|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
الدلالة والنظام الدلالي في شعره: لقد تناول الشاعر الدلالة الزمانية والمكانية في أدبه، مراعيًا وظائف النحو في وضع الكلمات في جملها، بما يتناسب والوضع الذي يستلزم الإعلام عن الموضوع الذي من أجله وضعت الكلمة، لتبين المعنى وبها يكتمل الترابط. كذلك يلاحظ مَن ينعم النظر في العديد من المواضع من شعره الاصطلاحات الدلالية؛ مثل (بيت الصلاة)، الذي عَنْوَن به لقصيدته التي شارك بها في مسابقة القدس الدولية. فمن (يبوس) الذين انثال وابلُهم ![]() دفقًا على قفرِها حتى ارتوى المحلُ ![]() إلى يبوس التي أرسَوا قواعدَها ![]() حصنًا يلوذُ به واعٍ ومنذهلُ ![]() هي الأوابدُ ما زالت وما درَسَت ![]() تكبُو وتنهضُ في أفيائها الدُّوَلُ ![]() هي الشواهدُ لم تُنكَر ملامحُها ![]() مهما تغيَّر لون أو بلَت حُلَلُ ![]() وهي السلام الذي من (سالمٍ) ملكت ![]() أغصانُه فاحتواها أَيْكُها الخَضِلُ ![]() إن شرعت للريٍّ ليلاً معارجُها ![]() وأوقدت شُهبًا في أَفْقِها الرُّسلُ ![]() أو زل بعضٌ بها فانشق هيكلُها ![]() نصفينِ وازَّلزلت من هولِ ما فعَلُوا ![]() طُوبَى لها حيث مكتوبٌ لتربتِها ![]() (بيت الصلاة) فلا إثمٌ ولا زللُ ![]() في هذه الأبيات استلهم الشاعر دلالاته اللُّغوية والزمانية والمكانية من مصادر عديدة؛ من بينها القرآن الكريم، والكتاب المقدس بعهدَيْه القديم والجديد، وكتب التاريخ، وما تجود به ذاكرته. فإن (يبوس) وردت في بيتين من القصيدة، وكل واحدة منهما لها دلالة معينة، (فيبوس) الأولى تعني القوم، (ويبوس) الثانية تعني المدينة؛ أي مدينة القدس، كواحد من قديم أسمائها، وإن (بيت الصلاة) هي القدس، كما دعها السيد المسيح - عليه السلام - وهذه وردت في الإصحاح الواحد والعشرين من إنجيل متى. براعة الاستهلال: وهو أن يبتدئ الشاعر بما يدل على الغرض، وهنا تبرزُ إمكانية الشاعر وبراعته في اجتذاب المتلقي ولفتِ انتباههِ إلى ما يريد أن يقول، وشدِّه إلى الاستماع بجميل الألفاظ وبلاغة العبارة وسلاسة المدخل وحسن المطلع. قال ابن الأثير: "الألفاظ تجري من السمعِ مجرى الأشخاص من البصر، فالألفاظ الجزلةُ تتخيَّل كأشخاص عليها مهابة ووقار، والألفاظ الرقيقة تتخيَّل كأشخاص ذوي دماثة ولين أخلاق، ولطافة مزاج"؛ انتهى. إن الاستهلال أحسن شيءٍ في صناعة الشعر؛ إذ هو الطليعة الدالة إلى ما بعدها، المتنزلة من القصيدة منزلة الوجه الحسن والغرَّة، تزيد النفس ابتهاجًا ونشاطًا لتلقي ما بعدها، وهذا الحسن والجمال يُغطِّي على كثير من الخلل الواقع بعدها. قال ابن رشيق في العمدة: "قيل لبعض الحذَّاق بصناعة الشعر: لقد طار اسمك واشتهر، فقال: (لأنني أقللت الحز، وطبقت المفصل، وأصبت مقاتل الكلام، وقرطست نكت الأغراض بحسن الفواتح والخواتم ولطف الخروج إلى المدح والهجاء)، وقد صدق؛ لأن حسن الافتتاح داعية الانشراح، ومطية النجاح، ولطافة الخروج إلى المديح، سبب ارتياح الممدوح، وخاتمة الكلام أبقى في السمع، وألصق بالنفس؛ لقرب العهد بها؛ فإن حسنت حسن، وإن قبحت قبح، والأعمال بخواتيمها، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم". وبعد، فإن الشعر قفلٌ أولُه مفتاحه، وينبغي للشاعر أن يُجوِّد ابتداءَ شعره، فإنه أول ما يقرعُ السمع، وبه يستدلُّ على ما عنده من أول وهلة، وليجتنب (ألا) و(خليلي) و(قد)، فلا يستكثر منها في ابتدائه، فإنها من علامات الضعف والتكلان، إلا للقدماء الذين جرَوْا على عرق، وعملوا على شاكلة، وليجعله حلوًا سهلاً، وفخمًا جزلاً، فقد اختار الناس كثيرًا من الابتداءات، أذكر منها ههنا ما أمكن ليستدل به؛ نحو قول امرئ القيس: قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل ........ وهو عندهم أفضل ابتداءٍ صنعه شاعر؛ لأنه وقف واستوقف، وبكى واستبكى، وذكر الحبيب والمنزل في مصراع واحد، وقوله: ألا عم صباحًا أيها الطلل البالي ........ ومثله قول القطامي، واسمه عمير بن شييم التغلبي: إنَّا مُحيُّوك فاسلم أيها الطلل ........ وكقول النابغة: كلِيني لهمٍّ يا أميمةُ ناصبِ ![]() وليلٍ أقاسيه بطيء الكواكبِ ![]() وغير ذلك كثير"؛ انتهى. ففي مطلع قصيدة (تظل حياً) يشدك قول الشاعر بأسلوب مؤثر وحزين، وهو يصف مدادَ قلمه الذي يكتب به هذه القصيدة، هو من دمه لهول ما أصابه من فقد الأحبة، فيقول: أمسكتُ قلبي أن يجري على قلمي ![]() وخِلتُ أن يراعي أغمست بدمي ![]() وفي مطلع قصيدة (وما بعثناك إلا رحمة للعالمين) يشدُّ المتلقِّيَ بطريقة السؤال والاستفهام عن الحقائق، فيقول: أريدُ أسأل مَن قالوا فما نصفوا ![]() إن كان يسمعُ هذا اليوم منتصفُ ![]() وفي قصيدة (حديث آخر) يشدك قول الشاعر حين يستهل القصيدة ببراعته المعهودة، فيقول: تصيحُ: أضاعوني أصيخ لك السمع رغم المسافات. ومن مميزات الشاعر التي أعطت شعره مساحة واسعة في الانتشار في الوسط الأدبي، أحاول أن أذكرها على عجالة، والتي سيتم تناولها بالتفصيل مستقبلاً؛ هي: • الاستقلالية الفكرية. • التصوير الفني. • الإجادة - الاستيعاب - الاستيفاء. • المحافظة على المستوى. • إمكانية الاجتذاب الفكري. • التفوق والانتشار والشعبية. • الخيال النابع من الواقع. • المصداقية في العذابات والألم. • والتصوير الصادق لقسوة أحكام العالم. تطوير ملكة الرؤيا في التعبير: • رؤية الذات من الجانب الثقافي والفلسفي. • الفكر الجدلي السياسي وعمق التفكير . • الوصف - الانكسار والحزن. • التمسك بالأرض والانتماء الاعتزاز بالتراث. • القدرة على قراءة الواقع التاريخي. • النظرة الاجتماعية الواضحة في البنية الإنثربولوجية.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |