08-01-2022, 05:09 PM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,367
الدولة :
|
|
العلم وصلاح المجتمع
العلم وصلاح المجتمع
يحيى إبراهيم
العلم أسمى ما يسعى إليه المرءُ، فلو ذاق حلاوتَه لأفرَغَ وقته في تحصيله؛ فهو المُغنِي عن ملذَّات الحياة؛ إن ركِب الغنيُّ المطايا، فالعالِم قد حلَّق في أُفُق السماء، وقد تهيَّأت الكواكب وتشوَّفَت وأَذِنَت له، بل توسَّلت إليه أن يجلِس عليها.
ولن يكون علمٌ بغير حبٍّ؛ لأنه بالحب يصبِر الإنسانُ على الصعب، بل يستلذُّه، واسأَلِ المُحبِّين - فهم أدرى بالجواب -: كيف صبَروا على كلِّ ما يصدر عن حبيبهم، وإن كان الذي صَدَر لومًا وعتابًا؟ كما قال الشاعر:
أجدُ الملامةَ في هواكِ لذيذةً ♦♦♦ حبًّا لذِكْرِكِ فليَلُمْني اللُّوَّمُ
بل إن كان هذا الذي صدر هجرًا، فإنَّ المحبَّ يُسَرُّ بهذا الهجر، لا للهجر نفسِه، بل لسرور حبيبِه بهذا الهجر.
وأفضل الحبِّ حبُّ الله تعالى؛ لأنه به يسمو الإنسانُ مِن عالَمِ بشريَّتِه، فيتَّصِل بالخالق الذي بيده مقاليدُ كلِّ شيء، حتى إنه ليستغني العبد عندئذٍ عن العالَمينَ، وذلك إذا اتَّصل بربِّ العالَمين، فيستريح بالُه، ويسكن فؤادُه، ويُغمَر بالسعادة، ويستلذُّ بالعبادة، وكيف تحبُّ اللهَ وأنت بعيدٌ عنه؟!
إنه بالعلم تعرفه: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19].
وبالحب تصبر على العلم:
ومَن يَصطَبِرْ للعلمِ يظفَرْ بنَيْلِهِ ♦♦♦ ومَن يخطُبِ الحسناءَ يصبِرْ على البذلِ
فإذا عرَفت الله، تحسَّنَتْ صِلتُك بالله، وإذا تحسَّنَت صِلتُك بربِّك، ظَهَر أثرُ ذلك على عبادتِك، ومِن ثَمَّ يتحسَّن سلوكُك مع الناس، وتُصبِح حينئذٍ مُتزنًا مع ربِّك ونفسِك والناس؛ مما يعودُ على المجتمعِ بالخير والنماء؛ لأن المجتمعَ ما هو إلا أنا وأنت، فكن محبًّا للعلم ومحبًّا لله، تُحِبَّك الحياة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|