|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا أعلم لماذا تريد خطيبتي الانفصال أ. أسماء حما السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ في منتصف الثلاثينيَّات، تقدَّمتُ لفتاةٍ في أواخر العشرينيات مِن العمر، وتمَّ القَبُول بيننا وخطبتُها، ثم عقدتُ عليها. ومعلومٌ أنَّ فترة الخطوبة هي فترة التعارُف والتقارُب؛ وذلك لمعرفة الطباع، فكانت المكالماتُ بيننا لا تخلو مِن الكلام الجميل والرومانسية، أما هي فكانتْ جافَّة المشاعر تُجَاهي بعض الشيء، إلَّا أني أحسستُ بأنها قريبة مني، ودخلتْ قلبي، وأحببتُها كثيرًا، وبَنَيْتُ أحلامي وأمنياتي على ذلك، لكن بعد فترةٍ مِن المكالَـمات والكلام الجميل، قالتْ: "مِن الأفضل لنا أن ننفصلَ!"؛ فأُصِبْتُ بصدمةٍ، وسألتها: "ما الأسباب؟"، فذكرتْها، وتبيَّن لي أنها أسبابٌ تافهةٌ، ثم قالتْ: أرى أننا غير متَّفقينِ، ولن أُسعِدك ولن تسعدَني. بدأ الشيطانُ يُوسوس لي، ويخيل لي أنها ليستْ عذراء، أو أنها مسْحورة، أو أصابتْها عين، أو ربما تكون على عَلاقة بشابٍّ آخر وتحبه ولا تُريدني، أو لعل فارق السِّن هو السبب! لم أَنَمْ منذ أيام وحالتي مُتدهْوِرة، ولا أعرف كيف أتصرَّف، أعطيتُها فرصةً للاستخارة، وطرْد الوساوس. أرجو منكم المشورة، وإعطائي الأسباب، والقرار الصحيح. الجواب: الأخ الكريم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أهلًا ومرحبًا بك في شبكة الألوكة، وأسأل الله لك الخير. إنَّ الأشياءَ الجميلة في حياتنا تحتاج إلى أن نؤمنَ بها، ونُصدِّقها، ونسمع صوت الحقيقة في قلوبنا، وهذا الصوتُ أنت مَن سوف يسمعه وحدك، وأنت مَن سوف يحلِّل السبب الحقيقي. إن غايةَ الزواج كما قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، وهو مِن أهم مشاريع العمر على الإطلاق، ويجب أن نخوضَه عنْ قناعةٍ، وإيمانٍ مطلقٍ بما نحن مُقدِمون عليه؛ لهذا لا بدَّ أن نبدأ بناءَه على قواعدَ متينةٍ، وقد قرَّر لنا رسولُنا المصطفى محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - هذه القواعدَ حين قال: (( تُنْكحُ المرأةُ لأربعٍ: لمالها، ولِحَسَبها، ولِجَمَالها، وَلدينها؛ فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ))، وكم هو رائع أن نحصلَ على الأربع: الدين، والمال، والحَسَب، والجمال. لم تذكرْ لنا شيئًا عن خُلُقِها وتديُّنها! وإن صاحبة الدِّين لا يُمكن أن تخدعَك، أو تخاف مِن تصرُّفاتها. بالنسبة للعمر، فإنَّ أعماركما مُناسبة جدًّا، وليس العمر هو سبب الاختلاف. وحتى يكون الحكمُ موضوعيًّا في مسألةٍ كهذه؛ كان ينبغي أن نسمعَ مِن الطرفين، وقد وردت المسألةُ مِن طرفك، فأقول: • لعلها لم تحبَّك بمِقدار حبِّك لها، وقد كانتْ تُسايرك على أملِ أن تحبَّك يومًا ولم تنجحْ في ذلك. • لعلها مُجبَرة مِن قِبَل أهلِها على الزواج بك، وقد استطاعتْ أخيرًا التملُّص مِن ذلك وإقناعهم بعدم رغبتها. • لعل خاطبًا آخر قد تقدَّم لها - وهو لا يعلم بأنه قد تَمَّ عقد نكاحها عليك - فقرَّرت الانفِصال. • لعلها لم تَنسَجِمْ معك نفسيًّا، ولم تشعرْ بأنها الزوجة التي يُمكن أن تُسعدك. • ربما أزعجتَها دون أن تدري، والفتاةُ حسَّاسة جدًّا؛ فقرَّرت الانفصال. • ربما أزعجها أحدٌ مِن أهلِك بتعليقٍ أو تصرفٍ معينٍ. ومهما كان سببُ قرارها فتبدو غير ناضجة بالقدر الكافي، ولا تجيد التعبير عنْ نفسها؛ فلا تَصْلُح أن تكونَ زوجة المستقبل وأمًّا ومربِّية لعيالك. أخيرًا، استَعِذْ بالله مِن الشيطان الرجيم، ولا تُفَكِّر بما يُسيء لشرَف هذه البنت وعفَّتها، وبما أنها عازمة على الانفصال؛ فلعله خيرٌ لك، دَعْكَ منها، عسى الله أن يُعَوِّضك بصاحبة الدِّين والخُلُق مَن تقدِّرك وتحبك. ودُمْتَ بخيرٍ
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |