|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مراحل البحث العلمي في ميدان الترجمة أسامة طبش إن عمليَّة البحث العلمي ذات أهميَّة بالغة في تكوين الطالب، فكيف إذا ذكرنا منهجية تحضير بحث علمي في ميدان الترجمة، ما مراحل هذا البحث قبل وأثناء تحضيره؟ وما التوجيهات التي يمكن للطالب توخِّيها أثناء إعداده لهذا البحث؟ نقصد بمنهجيَّة البحث: تلك الخطة التي يَتبعها الطالب؛ ابتداء من اتصاله بالمشرف إلى تزويده بمختلف المراجع المطلوبة، مرورًا بوضع الإشكالية وحبك المقدمة والخاتمة إلى التحرير النِّهائي لهذا البحث. أولاً: قبل: كباحث في ميدان الترجمة ابدأ بالاتصال بالمشرف؛ وذلك للنقاش حول الموضوع المختار، وطرح إشكاليَّة الموضوع، وذكر المراجع التي من الممكن أخذها بعَين الاعتبار أثناء البحث، وكل ذلك يأتي وفق احترام رُزْنامة المشرف. والشروط الواجب توافرها في البحث العلمي هي: 1- أن يكون الموضوع غير مطروق، أي: جديدًا. 2- أن يكون الموضوع متواترًا ويفتح المجال للتعمُّق فيه. 3- عدم اتِّباع منهجية التركيب، أي: الجمع من هنا وهنا، بل يجب أن يكون البحث ذا طبيعة مستقلَّة. ثانيًا: أثناء: تأتي المرحلة الثانية وهي بالِغة الحساسية، نشرحها في النقاط التالية: 1- التحرِّي والتقصِّي والبحث: يتم فيها جَمع مختلف الوثائق المطلوبة واللازمة للبحث العلمي. 2- التحليل: ومن خلاله يتم التدقيق في هذه المراجع وقيمتها العلميَّة ومدى مصداقيتها. 3- التوثيق: ومن خلاله يتم البدء في فَرز تلك المراجع وإعداد البطاقات المرئيَّة الخاصة بكلِّ فكرة أو استشهاد يدخل في سياقٍ معين. 4- التحرير: وهو الذي يتم فيه تَحرير البطاقات والأجزاء والفصول والمدونة الخاصة بالبحث العلمي. تجدر الإشارة هنا إلى البحث الببليوغرافي، وهو شديد الحساسية أيضًا؛ حيث من خلاله يتم مراجعة مختلف المكتبات: الوطنية أو الخاصة، والاستعانة بالمراجع الورقية أو الإلكترونية، وفقًا لقاعدة بيانات متوفرة على مستوى الشبكة العنكبوتية. ونقصد بالبطاقة المرئيَّة تلك البطاقة التي يخصِّصها الباحث لأفكارٍ جمعها حول الموضوع المبحوث عنه، وتكون هذه الأفكار في ظلِّ مظلَّة سياق معين، أيضًا هناك بطاقة الاستشهادات التي تدلُّ على مدى اطِّلاع الباحث وقراءاته في مجال بحثه. صياغة الإشكالية تتطلَّب حبكة لا يُستهان بها، وهنا يجب أن نذكر بأنه من الواجب أن تكون الصياغة تختلف عن عنوان البحث، ولكنها تدور في مداره، مثلًا: أختار عنوانًا لبحثي: "ترجمة الروايات من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية في الوطن العربي"، أما صياغة الإشكالية فتكون: "ما أهمية ترجمة الروايات من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية في الوطن العربي؟". بالنسبة للمقدمة فإنها تجيب عن التساؤلات الآتية: ماذا؟ كيف؟ ولماذا؟ أي: ما الموضوع الذي تمَّ اختياره؛ مثلًا أختار موضوع: "الترجمة الأدبية في الوطن العربي"، كيف تم التوصُّل إلى هذا الاختيار، أي: إنَّني اخترتُ هذا الموضوع لأنَّه لم يُطرق في جانب خاص من جوانبه، وعلى أي أساس جاء هذا الاختيار، أي: إنَّني اخترتُ هذا الموضوع لِما له من دور في إثراء الحياة الثقافية بشكل عام. أمَّا الخاتمة: فهي تركيب لجميع أجزاء البحث وحوصلة لِما فيه؛ ولهذا يجِب أن تكون ذا طبيعة تَجعل الباحثين الآخرين شغوفين بمواصلة البحث في نفس الموضوع، بإثارة النِّقاش في جانب من جوانبه الغامضة. إن البحث في أيِّ علم من العلوم يجب أن يكون ذا صبغة منهجيَّة علمية، والترجمة كعلم قائم بذاته، لا يجب أن تشذَّ عن هذه القاعدة، وكطالب باحث في ميدان الترجمة، يجب عليَّ التقيُّد بما سبق، حتى يكون الإسهام الذي أُدلي به معتبرًا ومؤسسًا من الناحية العلمية.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |