مقدمة في القصة الإسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4989 - عددالزوار : 2108569 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4568 - عددالزوار : 1386515 )           »          السخرية في سورة ( المنافقون) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          الأخلاق في حياتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 50 )           »          وقفة تربوية مع التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          فتح مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 1827 )           »          فتنة المسلمين في الغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          معركة مرج الصفر شرقي شقحب بحوران (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-08-2022, 05:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,740
الدولة : Egypt
افتراضي مقدمة في القصة الإسلامية

مقدمة في القصة الإسلامية


د. محمد بن سعد الدبل





نصوص من الأدب الإسلامي في الخطابة الإسلامية والرسائل (9)






إذا كان للأسلوب القصصي عدد من السمات والخصائص الفنية التي قد نشط لدراستها عدد من نقاد الأدب؛ كحديثهم عن أغراض القصة وأهدافها، وما ترمي إليه، وكحديثهم عن الحبكة ومفهومها وأنواعها، وتأثيرها في تلاحم أجزاء القصة وموضوعاتها.



إذا كانت هذه الخصائص مما يَمنَح النص القصصي القوة والوضوح والإمتاع والتأثير مِن توافر هذه الخصائص، فإن كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أثنى عليها قبل درس هؤلاء النقاد، وقبل بسط آرائهم؛ يقول الدكتور محمد يوسف نجم:

"إن أهم سؤال يطرحه القارئ على نفسه بعد قراءة القصة هو: هل تركت في النفس أثرًا لا يُنسى؟ وهل هذا الأثر الذي تركتْه - إن كانت قد فعلت ذلك - ناتج عن سلسلة مِن الحوادث أو عن شخصية من الشخصيات، أو عن فِكرَة مِن الفِكَر؟



هذا الأثر هو العنصر السائد في القصة، وهو الطاقة المُحرِّكة فيها، والتي تستطيع أن تجعل القصة تحيا أبد الدهر، وتؤثِّر كلما قرأها قارئ أو شاهد أدوارها ممثَّلَة، حتى ليمكنه أن يرصد مظاهر هذه الحياة فيميِّز بين الشجرة المُترعرِعة الناضرة، والشجرة الذابلة الجافة.



والقاصُّ مُبتدئ مُبدع، تزدحم الحوادث والشخصيات والأفكار في رأسه، ولا يسعه إلا أن ينفخ فيها الروح لتتحدَّث بنعمة الحياة.



وسيادة عنصر ما في القصة، تظهر للقارئ في شكل من الأشكال التالية:

الشخصية.

سيادة البيئة أو الجو.

سيادة الفكرة.



ولا بد أن يُخرج القارئ نَصَّ القصة الناجحة، وقد غلب على نفسه عنصر مِن هذه العناصر، أما إذا خرج منها بمزيج مختلط مِن الحوادث والشخصيات والأفكار، فمعنى ذلك أن الكاتب أخفق إلا في إبراز أحد هذه العناصر، وفي تغليبه على غيره، ولكنه - أي القارئ - إذا أحس بأنه خرج من القصة وهو يتذكر شيئًا ملك عليه نفسه من جميع أقطارها واستأثر بإحساسه وتفكيره وأسَر لبَّه وشغل جو القصة العام، وانتظم حوادثها وشخصياتها ومَشاهِدَها، فمعنى ذلك أن القاص استطاع أن يرسم لنا الصورة المجسِّدة لأفكار قصته ومعانيها ومغزاها، وأنه استطاع أن يُبرزها بما له مِن قدرة على التعبير المصوَّر المُحكَم، واختار خطوطها وألوانها من زحمة الحوادث والشخصيات[1].



إذا كانت هذه هي الرؤية الأدبية التي يراها النقاد محقِّقة أهداف القصة وغاياتها من خلال عناصرها المتمثلة في:

التأثير.

والشخصيات.

وسيادة البيئة والجو العام.

وسيادة الفكرة.



إذا كان الأمر كذلك، فأين تقع هذه القصة النبوية الشريفة؟ وهل يمكن أن نُطلق عليها الحكم بالجودة من خلال توافر هذه العناصر؟



الحق أن الأدب النبوي الشريف - بما فيه القصة الإسلامية - أدب حيٌّ خالد، مؤثِّر أبدَ الدهر، قد ضمن لنفسه الخلود، ليس من خلال هذه العناصر أو بعضها فحسب، وإنما من خلال توافر المعارف الربانية التي زود الله بها محمدًا - صلى الله عليه وسلم.



لأن قصصه الشريف ليس من قبيل الأفكار العائمة والعبارات الهائمة التي يسلط بها الأدباء أفكارهم ونزعات أنفسهم في قوالب من صناعة الكلام، وإنما الغاية من القصص النبوي - فوق ما له من الإبداع والإمتاع - حمْل النفس على اتباع الحق والتزام الخلُق القويم.



ومن أجلِّ الغايات التي يسمو إليها القصص النبوي سلوكُ أنجَعِ الطرُق في التربية والتعليم؛ امتثالاً وتطبيقًا لأسلوب القصص القرآني الذي الغاية منه العظة والاعتبار والتوجيه والتعليم.



ومِن أسمى الغايات التي يهدف إليها القصص النبوي تربية الخوف والخشية في باطن النفس البشرية المسلمة، من خلال أسلوب الترغيب والترهيب، تلك الخصوصية التي تميزت بها هذه القصة النبوية الشريفة.



وهذه الخصوصية نابعة أساسًا مما ركِّب في النفس الإنسانية من طبيعة الخوف والرجاء المتقابلتين في هذه النفس من ناحية، والمتجاورتين فيها من ناحية أخرى، والخوف والرجاء قوتان مختلطتان في أعماق الكائن البشري؛ بحيث يوجِّهان اتجاهه في الحياة، يُحددان أهدافه وسلوكه، كما يحددان - أيضًا - أفكاره ومشاعره؛ إذ إنه سيختار منهج حياته مُنطلقًا في ذلك من خوفه ورجائه[2].



وهذه القصة النبوية واحدة من القصص النبوي الذي سار في هذا الاتجاه - أعني أسلوب الترغيب والترهيب - فهناك قصص عُنيت بتصوير عذاب القبر، وقصص عُنيت بتصوير مشاهد القيامة، وقصص تتحدث عن نعيم الجنة، وأخرى عن عذاب الله وسخطه ورضاه.



وإذا كان من أبرز خصائص القصة المُمتعة النافعة تجسيد معنى الترغيب والترهيب، لتحقيق القيم الإنسانية الرفيعة، من خلال عامل الخوف والرجاء الكامنَين في أعماق النفس البشرية، ولا يتم ذلك إلا بتنويع العبارات في الأسلوب القصصي المتمثل في العرض والتحضيض والاستفهام والنهي وأسلوب الحوار والتكرار - فإن هذه الخصائص قد تحقَّقت في صياغة هذه القصة النبوية؛ فمن الاستفهام قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((قلت: ما هذا؟))، ((فقلتُ: ما هذا؟))، وتتكرر هذه النقلة بواسطة هذا الاستفهام عبر كل فكرة مِن أفكار النصِّ، ومِن النفي قوله - صلى الله عليه وسلم: ((فأدخلاني دارًا لم آتِ قطُّ دارًا أحسن منها)).



ومن الطلب قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((فأخبِراني عما رأيتُ)).



ومن أسلوب الحوار قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((قلت: ما هذا؟ قالوا: انطلق))، وهكذا حتى نهاية عرض أفكار هذه القصة الشريفة.





[1] فن القصة، ص: 14، 15 د. محمد يوسف نجم، دار الثقافة، بيروت.




[2] منهج التربية الإسلامية؛ لمحمد قطب، ص: 155، 172، دار الشروق بيروت.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.97 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]