الامتحانات المدرسية الإشهادية بين الماضي والحاضر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المعاصي وعقوباتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أوروبا في براثن العنصرية: صعود اليمين المتطرف وتداعياته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          "مجتمعات التعلم": رحلة نحو التنمية الشاملة والتماسك الاجتماعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 557 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4485 - عددالزوار : 1012992 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4021 - عددالزوار : 530884 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 9467 )           »          ضبط أقل مدة الحمل بين حكم نكاح السر وإعلان الزواج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-12-2021, 04:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,643
الدولة : Egypt
افتراضي الامتحانات المدرسية الإشهادية بين الماضي والحاضر

الامتحانات المدرسية الإشهادية بين الماضي والحاضر
عبدالواحد المسقاد




تشكِّل الامتحانات الإشهادية لدى المتعلمين الممتحنين بصفة خاصة، وأسرتهم بصفة عامة، هاجسًا قويًّا؛ لكون هذه الاختبارات تعدُّ جسرًا للعبور إلى الطور الموالي في الدراسة إذا مرَّ بنجاح، ونقطة بارزة في المسار الدراسي لدى المتعلم، فما أن يقترب الامتحان الإشهادي حتى تجد المتعلِّم يستنفر طاقته، ويُعِدُّ العدة لخوض غمار الاختبارات؛ من أجل اجتياز الامتحانات بسلاسة تامة، وارتياح نفسي بليغ، فالهدفُ واحد ومشترك بين المُمْتحنين جميعًا؛ سواء تعلق الأمر بجيل الماضي أم الحاضر، ألا وهو: الحصول على شهادة دراسيَّة متعلقة بالطور الدراسي، تخوِّل لهم الولوج إلى الأسلاك التعليميَّة الأخرى؛ ليتوَّجَ الطَّالب في نهاية دراسته بشهادة جامعية تُمكِّنه مِن الحصول على فرص العمل، والولوج إلى سوق الشغل.


إن الفَرق الدَّقيق بين الاختبارات في العهد الماضي والعصر الحالي يَكْمُن في الكيفية التي تتم بها الاختبارات، وكذلك أيضًا شخصية المتعلم؛ حيث كان الطالبُ في القديم يلجُ قاعة الاختبارات بثقة تامَّة في النفس، وعزيمة قوية، ومرَدُّ ذلك الإعداد الجيِّد والمراجعة التامة والشاملة لمختلف الدروس والمقرَّرات الممتحن فيها، إضافة إلى اعتماد الطالب على ما استوعبه خلال المذاكرة، وتجنُّب الاعتماد على الآخر، أما الاختبارات في عصرنا فأكثر الطلبة يلِجون قاعة الاختبارات والدَّهشة تعلو مُحَيَّاهم؛ وهم يتتبَّعون مراقب الاختبارات في الفصل بأعينهم، ويتوجَّهون بالنظر إليه أينما توجه، أملًا في تَحيُّن الفرص للغش وتبادل الأجوبة، وربما يقضي الطالبُ حصة الاختبار بأكملها وهو تائه الفكر، لم يقرأ الأسئلة، ولم يتمعَّن مضامينها، فيحصل له الارتباك الشديد أثناء الاختبار! كلُّ ذلك مردُّه إلى انعدم التحضير الجيِّد، ودخول الطالب إلى قاعة الاختبار وفي قراره مُسْبقًا الاعتماد على زميله في الفصل ليُمكِّنه من الإجابات.


وقديمًا كانت الامتحانات الإشهادية تُجْتاز بشكل عادي بعيدًا عن وسائل الإعلام ومواكبته لسير عمليات الاختبارات، وكان الطالبُ في القديم على العموم لا يعرف للغش معنى في سبيل تحصيله الدراسي؛ لأنه كان يتلقى العلم النافع الذي يهدي إلى الإيمان، ويرسخ السلوك القِيمي لدى الطالب.


بينما في العصر الحالي، اخترقت التكنولوجيا البيوت، وغَزَتْ مختلف المجتمعات، فأصبح هاجسُ الوزارة الوصية على القطاع هو: الحدَّ من ظاهرة الغش، واحتواءها، وعدم استفحالها، إضافة إلى أنَّ الطالب في العصر الحالي أصبح يُنافح عن الغشِّ، ويعتبره حقًّا من حقوقه، فضاعتْ بذلك القِيمُ الأساسية مِن جوهر التعليم.
ومما ينبغي أن يعلمه المتعلم أنَّ العلم يَنْأَى بصاحبه عن هذه السلوكيات والاعتقادات، ويرشده إلى قيم الأخلاق.


قديمًا كان هاجسُ طالب العلم هو الوصول إلى المراتب العليا في العلم، وكلَّما سَمَا الهدفُ والمقصِد ترفَّع الطالب عن سفاسف الأمور، وارْتقى إلى معاليها، وهذا ما ينقص جلَّ المتعلمين في عصرنا الرَّاهن، نتيجة انعدام ثقافة أخلاقية، وجعل الهدف الأسمى هو نيل وظيفة ما؛ لأنه تربَّى على الطَّمع الدنيوي، وما الفائدة من العلم إذا لم يهذِّب سلوك صاحبه ويرشده إلى التحلِّي بالقيم السامية والأخلاق الفضيلة؟


قديمًا كانت الرغبة تَجْتاح نفوس المتعلِّمين في التَّعلم والتفوق والنبوغ، فكان الهدفُ ساميًا وعظيمًا، بينما في العصر الحالي وصل الحال ببعض المتعلمين إلى الانهزام النَّفسي، وعدم الشُّعور بالأمان؛ حيث يحكم الطَّالب على نفسه بالفشل، وعدم القدرة على مواصلة دراسته، فيَحِيد بذلك عن المسلك الصحيح، وينكص على عقبيه، فتكون النتيجة غير مرضية.


لقد آن الأوان لتحديد مكان الخَلل لدى المتعلمين، وتزْويدهم بالشحنات الإيمانية القوية؛ كالتوكُّل على الله، وحُسن الظن بالمستقبل، فَتلقين الدروس وحدها لا يكفي؛ لكي يصبح الطالب الممتحن مؤهلًا نفسيًّا، إذا لم تُخلَّل هذه الدُّروس بالتَّوجيهات الأساسية، وترسيخ القيم النَّبيلة في نفوس المتعلمين.


ما أحوج الوقوف على سِيَر العُلماء والنبغاء القُدامى، الذين وصلوا إلى مبتغاهم بالمثابرة والجد والاجتهاد، وبالعزيمة القويمة والإرادة الصادقة، فَتَفَتَّقَتْ عبقريتهم، وصقلتْ مواهبهم الفكرية، كلُّ ذلك بفضل اليقين في الله والرجاء فيه، وابتغائهم الهدف الأسمى في دراستهم وتعليمهم، فكانوا صَالحين مُصلحين، ولنا فيهم النُّموذج الأسمى الذي يُحتذى به، فباقتفاء أثرهم نَسير على منهج الصلاح والفلاح، ولن يصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولُها.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.87 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]