذه الدار الفانية، وتعاهدوا أنفسكم بالتوبة والأعمال الصالحة، واعزموا أن تكونوا في العام الجديد أنفع وأصلح، وتأملوا في قول الله: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30].
فَدَعِ الصِّبا فَلَقَد عَدَاكَ زَمانُهُ
وازْهَدْ فَعُمْرُكَ منه ولَّى الأَطْيَبُ
ذهبَ الشبابُ فما له مِن عودةٍ
وأتى المشيبُ فأينَ مِنْه المهربُ
دَعْ عنكَ ما قد كانَ في زَمَنِ الصِّبا
واذكُرْ ذنوبَك وابْكِها يا مُذْنبُ
واذكُرْ مناقشةَ الحسابِ فإنَّه
لا بُدَّ يُحصي ما جَنيتَ ويَكتبُ

هذا وصلُّوا وسلِّموا على خير المتقين، وسيد المرسلين، كما أمركم بذلك العليم الخبير، فقال عز من قائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.69 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]