زوجتي لا تحترم والدتي

[ابوالوليد المسلم]

زوجتي لا تحترم والدتي
أ. طالب عبدالكريم

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


حدثتْ لي مشكلات ماديَّة مع والدتي بعد زواجي، وعلمتْ زوجتي بذلك فتشاجرت مع والدتي، مما أدى إلى عدم احترام زوجتي لوالدتي، وعلوِّ صوتها عليها!


ثم بدأتْ زوجتي تتكلَّم عن أمي بأسلوبٍ غير لائق، واستمرت المشكلات بيني وبينها، وكانت تُثيرني دومًا بكلامها؛ مما جَعَلَني أنفعل بصورة كبيرة، وأتلف بعض أغراض البيت!


نعيش في دورٍ خاص بنا ببيت أهلي، وبعد خلافاتها مع أمي أصبحت ترفض النزول إليهم، وكذلك عند حضور الضيوف، فهي لا تجلس معهم خاصة إذا كانوا متعلقين بأمي! ويتكرر الأمر نفسه في الأعياد، فقد طلبتُ منها في أحد الأعياد أن تنزلَ للسلام على أختي - وكانتْ تشرب الشاي وتُشاهد فيلمًا قصته أنَّ أم الزوج (الحماة) تقتل زوجة الابن - لكنها تباطأتْ، وكأنها لم تسمع كلامي، فأخذْتُ منها كوبَ الشاي وكسرتُه، وأغلقتُ التلفاز، وصرختُ في وجهها.


اتصلتْ بوالدِها المتكبِّر بطَبْعِه، وجاء ليأخذَها.. وهدأت الأمورُ بعد أُسبوعين، فأرسلتُ لها رسالة عتابٍ، ذكرتُ فيها أني تعبتُ ودخلت المستشفى.. تلاها نحو عشر رسائل، فلم تردَّ!


حاول بعضُ الأقارب الإصلاح، لكنها رفضت الرجوع إلا في بيت منفصل عن أهلي.


وقد مرَّ على وُجودِها في بيت أهلها شهران، وهي الآن حاملٌ في الشهر الخامس، فماذا أفعل؟ لأني أخشى أن تصلَ المشكلة إلى المحاكم.



الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعدُ:

فأُقَدِّر لك - أخي الكريم - تودُّدك لزوجتك، وحبك لها، وكذلك احترامك لأمك وأهلك، ويُسعدني أن أسطرَ لك النقاط التالية:

- قد نبذُل الأسباب، لكن إرادة الله فوق كلِّ شيءٍ؛ فهو أعلم بما يصلح شأننا - سبحانه وتعالى.

- في الصحيحين عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنما الشُّؤم في ثلاثة: في الفرَس، والمرأة، والدار))، وفي القصة المشهورة لنبي الله إبراهيم - عليه السلام - لما طرَق الباب على ابنه إسماعيل، فخرجتْ له امرأته، فلما سألها عن حالهم ذكرتْ له بأنهم في شرِّ حالٍ وضيق وشدةٍ، فأَمَرَها حين يأتي إسماعيل أن يُغَيِّرَ عتبة بابه؛ كناية عن طلاقِها، ولا أعني - أخي الكريم - أني أدعوك لطلاق امرأتك، لكن أدعوك لأنْ تتأمل في حالك.

- نحتاج في بعض الأحيان إلى التفكير بطريقة عقلانية، والابتعاد عن الجوانب العاطفية؛ لذلك حبذا أن تحضرَ ورقةً وتكتبَ فيها ما يلي:

- ما إيجابيات زوجتي؟ وما سلبياتها؟ وأن تُقارن بينهما.

- ما إيجابيات بقائنا متزوجين؟ وما سلبياته؟ وما إيجابيات انفصالنا وسلبياته؟ ثم قارِنْ بينهما.

- يبدو أنَّ زوجتَك تحمِل بعضَ الأفكار السلبية عن أمِّ الزوج، كما يتَّضح من رسالتك؛ لذلك لا بُد مِن أن يكونَ لك دورٌ فاعل في إزالة هذه الصورة السيئة، وذلك مِن خلال حُسن تعاملك، ومعرفتك كيفية التعامُل معها، وتغيير أفكارها تجاه والدتك وأهلك.

- يتضح كذلك مِن ذِكْرك لطبيعة المشاكل التي بينكما أنك تفتقد لمهارة التعامل مع المرأة، وفهم طبيعتها؛ لذلك أنصحك - أخي الكريم - بالاطِّلاع على بعض الكتب المتخصِّصة في مجال العلاقات الزوجية؛ مثل كتاب: "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة"؛ لمؤلفه جون جراي، أو كتاب: "التفاهم في الحياة الزوجية"؛ للدكتور مأمون مبيض، أو المشاركة في بعض الدورات المتخصِّصة في العلاقات الزوجية.

وأخيرًا أكثر من الاستخارة، والالتجاء إلى الله - سبحانه وتعالى، فالقلوبُ بين إصبعين مِن أصابع الرحمن، وأسأل الله أن يُفَرِّج عنك همك، ويُزيل غمك، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.