|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الانتقال إلى منزل مستقل أ. مروة يوسف عاشور السؤال أنا زوجة، عشتُ مع عائلة زوجي سنواتٍ في غرفةٍ واحدة مع بناتي، وصبرتُ على أذى أهله وصراخِهم في وجهي، وزوجي يسمع كلامَهم، وشخصيَّتُه ليست ضعيفة، وإنما هو رجل فيه بعض الحِكْمة. والآن أنا في مَنْزل والدي؛ نتيجةً لقول أمه: أخرِجْها من مَنْزلنا، فكيف أتصرَّف مع هذا الزوج؟ مع العلم أني سأخرج معه بعد أشهُرٍ إلى مَنْزلنا، علمًا بأن والدي قد شرط عليه قبل زواجنا بأن يجعل لي مَنْزلاً، وآخر كلام زوجي لي: أنا لن أجلس معكِ إلاَّ من أجل بناتي فقط، وشكرًا. الجواب أختي الفاضلة، حياكِ الله. لستُ أدري ما علاقة الحِكْمة بإخبار الأهل بكلِّ صغيرةٍ وكبيرة عن حياتِكم، وما تُنْفِقون، وإخبارهم عن كلِّ لفتة وكلِّ حركة؟! لا يُرجى من إقامتكم في بيتِ أهل زوجكِ صلاحُ حالٍ, ولا يُنتظر أن تستقرَّ الأمور، وتَهْدأ العاصفة وأنتم بينهم, وفي الحقيقة فلستُ أرى الحلَّ إلا في انتقالكم إلى ذلك المَسْكَن الجديد, ولو كان غيرَ مناسب, فالحُرِّية لا تُقَدَّر بثمن، وكم تتغلَّب الراحة النفسيَّةُ على ضيق المكان، وخلوُّ البيت من المجلس وغيره من كماليَّات الحياة التي لن تتوقَّف حياتُنا عندها, ولن تواجِهَنا كثيرٌ من المشكلات ما تخلَّينا عنها! ما أنصحكِ به بعد انتقالكم إلى البيت الجديد بإذن الله: أن تبدئي حياةً جديدة، وأن تُحسني معاملةَ زوجكِ، وتعينيه على بِرِّ أهله. ولا داعي للخوض في حياتكم السابقة، والتحدُّثِ عنها أمامه، وتذكيره بما كان من أهله تلك السنوات, بل عامِليهم بالمعروف، وحاولي أن تتناسَيْ ما كان منهم، ولا تُسيئي إليهم، ولو غلبَتْكِ أحزانُكِ، وتضاربَتْ ذكرياتُكِ، واندفعت المشاعر السلبيَّة تبغِّضهم إليكِ, فليس أفضلَ من ردِّ السيئة بالحسنة؛ ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت: 34 - 36]. وحُسْن الخلق مما يأسِرُ القلوب، ويصفِّي شوائبها، ويطهِّرها من أدرانها, فلن تَجِدي - إن شاء الله - ذلك الخلُقَ منهم وأنتِ ذاهبةٌ إليهم في زياراتٍ متفاوتة متباعدة, وإن بدَر منهم ما يسوءكِ فلا تلقي لذلك بالاً، واحمدي الله أنْ منَّ عليكِ ببيتٍ من غرفتين، وقد كانت سنواتكِ الماضية في غرفةٍ واحدة بلا مَرافق خاصَّة. اعتَنِي بزوجكِ، ولا تقفي عند كلِّ كلمة؛ فكم تَخْرج من الإنسان كلماتٌ لا يعنيها، ولا يعي معناها وقتَ الغضب, ومِن أكثر ما يزرع البغضاءَ بين الزوجين أن يقف كلٌّ منهما على كلِّ كلمةٍ لصاحبه، ويَظلَّ يحسب عليه أقوالَه وأفعاله. لا أدري لماذا تعجز بعضُ الزوجات عن زرع بذور المحبَّة بينها وبين زوجها؟ الرِّجال مخلوقات بسيطة وغير معقَّدة - وليس كما تظنُّ بعض النِّساء - بل الوضوح والصَّراحة فيهم من أكثرِ ما يجعل التعامل معهم يسيرًا على كلِّ زوجة عاقلة حكيمة، تتَّسِم ببعض الذَّكاء. قبل انقضاء المدَّة المتفق عليها "الأشهُر" تواصَلِي مع زوجكِ، وبُثِّيه أشواقَكِ، وأحسني معاملتَه، ولا تَذكري أهلَه إلا بخير, ولا تقطعي حبال المودَّة حتى يجمعكم البيتُ الجديد؛ فمجرَّدُ مكالمةٍ منكِ وحديثٍ قصير يردُّ إليه الثِّقة فيكِ وفي محبتكِ, فقط جرِّبي. أخيرًا: أوصيكِ بالدُّعاء، والتوجُّه إلى الله بإلحاحٍ، وثقي أنه لا يردُّ خائبًا، ولا يخيب سائلاً؛ وقد قال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]. وفَّقكِ الله وأصلح حالكِ, وهدى زوجكِ، وجعلكما عونًا لبعضكما على طاعته, ونسعد بالتواصل معكِ في كلِّ وقت, فلا تتردَّدي في مُراسلتنا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |