سمات ومقدمات للتربية الإيجابية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شـــــــرح دُّعَاءُ يقال عِنْدَ إغْمَاضِ الـمَيِّتِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          شرح حديث"اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ، أَذْهِب الْبَأسَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 14595 )           »          دفع الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الصلاة جالسًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          خطورة الدعاء على الأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الميت ينتفع بالمصحف الموقوف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من نسي عضوا من أعضاء الوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          إن الله -تبارك وتعالى- يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الصُحبة الصالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-08-2021, 03:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,645
الدولة : Egypt
افتراضي سمات ومقدمات للتربية الإيجابية

سمات ومقدمات للتربية الإيجابية


مصعب الخالد البوعليان



ما تركِّز عليه ستحصل عليه:
هذا القول يبدو عند بعض التربويين كـ(مسلَّمة) أو (قانون ثابت)، وهو ليس في الحقيقة عن ذلك ببعيد؛ فالكثير من شواهد الحكمة في التربية تؤدِّي ذات المعنى.

من هنا، فإننا يُمكن أن نصنِّف خطابين تربويين، أحدهما يوصف بـ(الإيجابي) فيما الآخر (سلبي)، ومكمن الاختلاف بينهما هو في نوعية القيم التي يُركِّز الخطاب عليها؛ فالخطاب التربوي الإيجابي أو (التربية الإيجابية) تركِّز على القيم الأخلاقية والقدوات الطيبة، وتبني في نفس الناشئ استعدادات معينة نحو الصلاح والاستقامة، أما (التربية السلبية) فتركِّز على عكس ذلك، فتُجلِّي للناشئ القدوة السيئة، وتمضي في ترسيخ سلوكياتها في نفسه محذرة ومُنذِرة، فيَنشأ الناشئ متبصِّرًا بطريق الغَواية، جاهلاً طريق الهداية.

تربية إيجابية:
والتربية الإيجابية هي الطريق لبناء إنسان صالح مستقيم يَعرِف سبيل الهداية كما يجب، ويَملك المقوِّمات النفسية والدوافع الذاتية التي تُعينه على سلوكها، كما لا تنقصه المعرفة بطريق الغواية أو العزيمة على العدول عنها وتركها والحذر منها.

والسؤال الذي يتوجَّب علينا طرحه يدور حول سمات هذه التربية ومقوماتها ومؤهِّلات المُربِّي الإيجابي، والمهارات التي تُساعده في أداء مهمته، وإن كنا لا نستطيع الإحاطة بكل ذلك في هذه المقالة، فسيكون من الجيد أن نحيط ببعضِ ذلك، أو بالأساسي منه، عبر النقاط التالية:
نحن بحاجة إلى إيمان راسخ بأن الناشئ ليس إنسانًا صالحًا، وبأنَّ التربية ليست مجرَّدَ حفظِه من المؤثرات الضارة، وكون الإنسان مخلوقًا على الفِطرة لا يتعارَض مع هذا الوعي، بقدر ما يؤكِّد امتلاكه لتربة أولية يُمكن زراعة القيم الصالحة أو الفاسدة فيها.

وإيماننا بذلك ينبغي أن يدفعنا إلى توجيه اهتِمامنا ناحية تعزيز مَنظومة الفرد الأخلاقية بالقيم الصالحة، قبل تحذيره من ضدِّها.

السلوك الحميد لا معنى له بالنسبة للإنسان، ما لم يكن صادرًا عن دافع نفسيٍّ حميد، وهذا السبب بذاته هو ما جعل عمل المرء الصالح باطلاً إذا كان قد قصد به غير وجه الله تعالى.

والمقصود من ذلك هو أن نتجه إلى إيجاد دوافع حميدة في داخل الإنسان، تحمله على القيام بالسلوك الحميد على الدوام، وإيجاد هذه الدوافع لا يتسنَّى من خلال كثرة الكلام، بل من خلال القدوة والتحفيز وتعزيز الرقابة الذاتية عبر مساحة مضبوطة من الحرية في اتخاذ القرار.

التربية الإيجابية ليست عملية قصيرة، كما أن قصارى نجاحها ليس انتهاج الفرد الناشئ لسلوك حميد في مرحلة ما، ولكنها عملية طويلة المدى تَحتاج إلى صبر ومُصابَرة وتدرُّج؛ حتى ينحت المربي في نفس الناشئ القيم النبيلة التي سيُحيي هذا الناشئ حياته بها ووفقًا لها.

الخطاب التربوي الإيجابي لا يَحتفل بالسلبيات ليَجعل منها مادة للتقريع، كما أنه لا يغفل عن الإيجابيات (ولو كانت صغيرة) مؤجلاً فرحته للحظة تحقيق الكمال، فالإنسان في حالة مستمرة من التقلب لا نهاية لها، وإذا كنا نعتقد بأن مهمَّتنا هي بناء إنسان متوازن، فإنَّ علينا أن نفرَحَ بكل خُطوة إلى الأمام في هذا الطريق؛ لأن هذا يُحفِّزه ويَدفعه، كما أن علينا أن نغفل أحيانًا عن الخطوات إلى الخلف؛ لأن بعضها تَجارب تُعلِّمه الخطأ والصواب، ما لم تتحوَّل من كونها تمايلاً مرحليًّا بسيطًا إلى اتجاه معاكس لمشوار التربية الذي نقطعه.

الناشئ ينبغي أن ينعم بمخيال مليء بالنماذج والقدوات الصالحة، وهذا يُكلف المربي مهمة إصلاح نفسه كما يُكلفه مهمة البحث عن القدوة الصالحة التي من شأنها أن تساعده في عمله، إلا أن هذا لا يعني بأن يغفل عن توعية الناشئ بطرق الغَواية، توعية كافية لتنمية دافع ذاتي بالابتعاد عن هذه الطرق والحذر منها ومن عواقب سلوكها.


في مرحلة ما، سيتوجَّب على المربي الإيجابي ألا يتغافَلَ عن بعض التجارب السلبية أو الوعرة التي يتوقع أن يخوضها الناشئ في قابل أيامه، فيأخذ بزمام المبادَرة بتوضيح الأمور له، وتجلية السبُل الصحيحة للتعامل مع بعض المواقف غير الطبيعية، وهذا خيرٌ مِن تركه في مواجهة تجارب لم يستعدَّ لها كما يجب، بدعوى أن الحديث فيها (عيب) أو (حرام) أو (لا داعي له).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.32 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]