ما هو سر الإعجاز في بيان القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سلسلة ‘أمراض على طريق الدعوة‘ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 4655 )           »          الإمام الدارقطني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الإمام الترمذي (صاحب السنن) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الإمام النووي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الدين الكامل حاجة الإنسان في كل زمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تصحيح شيخ الإسلام لبعض أخطاء الفقهاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          تحقيق التوحيد في باب التوكل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الكفاية في تلخيص أحكام صلاة المسافرين والجمع بين الصلاتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الخير مختبئ خلف كل ما لا نفهمه الآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          ما الفقر أخشى عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-07-2022, 11:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,024
الدولة : Egypt
افتراضي ما هو سر الإعجاز في بيان القرآن

ما هو سر الإعجاز في بيان القرآن


عبد الله الهتاري

يسأل بعضهم عن سر الإعجاز في بيان القرآن..؟! فما دامت ألفاظه وتراكيبه من هذا اللسان، فأين الإعجاز.. ؟!
والجواب عن ذلك بسهولة ويسر .. هو أن القرآن عندما يعبر عن معنى بأسلوب معين لإيصال ذلك المعنى..
فإن عمالقة البيان عاجزون عن التعبير عن ذلك المعنى نفسه مع الإيفاء بحقه، بأسلوب أو لفظ غير ما استعمله القرآن.

نعم قد يستعملون تراكيب للدلالة على ذلك المعنى من اللسان، لكنهم لا يستطيعون الإيفاء بحق ذلك المعنى تماما كما قصده القرآن، مع جمال اللفظ، وحسن السبك، ورونق التعبير، وجمال التصوير ..
وهذا ما لمسه بلغاء العرب قديما من أصحاب اللسان، فأرخوا له العنان، وجرهم من ألسنتهم إلى الإيمان.!
فمثلا عندما نقف عند قوله تعالى : (وَجَعَلُوا لِله شُرَكَاءَ الْجِنَّ )
فإن المتأمل في تركيب النظم، أنه جاء على هذا النحو العجيب من تقديم شبه الجملة الجار والمجرور (للهِ) وتقديم المفعول به الثاني ( شركاءَ) وتأخير المفعول به الأول (الجنَّ)، وكان حق التركيب بالترتيب أن يكون ( وجعلوا الجنَّ شركاءَ للهِ) ، فعل + فاعل +مفعول به أول + مفعول به ثان + شبه الجملة.

فلو عبر الناس بهذا التركيب، على هذا النحو من الترتيب المتوقع في اللسان العربي، هل سيؤدون المعنى نفسه المقصود في البيان القرآني؟! يستحيل ذلك ولا يكون!
ذلك أن قولهم : وجعلوا الجنَّ شركاءَ للهِ. على هذا النحو من التركيب والترتيب سيولِّد معنى موهما، وهو أن مشركي العرب اتخذوا الجن شركاءَ لله. وأن الاعتراض منصب على جعلهم الجن دون سائر الكائنات!
فلو جعلوا ما هو أعظم من الجن كالملائكة مثلا، لكان مسكوتا عنه وهان الأمر.

وهنا يختل ميزان البيان، ويتولد الوهم في الكلام، وهو غير مراد قطعا من مقصود نظم القرآن ..
فلم يكن لهم بد من نظم القرآن فحسب، على هذا النحو البديع الرفيع في النظم والترتيب والبيان، وهنا مكمن الإعجاز بالتحدي، أن يأتوا ببيان يؤدي مقصود القرآن على وجه الدقة، بتعبير مختلف لما ورد في بيان القرآن.

فقوله تعالى : ( وجعلوا للهِ شركاءَ الجنَّ)
انصب فيه الاعتراض واتجه إلى كونهم جعلوا لله شريكا، وحقه ألا يكون له شريك مطلقا لا من الجن ولا غيرهم.
فقدّم ما حقه التأخير وهو شبه الجملة (لله)؛ لأنها موضع العناية والاهتمام وهي نواة الجملة، وكوكبها التي تدور حوله مجرة الكلمات!

لله! …جعلوا لله! فالاعتراض ابتداء منصب على كونهم جعلوا لله!
ثم قدم المفعول الثاني على الأول فقال:شركاء! فانصب الاعتراض في المرتبة الثانية على جعلهم الشركاء عموما..
ثم أخر ذكر الجن؛ لأنها ليست موضع العناية والاهتمام، وإنما ورد ذكرها من واقع الحال..
هذا هو الإعجاز في النظم المحكم المعبر عن المعنى المقصود بدقة وإحكام!
ولا مناص، لا مناص مطلقا، لبلغاء الكلام، وأمراء البيان، وأساطين البلاغة، أن يأتوا بنظم مغاير معبر عن المعنى المقصود بدقة نظم القرآن.

وهنا تنحني ناصية البيان، وتتوارى ربات الخدور من الكلمات في معاجم البيان، في عجز واضح أن تحل كلمة أو تغاير ترتيبها عما هو في واسطة عقد هذا البيان، المحبوك المسبوك الفائق في سبكه قلائد العقيان!






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.73 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]