|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أنتظره حتى بعدما تزوج؟! أ. شروق الجبوري السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إخواني الكرام، أنا مُتعَبَة مِن هذا الأمر - الذي سأقصُّه عليكم - أشدَّ التعب، ونلتُ مِن هذا الأمر غمًّا وهمًّا وكربًا لا يعلمه إلا اللهُ! أُحيطكم علمًا ابتداءً بأنني أحاول - قدْرَ استطاعتي - أن أكونَ فتاةً متدينةً، وأنا الآن منتظمة في دورة أُسبوعيَّةٍ لحفْظِ القرآن الكريم، وأسأل الله أن يجعلني وإياكم مِن أهل القرآن الذين هُم أهله وخاصته. أنا فتاةٌ في أواخر العشرينيَّات، أعمل في مكانٍ ذي وجهةٍ اجتماعيَّةٍ جيدة، بعدما واصلتُ تعليمي رغم المُعاناة الماديَّة! المهم أنه جاء شخصٌ ليعمل معنا في نفس المكان، وقد ارتحتُ له كثيرًا، ولا أدري كيف تمَّ ذلك! أحببتُه حتى الجنون، ولم أكنْ أدري ما شُعوره تجاهي! أخبرني بعد ذلك بأنه يُحبني كما أحبُّه، لكنَّ المفاجَأة أنه أخبرني أنَّ أباه أشار عليه بخِطبة فتاةٍ أخرى، وقد خطبَها بالفعل! ظلَّ الأمرُ مدة وهو يبحث عنْ حلٍّ لهذه المشكلةِ، وكنتُ خائفةً مِن ظُلم هذه الفتاة! ابتعَد مدةً ثم علمتُ أنه تزوَّج، وكانتْ صدمةً كبيرةً لي! صارَحَني بأنه لا يستطيع العيشَ معها، حتى بعد الزواج، كما أخبرني بأنه لا يستطيع العيش بدوني، وأنا كذلك. هو الآن يبحث عنْ حلٍّ لهذه المشكلةِ، ولا يُريد أن يُنجِبَ منها؛ لئلَّا تربطه بها عَلاقة طول العمر، وقد رفَضَ أهلُه زوجةً ثانية له، مع العلم بأني رفَضْتُ كلَّ مَنْ تقدَّم لخطبتي انتظارًا له، وما زلتُ أنتظره حتى بعدما تزوَّج؛ فماذا أفعل؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نُحيِّيكِ أولًا في شبكة "الألوكة"، ونشكُر لكِ انضمامكِ لها، سائلين الله - تعالى - أن يُسخِّرَنا في تفريج كرباتكِ وكربات جميع المستشيرين. وأودُّ أيضًا أن أُحَيِّي ما لمستُه فيكِ مِن رغبة في التقرُّب إلى الله - تعالى، ولومٍ ذاتيٍّ عالٍ، وسعيٍ جادٍّ لحل مشكلتكِ على أساسٍ سليمٍ، وهي إيجابياتٌ تُحْسَب لكِ، وتشير إلى اتسامكِ بإحساسٍ وعاطفة عاليين، ورغم أن العاطفةَ والإحساسَ هما جزءٌ مهمٌّ في تكوين الإنسان، فإنَّ الحكمة والعقلانية هما الجزءُ الآخر الذي لا يقل أهمية عنه، وهو الأمرُ الذي أتمنى منكِ رعايته. عزيزتي، الآن وقد عظم بك الحال في شدة مشاعرك، وتأزَّم وضعُك النفسيُّ والاجتماعيُّ، فلا مجال لأي عتبٍ تتوقعينه منا؛ وكذلك لأننا نؤمن بأن كلَّ ابن آدم خطَّاء، وليس بيننا مَن هو فوق ذلك، ولكننا نؤمن - ونحسبكِ كذلك - أنَّ خير الخطَّائين التوابون؛ ولذلك - يا عزيزتي - فإني أنصحكِ بالتوجُّه إلى الله - تعالى - بصدقٍ وإخلاص ورجاء تامٍّ، أن يغيثكِ مما أنتِ فيه، ويبعدكِ عن هذا الشابِّ. ورغم علمي بصعوبة ذلك على نفسكِ، فأتمنَّى منكِ أن تُقدِّمي الأَوْلَى والأهمَّ في تعاملكِ مع هذا الأمر؛ فمفاجأة هذا الشابِّ لكِ بزواجه بعد اطلاعكِ على ما يواجِهُه مِن ضغوطات تُشير إلى تذبذبه، وضعْفِ إرادته وقدرته على حسْمِ الأمور، كما أن تعذُّره الآن بعدم قُدرته على الزواج منكِ - برفْضِ أهله الزواج مِنْ زوجةٍ ثانيةٍ - يُثِير حوله بعض الاستفهامات! فكيف لأهله القبول بطلاقِه زوجتَه مُستقبلًا، ويطلب منك انتظار ذلك، بينما لا يقبلون زواجه مِن أخرى؟ فهل يَقبَل أهلُه طلاق امرأته، ويرفضون زواجكما؟ وهل يسعى هو بالتخطيط لهذا، ولا يسعى لذاك؟ ولكي يكون قرارُكِ جادًّا وحاسمًا؛ فإني أتمنى منكِ - بعد قيامكِ بالدعاء - ملء نفسكِ وتفكيركِ بيقينٍ بأن الله - تعالى - سيُخلِف عليكِ خيرًا مما تتمنين، لأنكِ تركتِ شيئًا له - جل وعلا. وتذكَّري أنَّ اللهَ تعالى - وبرغم كلِّ الصُّعوبات الأسَرية والمالية وغيرها التي ذكرتِها - قد منَّ عليكِ بمُواصَلة تعليمكِ، ثم بعملٍ يكفيكِ سؤالَ غيره، وبمركز اجتماعي مناسِب، ولا شكَّ أن غير تلك النِّعَم كثيرة، مما يغبطكِ عليها الكثيرون. وتأمَّلي في كرَم الله - تعالى - عليكِ، ثم اسألي نفسكِ: هل يُعجِزه أن يمنَّ عليكِ بزوجٍ صالح يناسبكِ، وهو مَن حباكِ بجزيل فضله؟ وإنكِ إذ أحسنتِ بالتسجيل في دورة حفظ القرآن الكريم، فإني أنصحكِ أيضًا بالانخراط في النشاطات التطوعية، ومساعدة مَن يحتاج العون من الفئات التي تجدين في نفسكِ ميلًا لها؛ كالأيتام، أو المسِنِّين، أو غيرهم؛ فلهذا الأمر منافعُ كثيرة، أقلها شعوركِ بالرضا النفسي والسعادة، والاستئناس بما تتمتعين به، من خلال مقارنة نفسكِ بمُعاناة تلك الفئات. ولكي يتكلَّل قرارُكِ بخطوات حاسمةٍ، أنصحكِ بتغيير موقع عملكِ، والانتقال إلى مكانٍ آخر، واسألي الله - عز وجل - أن يمنَّ عليك بالخير، ويحفظكِ من كل شرٍّ فيه. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله - تعالى - أن يصلحَ شأنكِ كله، ويرزقكِ الزوج الصالح، ويقر عينيكِ به في دينكِ ودنياكِ، وسنسعد بسماع أخباركِ الطيبة مجددًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |