24-11-2021, 04:08 AM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,699
الدولة :
|
|
الشعراء والصور
الشعراء والصور
مروان عدنان
-1-
بغدادُ أغنيةٌ
نؤرِّخُ للطُّفولةِ حينَ نسمعُ سِحْرَها
نسترجعُ اللحظاتِ أحلاها ونُمعنُ في تذكُّرِ وجهَ مَنْ نهوى
نُبالغُ في التّذكّرِ..
نحنُ لا نرتاحُ إلاَّ في الخيالْ!
-2-
بغدادَ ليسَ لها وجودٌ
لم تكنْ يومًا من الأيامِ زاهيةً!
لماذا خالفوا المألوفَ
شقُّوا شارعًا فيها، فماتَ مؤدِّبُ الصِّبيانِ
والخانُ القَديمُ.. وصَوَّحتْ فيها الحياةْ..
لا مُعجمُ البُلدانِ يُوصِلُني لها
ولا حتى رِواياتُ الثُّقاتْ!
-3-
صفةُ المدينةِ لاتليقُ بمنْ تخطَّى مجدُها قصصَ الزمانْ
فالسِّندبادُ مسافرٌ عنها وأوَّابٌ إليها
قبلَ عامٍ واحدٍ صافحتهُ!
وضحكتُ حينَ عَلمْتُ ما طلبَ الخليفةُ من صديقي السِّندبادِ
فكانَ يُقرِئهُ السَّلامَ، يُريدُ منهُ الماسَ من وادي الهياكلِ والعظامِ،
وكنتُ ساعتها أشاركهُ العشاءَ على ضفافِ النّهرِ، مازحني بأنْ
أنسى الكتابَ (فيخنةُ العجلِ المقدَّدِ) لا تعوَّضْ!
-4-
في أيِّ أمسيةٍ رأينا وجهَها؟
في أيِّ أمسيةٍ وقد مرَّتْ جميعُ الأمسياتِ
كوقتِ أغنيةٍ نُحاولُ أنْ تطولَ، فتنتهي!
-5-
بغدادُ حتَّى لو من الأسماءِ تحملُ سبعةً
ستظلُّ ليسَ لها وجودٌ!
تشتكي غزوَ المغولِ وتشتكي عبثَ التَّتارِ
وتشتكي غدرَ اللصوصْ.
-6-
بغدادُ لوحةُ شاعرٍ
هيَ كلُّها من صُنعهِ
هوَ وحدهُ استدعى ملايينَ القصائدِ
سكَّ منها عملةً ذهبيةَ الوجهينِ
زوَّرها المؤرِّخُ حينَ أثبتَ نهرها عذْبٌ
وأنكرَ أنها شِعرٌ جميلْ.
-7-
بغدادُ حتى لو من الآمالِ تملكُ عالماً
حتى ولو..
ستظلُّ حُلمًا لا أقلَّ ولا كثيرْ!
-8-
بغدادَ أسمعُها صباحًا
مثل أُغنيةٍ، وكنتُ إذا مَررْتُ بها مساءً
لا أراها،
أينَ؟ أسألُ..
لا جوابَ سِوى بقايا زهوها.
-9-
قُبَبٌ تقومُ..
زخارفٌ في كلِّ مئذنةٍ
مَحاريبٌ تُذكِّرُنا بعهدِ العارفينَ
سألتُ سادِنها:
لماذا نحنُ نعشقُها؟
فقالَ سألتَ لصًّا!
والسؤالُ جوابهُ في جيبِ شاعرْ.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|