|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
من أقوال السلف فيما يزيل الهموم ويشرح الصدور
من أقوال السلف فيما يزيل الهموم ويشرح الصدور-1 فهد بن عبد العزيز الشويرخ الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فالهموم والغموم والأحزان عذاب وضنك في الدينا, قال العلامة السعدي رحمه الله: فسرت المعيشة الضنك بعذاب القبر...وبعض المفسرين يرى أن المعيشة الضنك: عامة في دار الدنيا, بما يصيب المعرض عن ذكر ربه, من الهموم, والغموم, والآلام التي هي عذاب معجل, وفي دار البرزخ, وفي دار الآخرة, لإطلاق المعيشة الضنك, وعدم تقيدها والهموم والغموم والأحزان لها تأثير كبير على صحة الإنسان وحالته النفسية, قال العلامة محب الدين الحطيب رحمه الله: " الهمُّ نصف الهرّم ", فلا ينبغي التساهل بالهموم والأحزان فقد تؤدي إلى الوفاة, قال العلامة المعلمي رحمه الله: الغضب يتحرك من داخل الجسد إلى خارجه, والحزنُ عكسه, ولذلك يقتل الحزن لا الغضب. وغموم القلب من أحزان وهموم لا تخفيها أموال أو مناصب, قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: غموم القلب لا تواريها لذة مال ولذة مطعم. فينبغي الحرص على دفعها قبل نزولها, قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الدعاء...والصدقة وغيرها من العبادات جعلها الله تعالى أسباباً لحصول الخير ودفع الشر إذا فعلها العبد ابتداء. كما ينبغي الابتعاد عن أسبابها, ومنها: رؤية ما عند الناس من زينة الدنيا وزخرفها, قال على بن أبي طالب رضي الله عنه, لا تتبع بصرك كل ما ترى في الناس, فإنه من يتبع بصره كلما يرى في الناس يطل تحزنه, ولا يشف غيظه. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه, قال: من يتبع نفسه ما يرى في الناس, يطول حزنه, ولا يشفي غيظه. ومنها: الإعراض عن ذكر الله عز وجل, قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: رأيت سبب الهموم والغموم: الإعراض عن الله عز وجل, والإقبال على الدنيا. ومنها: كثرة الحرص والطمع, قال إبراهيم بن أدهم رخمه الله : كثرة الحرص والطمع تورث كثرة الغم والجزع. للسلف أقوال فيما يزيل الهموم وبشرح الصدور, يسّر الله الكريم فجمعت بعضاً منها, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
جزى الله عنا نبيَّنا خيرَ الجزاء؛ فقد بيَّن لنا الحكمة من ذلك؛ حيث قال: ((فإن لو تفتح عمل الشيطان))؛ أي: تفتح عليك الوساوس والأحزان والندم، حتى تقول: لو أني فعلت لكان كذا، فلا تقل هكذا والأمر انتهى، ولا يمكن أن يتغيَّرَ عما وقع، وهذا أمر مكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن تُخَلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وسيكون على هذا الوضع مهما عملت.
** قال السعدي رحمه الله: من الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق: الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف...وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها, ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب, ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابه فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير. ** قال العلامة العثيمين رحمه الله: من فضائل الصدقة أنها سبب لشرح الصدر وسرور القلب؛ لأن الإنسان كلَّما كثُر إنفاقُه في الخير، ازداد انشراحُ صدره للإسلام، وفرِح بذلك. وسُئل ما العلاج المناسب لانشراح الصدر حيث إنني أعيش في ضيق شديد؟ فأجاب رحمه الله: من العلاج أن يكون الإنسان باذلًا لمعروفه، سواء ببذل المال، أو ببذل المنافع، وبذل البدن يساعد إخوانه، أو ببذل الجاه، فإن هذا يوجب انشراح الصدر.
**قال ابن حزم رحمه الله: كل أمل ظفرت به, فعقباه حزن, إما بذهابه عنك, وإما بذهابك عنه, ولا بد من أحد هذين السبيلين, إلا العمل لله عز وجل, فعقباه سرور في عاجل وآجل, أما في العاجل فقلة الهم بما يهتم به الناس,...وأما في الآجل فالجنة.
** قال العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله: قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ } يدل على أنه ما من مؤمن يصيبه الكرب والغم فيبتهل إلى الله داعياً بإخلاص, إلا نجاه الله من ذلك الغم, ولا سيما إذا دعا بدعاء يونس هذا. وقد جاء في حديث مرفوع عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في دعاء يونس المذكور: « لم يدع به مسلم قط إلا استجاب له» [رواه أحمد والترمذي وابن أبي حاتم وابن جرير] وغيرهم, والآية الكريمة شاهدة لهذا الحديث شهادة قوية كما ترى. **سئل العلامة العثيمين أشعر بعض الأحيان بالضيق والاكتئاب فما العلاج مأجورين؟ فأجاب رحمه الله: هناك شيء ينتفع به المرء، وهو أن يقول ما جاءت به السنة {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}[الأنبياء: 87] هذه واحدة الثاني: أن يقرأ حديث ابن مسعود رضي الله عنه: «اللهم إني عبدُكَ، وابنُ عبدِكَ، وابنُ أَمَتِكَ، ناصيتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسالُكَ بكلِّ اسمٍ هو لَكَ، سمَّيْتَ به نفسَكَ، أو أنزلتَه في كتابِكَ، أو علَّمْتَه أحَدًا من خَلْقِكَ، أو استأثرْتَ به في علم الغيب عندكَ - أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صَدْري، وجلاء حُزني وذَهاب همِّي» . وقال رحمه الله: وليُكثر أيضًا من هذا الدعاء: ربِّ اشرح لي صدري ويسِّر لي أمري.
** سُئِل العلامة العثيمين: ماذا يفعل الإنسان إذا أحسَّ بضيقٍ في نفسه؟ فأجاب الشيخ رحمه الله: ليعلم أنَّ مَنْ أُصيبَ بمثل هذا ثمَّ أكثر من ذكر الله بلسانه وقلبه، فإنه لا بُدَّ أن تتغيَّر حالُه، ويطمئنُّ قلبُه لقول الله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، لو أن الناس كثُر تعلُّقهم بالله سبحانه وتعالى وبذكره، لزالَتْ عنهم هذه الأمور. وسُئِل الشيخ: ما العلاج المناسب لانشراح الصدر؛ حيث إنني أعيش في ضيق شديد، وجِّهُوني مأجورين؟ فأجاب الشيخ رحمه الله: العلاج المناسب هو كثرة ذكر الله عز وجل؛ قال الله تعالى: { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [الرعد: 28].
& لا أحد أنْعَم بالًا ولا أشد انشراحًا في الصدر ولا أطيب نفسًا من المؤمن، وكلما ازداد الإنسان إيمانًا ازداد صدرُه انشراحًا، وقلبُه طُمَأْنينةً، وصار لا يرى شيئًا يُحزِنُه إلا وفرح به رجاء ثوابه عند الله عز وجل... & الطاعة لها تأثيرٌ بالغٌ على القلب وانشراح الصدر والسرور، والأُنْس والحياة الطيبة، أسألُ الله تبارك وتعالى أن يُعيننا جميعًا على ذكره وشُكْره وحُسْن عبادته. & من فوائد قوله تعالى: { وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الأنعام: 84] أن كل محسن فإن الله تعالى يجعل له من كل هَمٍّ فرجًا. & قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق:2-3-4] فهاتان آيتان تدلان على أن الإنسان كلما اتقى الله زالَتْ عنه الهموم وفُرِّجت عنه.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: من أقوال السلف فيما يزيل الهموم ويشرح الصدور
من أقوال السلف فيما يزيل الهموم ويشرح الصدور-2 فهد بن عبد العزيز الشويرخ
** قال العلامة العثيمين رحمه الله: الإنسان في الحقيقة له ثلاث حالات: حالة ماضية، وحالة حاضرة، وحالة مستقبلة. الماضية: يتناساها الإنسان، وما فيها من الهموم، انتهت بما عليه، إن كانت مصيبة، فقل: اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرًا منها، وتناساها. حال مستقبلة: عِلْمُها عند الله عز وجل، اعتمد على الله، وإذا جاءتك الأمور فاطلُب لها الحلَّ، لكن الشيء الذي أمرك الشارع بالاستعداد له استعدَّ له. وحال حاضرة: هي التي بإمكانك معالجتها، حاول أن تبتعد عن كل شيء يجلب الهمَّ والغمَّ والحزن، لتكون دائمًا مستريحًا، منشرح الصدر، مقبلًا على الله عز وجل، وعلى عبادته، وعلى شؤونك الدنيوية والأخروية، وإذا جربت هذا استرحْتَ، أما إن أتعبت نفسك بما مضى، أو بالاهتمام بالمستقبل على وجه لم يأذن به الشَّرْعُ، فاعلَم أنك ستتعب، ويفوتك خيرٌ كثيرٌ.
وقال له في آخر سورة الحجر: {وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدرُكَ بِما يَقولونَ} [الحجر:97] فرتب على ضيق صدره بما يقولون _ بالفاء_ قوله: {فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَكُن مِنَ السّاجِدينَ } [الحجر:98] فعرفنا أن التسبيح, والصلاة, والإنابة إلى الله هو دواء ذلك الحزن والأذى, الذي يناله منهم, ولذا كان صلى الله عليه وسلم كما في حديث نعيم بن عمار كان إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة.
& رجل افتقر بعد غنى. & غني يخاف على ماله النوى. & حقود. & حسود. & طالب مرتبة لا يبلغها قدره. & مُخالط الأدباء بغير أدبٍ.
** قال العلامة السعدي رحمه الله: من أنفع الأشياء في هذا الموضع استعمال ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال: «انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم» فإن العبد إذا نصب عينيه هذا الملحظ الجليل, رآه يفوق قطعاً كثيراً من الخلق في العافية وتوابعها, وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت به الحال, فيزول قلقه وهمه وغمه ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله التي فاق فيها غيره ممن هو دونه فيها.
قال أبو حازم: ذكرت ولدك من بعدك؟ قال: نعم. قال: فلا تفعل, فإن كانوا لله أولياء فلا تخف عليهم الضيعة, وإن كانوا لله أعداء فلا تبال ما لقوا بعدك. ** نظر إبراهيم إلى رجل قد أصيب بمال ومتاع, ووقع الحريق في دكانه, فاشتد جزعه حتى خولط في عقله, فقال: يا عبدالله. إن المال مال, منعك به إذ شاء, وأخذه منك إذ شاء, فاصبر لأمره ولا تجزع, فإن من تمام شكر الله على العافية الصبر له على البلية. ** قال الإمام النووي رحمه الله: & يستحب للإنسان إذا رأى صاحبه ومن له حق, واجماً أن يسأله عن سببه, فيساعده فيما يمكن مساعدته أو يتحزن معه, أو يذكره بطريق يزول به ذلك العارض & الإنسان إذا رأى صاحبه مهموماً وأراد إزالة همه, ومؤانسته بما يشرح صدره, ويكشف همه, ينبغي له أن يستأذنه في ذلك, كما قال عمر رضي الله عنه: استأنس يا رسول الله, لأنه قد يأتي من الكلام بما لا يوافق صاحبه فيزيده هماً. & الإنسان إذا رأى صاحبه مهموماً حزيناً, يستحب له أن يحدثه بما يضحكه, أو يشغله, ويطيب نفسه. & قوله صلى الله عليه وسلم: ( تبكيه أو لا تبكيه ,ما زالت الملائكة تظله ) معناه سواء بكيت عليه أم لا, فما زالت الملائكة تظله, أي: فقد حصل له من الكرامة هذا وغيره فلا ينبغي البكاء على هذا, وفي هذا تسلية لها. & تأنيس من حصلت له مخافة من أمر, وتبشيره, وذكر أسباب السلامة له. & قوله صلى الله عليه وسلم في الحيض: ( هذا شيء كتبه الله على بنات آدم ) هذا تسلية لها, وتخفيف لهمها. ** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: & تأنيس من نزل به أمر, بذكر تيسيره عليه, وتهوينه عليه. & المرء إذا رأى صاحبه مهموماً استحب له أن يُحدثه بما يُزيل همَّه ويُطيبُ نفسه...ويستحب أن يكون ذلك بعد استئذان الكبير & تسلية من فاته شيء من الدنيا مما حصل له من ثواب الآخرة.
فرأيت إن الرحيل إلى الراحة, وأن هذا البدن ليس بشيء, لأنه مركب تفكك وفسد, وسيبنى جديداً يوم البعث فلا ينبغي أن يفكر في بلاه. ولتسكن النفس إلى أن الأرواح انتقلت إلى راحة فلا يبقى كبير حزن, وأن اللقاء للأحباب عن قرب.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |