|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حائرة بين زوجي وابنتي! أ. زينب مصطفى السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا في تعَبٍ شديدٍ بسبب تقلُّب حياتي، وسيرِها على غير ما أريد؛ طُلِّقْتُ مرتَيْنِ، ولديَّ طفلةٌ مِن زوجي الثاني، ثم امتنعتُ عن الزواج سنتين، وكنتُ أريد أن أعيشَ مِن أجْلِ ابنتي، إلَّا أن إلحاحَ الناس عليَّ بالزواج، وسُوء معامَلة أهلي لي ولابنتي، وقلة المورد المادي لديَّ - كلُّ ذلك جعلني أقرِّر الزواج، وكان شَرطي أن تعيشَ ابنتي معي، والحمدُ لله تزوَّجْتُ رجلًا عزَبًا، وافق على أن تعيشَ ابنتي معي. الآن مرَّت ستة أشهر على زواجي، وأجدُه يختلِق المشكلات؛ لأنه لا يُريد ابنتي عنده، طلَب مِن والدي أخْذَها، لكنه رفَض؛ لعلْمِه بتعلُّقي بابنتي، ولأنَّ والديَّ كبيران في السِّنِّ، ولا يستطيعان رعايتها. الآن هو يُسيء معاملتها، رغم أنها لم تبلغ الثالثة مِن عمرها؛ يَغار منها كثيرًا، حتى إنه يحاسبني على كلِّ تصرُّفٍ مني تجاهها، ويطلب مني أن أجلبَ له مثلما أجلب لها، حتى يكاد يطلب مني أنْ أُنْفِقَ عليه كما أنفق عليها! يتذمَّر كثيرًا مِن صوتها ولعبها وتحرُّكها في البيت، والآن يمنعها نهائيًّا مِن دخول غرفة نومنا، ومن دخول غرفة المكتبة، حتى إنه يمنعها من الجلوس على الفراش؛ زعمًا منه بأنها قذِرَة! يزعم أنه يكره الأطفال، ولا يحب رؤيتهم، ويتقزَّز منهم، وينظر لابنتي نظرات حقدٍ وشرٍّ واحتقارٍ غريب، ودائمًا يقول عنها: إنها خبيثة، وستكون فتاةً سيئةً ولئيمةً عندما تكبر! يُهَدِّد بضرْبها وطرْدِها من البيت، ويُحاسبها على كلِّ كلمةٍ تقولها، وكلِّ نظرة تنظرها إليه، وكأنها كبيرة ومُدْرِكة لتصرفاتها! خيَّرني كثيرًا بينه وبينها، وقال لي: سأُطَلِّقك، وسأترك لك ابني لتربيه كما ربيتِ ابنتك! وأنا لا أستطيع التخلِّي عن ابنتي، ولا أتصوَّر أن أعيشَ بدونها، فأنا متعلِّقة بها جدًّا. المشكلة الثانية أني حامل، ولا أريد أن أُكَرِّر مأساةً أخرى بطلاقٍ جديدٍ، فماذا أفعل؟ هل أُطَلَّق مِن زوجي، وأعيش لأجْل ابنتي التي ليس لها غيري بعد الله، وأترُك الولدَ الجديدَ لأبيه عِقابًا له؟ أو أستمر في الحياة لعلَّ الله يهدي زوجي؟ أو أطلب منه أن يتزوجَ غيري ويُبقيني على ذمتِه وأرَبِّي أولادي، دون أن تتأثر ابنتي بسوء معاملته؟ أشيروا عليَّ، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أختي الكريمة، لفت نظري بشدة أول سطر كتبته: (أنا في تعَبٍ شديدٍ بسبب تقلُّب حياتي، وسيرِها على غير ما أريد)، إن غيَّرْتِ قناعتك هذه تجاه نفسك والحياةِ، فستُحَلّ كلُّ مشاكلك - إن شاء الله، فالحياةُ بالفعل تسير كما نريد بعد استعانتنا بالله تعالى، ولكننا أحيانًا نُخْطِئ؛ إما في قلة ثقتِنا بالله تعالى الذي يُيَسِّر لنا الخير، والذي قال في حديثه القدسيِّ: ((أنا عند ظَنِّ عبدي بي، فلْيظن بي ما شاء))، أو لسُوء تصرُّفاتنا بجهْلِنا بالتصرُّف السليم، فنخطو بحياتنا نحو المشاكل والآلام دون أن ندْري. فعليك بالثقة بالله تعالى، وبأنك ستنالين مِن الدنيا وزينتها بقَدْر رغبتك فيها وثقتك بالله تعالى. وبالمُجاهَدة للتوصُّل للأسلوب الصحيح في التعامل مع أي مشكلة. أما بالنسبة لمشكلة ابنتك وزوجك التي ذكرتِها، فمِنْ كلامك اتَّضح لي أنك أكْثَرْتِ مِن الاهتمام بابنتك في وقتٍ كان مِن الطبيعيِّ أن يحظَى الزوجُ فيه بِجُلِّ اهتمامك ورعايتك وحبك دون منافسٍ له؛ سواء كان ابنتك أو ابنه. لا بد مِن منْحِه كل الاهتمام وقت وُجوده، وعدم إظهار أي مزيدٍ مِن الاهتمام بابنتك أمامه؛ حتى لا يشعُرَ بالغيرة منها، فكلُّ شُعورِه لها ينُمُّ عن حبه لك، ورغبته في أن يحوز منك على كل ما تشعرين تجاهه لابنتك. حاولي مثلًا أن تُبْقِي ابنتك وقت وجودِه دائمًا في غرفتِها، بين ألْعابها، أو أن تنام قبل حضورِه؛ لتَتَجَنَّبي احتكاكها به كثيرًا.. إلى أن تحلَّ المشكلة. وامنحيه اهتمامًا زائدًا حتى لو أمامها، وأخبريها أمامه بأنه أبوها، وأنها ستُحبه كثيرًا حينما تكبر وتجده هو مَن رعاها واهتَمَّ بها في بيته. دائمًا اشْكُريه وقدِّريه على وجودِه في حياتك، وأنك ما استطعتِ أن تمنحي ابنتك الحب إلا حينما أعطاك هو الحب؛ لأنَّ فاقد الشيء لا يُعطيه. أشْعِريه بأنكما تعتمدان عليه، وأنه هو الذي يمنحكما الدعمَ والأمان والثقة. ركِّزي دائمًا على الجانب الإيجابي في أيِّ تعامُلٍ جيدٍ، ولو كان نادرًا مع ابنتك، وتجاهَلي التصرُّفات السيئة، ولا تتوقَّفي عندها فستختفي بالتدريج حينما يثق في حبك له. اشغلي تفكيره عن ابنتك بالتخطيط لابنكما، وكيف أنك سعيدة بأن هذا الولد سيكون منه، وأنك تحبينه مِن الآن وتتشوقين له. ثقي بأنك كلما منحتِه الحبَّ فسيشعر بالأمان، وسوف يزول – مع مرور الوقت – انزعاجه من ابنتك. الأمرُ يحتاج للصبر والاستعانة بالله والدعاء، فلا تتعجَّلي النتيجة، ولكن استمري حتى لو طال الأمر، وسيتغيَّر كلُّ شيءٍ للأفضل - بإذن الله تعالى، قرِّري وستَجِدين النتيجة. وفَّقك الله، وسدَّدَ خطاكِ
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |