|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أختي والخاطب المنتظر أ. أريج الطباع السؤال أقدِّم مشكلة أختي، والتي أرجو أنْ نجد لدَيْكم لها جوابًا. بعد أنْ فسخت عقدًا من رجلٍ كان مريضًا نفسيًّا بانفصام الشخصية، وقد أخفى الأمر عليها؛ الأمر الذي أدَّى إلى أنها لا تثق بأيِّ خاطبٍ. والآن هي مخطوبة من شخص مطلِّق، ومنذ شهرين كلَّم أخي ووالدي وهو يتواصل معهما، وأهلي يسألون عنه، ويقولون: مناسب - بإذن الله - دائمًا يقول: سآتيكم بعد أسبوعين حتى اكتمل شهرٌ ولم يأتِ، علمًا بأنَّه شرح للوالد ظُروفَ عمله، وأنَّ سبب تأخير قُدومه أنَّ صاحب العمل لا يعطيه إجازةً؛ لأنه قد أخذ إجازةً قبل شهرين. والسؤال هو: كيف نعرف إنْ كان جادًّا أو لا؟ كم الفترة التي يستحق أنْ ننتظره فيها؟ هل بإمكانه أن يطيل المدة ويتواصل مع الأهل وهو غير راغب أو غيَّر رأيه؟ بماذا تنصحون أختي في هذه الفترة؛ لأنَّنا نخاف عليها من الصدمات بعد أن مرَّت بالتجربة السابقة؟ أختي أعجبتها صفاته، ولا بأس أن تنتظره، الأهم صدقُه ووفاؤه. علمًا بأنه من منطقة بعيدة عنا، وأن من دلَّه أخبره بمواصفاتها، ولكن لم يرها بعدُ النظرة الشرعية، وهو ليس من الأقارب، ولكنَّه من العائلات المفضَّلة لوالدي، لو سمحتم أريد أسئلةً يطرحها أخي عليه لنعرف قناعته وصدقه في الأمر. أرجو أنْ أجد جوابًا عاجلاً، فنفسية أختي تزداد سوءًا، شكرًا لكم. الجواب رائعٌ اهتمامُك بأختك، ما شاء الله عليكِ! لكن يا عزيزتي الأمور أعقد من أنْ يكفيها ما سردته علينا باستِشارتك، أختك تحتاج أنْ تتجاوَز الصدمة التي عانتْ منها أولاً، فلا تُبنَى حياة صحيَّة على بَقايا صدمة مُؤلِمة! هي لا تحتاج حمايتكم بقدْر حاجتها لأنْ تستعيد ثِقتَها بنفسها وإيمانها بالله، فما أصابَها قدرٌ قد كتَبَه الله عليها لحِكمةٍ، تحتاج أختك أنْ تُغيِّر نظرتها للتجربة التي مرَّت بها، فتنظُر لها على أنها خِبرة أُضِيفتْ لخبرتها بالحياة تُسهِم بتكوينِ شخصيَّتها، وصَقْلِ نظرتها للأمور. ادعَموا أختك، لكنْ لا تحموها بطريقةٍ تَعُوقها عن أنْ تكون أقوى، ساعِدوها لتستَعِيد ثقتها بنفسها بعد ما حدَث معها، وأعينوها أنْ تتَّخذ قَراراتها الأخرى بتروٍّ وثقة أيضًا دون أنْ تخشى من الفشل، فقد نتعرَّض لأكثر من صدمةٍ بحياتنا، لا يجب أنْ يهزَّنا ذلك، وإنْ أثَّر بنا فترتَها! أمَّا عن الخطيب الجديد، فكونه مُطلِّق الأمر يحتاج سؤالاً أكثر حول أسباب طلاقه أيضًا، وضَعُوا باعتباركم أنَّه أيضًا صاحب تجرِبة ستُؤثِّر فيه بطريقةٍ أو بأخرى، حاوِلوا أنْ تعرفوا الأثر الذي تركَتْه هذه التجربة عليه، وما الأمور التي صار أحرَصَ عليها بعد طلاقه؟ أيضًا قد تَعُودُ مطلقته في أيِّ لحظة لتُحاوِل الارتباطَ به أو يُحاوِل هو ذلك، خاصَّة لو كان لديهما أبناء، ولو لم تكن قد تزوَّجت بعده، فضَعُوا هذه النقطة في حسابكم أيضًا. أمَّا عن تأجيله فهو غير مريح، خاصَّة أنَّه يعدكم كلَّ مرَّة ثم يُؤجِّل، ولو كان الأمر مُتعلِّقًا بالعمل فقط لاستَطاع إخباركم من البداية، ولم يربط نفسه ثم يُؤجِّل أكثر من مرَّة، وربما يكون فقط إشارة لجانب بشخصيَّته، لكن انتبهوا له وافهموا سببه أكثر! كثيرًا ما يكون الأهل هم الراغبين مثلاً، أو أنَّ الشاب يرغَبُ عقليًّا ومتردِّد عاطفيًّا، فيُؤجِّل الأمر ريثما يُنهِي أمورًا أخرى عالقة بداخِلِه أو على أرض الواقع؛ يتَّضح ذلك مع الوقت والسؤال. الصدق والقَناعات لا تكفي معرفتها في جلسةٍ واحدة، وتحتاجُ شخصًا تعايَشَ معه؛ لذلك ابحَثُوا عمَّن تسألونهم عنه ويجيبونكم بأمانة، أمَّا الأسئلة فستأتي تلقائيًّا، المهمُّ هو المشاعر والانطِباع الذي يترتَّب على أسلوبه بالتواصُل بشكلٍ عام. وطبعًا لا تنسوا أثر الاستخارة، أوصي أختك بها، وأنْ تثق أنَّ الخير فيما اختارَه الله دومًا. كونكم من منطقةٍ وهم من منطقةٍ أخرى، قد يكون لتأثير العادات دورٌ بذلك، اسألوا حول هذا الأمر أيضًا. إذًا؛ الخلاصة: بدايةً: على أختك أن تهتمَّ بعلاج نفسها من الصدمة السابقة وتتجاوَزها. ثم عليكم فهْم سبب تأخُّره وتأجيله كلَّ مرَّة، غير السبب الذي قاله حول العمل؛ إذ إنَّه كان يفترض أنْ يعرفه من أوَّل مرَّة. اسألوا عنه وعن أسبابِ طلاقه المرَّة السابقة، وتأكَّدوا من الرواسب التي خلَّفتْها التجربة عليه. شعور والدك أو أخيك أو مَن يتواصَل معه له دورٌ كبير أيضًا بفهْمه، وأخْذ انطباعٍ أولي عنه، لكنَّه لا يكون كافيًا دومًا، يحتاج الأمر لسؤال مَن يكون قد تعايَشَ معه. لا تنسوا الاستخارة ودورَها في موضوعٍ مصيري كهذا. وفَّق الله أختك، وعوَّضَها خيرًا، وكتب لك الأجرَ لاهتمامك بها.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |