|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أحصل على زوج أ. عائشة الحكمي السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لقد اطلعتُ على موضوع: "هل أستطيع أن أبلغَ ثواب المتزوِّجة؟!"، وفي فحوى الرد أجبتم بما يلي: "أُدْرِكُ جيدًا أنه لا توجَد فتاةٌ إلا وتَتُوق نفسُها إلى الزواج، لكن الزواج مِن مهمات الرجال؛ لأنَّ الرجل هو مَن يخطب المرأة، وهي مَن تجيب! فلا تُتعِبي نفسكِ في الاحتيال للظفر بعروس الأحلام، ولكن اجعلي لنفسكِ أهدافًا تعبُّديةً يمكنكِ تحقيقها، ويُمكن أن يتحقَّق مِن خلالها حلمُ الزواج"! فما هذه الأهداف التعبُّدية التي يُمكن من خلالها تحقُّق الزواج، مع التفصيل، وشكرًا لكم. الجواب: بسم الله الموفِّق للصواب وهو المستعان أيتها العزيزة، إنَّ المقصود مِن الأهداف التعبُّديَّة التي ألمعت بها في الاستشارة المذكورةِ، هي مُعظم الأهداف الاجتماعية، والعلمية، والعملية، التي في مَقْدور كلِّ فتاة مسلمة أن ترشقَها بسهامِها فتصيب الغاية منها؛ وهي عبادةُ الله - عز وجل - ثم ييسِّر الله بهذه الأهدافِ النبيلة ما تتوقُ إليه نفسها من الزواج والاستقرار العاطفي والجنسي والاجتماعي؛ نتيجة التعارف والتواصل الاجتماعي، وحُسن المخالطة؛ فالمخالطةُ الاجتماعيةُ هي سلالم الوصول إلى بيت الزوجية، متى ما وضع الله بين درجاتها التوفيق والتيسير والبركات؛ فأحدُ أهم أسباب تأخُّر الزواج كامنٌ في صِغَر محيط الدائرة الاجتماعية التي تُحيط بالفتيات، وقد قال الله - سبحانه وتعالى - في محكم كتابه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ [الحجرات: 13]، وبدون هذا التعارف بين الناس تقلُّ حظوظ الفتيات في الزواج، من هنا رأيتُ الحلَّ لمشكلة تأخُّر الزواج في توسيع محيط الدائرة الاجتماعية، مع التذكير بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى، فمَن كانتْ هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومَن كانت هجرته لدنيا يصيبُها أو امرأة يتزوَّجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه))؛ متفق عليه، واللفظ لمسلم.من هذه الأهداف التي يمكن الاستفادة منها؛ ما يلي: - التسجيل في مراكز ودور تحفيظ القرآن، وحِلَق الذِّكْر. - العمل التطوُّعي في دُور رعاية الأيتام، ومراكز الإغاثة، بالإضافة إلى العمل التطوُّعي داخل وخارج الجامعة. - البحث عن وظيفةٍ مرموقةٍ، تُتيح فُرصة التعارف بالآخرين. - تلبية دعوات الأعراس والظهور في الأعياد والمناسبات الاجتماعية المختلفة. - مواصَلة الدراسات العليا. ونحو ذلك مِن الأهداف التعبديَّة التي توسِّع مدارك الفتيات، وتُشبِع عواطفهنَّ، وتملأ أوقاتهن بالخير والبركات، فيكسبن بها الأجر والثواب في صورة توفيقٍ وسَعَة ورضا وطمأنينة نفس، على ألَّا تهمل الفتاة ما يرغب في النظر إليها، ويحسنها في العيون من الزينة في الوجه، ولبس الحلي، والتنوق في الثياب والطِّيب؛ إذ مِن غير المعقول أن ترغب الفتاة في الزواج ثم تهمل نفسها وزينتها وكأنها في حدادٍ! إلا إذا كان عملها أو دراستها في أماكن تبيح الاختلاط بين الذكور والإناث، فلا بد ساعتئذٍ من ترك الزينة والطِّيب. فإنْ قال قائلٌ: فإنَّ بعضَ الموظَّفات في العمل وحافظات القرآن في الدُّور قد تأخَّر زواجهنَّ رغم سَعة محيط الدائرة الاجتماعية المحيطة بهنَّ! قيل: بأن كلَّ ما يصيب المؤمن مِن سراء أو ضراء هو خيرٌ له، لو تصفح الحكمة الخفية من وراء ما يُصيبه، ثم لترجعْ كل فتاة إلى نفسها وتسأل مرآتها عن رأيها فيها: هل أحسنتْ هيئتها في مقرِّ عملها، أو في دار تحفيظ القرآن؟! ولتصدقْ بينها وبين نفسها: هل أخلاقها أخلاق النساء الصالحات؟ كيف هي طريقة تعامُلها مع الناس؟ ما مدى جاذبيتها؟! هل تجد القبول الاجتماعي؟! ثم لتتذكرْ بعد ذلك بأنَّ الوظيفة مجرَّد دائرة اجتماعية ضيقة، وكذلك الدار عبارة عن دائرة اجتماعية صغيرة، والحياة الاجتماعية لا تتوقَّف على أماكن العمل، ولا على مراكز تحفيظ القرآن الكريم، فلا بدَّ إذًا مِن توسيع محيط الدائرة الاجتماعية، عبر الدخول في دوائر اجتماعيَّة تزيد مِن فُرَص التعارف والتلاقي والتواصُل الاجتماعي. وعسى الله بمنِّه وفضله وكرمه أن يجعلَ لك ولبنات المسلمين فوق كلِّ أرضٍ وتحت كل سماء من أوليائه المتقين وعباده المخلصين أزواجًا صالحين، تقر أعينكن بهم، وتقر أعينهم بكن، اللهم آمين. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |